- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سيستمرُ عهدُ الشّر والعنف إلى أن يشاء الله!
(مترجم)
الخبر:
أُجريت انتخابات برلمانية مبكرة في قرغيزستان. وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، أفادت وكالة أنباء 24.kg بأن اللجنة المركزية للانتخابات والاستفتاءات "أعلنت نتائج الانتخابات الاستثنائية لنواب مجلس النواب (جوجوركو كينيش) في قرغيزستان، والتي جرت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. وكان من المقرّر إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة بموجب مرسوم رئاسي في 30 أيلول/سبتمبر 2025. ووفقاً للجنة الانتخابات المركزية، فقد جرت الحملة الانتخابية وعملية التصويت نفسها وفقاً لأحكام القانون".
التعليق:
كان من المقرّر أن تنتهي ولاية البرلمان في تشرين الثاني/نوفمبر 2026، لكن الرئيس حلّ البرلمان بعد أن دعا نواب موالون له إلى انتخابات برلمانية مبكرة في 25 أيلول/سبتمبر. وقد جرت الانتخابات في ظلّ اعتقال شخصيات معارضة. ففي 24 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتُقل عضوا الحزب الديمقراطي الاجتماعي المعارض، تيميرلان سلطانبيكوف وإرميك إرماتوف، نجل الرئيس السابق قديربيك أتامباييف، وآخرون. وقد نفّذ صدر جباروف إجراءات مماثلة لإقصاء نواب غير مرغوب فيهم من البرلمان في عام 2021. ووفقاً لنتائج الانتخابات، حصل أحد أقارب الرئيس صدر جباروف ورئيس جهاز المخابرات كامشبيك تاشيف على أعلى نسبة من الأصوات. وفي وقت سابق، في تشرين الأول/أكتوبر، أصبح نوردولوت نورغوزويف، الابن الأصغر للرئيس، مؤسساً لبنك جديد. وفي مقابلة مع الصحفيين، وعندما سُئل الرئيس جباروف عن مشاركة ابنه في افتتاح البنك الجديد، أجاب: "ليس لدينا ما نخفيه عن الشعب. أولاً وقبل كل شيء، أنا في السلطة منذ أكثر من خمس سنوات. خلال هذه الفترة، لم أُشرك أي فرد من عائلتي، ولا حتى إخوتي، في شؤون الدولة. أعتقدُ أنّ سياسياً واحداً من كل عائلة يكفي...".
يستعد صدر جباروف للانتخابات المقبلة في عام 2027، ولتحقيق هذه الغاية، يقوم، من جهة، بتطهير الساحة السياسية من جميع الشخصيات المعارضة غير المرغوب فيها. ومن جهة أخرى، من خلال ترقية ابنه إلى مناصب في المؤسسات المالية، يضمن لنفسه الدعم اللازم للسيطرة على البلاد اقتصادياً. أما قوات الأمن، فهي تحت سيطرة صديقه وحليفه، كامشبيك تاشيف، رئيس لجنة الدولة للأمن القومي.
في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، صرّح صدر جباروف على حساباته في مواقع التّواصل: "لن تكون هناك انقلابات. أولاً، لن نعطي أي مبرر للانقلاب. ثانياً، لم تعد الدولة الضعيفة السابقة موجودة. الدولة الآن قوية. ثالثاً، الشعب يعرف جيداً من يدعم ومن يجب أن يكون في السلطة. من الآن فصاعداً، لن تروا الانقلابات إلا في أحلامكم. النهب والسرقة والسعي الجشع وراء الربح ومحاولات الاستيلاء على المناصب والثراء بعد الانقلاب - دعوا كل هذا يبقى في أحلامكم فقط".
تشير هذه التصرفات والتصريحات من الرئيس صدر جباروف إلى أنه يعتزم البقاء في منصبه لفترة طويلة.
يسعى كل من يصل إلى السلطة في دول آسيا الوسطى إلى ترسيخ نفوذه والتمسك به حتى وفاته، ثم توريثه لأبنائه. فقد نقل رئيس تركمانستان السلطة إلى ابنه. أما رئيس طاجيكستان، فقد رسخ نفوذه لدرجة أن أقاربه يشغلون مناصب في جميع مؤسسات السلطة تقريباً، وقد هيأ ابنه لخلافته. وينطبق الأمر نفسه على الرئيس الكازاخستاني السابق نزارباييف، حيث يسيطر أبناؤه وأقاربه على جميع القطاعات المالية في كازاخستان. وعيّن رئيس أوزبيكستان، شوكت ميرزياييف، ابنته رئيسةً للإدارة الرئاسية، وتُعتبر سعيدة ميرزيوييفا عملياً ثاني أقوى شخصية في البلاد.
أصبحت الدول التي تُسمى مستقلة ذات مؤسسات قانونية مجرّد إجراء شكلي في العالم الحديث. كلّ هذه التصريحات الرنانة عن المجتمعات القانونية وسيادة القانون وحقوق الإنسان ليست سوى سراب لا وجود له في الواقع.
في الحقيقة، نحن نشهد عهد الشّر والعنف، كما أخبرنا نبينا الكريم محمد ﷺ. فقد روى أبو داود الطيالسي عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ».
اليوم، ليس من يقف على الحقّ هو القوي، بل من يملك السلطة والمال والجيش. هؤلاء الطغاة يحكمون بالقوة، ويجبرون الناس على الخضوع لظلمهم وشرورهم، ويثرون أنفسهم على حساب موارد الأمّة، ويسجنون كلّ من يدعو إلى الإسلام والحقّ. لقد أنهك استبداد حكام المسلمين الأمة، ولا يوجد من يقف إلى جانبها، ويدافع عنها، وينقذها من معاناتها.
لكن هذا لن يدوم، فحكمُ الطّغاة سينتهي قريباً. فقد تابع نبينا الكريم محمد ﷺ الحديث، فقال: «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



