- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الرياض وأبو ظبي من الحَزْم إلى الجُرْم
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري خبراً بعنوان "تصعيد إماراتي في حضرموت والسعودية تهدد بمواجهات واسعة" قالت فيه: "واصلت المليشيات الموالية للاحتلال الإماراتي تصعيدها العسكري في محافظة حضرموت، متجاهلة التحذيرات والتهديدات السعودية المتصاعدة، في مؤشر واضح على دخول الصراع بين طرفي التحالف مرحلة أكثر خطورة وانكشافاً. وأفادت مصادر محلية بأن تعزيزات عسكرية جديدة تابعة لمليشيا الانتقالي وصلت أمس إلى منطقة الخَشْعَة في وادي حضرموت، وسط تحركات ميدانية مكثفة تهدف إلى تعزيز السيطرة على مديريات الوادي والصحراء".
التعليق:
بالأمس أطلقت الاثنتان عملية حربية طالت اليمن حملت اسم عاصفة الحزم، بقيادة الرياض، ومشاركة أنظمة خليجية وعدد من شهود الزور المعدمين المسحوبين من أنوفهم؛ مصر والسودان والمغرب، رافعتين شعار "إخراج الحوثيين من صنعاء"، واليوم بعد عشر سنوات على انطلاقها 2015 - 2025م يظهر إجرامهما في حضرموت وما جاورها، فيما يجلس الحوثي المُسْتَهَدَف بسلام مطمئناً لا يزعجه ولا يؤرقه شيءٌ، سوى اقتراب المعارك في حضرموت من مأرب من جهة العَبْر! ولم يدر بخلد السياسيين - ما عدا حزب التحرير - أن الهدف من عاصفة الحزم هو تثبيت الحوثيين في صنعاء، وليس إخراجهم منها.
يبدو أن تحالف الأمس الشكلي بين الرياض وأبو ظبي قد انقضى، ليظهر مكانه الصراع والمواجهة. فابن سلمان لا ينظر إلَّا بعيون أمريكا، وابن زايد لا يبصر إلّا من نافذة دواننغ ستريت بلندن، التي لم تتركه وشأنه منذ عام 1967م! وهو ما عرَّى حقيقة وجودهما في اليمن، وأبرز مغازي كل واحدة منهما.
إن أبو ظبي - خدمة لسيدتها بريطانيا - قد تفوقت على الرياض، بدخولها على خط تشغيل شركات مرتزقة دوليين للعمل في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، ما يجعل الرياض تتوجس خيفة، وتلوح بقصف مليشيا الانتقالي بالطيران.
متى يُرَدّ أهل اليمن إلى صوابهم، فيخرجوا من دائرة الصراع الدولي الأمريكي البريطاني، ويزيلوا من رضوا لأنفسهم لعب دور أدوات صراع محلية رخيصة تخرب اليمن على رؤوس أهله، ويديرها في الخراب إقليميون يتطاولون في البنيان، لا يؤرقهم ترويج الفجور والانحلال في طوابقه، ويستفيد من وراء كل ذلك طرفا الصراع الدوليان؟!
متى يَنْأى أهل اليمن بأنفسهم عن دائرة الصراع، فيكونوا مع العاملين الذين يكشفون لهم حقائق السياسة، ويمضون بهم لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيستحقوا أن يعودوا أهلاً للإيمان والحكمة، كما كانوا؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن



