- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى سيقبل الضباط والأركان بأن تبقى جيوش الأمة بيدقا بيد الحكام عملاء الاستعمار؟!
الخبر:
ذكر التلفزيون الأردني يوم السبت أن سلاح الجو الملكي الأردني شارك في الضربات الأمريكية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الليلة الماضية. وقال التلفزيون الأردني إن "المشاركة الأردنية تأتي في إطار الحرب على الإرهاب..." (الجزيرة نت، 20/12/2025)
التعليق:
كالعادة والمعهود يهب حكام المسلمين ملبين مسرعين إذا ما أمرتهم أمريكا أو نادت عليهم لتحقيق مشاريعها الخبيثة في حروبها على بلاد المسلمين، بينما يحجمون ويصمتون صمت أهل القبور عن تلبية نداء المسلمين وضعفائهم في غزة والضفة الغربية شقيقة الضفة الشرقية وأقرب البلاد إليها.
فغزة والضفة تذبحان من الوريد إلى الوريد منذ أكثر من عامين، وكيان يهود بالتعاون مع أمريكا يعيث في المنطقة كلها فسادا، فيضرب لبنان وسوريا واليمن وإيران، ولم ير النظام الأردني في ذلك تهديدا لأمن المنطقة ولا زعزعة لاستقرارها!
وذلك رغم أن الضربات التي قامت بها القوات الأمريكية في سوريا والذريعة التي اتخذتها لتنفيذ تلك الضربات جاءت في وقت مريب، إذ إنها جاءت بعد أن بدأت أمريكا بالتعاون مع القيادة السورية الجديدة بتصفية وملاحقة المعارضين والمسلمين والمجاهدين وتهيئة الأمور للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للمضي قدما في التعاون مع أمريكا ومشاريعها، فاتخذتها ذريعة لإحياء شماعة (محاربة الإرهاب) من أجل مواصلة العبث بأمن المسلمين وفرض الهيمنة على بلادهم وقرارهم السياسي.
أيها الضباط والأركان في جيوش المسلمين، إن هذه الجيوش برجالها وعتادها والجهود التي بذلت لبنائها وتدريبها هي أمانة في أعناقكم، فلا يجوز لكم أن تجعلوها أوراقا تلعب بها أمريكا تعطلها وتحركها كيف تشاء! وإن الحكام الخونة قد اتخذوا الكفار أولياء لهم، فجعلوا أهدافهم أهدافا لهم، ومصالحهم مصالح لهم، ضاربين عرض الحائط بحديث رسول الله ﷺ القائل: «الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ. أَلَا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ بِعَهْدِهِ. مَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً فَعَلَى نَفْسِهِ، أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، وغير آبهين بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
قاتلهم الله من حكام! فبدل أن يحركوا جيوش الأمة لحرب أعدائهم وتحرير بلادهم ومقدساتهم ونصرة أهلهم، يحركونها لحماية عروشهم وخدمة مشاريع أمريكا ويهود في المنطقة والعالم.
فإلى متى ستقبلون بأن تبقوا بيدقا بيد الحكام عملاء الاستعمار أيها الضباط والأركان؟!
إن طريق نهضة الأمة واستعادة عزتها وحريتها وكرامتها يمر أولا عبر عروش الحكام الطغاة، فبدون التخلص منهم لن نرى جيوش الأمة تدافع عن مصالحها أو بلادها، بل ستبقى رهينة للاستعمار وإرادته. فسارعوا أيها الضباط إلى نصرة أنفسكم وقضاياكم ودينكم بالتخلص من حكامكم، سبب الذل والهوان والتبعية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس خليل عبد الرحمن



