الأربعاء، 22 شوال 1445هـ| 2024/05/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا أغلقت السعودية أكاديميتها في بون؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا أغلقت السعودية أكاديميتها في بون؟

 

 

الخبر:

 

روسيا اليوم 2016/8/30 - أعلنت الرياض الاثنين 29 آب/أغسطس، إغلاق أكاديمية الملك فهد في بون ابتداء من بداية العام المقبل ووقف بناء أكاديمية مماثلة في برلين.

 

وتتولى هذه الأكاديمية السعودية التي أسست عام 2000 تدريس اللغة العربية والدين الإسلامي لـ 150 طالبا من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية.

 

من جانبه نشر موقع "دويتشه فيله" تقريرا تساءل فيه عما إذا كان إغلاق أكاديمية الملك فهد يُعد وقفا لاستيراد الفكر المتطرف إلى ألمانيا، وصف فيه القرار السعودي بأنه "خطوة على طريق تحسين صورة السعودية في ألمانيا وأوروبا"، مشيرا إلى أن الرياض تخلت أيضا عن بناء أكاديمية أخرى تحمل نفس الاسم في برلين.

 

وأشار موقع "دويتشه فيله" في تقريره إلى أن "القيادة السعودية الجديدة جادة في مساعيها لتحسين صورة المملكة في العالم أجمع وفي أوروبا عموما وألمانيا خصوصا، ووصف الموقع الألماني أكاديمية الملك فهد بأنها مثيرة للجدل، لافتا إلى أن القرار السعودي شمل أكاديمية ثانية في برلين على الرغم من أن عملية بنائها في مراحلها النهائية.

 

 

التعليق:

 

في خضم الدماء التي تسيل أنهاراً في سوريا والعراق واليمن وغيرها من بلاد المسلمين فإن حكام السعودية لا ينسون أبداً أن خنوعهم للكفار يجب أن يكون شاملاً، ففكرة المطاوعة عند حكام العصر الجبري يجب أن تشمل النواحي الثقافية التي تثير تساؤلات عند الأسياد الأوروبيين والأمريكان!!

 

فبدلاً من إنفاق أموال النفط على مثل هذه المؤسسات التي تلقن الطلاب الإسلام وفق الرؤية السعودية، هناك أهداف أسمى عندهم مثل الإنفاق على قتل المسلمين في اليمن خدمة لمصالح أمريكا، ومثل الإنفاق على شراء ذمم قادة بعض الفصائل في سوريا حتى يسيروا في المشاريع الأمريكية، بل زاد الملك سلمان بتخصيص مئة مليون دولار لإنشاء مركز أممي لمكافحة "الإرهاب"، أي محاربة الإسلام.

 

إن حكام السعودية بهذا الفعل، كما غيرهم من حكام المسلمين، لم تعد تعنيهم قضايا المسلمين إلا بمقدار خدمة أسيادهم فيها، فهؤلاء هم النواطير، وبعض الأموال المنفقة على تدريس الإسلام مثل تلك الأكاديمية أو المدرسة، والتي تذر الرماد في عيون المسلمين لم تعد لازمة في ظل الانتقادات الغربية عن ترويج السعودية للإسلام، مع أن الثقافة الإسلامية التي تدرسها السعودية تكون قد مرت عبر عدة فلاتر حتى لا تغضب أسياد الحكام في الغرب.

 

تعلمت السعودية الدرس من انتقادات الرئيس الأمريكي أوباما للسعودية حين وصفها في نيسان 2016 بالراكب المجاني، لمجلة ذي أتلانتك الأمريكية، فردت السعودية بالنفي وأنها تساهم كثيراً في تنفيذ السياسات الأمريكية، فالرئيس أوباما والمستشارة الألمانية ميركل وباقي الأوروبيين يعلمون أن السعودية تدفع ثمن الذخيرة الغربية التي تقتل بها السعودية المسلمين في اليمن، ويعلمون مساهمة السعودية في مكافحة "الارهاب"، ويعلمون ما صرح به وزير خارجية السعودية الجبير أن السعودية تستثمر 750 مليار دولار في أصول أمريكية جزء كبير منها في سندات الخزينة الأمريكية، أي المعاملات الربوية الأمريكية، وكانت أخبار امتلاك الملك سلمان للعقارات الفارهة في لندن بقيمة مليار دولار قد ذاعت حين كشف اللثام هذا العام عن فضيحة وثائق بنما...

 

أي أن زبدة الثروة السعودية تستثمر في الغرب، وعندما تنزل أسعار النفط تعجز السعودية عن استرداد أموالها "المستثمرة" في أمريكا وأوروبا، وهي تعلم أنها ديون ميتة، لن تتمكن من استرجاعها، وما يتبقى من أموال تستثمرها السعودية في رفاهية حكامها. وهذا العام 2016 تحدثت وسائل الإعلام عن احتجاجات عند شاطئ فرنسي منع من الاستجمام به القريبون منه بسبب استئجار الملك سلمان له طوال فترة إجازته في فرنسا!

 

وأما رذاذ الأموال، أي قليلها، فهو مثل الأكاديمية السعودية في بون وبرلين، ومع أنها قليلة للغاية، إلا أنه يجب توفيرها من أجل وضعها في خدمة الكفار، وذلك أن حال دول الكفر الكبرى قد أصبحت تثير شفقة حكام السعودية بعد الأزمة المالية التي عصفت بتلك الدول، فكان لا بد من العدول حتى عن رذاذ المال الطائر وتوفيره ووضعه تحت تصرف الكفار، كل ذلك لأن السعودية لا تريد أن تسمع أي كلمة عن انتقادات غربية لنشر الإسلام، بعد أن أصبح كل ما يمت إلى الإسلام بصلة مستهدفاً في الغرب مثل إيقاف الدعم الخارجي لبناء مساجد، واللباس الإسلامي، وما قضية "البوركيني" في فرنسا إلا مثال على رفض الغرب لأي رمز، ولو مشوَّه، للإسلام، ذلك الغرب الذي أصابته صحوة المسلمين، خاصة الثورة السورية بالعمى، ويكاد يتخلى عن نظريته السابقة في دعم المعتدلين، فكل الإسلام قد بات تطرفاً.

وأمام هذه النغمة الحديثة القادمة من الغرب فإن حكام السعودية قرروا الانحناء أمام الموجة ووقف دعم أي رمز إسلامي مهما كان.

والله المستعان...

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

آخر تعديل علىالخميس, 01 أيلول/سبتمبر 2016

وسائط

3 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 02 أيلول/سبتمبر 2016م 07:26 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • om raya
    om raya الخميس، 01 أيلول/سبتمبر 2016م 16:14 تعليق

    جزاكم الله خيرا و بارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الخميس، 01 أيلول/سبتمبر 2016م 08:14 تعليق

    بوركت كتاباتكم المستنيرة الراقية، و أيد الله حزب التحرير وأميره العالم عطاء أبو الرشتة بنصر مؤزر وفتح قريب إن شاء الله

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع