الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ذكرى هدم الخلافة – بين إعلام مبدئي وإعلام هجين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ذكرى هدم الخلافة – بين إعلام مبدئي وإعلام هجين

 

 

 

الخبر:

 

تشهد هذه الفترة من كل عام ذكرى فاجعة ألمّت بالمسلمين وهي هدم الخلافة العثمانية في 28 من شهر رجب، حدث مثل هذا يتكرر على أمتنا الإسلامية منذ 97 عاما والإعلام العربي يحاول على مدار قرن من الزمان تجاهله وتغييبه.

 

التعليق:

 

ليس الهمّ الأول للإعلام أن يكون مجرّد وسيلة إخباريّة كمخزن للمعلومات أو أن يتصدّر السبق الصحفيّ فيتهافت على تغطية كل الأحداث، فقد صارت مواقع التواصل الإلكتروني تسبق الإعلام أشواطا في مثل هذه الأعمال عبر العالم! وإنما أن يكون الإعلام بوصفه جهازا من أجهزة الدولة، مبدئيا بدرجة أولى، بحيث يحمل مشروع الأمة التي ينتمي إليها، وأن تكون رؤيته في عرض الحقائق منبثقة عن هذا المبدأ وقضاياه التي يتبنّاها من جنس ما يؤمن به، حتى يُحقق الهدف منه بناء على وجهة النظر التي يقوم عليها.

 

من هنا فجملة المعلومات والأخبار والبيانات التي يُقدّمها لجمهوره هي ما تساهم في تكوين المواقف لدى الناس وتبنّي الأفكار والتأثير في الرأي العام وتغيير حتى المفاهيم والسلوك... ليُساهم بدوره في إنهاض الأمة أو المحافظة على نهضتها واستمرارها.

 

هذا ما نعنيه بالإعلام المبدئي الذي يُؤسَّس على مرتكزات إعلامية ثقيلة تُعزز فيه معاني السيادة والاستقلالية والمسؤولية والحرفية والتميّز بدءا من القضية التي يتبنّاها وصولا إلى أسلوب عرضها وتغطيتها.

 

حدثٌ مثل "ذكرى هدم الخلافة العثمانية"، وحجم لمثل هذه الفاجعة بإلغاء الكيان التنفيذي للإسلام، لا يطرحه الإعلام العربي ولا يأتي على ذكره إلا نادرا، إما بصياغة السرد التاريخي، أو بضغط الأمر الواقع الذي تفرضه عليه الأعمال الحاشدة والمسيرات والمؤتمرات "للمسلمين" عبر العالم إحياء لهذه الذكرى، فيعرضها باقتضاب أو يتجاهلها ويُعتّم عليها كما هو الحال على مدار قرن من الزمن تقريبا!

 

هل تُدرك الجهات الإعلامية بمختلف تسمياتها في بلادنا الإسلامية، الرسمية منها وغير الرسمية، ماذا يعني هدم الخلافة؟ وهل أنّ حدثا بمثل هذا الحجم لا يستحقّ أن توليه الوسائل الإعلامية حقّه، وتعرض حقيقته وتكشف المؤامرات التي حيكت حوله أو التي ما زالت تحول دون عودته، وتفضح كلّ المتآمرين والمشاركين في إلغائه أو العاملين على صدّه وعودة هذا المشروع الأصلي لهذه الأمة؟

 

وإلا فما فائدة تسخير الطاقات الإعلامية الموجودة لدينا، وما فائدة تطوير الوسائل والأساليب لها وجودة المؤثرات البصرية والسمعية وميزانية التمويل والإنتاج وتوفير الأجهزة والمعدات والاستوديوهات إن لم يكن الإعلام يخدم أمته ويحمل قضاياها ويلتزم بهمومها؟ فإن لم يكن في صفّها فهو حتما ضدّها بغضّ النظر عن مصداقية أصحابه أو نواياهم.

 

فكما هو تسليط الضوء على الأحداث من الخطط الإعلامية على تغطية الأخبار، فالتعتيم والتجاهل هو أيضا سياسة إعلامية ممنهجة لإخماد الأحداث وتذويبها ومحوها من ذاكرة الأمم.

 

إنّ النزاهة الإعلامية لا تعني فقط تحرّي الصدق في نقل الخبر وإنّما هي نزاهة في تحرّي وجهة النظر الذي يُصاغ على أساسها الخبر بحيث يكون تركيزه لدى الناس تركيزا مُنتجا ومؤثرا وإلا كان الإعلام هجينا منبتّاً عن الأمة التي يظنّ بأنه ينتمي إليها ويُمثّلها.

 

إن ذكرى هدم الخلافة وإن كُنّا نعمل على إحيائها كل عام فليس الغاية منها تخليدا لذكرى أو إحياء لحادثة وإنما لبيان حجم الفرض الذي في أعناقنا بصفتنا مسلمين ومنا "الإعلاميين" لإعادة بناء دولة الإسلام وتوحيد صفوفنا لخدمة أمتنا والعمل على نهضتها بإقامة دولتها.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

آخر تعديل علىالإثنين, 16 نيسان/ابريل 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع