الثلاثاء، 21 شوال 1445هـ| 2024/04/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المزيد من النساء في القيادة لن يرفع المرأة من الاضطهاد بل قيادة عالمية صادقة تهتم حقاً بكرامتها واحتياجاتها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المزيد من النساء في القيادة لن يرفع المرأة من الاضطهاد
بل قيادة عالمية صادقة تهتم حقاً بكرامتها واحتياجاتها
(مترجم)

 


الخبر:


لقد صادف الثامن من آذار/مارس من هذا العام اليوم العالمي للمرأة رقم 110 (IWD). إنه يوم تحاول فيه العديد من المنظمات والأفراد رفع مستوى الوعي حول العديد من النضالات والمشاكل التي تواجه النساء على مستوى العالم، والدعوة إلى مزيد من المساواة بين الجنسين في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لعام 2021، كان موضوع الأمم المتحدة لليوم العالمي للمرأة على النحو التالي: "المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساو في عالم كوفيد-19". بعد أكثر من قرن من الاحتفال باليوم العالمي الأول للمرأة في عام 1911، أصبحت المشاكل التي تعاني منها النساء رهيبة، بما في ذلك استمرار الفقر والعنف؛ وعدم الوصول إلى التعليم الجيد والرعاية الصحية؛ وتعاني النساء من القمع السياسي والمذابح في ظل الأنظمة المستبدة والاحتلال الوحشي والحروب الاستعمارية. علاوة على ذلك، على الرغم من عقود من الدعوات إلى عدد كبير من سياسات واتفاقيات وقوانين المساواة بين الجنسين وتنفيذها، بما في ذلك إشراك المزيد من النساء في البرلمان والمناصب القيادية داخل المجتمعات، فاليوم، تقاتل ملايين النساء على مستوى العالم من أجل الحصول على الحقوق والحماية الأساسية.


التعليق:


تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم للعنف الجسدي أو الجنسي (منظمة الصحة العالمية)؛ يكافح نصف سكان العالم أي نحو 3.4 مليار نسمة بما في ذلك ملايين النساء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية (البنك الدولي)؛ نصف سكان العالم يفتقرون إلى الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية (المنتدى الاقتصادي العالمي)؛ و132 مليون فتاة على مستوى العالم خارج المدارس (اليونيسف). كل هذا هو إدانة دامغة لجميع الاستراتيجيات النسوية لإحداث تحسن حقيقي في حياة ملايين النساء على مستوى العالم. هذا ليس مفاجئاً لأن النظرة النسوية قصيرة المدى للمشاكل الإنسانية ترجع كل شيء إلى عدم أو قلة المساواة بين الجنسين داخل الدول أو عدم كفاية أعداد النساء في المناصب القيادية بدلاً من الاعتراف بأن هذه المشاكل المستعصية هي نتيجة للأنظمة الرأسمالية والاشتراكية وغيرها من الأنظمة التي هي من صنع الإنسان والتي تنعدم منها الرؤية الواضحة أو الحلول السليمة للمحافظة على كرامة المرأة وضمان الحاجات الإنسانية الحقيقية لها. بدلاً من ذلك، تمضي هذه الأنظمة من خلال سياسات التجربة والخطأ لمحاولة معالجة قضايا مجتمعاتهم التي غالباً ما تؤدي إلى تدهور حياة النساء.


علاوة على ذلك، كيف سيؤدي دفع النساء إلى مناصب قيادية معينة، أو حتى دفعهم إلى منصب رئاسة الدولة، إلى تحسين حياة الملايين من النساء داخل تلك المجتمعات في حين إن الأنظمة في تلك البلاد فاسدة حتى النخاع، وقد أثبتت عدم قدرتها أو عدم رغبتها في حماية المرأة من العنف، أو خلق الازدهار الذي يعود بالفائدة على الجميع، وبناء أنظمة تعليم ورعاية صحية ناجحة وممولة تمويلاً جيداً لتأمين التطلعات التعليمية واحتياجات الرعاية الصحية لجميع النساء والفتيات؟ على سبيل المثال، لقد حكمت بنغلادش بشكل أساسي رئيسة وزراء على مدى الثلاثين عاماً الماضية (الشيخة حسينة وخالدة ضياء)، تخللها فترات قصيرة من القادة الذكور. ومع ذلك، فإن بنغلادش اليوم ليست جنة للنساء. وفقاً لمكتب الإحصاء في بنغلادش، تعرضت 70٪ من النساء في البلاد لشكل من أشكال سوء المعاملة. علاوة على ذلك، تشتهر البلاد بمستويات عالية من الاستغلال الاقتصادي والجنسي للمرأة. في رواندا، فاق عدد النساء عدد الرجال في برلمانها لأكثر من عقد. حاليا، أكثر من 60 ٪ من نوابها هم من النساء (الاتحاد البرلماني الدولي). ومع ذلك، فإن 62٪ من الأسر في البلاد والتي تعولها النساء تقع تحت خط الفقر (المجلات البحثية الدولية). يوجد في جنوب أفريقيا أعداد كبيرة من البرلمانيات لسنوات عديدة (42٪ من برلمانها). ومع ذلك، أصبحت البلاد تُعرف باسم "عاصمة الاغتصاب في العالم" نظراً لارتفاع مستويات العنف الجنسي ضد المرأة.


كل هذا دليل واضح على أن مشاكل المرأة ليس سببها هو عدم وجود المرأة في الأدوار القيادية. إن وجود نساء في مثل هذه المناصب قد يرفع من الوضع المالي لتلك القلة من النساء، لكنه بالتأكيد لن يترجم إلى رفع الكرامة وإحداث تغيير إيجابي حقيقي لجماهير النساء العاديات.


علاوة على ذلك، فإن ما تريده جماهير النساء داخل الدول على مستوى العالم ليس مناصب قيادية، بل بالأحرى نظاماً يوفر لهن مستوى معيشياً لائقاً، وتعليماً جيداً ورعايةً صحيةً جيدةً، والقدرة على محاسبة وانتخاب حاكمهن دون خوف، وبيئة آمنة ومحترمة في العمل والمنزل وفي المجتمع بشكل عام، خالية من التحرش والعنف والجرائم الأخرى. فأي نظام آخر غير نظام رب العالمين الحكيم العليم (نظام الخلافة الإسلامية) يمكن أن يوفر هذا الأمر؟ قال الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. يعتبر التاريخ دليلاً كافياً على كيفية تمتع النساء في ظل الحكم الإسلامي للخلافة بالأمن وحماية شرفهن وازدهارهن وإمكانية الوصول إلى مؤسسات ومرافق التعليم والرعاية الصحية من الدرجة الأولى. في الواقع، لقد أحدثت هذه الدولة ثورة في المكانة العالية والامتيازات والحماية الممنوحة للمرأة وكانت موضع حسد من الدول الأخرى. كتبت السيدة كرافن، وهي رحالة ومؤلفة بريطانية، عن وضع المرأة في الخلافة العثمانية في كتابها "رحلة عبر القرم إلى القسطنطينية": "الأتراك في سلوكهم تجاه جنسنا قدوة لجميع الأمم الأخرى... - وأعتقد أنهن (النساء التركيات) في أسلوب حياتهن، قادرات على أن يكن أسعد مخلوقات تتنفس".


لذلك، فبدلاً من إعادة تدوير الاستراتيجيات النسوية الفاشلة والمعيبة للتغيير، يجب على اليوم العالمي للمرأة أن يعكس الحاجة إلى إنشاء نموذج سياسي بديل وقيادة عالمية مخلصة: الخلافة على منهاج النبوة، التي تهتم حقاً بكرامة ورفاهية المرأة وتحمل حلولاً سليمة لعدد كبير من المشكلات التي تواجه النساء.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتورة نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع