الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كسر هيبة أوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كسر هيبة أوروبا

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو: "إن روسيا قلّصت خيارات الدول المجاورة في كيفية حماية نفسها، لهذا السبب قررنا التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو، ولكن تركيا تتخذ موقفا صارماً ضد عضوية بلادنا في السويد في حلف شمال الأطلسي الناتو"، معربا عن أمله في أن يتم حل المسألة عبر مفاوضات بناءة. (وكالة الأناضول)

 

التعليق:

 

أعرب الرئيس التركي أردوغان عن تحفظ أنقرة على عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، حيث قال إن السويد وفنلندا لا تبديان موقفاً صريحا ضد التنظيمات الإرهابية، ولا يمكن لأنقرة الموافقة على انضمامهما إلى الناتو في هذه المرحلة.

 

وطبعا يربط أردوغان هذا الإجراء بالخطأ الذي ارتكبته الحكومة التركية سابقاً على حد قوله بشأن انضمام اليونان إلى الناتو ومواقف أثينا تجاه تركيا بعد احتمائها بحلف الناتو.

 

وأردف قائلاً من المؤسف أن البلدان الاسكندينافية أصبحت مثل دار الضيافة للتنظيمات الإرهابية.

 

والجدير بالذكر وحسب تقرير وكالة الأناضول للأنباء أن موقف تركيا هذا يأتي على تعرضها لاستهداف من تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وذراعه السوري وحدات حماية الشعب إلى جانب استهدافها من تنظيم الدولة الذي تصنفه أنقرة في قوائم الإرهاب.

 

وقد قالت متحدثة البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن تعمل مع الجانب التركي لتوضيح موقفه حيال عملية انضمام البلدين إلى الحلف.

 

وفي السياق نفسه فإن السلطات السويدية تسمح لأنصار حزب العمال الكردستاني بالتظاهر ورفع أعلام تحت مسمى حرية التعبير. وفي 29 آذار/مارس 2021 اجتمعت وزيرة الخارجية السويدية مع إلهام أحمد رئيسة ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطي.

 

فهذا سبب وجيه لعدم قبول العضوية كما صرح أردوغان ولكن هناك أسباب أخرى تنطوي تحت هذا السبب المعلن حيث إن أنقرة توظف هذه الأزمة لتحقيق مكاسب وحسم الملفات الشائكة لديها، ومن بعض هذه الملفات حل أزمة منظومة الصواريخ الروسية إس400 وأيضاً الطائرات الأمريكية المقاتلة إف16، وإف35، وعدم الوقوف مع من هم ضد أنقرة في منطقة الشرق الأوسط كما تفعل اليونان اليوم وهي داخل الحلف وتحشد ضد المصالح التركية.

 

والسبب الأهم هو الحلف التركي الروسي فهذا الحلف يضغط بحيث يجعل الخيارات محدودة جدا أمام أنقرة حيث إن روسيا لا ترغب في توسيع الناتو على الحدود القريبة من موسكو وكما نعلم هناك ملفات كثيرة بين تركيا وروسيا فأي خلل قد يؤدي إلى سوء العلاقات التركية الروسية، فتحمل ارتدادات سلبية وقاسية على تركيا. وهذا ما لا يرغب به الجناح السياسي التركي.

 

إن السياسة العالمية تدار اليوم من طرف واحد وكل من ينتمي لهذا الطرف ألا وهو الولايات المتحدة فإن له سطوة ومسموحاً بها لتحقيق التوازن الذي ترغب به أمريكا، وفي الوقت نفسه القضاء على الخصوم الإقليميين وغيرهم، مع المحافظة على إقرار ما ترغب به الولايات المتحدة. فهي ترغب في انضمام جميع دول أوروبا إلى هذا الحلف الذي أصلا تم إنشاؤه لمواجهة تهديد التوسع السوفيتي في أوروبا سابقا.

 

فقد أصبح أعضاؤه بعد أن بدأ بـ12 دولة عام 1949 إلى إجمالي 30 عضوا اليوم، ولطالما تمتع هذا الحلف بسياسة الباب المفتوح، وإن رغبت أمريكا أن تنطوي كل دول أوروبا للتوقيع، وما يهمها هي المادة الخام من هذه المعاهدة وهي مبدأ الدفاع الجماعي بين أعضائه، وهذا ما سوف يلزمها في المستقبل القريب والله أعلم.

 

إن هذا النظام الدولي الحاكم والمتحكم في مفاصل السياسة والواقع السياسي إذا لم يكن له ند في المواجهة سوف يبقى قابعا على صدور الجميع ويدفعهم لتحقيق مصالحه وهم يعلمون ذلك للأسف، لذلك على الجميع أخذ موقف حقيقي للخروج من هذه العبودية وللانطلاق إلى ما يحقق العدالة والسعادة للجميع.

 

فيا أيها العقلاء في جميع العالم إن الواجب اليوم الوقوف لمواجهة هذه الهيمنة ما دامت هيمنة عبودية وليست عدالة واستقراراً، نحن بحاجة إلى إعادة التوازن بين القوى العالمية حتى لا نصبح عبيداً للرأسمالية.

 

يا أيها المسلمون، إننا نعيش أياماً نرى فيها تهاوي المنظومة الدولية التي أجبرتنا على الاحتكام لها، وترك شرع الله الذي أنزله لعباده ليخرجهم من الظلمات إلى النور.

 

اليوم نحن أكثر قدرة على تقديم مشروعنا لأنه هو الخلاص للعالم وليس للمسلمين فقط. إن شعور الشعوب بقهرها وهي لا تستطيع تحريك ساكن يجعل الفرصة أكبر لتحركنا. فغذوا السير مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وكونوا أنصار هذه الأمة لتنالوا عزة الدنيا والآخرة.

 

قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

 

آخر تعديل علىالجمعة, 20 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع