الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
صراع الحضارات – أفغانستان نموذجا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صراع الحضارات – أفغانستان نموذجا

 

 

 

الخبر:

 

ذكر موقع بي بي سي عربي في 2022/08/16 تحت عنوان "أفغانستان تحت حكم طالبان: كيف أصبحت البلاد بعد عام من حكم الحركة المتشددة؟": "لحظة وصولك إلى مطار كابل الدولي، أول ما تلاحظه هو النساء اللواتي يرتدين أغطية الرأس البنية، والعباءات السوداء، ويختمن جوازات السفر".

 

التعليق:

 

لقد ركز التقرير على إغلاق طالبان المدارس الثانوية وحرمان الفتيات من إكمال التعليم، كما ذكر قصصاً لنساء أفغانيات أجبرن على التخلي عن وظائفهن للرجال فور استلام حركة طالبان الحكم، حسب ما تبادلنه ضمن مجموعة خاصة تضم أكثر من 60 امرأة، على إحدى منصات التواصل، وكيف أن مسؤولي طالبان قالوا لهن عقب ذلك: "أرسلن سيرا مهنية لأقاربكن من الذكور الذين يمكنهم التقدم لشغل وظائفكن"، وكيف أن ما بذلنه من جهود خلال سنين الدراسة والعمل قد ذهب هباء وعُدن إلى نقطة الصفر. كما عرض التقرير جرأة موظفة حكومية سابقة، في ردها على أحد حراس طالبان في الشارع، حين انتقد حجابها، رغم أنها كانت مغطاة بالكامل، فردت عليه قائلة: "لديك مشاكل أكثر أهمية من الحجاب عليك حلها"، معتبراً أنه موقف يظهر تصميم المرأة في أفغانستان على النضال من أجل حقوقها تحت راية الإسلام.

 

إن التقرير يعيد إلى الذاكرة كيف استغلت وسائل الإعلام الأمريكية الغرب بعد احتلال أمريكا لأفغانستان عام 2001 وكيف حاولوا حرف المرأة الأفغانية عن مفاهيم الإسلام، فإن أول ما ركزت عليه كاميرا الصحفيين بعد وصول قوات تحالف الشمال إلى مزار الشريف ثم إلى كابول، هو صور لرجل أفغاني يقص شعر لحيته، وامرأة تخلع البرقع متحدية طالبان وصبية يقفون لشراء أشرطة غناء وموسيقى!

 

إن الإعلام الأمريكي كعادته لا ترى كاميراته ما تسببه الحروب من جرحى مشوهين أو جوعى منهكين، ولا أسرى ولاجئين مشردين، فالكاميرا مبرمجة أمريكياً متى وماذا ومن تصور؟

 

وحتى عندما خرجت من أفغانستان وهي تجر أذيال الخزي والهزيمة العسكرية فإنها أرادت أن تعود إليها وتفرض سيادتها عليها ولكن بشكل آخر للاحتلال، وهو ما يسمى بـ"القوة الناعمة"؛ فبالعقوبات الاقتصادية والتهديدات تشتت الإمارة الإسلامية، وبالدعم المالي تؤمن نفوذها من خلال المنظمات الدولية وشبكات المجتمع المدني، فأعلنت عن دعمها بمبلغ 150 مليون دولار أمريكي يتم عبر وكالة التنمية الدولية "USAID" لدعم المرأة، والأمن الغذائي، والأطفال. على أن تخصص 30 مليون دولار منها لدعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في أفغانستان. فهي تتخذ من خلال استخدامها المساعدات الإنسانية وسيلة لإجبار حركة طالبان على "عدم (قمع حقوق المرأة) بما في ذلك الحصول على التعليم".

 

لم تفكر أمريكا يوما ولم يكن همها إيجاد الاستقرار في أفغانستان ولا في المنطقة أيضا، بل إن لها هدفاً تسخر له كل طاقاتها، ألا وهو منع ظهور أي قوة منافسة لها في منطقة أوراسيا التي تضم آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان وغرب إيران.

 

لذلك استمعوا أيها المسلمون إلى حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، الحريص عليكم رجالا ونساء وأطفالا، قادة وشعبا، حين يذكركم بحرمة المشاركة في الحكم الذي يجمع بين العلمانية والإسلام، وأن قضيتنا الأولى والأخيرة كأمة إسلامية هي إعادة فرض حكم الله سبحانه وحده؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فكونوا لحركة طالبان محذرين من الوقوع في الضلال، فلا يكونون كالحكام الذين أعلنوا عداوتهم للشعوب الإسلامية، والحق أحق أن يُتَّبع.

 

وأنتم أيها الضباط في جيوش المسلمين: من يزيل هؤلاء الحكام الخونة ويطيح بأنظمتهم إن لم تكونوا أنتم؟ ألستم من يُعَوَّل عليهم في الدفاع عن المسلمين ورد الحقوق إلى أهلها؟ نعم أنتم من سيعيد الأم إلى أبنائها، فتعود الخلافة لتنقذ ليس المسلمين فقط وإنما البشرية جمعاء من أحكام الكفر وشروره.

 

واللهَ نسأل أن يكون ذلك قريبا، وأن نكون من جنودها وشهودها.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

آخر تعديل علىالإثنين, 22 آب/أغسطس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع