الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أردوغان هل يمكن أن يكون إسلام بدون القرآن والسنة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا أردوغان هل يمكن أن يكون إسلام بدون القرآن والسنة؟

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديثه أثناء اجتماع المجلس الاستشاري الإقليمي الموسع لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول والذي عُقد في مركز مؤتمرات الخليج: "لا يمكن أن تكون علوية بدون الله ومحمد وعلي، ولا توجد إنسانية مع أولئك المبنيين على الإحالات المنحرفة". (يني شفق، 2022/9/3)

 

التعليق:

 

إن أردوغان، الذي لم يحكم بالقرآن والسنة منذ توليه مقاليد الحكم في عام 2002 وحتى الآن، لديه فهم كهنوتي عن الإسلام، وبعبارة أخرى فهو يحكم الشعب التركي بموجب النظام الرأسمالي في المجالات الاقتصادية والإدارية والتعليمية والاجتماعية وغيرها من جوانب الحياة، ويقصر الإسلام على العبادات والأخلاق فقط. بمعنى آخر، فإن الإسلام بحسبه دين كهنوتي ينظم علاقة العبد بالخالق، وأنه ليس له أي تأثير على علاقة الناس بعضهم ببعض! هذا الفهم وإن لم يكن أردوغان يصرح به علنا إلا أن أقواله وأفعاله وتصرفاته وسلوكه تدل على ذلك.

 

إننا نسأل: إذا كان لا يصح للعلوية أن تكون بدون الله ومحمد وعلي فكيف يصح للإسلام أن يكون بدون القرآن والسنة؟! وهل يُقال عن القوانين والأنظمة الوضعية المستوردة من المبدأ الرأسمالي والغرب في الاقتصاد والحكم والسياسة والسياسة الخارجية بأنها إسلامية، بينما العبادات تؤخذ من القرآن والسنة؟ وهل تبنّي بعض المشاعر الإسلامية بينما تتم الدعوة إلى الأفكار العلمانية الرأسمالية وحملها وتطبيقها يُسمى إسلاماً؟

 

إن الإسلام ليس كاليهودية والنصرانية، لأنهما لا تقومان بتنظيم شؤون الإنسان في شتى مجالات الحياة، بل تقتصران على الناحية الروحانية. أما الإسلام فهو ليس كذلك، بل هو مبدأ مثل الرأسمالية والاشتراكية، فهو ينظم كل شؤون الحياة من عبادات واقتصاد وحكم وتعليم وسياسة خارجية...، فهو باختصار دين سياسي، وحصره في الجانب الروحاني كالنصرانية وإبعاد الجانب السياسي عنه يخدم الكفار ويبقينا تبعا لهم. فالفهم الرهباني للإسلام ليس هو من الإسلام في شيء والإسلام منه براء. وهذا الفهم للإسلام هو الفهم الذي يلقنه الغرب الكافر المستعمر للمسلمين، وهو الفهم الذي يفرضه الحكام الخونة على المسلمين لكي يكرس هيمنته عليهم. وقد وصف الله تبارك وتعالى هؤلاء حيث قال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾. ألا يكفر سياسيو اليوم ببعض آيات الله سبحانه وتعالى حسب هذه الآية الكريمة عندما يأخذون العبادات من القرآن ولكنهم يتخذون الغرب قبلة لهم ولا يأخذون الأحكام المتعلقة بنظام الحكم والعقوبات من القرآن أيضا بل من المبدأ الرأسمالي؟ فهم وإن كانوا لا يظهرون كفرهم بلسانهم لأنهم يخشون ردة فعل المسلمين على مستوى الرأي العام إلاَّ أن تصرفاتهم وسلوكهم يدل على ذلك.

 

إن القرآن والسنة يشتملان على أحكام تتعلق بالبيع والشراء والتجارة والسياسة الخارجية والعقوبات والنظام الاجتماعي مثلما يشتملان على أحكام تتعلق بالعبادات. إن من يقول بأن الربا محرم بالنص وهو في الوقت نفسه لا يمنع الربا في كافة مجالات الحياة، ومن يقول بأنني أؤمن بالله وأتوكل عليه وهو في الوقت نفسه لا يحكم بما أنزل الله، ومن يلقن الشباب المتدين حرمة الخمور وهو في الوقت نفسه يمنح المصانع الرخص لإنتاجها، فإن هذا كله للاستغلال السياسي فقط ويعني فيما يعني الخضوع والخنوع للمبدأ الرأسمالي والغرب.

 

إن أعمال المسلم يجب أن تكون من جنس أقواله ولا يجوز التعارض بينهما. أما في بلادنا فمن السهولة العثور على ذلك في شتى مجالات الحياة! فحكام البلاد الخونة يتمتعون بازدواجية القول والعمل كما ورد في الأمثلة أعلاه. أما ما يقرأونه من القرآن فإنه لا يتجاوز حناجرهم، قال ﷺ: «...يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ». الترمذي

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 09 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع