الجمعة، 09 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع بداية عام هجري جديد هل هناك من جديد؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع بداية عام هجري جديد هل هناك من جديد؟!

 

 

الخبر:

 

نودع عاما هجريا ونستقبل آخر، وكان أملنا في وداعنا هذا أن نكون قد استرحنا من الكفار وحكمهم وعدنا بالمسلمين إلى حكم الإسلام بدولة العز والتمكين، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

التعليق:

 

لا زال الوضع على حاله بل ويزداد سوءا وشراسة، فدولة المسلمين لا زالت مهدمة، وشريعة الإسلام مُعطّلة، وبلاد المسلمين مقطعة مُمزقة، والأمة الإسلامية ذليلة مستعبدة، وراية الإسلام تنتظر من يعيد رفعها عالية مرفرفة ويسقط حكم الكفر وأعلامه.

 

فبعد أن كانت الحرائر خطاً أحمر لا يسمح بالاقتراب منهن والمساس بهن وبشرفهن بتنا نسمع يوميا قصصا وأخبارا تتحدث عن الاعتداء عليهن وعلى الأطفال، وممن؟ ممن أعلنوا أنفسهم أنهم المخلِّصون والحريصون على أهل الشام، فصاروا هم الحدث المشين والخادم المطيع لمن يغدق عليهم الأموال القذرة!

 

كما وتعددت حالات صور الاعتداء على نسخ القرآن الكريم من حرق وتمزيق، وبموافقة رسمية من الحكومات، وازداد حذف العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتعلقة بيهود وبيان حقيقة صفاتهم ومكرهم، هذا فضلا عن الاعتداء على رموز الإسلام وتشويه أحكامه، وأخيرا وليس آخرا بتنا نرى تحول بلاد المسلمين إلى أماكن عبادة للكفار وأين؟ في بلاد الحرمين الشريفين التي تهوي إليها قلوب المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، أما في فلسطين الحبيبة فالأقصى يُكاد له كيدا فكما يُحفر تحته بحجة الهيكل المزعوم، تحفر له المكائد لمحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا كما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، هذا عدا عن تهجير السكان القاطنين حوله ليصبح مهبطا ومسكنا للمستوطنين بالغصب والترهيب.

 

أما في غزة فكم ذاق أهلها من الويلات والنكبات قصفا وتدميرا ومتى؟ في أيام الشهر الفضيل رمضان الكريم، واستقبالا لأيام العيد، فبدل أن يكون العيد عيد فرحة للمسلمين - ولو أنها فرحة ناقصة إلا أن تلك أيضا تم مسحها وصار العيدُ عيداً للمآسي والقتل والتشريد والدمار! والقائمة تطول...

 

كل ذلك يحدث ولا نرى أو نسمع إلا الشجب والاستنكارات الخجولة ممن رضوا واستمرأوا تلك الأفعال وأزالوا من قاموس أعمالهم العمل لاجتثاث نفوذ الكفر وأحكامه وأعوانه، وصار همهم الوحيد الاعتراف بكيان يهود والتطبيع معهم.

 

فحكامنا ما هم إلا خدمٌ لدول الكفر، وأعداءٌ للمسلمين، أقوالهم تخالف أفعالهم حيث يستخفون بعقول المسلمين ويعزفون على وتر المشاعر الإسلامية ليصلوا من خلالها إلى توجيه قلوب المسلمين الساذجين إليهم تحقيقا لمصالحهم وبقاء نفوذهم، ولنا في أردوغان المخادع أكبر مثال. وهؤلاء نبشرهم بقوله تعالى: ﴿بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.

 

وعودا على بدء نُذَكر المسلمين أن الهجرة إلى المدينة لم تكن مجرد حدث عادي في تاريخ الدعوة الإسلامية ولم تكن فراراً من الفتنة بل كانت ذهاباً إلى استلام السلطة وإقامة الدولة استعداداً لتلقي التشريع الإسلامي وجعل المجتمع قائما على أساس العقيدة الإسلامية، هذا ما يجب أن نستذكره ونعرِّف عليه أبناءنا ونربيهم على أن يكونوا هم الجنود والحماة للإسلام والمسلمين، هم محررو البلاد المُعوّل عليهم من رجس الأعداء وحكمهم وتجبرهم، إيذاناً بعودة دولة الإسلام ورفع راية التوحيد، وانكسار راية الكفر والشرك والوثنية، هذا ما يجب أن نركز عليه ونحشد ما في وسعنا من طاقات المسلمين لهدم دويلات الضرار التي قامت على أنقاض دولة الخلافة، لا أن تمر تلك الأيام بتعليق بعض اليافطات، وإلقاء الكلمات ونرضى باستمرار واقعنا المرير الذي يفيض شرا وعداوة ومكرا!!

 

كونوا جنوداً للإسلام وأتباعاً لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أعيدوا قراءة تاريخكم قراءة مستنيرة وبتمعن، واستخلصوا منه العبر لتكوّنوا قوة تقف في وجه الكفر بكافة أشكاله، ارسموا الخطط لنصرة الدعوة وتعزيزها بكل وسيلة ممكنة ليعود الإسلام قويا ويمتد سلطانه.

 

كما نهيب بالمسلمين جميعاً بأن يلتفوا حول الإسلام، وحول حملة دعوته، تنفيذاً لأمر الله، وأن يعملوا لإعادة الإسلام إلى واقع الحياة والدولة والمجتمع، بإقامة الخلافة، وتنصيب خليفة للمسلمين يبايعونه على أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله. فإن كان الأعداء جريئين في باطلهم، أوَتكونون أنتم جبناء في حقكم؟! فالمسلم الحق لا يرضى بغير الإسلام بديلاً، فهو قضيته المصيرية، قضية حياته أو موته، وهو مطلبه الوحيد الذي لم ولن يتخلى عنه مهما لاقى من الصعاب، واصلا ليله بنهاره حتى يصل إلى المبتغى، خلافة على منهاج النبوة تنير الأرض وتبدد ظلامها، وأسباب الظلم الذي أوقِع عليها، وما ذلك على الله ببعيد.

 

فمن يحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع غير الخلافة؟ ومن يقتص من الظالم للمظلوم غير الخلافة؟ ومن يحرس الدين غير الخلافة؟ إن الأمل معقود على شباب الأمة الإسلامية، الذين تنبض فيهم حيوية المسلم وعزته، الذين يغضبون لكرامتهم ودينهم ومقدساتهم وقدسهم، الذين يندفعون للتغيير ولا يخافون في الله لومة لائم. فاعملوا لإقامتها أيها المسلمون لعلكم تفلحون. ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.

 

اللهم فرج همنا، ونفّس كربنا، وأفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

 

اللهم إنا نسألك العون والتأييد والنصر، واجعلنا من العاملين المخلصين لإقامتها، ومن جنودها وشهودها. اللهم آمين.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع