هو الغرب قد خط قانونه

عبد المؤمن الزيلعي

يجيزون للبنت فعل الزنا *** وأما الزواج فذاك الخطر؟!
هو الغرب قد خطَّ قانونه *** فأشقى الحياة بشتى الصور
فكم من جنينٍ لقى حتفه *** بإجهاضهم هل هنا معتبر؟!
وكم من لقيطٍ رموه ولاذوا *** ولا أمّ يعرف منذ الصغر؟!
فلم يدرك الطفل معنى الحنان *** ولا والديهِ له مستقر
فقد صارت الأم صيد الذئاب *** وتحيا ببؤسٍ حياة الضجر
وإن كبرت والزمان تمادى *** بسجنِ العجائز تقضي العُمر
كأني بها والدموع كوتها *** وقلبٌ وجيعٌ ضعيف البصر
تقول لقد صار هذا جزائي *** فلا زوج لا إبن بي قد أبر
فبالله قولوا لغربٍ كفورٍ *** كفاك امتهاناً لهذا البشر
تُمزق في الناس معنى الحياة *** وتسقيهم السم فعل الغجر
وتنشر فكر الشذوذ جهاراً *** وتأبى فعالك حتى الحُمر
فهذي فرنسا تمر الثواني *** وفيها اغتصابٌ بها قد فجر
وأما الزواج فليس زواجاً *** فغدر العشيق له قد نحر
فيا أيها الغرب لست طهوراً *** وإن فزت بالطب والمختبر
وإن غرك العلم من آلةٍ *** ستهوي صريعاً بقعر الحفر
ولست أقول الكلام جزافاً *** فكم من بنيهِ بهذا أقر
فقد قارب الغرب موتاً مُريعاً *** ولم يبق للروح فيه أثر
يقدس للمال للجنس يحيا *** تمرد عن موجبات الفِطر
وعارض دين الإلهِ بعقلٍ *** وكم قصَّر العقل حين النظر
وكيد الهوى غيب العقل حتى *** رمى العقل في وحل ذاك القذر
فهيا نعيد الحياة ابتهاجاً *** على منهج الله ديناً أغر
وندرك معنى الحياة بحقٍ *** فليست بلغزٍ ولا بالبطر
فعودوا إلى الله فروا إليهِ *** فقد أنزل الله خير السور
أعيدوا الخلافة تشرق فينا *** وتمحو ظلاماً بربي كفر