- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح2)
قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَّابْ... آمِينَ.
أيها المؤمنون:
أحبتنا الكرام:
السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t". وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "قصةُ إِسلَامِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ t". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:
هُوَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أَمِيرُ المؤمِنينَ، أَبُو حَفْصٍ، أَسْلَمَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَلَهُ سَبْعٌ وَعِشرُونَ سَنَةً. فَبَينَمَا كَانَ عُمَرُ فِي جِلْسَةٍ مَعَ نُدَمَائِهِ يَشربُونَ الخَمْرَ، انبَرَتْ صُحْبَةُ السُّكَارَى تُحَرِّضُهُ عَلَى أَنْ يَتَوَلَّى هُوَ نَفْسُهُ قَتْلَ محمد لِأَنَّهُ أَقْدَرُ النَّاسِ عَلَى ذَلِكَ، وَمَا زَالَتْ بِهِ تِلْكَ الصُّحْبَةُ الخَبِيثَةُ حَتَّى أَهَاجَتْهُ، فَهَبَّ خَارِجًا لِتَنفِيذِ خُطَّتِهِ، وَلَكِنَّ نُعَيمَ بنَ عَبدِ اللهِ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قَومِهِ بَنِي عَدِيّ - كَانَ قَدْ أَسْلَمَ، يَستَخْفِي بِإِسلَامِه فَرَقًا مِنْ قَومِهِ، استَوقَفَهُ فِي الطَّرِيقِ؛ لِيَسْأَلَهُ عَمَّا يُهِيجُهُ، فَاعتَرَفَ لَهُ عُمَرُ تَحْتَ وَطْأَةِ السُّكْرِ أَنَّهُ ذَاهِبٌ لِلقَضَاءِ عَلَى محمد، فَمَا كَانَ مِنْ نُعَيم إِلَّا أَنْ قَالَ لَهُ: "لَقَدْ غَشَّتْكَ نَفُسُكَ يَا عُمَرُ! أَتَرى أَنَّ بَنِي عَبدِ مَنَافٍ تَارِكِيكَ تَمشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَقَدْ قَتَلْتَ صَاحِبَهُمْ؟! أَفَلَا تَرجِعُ إِلَى أَهْلِكَ، وَتُقِيمَ أَمْرَهُمْ؟! فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا تَقُولُ يَا هَذَا؟ قَالَ نُعَيمُ: إِنَّها أُختُكَ يَا عُمَرُ! فَاطِمَةُ بِنتُ الخَطَّابِ، وَصِهْرُكَ سَعِيدُ بْنُ زَيدٍ قَدْ صَبَآ، وَصَارَا عَلَى دِينِ محمد.
قَالَ ابنُ هِشَام صَاحِبُ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ: "وَقِيلَ: إِنَّ الرَّجُلَ أَرَادَ أَنْ يُبعِدَ عُمَرَ عَنِ النَّبِي عليه الصلاة والسلام، إِذْ لَعَلَّ فِي ذَهَابِهِ إِلَى بَيتِ أُختِهِ مَا يُصَحِّيهِ مِنْ سُكْرِهِ، وَيُهَدِّئُ ثَورَةَ انفِعَالِهِ".
طَارَ عُمَرُ عَلَى جَنَاحِ السُّرعَةِ إِلَى بَيتِ أُختِهِ، بَعْدَ أَنْ طَارَ كُلُّ أَثَرٍ لِلخَمْرِ مِنْ رَأْسِهِ، وَشَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَكُونَ خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ هُنَاكَ، وَهُوَ يَتْلُو فِي تِلْكَ السَّاعَةِ آيَاتٍ مِنَ الذِّكْرِ الحَكِيمِ؛ فَيَسْمَعُ عُمَرُ عِندَمَا يَبلُغُ صَحْنَ الدَّارِ التِّلَاوَةَ مِمَّا يَجعَلُهُ يُرغِي وَيُزْبدُ فِي صُرَاخِهِ، فَيُسرِعُ أَهْلُ البَيتِ وَيُخَبِّئُونَ الصَّحِيفَةَ احتِرَازًا مِنهُ، ثُمَّ يَقِفُونَ قُبَالَةَ البَابِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَهْدِئَتِهِ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَم يَنْفَعْ؛ لِأَنَّهُ استَمَرَّ فِي اندِفَاعِهِ، وَانقَضَّ عَلَى صِهْرِهِ سَعِيدٍ، يُرِيدُ البَطْشَ بِهِ، لَولَا أَنَّ زَوجَتَهُ أَلْقَتْ بِجَسَدِهَا عَلَيهِ، فَنَزَلَتْ ضَرْبَةُ عُمَرَ عَلَى رَأْسِهَا وَشَجَّتْهُ، وَجَعَلَتِ الدِّمَاءُ تَسِيلُ مِنهُ ... عِنْدَئِذٍ هَانَتْ عَلَى سَعِيدٍ نَفسُهُ، فَصَرَخَ غَاضِبًا: نَعَمْ أَسْلَمْنَا يَا عُمَرُ، وَآمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ.
وَبِمِثْلِ لَمْحِ البَصَرِ أَحَسَّ عُمَرُ كَأَنَّ قُوَّةً خَفِيَّةً تَردَعُهُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَتَقذِفُهُ إِلَى مَقْعَدٍ بِقُربِهِ، فَيَهْوِي بِجِسْمِهِ عَلَيهِ، وَكَأَنَّهُ لَا يُصَدِّقُ مَا يَجرِي مَعَه، وَمَا يَحِلُّ بِهِ مِنْ فُتُورٍ فِي هِمَّتِهِ، وَخَوَارٍ فِي قُوَاهُ، جَعَلَهُ يَستَكِينُ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ، وَلَكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا خَرَجَ عَلَى صَمْتِهِ، وَطَلَبَ أَنْ يُعطُوهُ ذَلِكَ الشَّيءَ الَّذِي كَانُوا يَقْرَءُونَهُ، فَمَانَعَتْ أُختُهُ، وَهِيَ تَرنُو إِلَيهِ بِرِقَّةٍ، وَحَنَانٍ قَائِلَةً: بَلْ لَا تَمَسَّ صَحِيفَةً فِيهَا قَولُ رَبِّ العَالَمِينَ حَتَّى تَغْتَسِلَ وَتَتَطَهَّرَ. (إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الـمُطَهَّرُونَ) وَكَانَتْ تِلْكَ القُوَّةُ الخَفِيَّةُ الَّتِي حَجَبَتْهُ عَنْ صِهْرِهِ مَا تَزَالُ تُلْقِي بِثَقَلِهَا عَلَى هَذَا الغَلِيظِ الطَّبْعِ، فَلَمْ يَحْتَجَّ عَلَى قَولِ أُختِهِ، بَلْ سَأَلَهَا بِرَوِيَّةٍ، وَهُدُوءٍ: وَكَيفَ تَكُونُ طَهَارَتُكُمْ؟ ثُمَّ انتَبَهَ لِمَا أَصَابَهَا مِنهُ، فَقَامَ يَرجُو زَوجَهَا أَنْ يَأتِيَهُ بِالـمَاءِ؛ لِيَغْسِلَ هُوَ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهَا، وَيُضَمِّدَ جِرَاحَهَا. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ، عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ كَيفِيَّةِ الطَّهَارَةِ، فَقَامَ صِهْرُهُ سَعِيدٌ، وَأَتَى لَهُ بِثَوبٍ نَظِيفٍ، ثُمَّ أَخَذَهُ حَتَّى يَغْتَسِلَ؛ لِتَكْتَمِلَ طَهَارَةُ بَدَنِهِ مَعَ طَهَارَةِ الثَّوبِ الَّذِي قَدَّمَهُ لَهُ.
وَعَادَ عُمَرُ بَعْدَ الاغتِسَالِ، لِيَجِدَ رَجُلًا غَرِيبًا يَجْلِسُ إِلَى أَهْلِ البَيتِ، فَلَمْ تَدَعُهُ أُختُهُ يُعَقِّبُ بِشَيءٍ، بَلْ بَادَرَتْهُ بِالقَولِ: إِنَّهُ خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ يَا أَخِي، وَهُوَ مِنْ أَتبَاعِ النَّبِيِّ محمد عليه الصلاة والسلام، وَقَدْ كَانَ يَتلُو عَلَينَا القُرآنَ، إِلَّا أَنَّنَا أَشَرْنَا عَلَيهِ بِالاختِبَاءِ خَوفًا مِنْ سَورَةِ الغَضَبِ الَّتِي كَانَتْ تَسْتَبِدُّ بِكَ عِندَمَا أَتَيتَ إِلَينَا، فَهَلْ تَرَى حَيفًا فِي ذَلِكَ؟
فَالتَفَتَ إِلَيهِ عُمَرُ، وَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ يَا خَبَّابُ، وَلَا تَخَفْ! وَكَانَتِ المفَارَقَةُ أَنَّ عُمَرَ هُوَ الَّذِي يَطلُبُ الآنَ أَنْ يَأتُوا بِالصَّحِيفَةِ؛ لِيَقْرَأَهَا خَبَّابُ عَلَى مَسَامِعِهِ، فَأَخَذَ خَبَّابٌ بَعْدَ أَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ سَعِيدٍ يَتْلُو قَولَ اللهِ تَعَالَى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿٤﴾ الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥﴾ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾ وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴿٧﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ﴿٨﴾).
وَارتَعَدَتْ فَرَائِصُ عُمَرَ مِمَّا يَسْمَعُ عَلَى الرَّغْمِ مِمَّا كَانَ يُدَاخِلُهُ مِنَ استِحْسَانٍ لِحَلَاوَةِ القَولِ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَبَلَاغَةِ تَعَابِيرِهِ، مِمَّا جَعَلَ أُختَهُ تَقُولُ لَهُ: أَرَأَيتَ أَنَّهُ لَيسَ مِنْ كَلَامِ البَشَرِ؟ إِنَّهُ حَقًّا يَا أَخِي قَولُ اللهِ تَعَالَى، وَإِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ!! وَتَجِيشُ العَاطِفَةُ الإِسلَامِيَّةُ فِي نَفْسِ خَبَّابٍ، فَيَنْسَى مَنْ هُوَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَيَقُولُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ يَا رَجُلُ، وَكُنْ مِنْ أَتبَاعِ دِينِ اللهِ تَعَالَى، يَهْدِكَ، وُيُنجِكَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ!
وَتُعَاوِدُ فَاطِمَةُ النُّصْحَ لِأَخِيهَا، وَهِيَ تَلمَسُ فِيهِ غَلَبَةَ البِرِّ عَلَى الشِّقْوَةِ، فَتَقُولُ لَهُ: فَعَسَى أَنْ يَهْدِيَكَ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يَا أَخِي، وَيَنْصُرَ بِكَ الإِسلَامَ!! وَيُثْنِي سَعِيدٌ عَلَى قَولِ زَوجَتِهِ، وَيَرجُو لِعُمَرَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَنصَارِ الإِسلَامِ وَدُعَاتِهِ، لَاسِيَّمَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ r كَلَامًا يُوحِي بِنُصْرَةِ عُمَرَ لِدِينِ اللهِ!! وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلَامَ بِأَحَدِ العُمَرَينِ: عَمْرِو بنِ هِشَام، وَعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ». وَاطْمَأَنَّ عُمَرُ لِقَولِ هَؤُلَاءِ المؤْمِنِينَ، مِثْلَمَا اطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ إِلَى القُرآنِ الَّذِي سَمِعَ تِلَاوَتَهُ قَبْلَ قَلِيلٍ. فَهَبَّ يَتَّشِحُ بِسَيفِهِ، ثُمَّ يَسْأَلُ صِهْرَهُ عَنْ مَكَانِ محمد عَلَّهُ يَجِدُ الخَيرَ عَلَى يَدَيهِ؛ وَلَكِنَّ سَعِيدًا خَافَ، بَلْ وَأَخَذَهُ الظَّنُّ بَعِيدًا؛ لِأَنَّهُ يَعرِفُ هَذَا الرَّجُلَ، وَشِدَّةَ انفِعَالِهِ، وَلَاسِيَّمَا فِي حَالَةِ الغَضَبِ، فَيَسْكُتُ، وَلَا يُجِيبُ عُمَرَ بِشَيءٍ.. إِلَّا أَنَّ التِفَاتَةَ خَبَّابٍ كَانَتْ أَكْثَرَ إِشْفَاقًا لِدَخِيلَةِ عُمَرَ، فَلَمْ يُسَاوِرْهُ الشَّكُّ فِي السُّؤَالِ عَنْ مَكَانِ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام، وَلَم تُدَاخِلْهُ أَيَّةُ خَشْيَةٍ عَلَيهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّنِي أَعرِفُ مَكَانَهُ، فَهَيَّا بِنَا إِلَيهِ..
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ: محمد أحمد النادي