الأحد، 25 محرّم 1447هـ| 2025/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح6) مكانة عمر رضي الله عنه بين الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب t

 ( ح6)   مكانة عمر t بين الصحابة

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t". وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّادِسَةِ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "مَكَانَةُ عُمَرَ t بَينَ الصَّحَابَةِ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

احْتَلَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مُنْذُ أَنْ أَسْلَمَ المكَانَةَ التَّالِيَةَ لِمَكَانَةِ أَبِي بَكْرٍالصِّدِّيقِ t عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لِصِفَاتِهِ العَالِيَةِ، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ r : «لَو كَانَ مِنْ بَعدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ». قَالَ ابنُ حَجَر: "خُصَّ عُمَرُ بِالذِّكْرِ؛ لِكَثْرَةِ مَا وَقَعَ لَهُ فِي زَمَنِ الـمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم مِنَ الوَاقِعَاتِ الَّتِي نَزَلَ القُرآنُ بِهَا، وَوَقَعَ لَهُ بَعْدَهُ عِدَّةُ إِصَابَاتٍ". وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَدِ العُمَرَينِ: عَمْرِو بْنِ هِشَام وَعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ». وَكَانَتْ دَعْوَةً نَاشِئَةً عَنْ مَعْرِفَةٍ دَقِيقَةٍ بِخَصَائِصِ الرَّجُلِ الَّذِي سَيَكُونُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ فِي الإِسْلَامِ قَدْرًا وَمَنْزِلَةً، بَعْدَ رَسُولِ اللهِ r وَخَلِيفَتِهِ أَبِي بَكْرٍ الصديق t. قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَزِيرَايَ فِي الأَرْضِ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».

 

وَرَوَى مُسْلِمُ فِي صَحِيحِهِ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ فِي بَابِ فَضَائِلِ عُمَرَ t : عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُرِيتُ كَأَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكَرَةٍ عَلَى قُلَيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَو ذَنُوبَينِ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غِرَبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ، وَضَرَبُوا العَطَنَ». 

 

وَعَلَى أَيَّةِ حَالٍ فَإِنَّ أَخْلَاقَ عُمَرَ وَصِفَاتِهِ مَهْمَا تَكُنْ لَم تَكُنْ لِتَبْلُغَ بِهِ مَا بَلَغَ مِنَ المكَانَةِ العَالِيَةِ، وَالقَدْرِ الرَّفِيعِ إِلَّا بِإِسْلَامِهِ، وَبِصِلَتِهِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الَّذِي تَعَهَّدَهُ بِالتَّربِيَةِ وَالرِّعَايَةِ، وَأَفْسَحَ لِمَوَاهِبِهِ أَنْ تَنْطَلِقَ إِلَى آفَاقٍ عَالِيَةٍ، لِتُؤَدِّيَ دَورَهَا الخَلَّاقَ، لَا فِي تَارِيخِ الإِسْلَامِ فَحَسْب، بَلْ فِي تَارِيخِ البَشَرِيَّةِ. 

 

وِمُنذُ أَنْ أَسْلَمَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وَهُوَ مِنْ أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ مُلَازَمَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِنَّ الصَّحَابَةَ أَطْلَقُوا عَلَيهِ وَعَلَى أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: وَزِيرَي محمد r . وَاشْتَهَرَ عُمَرُ t دُونَ غَيرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ بِمَواقِفَ كَثِيرَةٍ، كَانَ يُنَاقِشُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا وَيَعْتَرِضُ عَلَيهِ فِي صَرَاحَةٍ، مِثْلُ: مَوْقِفِهِ مِنْ أَسْرَى بَدْرٍ، وَصُلْحِ الحُدَيبِيَةِ، وَالصَّلَاةِ عَلَى عَبدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ رَأْسِ النِّفَاقِ، وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضِيقُ بِذَلِكَ، بَلْ يَسْمَعُ بِرَحَابَةِ صَدْرٍ، وَسَعَةِ أُفُقٍ، وَيُشَجِّعُ عُمَرَ وَغَيرَهُ عَلَى إِبدَاءِ آرَائِهِمْ دُونَ خَوفٍ أَوْ وَجَلٍ، يُعَلِّمُهُمْ بِذَلِكَ حُرِّيَّةَ الرَّأْيِ المنْضَبِطَةَ بِأَحْكَامِ الإِسْلَامِ، وَالمشَارَكَةَ فِي صُنْعِ القَرَارِ. وَكَثِيرٌ مِنْ تِلْكَ الآرَاءِ الَّتِي عَارَضَ فِيهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ القُرآنُ مُؤَيدًا لَهَا لِفَرْطِ إِخْلَاصِهِ لِدِينِهِ، وَشَفَافِيَّةِ رُوحِهِ، وَقَدْ عَدَّ العُلَمَاءُ نَحْوَ عِشْرينَ مَوْقِفًا مِنْ هَذَا القَبِيلِ مِنْهَا: تَحرِيمُ الخَمْرِ، وَضَرْبُ الحِجَابِ عَلَى زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ، مِنهَا قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ جَعَلَ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِه».

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع