الأحد، 18 محرّم 1447هـ| 2025/07/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح16) قصة عمر رضي الله عنه مع ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 (ح16) قصة عمر رضي الله عنه مع ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t ". وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "قِصَّةُ عُمَرَ t مَعَ مَلِكِ الغَسَاسِنَةِ جَبَلَةِ بنِ الأَيهَمِ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

مَلِكُ الغَسَاسِنَةِ جَبَلَةُ بنُ الأَيْهَمِ جَاءَ المدِينَةَ مُسْلِماً، فَرَحَّبَ بِهِ خَلِيفَةُ المسْلِمِينَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t أَجْمَلَ تَرحِيبٍ، ذَهَبَ الملِكُ إِلَى مَكَّةَ؛ لِيَطُوفَ حَولَ الكَعْبَةِ، وَفِي أَثْنَاءِ الطَّوَافِ دَاسَ بَدَوِيٌّ مِنْ فَزَارَةَ رِدَاءَ الملِكِ، فَغَضِبُ الملِكُ غَضَبًا شَدِيدًا، وًاستَدَارَ نَحْوَ الأَعرَابِيِّ، وَضَربَهُ ضَرْبَةً قَوِيَّةً هَشَمَتْ أَنْفَهُ، فَمَا كَانَ مِنَ البَدَوِيِّ إِلَّا أَنْ شَكَاهُ إِلَى عِمْلَاقِ الإِسلَامِ عُمَرَبنِ الخَطَّابِ t .

 

اسْتَدْعَى عُمَرُ t جَبَلَةَ بنَ الأَيهَمِ مَلِكَ الغَسَاسِنَةِ، فَوَقَفَ أَمَامَهُ هُوَ وَالرَّجُلُ الأَعْرَابِيُّ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ. قَالَ عُمَرُ: أَصَحِيحٌ مَا ادَّعَى هَذَا الفَتَى الفَزَارِيُّ الجَرِيءُ؟

 

قَالَ الملِكُ: لَسْتُ مِمَّنْ يُنكِرُ شَيَّا ... أَنَا أَدَّبْتُ الفَتَى ... أَدْرَكْتُ حَقِّي بِيَدَيَّا!!

 

قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَرْضِ الفَتَى، لَا بُدَّ مِنْ إِرْضَائِهِ ... مَا زَالَ ظُفْرُكَ عَالِقًا بِدِمَائِهِ!!

 

              أَوْ تُهشَمَنَّ الآنَ أَنفُكْ ... وَتَنَالَ مَا فَعَلَتْ كَفُّكْ!!

 

قَالَ الملِكُ: كَيفَ ذَاكَ يَا أَمِيرَ؟؟ هُوَ سُوقَةٌ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ، وَأَنَا عَرْشٌ وَتَاجٌ!!

 

            كَيفَ تَرْضَى أَنْ يَخِرَّ النَّجْمُ أَرْضَا؟؟

 

قَالَ عُمَرُ: نَزْوَاتُ الجَاهِلِيَّةِ، وَرِيَاحُ العُنْجُهِيَّةِ قَدْ دَفَنَّاهَا!!

 

           أَقَمْنَا فَوقَهَا صَرْحًا جَدِيدًا ... وَتَسَاوَى النَّاسُ لَدَينَا أَحْرَارًا وَعَبِيدًا!!

 

قَالَ الملِكُ: كَانَ وَهْمًا مَا جَرَى فِي خَلَدِي، أَنَّنِي أَقْوَى وَأَعَزُّ، أَنَا مُرْتَدٌ إِنْ أَدْرَكْتَنِي!!

 

قَالَ عُمَرُ: عُنُقُ المرْتَدِّ بِالسَّيفِ تُحَدُّ!!

 

           عَالَمٌ نَبنِيهِ كُلُّ طَبْعٍ فِيهِ يُدَاوَى ... وَأَعَزُّ النَّاسِ بِالعَدْلِ بِالصُّعْلُوكِ يُسَاوَى!!

 

أَمَّا الدُّرُوسُ وَالعِبَرُ المسْتَخْلَصَةُ مِنْ هَذِهِ الحِكَايَةِ، فَهِيَ الآتِيَةُ:

 

  • أَوَّلًا: الإِسْلَامُ دِينُ الحَقِّ، وَالعَدْلِ، وَالمسَاوَاةِ.
  • ثانيا: النَّاسُ فِي الإِسلَامِ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ المِشْطِ، لَا فَرْقَ بَينَ الأَحْرَارِ وَالعَبِيدِ، وَالملُوكِ وَالسُّوقَةِ.
  • ثالثا: فِي مَجْلِسِ القَضَاءِ يَمْثُلُ المتَخَاصِمَانِ أَمَامَ القَاضِي عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، فَيَقِفُ الملِكُ بِجَانِبِ خَصْمِهِ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ، وَذَلِكَ كَمَا جَرَى عَلَى لِسَانِ عُمَرَ t : أَعَزُّ النَّاسِ بِالصُّعْلُوكِ يُسَاوَى.
  • رابعا:التَّقْوَى هِيَ مِيزَانُ التَّفَاضُلِ بَينَ النَّاسِ، فَلَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِغَنِيٍّ عَلَى فَقِيرٍ إِلَّا بِالتَّقْوَى. قَالَ تَعَالَى:  (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ).
  • خامسا: التَّوَاضُعُ خُلُقٌ كَرِيمٌ، وَالتَّكَبُّرُ خُلُقٌ ذَمِيمٌ مَنْ تَوَاضَعَ للهِ، وَلِعِبَادِ اللهِ رَفَعَهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللهِ، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ قَصَمَهُ.

للهِ دَرُّكَ يَا ابنَ الخَطَّابِ!!للهِ دَرُّكَ يَا أَبَا حَفْصٍ!! للهِ دَرُّكَ أَيُّهَا الفَارُوقُ!! مَا أَحْوَجَ الأُمَّةَ الإِسْلَامِيَّةَ، بَلْ مَا أَحْوَجَ البَشَرِيَّةَ جَمْعَاءَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ إِلَى خَلِيفَةٍ مِثْلِكَ، يَملَأُ الأَرْضَ عَدْلًا، وَنُورًا، وَرَحْمَةً، بَعْدَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَظَلَامًا، وَظُلْمًا، يُنْصِفُ المظلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَيُعِيدُ الحُقُوقَ لِأَصْحَابِهَا، وَيُطَبِّقُ نِظَامَ الإِسْلَامِ كَامِلًا فِي جَمِيعِ شُؤُونِ الحَيَاةِ، وَيُخَلِّصُ العَالَمَ كُلَّهُ مِنْ شُرُورِ الرَّأْسمَالِيَّةِ العَفِنَةِ الَّتِي أَزكَمَتْ رَائِحَتُهَا أُنُوفَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ!!     

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع