- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الخامس والعشرون
من أفضل العبادات "سرور تدخله على مسلم"
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا». فِي هَذَا الحَدِيثِ النَّبَوِيّ الشَّرِيفِ يُجِيبُ النَّبَيُّ ﷺ عَنْ سُؤَالِ السَّائِلِ مُسْتَفْسِرًا عَنْ أحَبِّ النَّاسِ، وَأحَبِّ الأعْمَالِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ». وَيَجْعَلْ فِي قِمَّةِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَفِي قِمَّةِ الْأَعْمَالِ الْمَقْبُولَةِ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَى الْمُسْلِمِ، وَذَلِكَ بِوَاحِدٍ مِنَ الأعْمَالِ الآتِيَةِ: تَفْرِيجُ كُرْبَةٍ مِنْ كُرَبِهِ، أوْ قَضَاءُ، وَسَدَادُ الدَّينِ عَنْهُ، أوْ إِطْعَامُهُ، وَطَرْدُ الجُوع عَنْهُ. وَعَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، كَسَوْتَ عَوْرَتَهُ، أَوْ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً». فَإِنَّ عَمَلَ الأنْبِيَاءِ جَمِيعًا، وَنَبِيُّنَا أوَّلُهُمْ أنْ يُرْشِدُوا البَشَرِيَّةَ إِلَى مَا فِيهِ سَعَادَتُهُمْ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ.
وَيَقُولُ النبي ﷺ: «وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ النَّبِيِّ ﷺ شَهْرًا». وَذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ الْحَاجَةَ مُنَكَّرَةً فقال «حَاجَةً» لِيَدُلَّ عَلَى أنَّ أَيَّ حَاجَةٍ قُضَيْتَ لَهُ بِمُطْلَقِ الْحَاجَةِ؛ فَهِيَ مِنْ أفْضَلِ الأعْمَالِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى. وَذَكَرَ الرَّسُولُ ﷺ أَمْرًا عَظِيمًا جِدًّا، لَوْ تَأَمَّلَ الْإِنْسَانُ فِيهِ تَأمُّلًا صَحِيحًا؛ لَعَلِمَ أَنَّ الْأَعْمَالَ تَتَفَاوَتُ مَرَاتِبُهَا عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا لَمْ يَجْعَلِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ مَقْصُورَةً عَلَى أُمُورٍ بِعَيْنِهَا، وَإِنَّمَا جَعَلَ الْخَيْرَ شَائِعًا فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ وَالصَّلَاحِ.
ومَعْنَى الحَدِيثِ: لَأَنْ يَمْشِيَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَيِّ حَاجَةٍ مَا دَامَتْ مِمَّا يَرْضَى عَنْهُ الشَّرْعُ؛ فَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِهِ شَهْرًا، وَهُوَ زَمَنٌ طَوِيلٌ فِي اعْتِكَافٍ مَقْبُولٍ مِنَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ فِي بُقْعَةٍ طَاهِرَةٍ مُبَارَكَةٍ هِيَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ ﷺ، وَمَعَ ذَلِكَ فَمَشْيُهُ فِي قَضَاءِ حَاجَةٍ لِأَخٍ مِنْ إِخْوَانِهِ هِيَ أَفْضَلُ فَضْلًا، وَأَعْظَمُ قَدْرًا، وَأَحَبُّ إِلَى الرَّسُولِ ﷺ مِنْ أَجْرِ ذَلِكَ الِاعْتِكَافِ الَّذِي طَالَتْ مُدَّتُهُ، وَعَظُمَتْ قِيمَتُهُ مِنَ الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ ﷺ فِي مَسْجِدِهِ الْمُكَرَّمِ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.