الخميس، 27 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حلّ شتاءٌ قاسٍ في أوزبيكستان، فكيف سيصمد أهلها؟

 

هذا أحد الأسئلة التي يطرحها أهل أوزبيكستان العاديون على أنفسهم كل عام مع اقتراب فصل الشتاء، ولم يجدوا إجابةً له؛ كيف نُدفئ منازلنا، وكيف نطهو طعامنا، وكيف نُحضّر الشاي؟ قد تبدو هذه الأسئلة مُرهِقةً لمن يعيشون في عصر الفضاء، ولكنها مع الأسف أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لشعب أوزبيكستان. فما الذي تفعله الدولة لحل هذه المشاكل، وما هي التدابير التي تتخذها لتطبيقها؟

 

يوضح الموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة الأوزبيكية سبب نقص الغاز الطبيعي في البلاد على النحو التالي:

 

يُعزى السبب الرئيسي لنقص الغاز الطبيعي إلى تقادم حقول الغاز الحالية، بالإضافة إلى تعقيد عملية استخراج وتطوير حقول جديدة. على سبيل المثال، كان يُستخرج الغاز الطبيعي سابقاً من عمق يتراوح بين 1.5 و2 ألف متر، أما الآن، فقد وصل هذا المؤشر إلى ما بين 3.2 و5.2 ألف متر. موارد البلاد اليوم محدودة، ونتيجةً للزيادة السكانية وزيادة الطلب الاستهلاكي، يزداد الطلب على الغاز الطبيعي يوما بعد يوم. ويتزايد عدد السكان بمعدل 600 ألف نسمة سنوياً، وينمو اقتصادها بنسبة 0.5%.

 

في السياق نفسه، رداً على سؤال "ما هي الإجراءات المتخذة لمعالجة مشكلة نقص الغاز؟"، أجابت وزارة الطاقة أنه: "يجري العمل بنشاط على جذب الواردات من الدول المجاورة. وفي هذا الصدد، تجري مفاوضات لتوفير الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات أوزبيكستان".

 

ومع ذلك، تبلغ احتياطيات أوزبيكستان من الغاز 1.8 تريليون متر مكعب. وقد وفّر الله للبشرية، بفضله وكرمه، ما يكفيها لتلبية جميع احتياجاتها، ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِين﴾.

 

(...كما جعل الدولة مسؤولة عن توفير الثروة أموالاً وخدمات للرعية، وأباح لها أن تتملك ملكية خاصّة بها. وبهذا كله ضمن العيش لكل فرد من أفراد الرعية، وضمن للجماعة أن تبقى مجتمعة متماسكة، وضمن مصالح هؤلاء الأفراد، ورعاية شؤون هذه الجماعة، وحفظ كيان الدولة في قدرة كافية للاضطلاع بمسؤولياتها الاقتصادية. غير أن ذلك كله يحصل إذا بقي المجتمع على وضع يتحقق فيه توفير الثروة لجميع أفراد الرعية، فرداً فرداً، وكان أفراد الرعية في جملتهم قائمين بتنفيذ جميع أحكام الشرع. أما إذا قام المجتمع على تفاوت فاحش بين أفراده، في توفير الحاجات، كما هي الحال الآن في العالم الإسلامي، كان لا بد من إيجاد توازن بين أفراده، في عملية توزيع جديدة، توجد التقارب في توفير الحاجات.  من كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام).

 

إن ذريعة عدم امتلاكنا آلات كافية لاستخراج الغاز الطبيعي من حقول الغاز غير مبررة، لأن مهمة الرؤساء هي تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان بكل الوسائل الممكنة.

 

اليوم، يوجد تباين شاسع بين سكان العالم في تلبية احتياجاتهم الأساسية. فبينما يفكر الناس العاديون فيما يأكلونه للفطور، وكيف يشبعون أولادهم ويكافحون في فصل الشتاء القارس لتدفئة منازلهم بصناديق الكرتون والحطب والأغصان الجافة، يتدفق الغاز الطبيعي بغزارة في منازل رئيس أوزبيكستان وحاشيته، ويعيش أولادهم في الرفاهية. فهم لا يعانون من المصاعب التي يعانيها الناس العاديون في فصل الشتاء القارس.

 

بدلاً من حل هذه المشاكل، يُوظِّفون أئمةً يخدمونهم كالدمى في المساجد، ويحثّون الناس في خطبهم على الصبر، والتعلق بالله، وشكره على نعمه. يُضلِّلون الناس بخرافاتٍ مفادها أن سماءنا صافية، وفي بلادنا يوجد هدوء، ولسنا في الحرب، وعلينا أن نكون شاكرين لذلك!

 

ومع ذلك، هناك كبار السن والمرضى والأطفال الرضّع والنوافس حديثات الولادة، يحتاجون جميعا إلى الدفء والطعام الساخن. بينما يستخدم الروس والصينيون الفاسدون الغاز الأوزبيكي ويعيشون في رفاهية، يُحكم على مسلمي أوزبيكستان بقضاء أيام الشتاء القارسة في عذاباتٍ لا تكاد تُحصى. تصطف السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود حتى الفجر، ورائحة الغاز الطبيعي غير المحترق بسبب انخفاض الضغط تُسبب وفاة الآلاف من الأشخاص في المنازل.

 

ولكن في الإسلام الصبر والشكر على النعم حقيقة قائمة بذاتها، ولا يعدّ ضخّ الغاز الجاهز للكفار وتحمل البرد صبراً وكنوداً لنعم الله.

 

يا أمة الإسلام! منذ عهد الطاغية كريموف، والآن في عهد ميرزياييف وأتباعه، لم تُحل مشكلة نقص الغاز والكهرباء ولن تُحل. ورغم وجودها بكميات كبيرة، إلا أنها لا تُمنح للشعب مالكها الحقيقي، بل لأسيادهم الكفار مجاناً لتلبية احتياجاتهم، ولا تعنيهم هموم الشعب.

 

إن جميع مشاكلكم، بما فيها مشكلة الطاقة، لن تُحلّ إلا في ظل دولة إسلامية يحكمها خليفة عادل يحكم وفقاً لشريعة الله. لذا، لا تُصدّقوا أكاذيبهم الزائفة ولا تنتظروا منهم الرحمة. حاولوا أن تبدؤوا حياة إسلامية جديدة بكل قوتكم. حينها فقط ستمتلكون مواردكم الطبيعية، ولن يستيقظ أبناؤكم وكبار السنّ متجمدين من ليالي الشتاء القارس. هذا النظام هو نظامٌ مثاليٌّ أرسله الله تعالى، صاحب الرضا التام، فهو لا يُلبّي جميع الاحتياجات الأساسية للبشرية فحسب، بل يُهيئ أيضاً جميع الظروف اللازمة لتلبية احتياجاتها الكمالية. إنه يسعى جاهداً لكي يعيش الناس بأمانة وراحة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مخلصة الأوزبيكية

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع