الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا حَيْف يا شيخ الأزهر

كيف لِقاتل أُم الصبي أن يُنصف الصبي؟!

 

تالله ما مَرَّ زمان أشد وأقسى نكْباً على هذه الأمة من هذه المائة الشداد العجاف مثخنة بقهر الكافر المستعمر وجور الرويبضات وإمارة السفهاء. والأنكى والأشد إيلاما هم مشايخ الرويبضات الكذبة شر الشر تحت ظل السماء، ترى الواحد منهم يحتال ويغش ويخون ويكذب ويجترئ على الله ويدعي ويحرف الكلم عن مواضعه، ليُخفي عوار هذه الجاهلية الكافرة التي نحياها ويُمَوِّه عن قبح وبشاعة هذا الباطل الذي يسحقنا، ويُعَمِّي عن أنظمة الجور والفجور ورويبضاتها الخونة بل يُعَمِّي عن الكافر المستعمر نفسه.

وكأنك بمشايخ الرويبضات طائفة من مقلدي الهَدَّامين المستشرقين في انتحالهم ثقافة الإسلام وهم يُعادون الإسلام نفسه. لهم ألقاب وأسماء العلماء والفقهاء والمشايخ وعند التحقيق إذا كان ولا بد لهم من نَعْت وسِمَة في طبقات الأمة، فهم زلة وغلطة وآفة، كما لك في الرويبضة الحاكم زلة وغلطة وآفة على الحكم، لك في مشايخ الرويبضة زلة وغلطة وآفة على الدين، وهي لعمرك أقبح وأشنع.

 

وهناك بأرض مصر شيخ أزهرها تعاظمت به الغلطة وتفاقمت به الآفة، متى نطق كانت بَلِيَّتُنا في منطقه ومتى فعل كانت رزيتنا في صنيعه. ما تَلَبَّثَ إلا يسيرا بعد قبيح حديثه عن "حرية الاعتقاد وحرية الإيمان" حتى أتى بأشنع منها هذا الأسبوع في وصفه لرأس الكفر والاستعمار ولي عهد بريطانيا العدو اللدود للإسلام وأهله، بعد لقائه به مصرحا "وجدت صوتا غربيا منصفا في حديثه عن الإسلام والمسلمين"!

 

يا حيف يا شيخ الأزهر! أما كفاك شنيع صنيعك في مَدِّ يدك لسفاح أهلك وقاتل ذويك، حتى أتبعته بِصَمَمِ سماعك لأنات وآهات وعذابات أهل اليمن عن يمينك وأهل ليبيا عن شمالك، أما عن جرائمه بأفغانستان والعراق فأنت عنها أصم، والمجرم اللعين هو هو من أتى نكاية يجوب كنانة مصر ويدنس أزهرك، ثم أتيت بثالثة الأثافي أن جعلت قتله ونهبه ومكره وكيده بالإسلام وأهله إنصافا؟!

 

أما أخبروك يا شيخ الأزهر عن جناية الدهر وجريمة العصور كلها لبريطانيا في حق الإسلام وأهله، في هدم خلافة المسلمين مستودع ومستقر إسلامهم ومكمن عزتهم وقوتهم ومصدر تاريخ أمجادهم، وفي تمزيق ديارهم واستباحة مقدساتهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، وغصب مسرى ومعراج نبيهم ﷺ وزرع جرثومة يهود في قلب قلبهم. ثم مملكة الإنجليز المشؤومة هي هي كيف كانت لا تزال عِرْقاً صليبياً حقوداً على الإسلام وأهله وطبع قتل ونهب استعماري خسيس ما تبدل ولا توقف؟!

 

عجبا لك يا شيخ الأزهر! والأعجب منها كيف عَمِيَ عليك ونسيت وتناسيت أهوال وعذابات السنوات المُسْوَدَّة لاحتلال الإنجليز لأرض مصر، يكفيك منها أهوال جرائم الإنجليز لسنة واحدة 1942 ففي حربهم الاستعمارية ضد ألمانيا كانت مصر ساحة للدمار والخراب الإنجليزي، فقد فتكت بأهلها المجاعات والأوبئة جراء سياسة الإنجليز اللعينة في تحويل طعام ومؤونة وماء ودواء أهل مصر لجنود احتلالها، فَقَلَّ الطعام وشح الماء وانعدم الدواء فعَمَّت المجاعة وانتشرت الأوبئة؟! يقول البروفسور تيموتي ميتشل أحد أهم الباحثين في دراسة الاستعمار وشؤون الشرق الأوسط "إن الوباء قضى على حوالي 250 ألف من أهل مصر وتسبب في عدوى 750 ألفاً آخرين في سنة واحدة"، عطفا عليهم قتلى جريمة المجاعة الإنجليزية، وزاد من إجرام الإنجليز أن العلاج كان متوفرا لدى أمريكا وتم رفضه خشية سقوط المستعمرة المصرية في يد أمريكا، وما كان من المحتل الإنجليزي إلا أن أمر وزارة الصحة بالتوقف عن تدوين الضحايا، وبقي الوضع يتفاقم حتى أشرف مليون مسلم من ساكنة مصر على الهلاك علما أن ساكنة مصر حينها لم يتجاوز تعدادهم 17 مليونا، وتفشى الوباء حتى أصيب به جنود المحتل ومستوطنوه، وهنا في حقارته لجأ المحتل الإنجليزي اللعين للولايات المتحدة لجلب العلاج للقضاء على الوباء!

 

عجبا يا شيخ الأزهر! لو صَمَتَّ شيئا قليلا وتصفحت ونظرت برهة في صحائف دفتر الاحتلال الإنجليزي المشؤوم لأرض مصر لَطَفَا على سطحها الدم الطاهر المسفوح لأقرب مقربيك من آبائك وذويك، وما كان الجاني الأثيم إلا سفاح الإنجليز.

 

عجبا يا شيخ الأزهر! أما خبرت أن مملكته المشؤومة أوفدته لنسف دين الأمة في خبث ومكر خطتها في حربها على الإسلام وأهله وهي تُوري عن ذلك بخديعة تعزيز الحوار بين أتباع الديانات، وتبغي الأزهر ومكانته مِعول هدم في يدها تبغي به تمييع حق الإسلام وجعل باطل الأديان المحرفة صنوا له؟!

 

يا حيف يا شيخ الأزهر! أَمِنَ الرأي أن تُعين العدو الكافر المستعمر على دينك ونفسك وأهلك وذويك، فكيف بألد أعدائك؟!

 

يا حيف يا شيخ الأزهر! عَظُمَت بك مصيبتنا حتى باتت من أعجب العجب، أَمِنْ قاتل الأم الرؤوم يقتل صِبْيَتَها ويدنس أزهرها أو من شيخها سَفَها يشهد زورا لقاتلها؟!

 

يا شيخ الأزهر! كفى قبحا وشناعة أن يَنْتَصِب من حمل القرآن في جوفه فيقوم قائما يخون جهرة وعلانية ما استأمنه الله عليه وهو دينه، وكفى بها خيانة أن يخيس المرء بأوثق عهد أخذه الله على أهل العلم من ذرية آدم، إذ قال جل في علاه: ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾.

 

يا شيخ الأزهر! اعلم أن في عنقك أمانة الدين وأهله جميعا، وما كانت أمانته إلا كلمة حق مؤمنة ترد بها كلمة باطل كافرة، واعلم أنه لا عذر لك، ولست أزيدك فكفى بالله شهيدا وبالقرآن شاهدا. ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾، فأعِدَّ لذلك اليوم جوابا!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع