- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أحفاوة بعدو الله وإغداق للهدايا وتبديد لأموال المسلمين أيها الحكام الأقنان؟!
اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، جولته الخليجية التي شملت الإمارات والسعودية وقطر، أعلن خلالها عن توقيع صفقات فاقت الثلاثة تريليونات دولار على شكل استثمارات لصالح الولايات المتحدة، وحظي فيها باستقبال رسمي حافل انقطع نظيره في الدول الثلاث التي زارها.
وهكذا كانت جولة تقطر بالذل والصغار الذي أبداه الحكام لعدو الله ترامب، إذ استقبلوه استقبال الأحبة والأبطال، بالسجاد الأحمر والبنفسجي، بل وبالطائرات النفاثة في سماء البلاد استقبالا وتوديعا، وجمعوا له أمراء البلاد وحاشيتهم، رجالا ونساء وفتيات، لمصافحته وطأطأة الرأس أمامه، في مشهد يندى له الجبين.
ثم تحت مسمى استثمارات وصفقات قدموا له آلاف المليارات من الأموال التي سرقوها من نفط وغاز وأقوات المسلمين على طبق من ذهب وبجرة قلم!
حقا لقد كانت أياما سوداء تجرعت فيها الأمة مرارة المشهد وهي ترى بأم أعينها كيف فرط الحكام الأقنان بأموالها لقاتليها وعدوها الأكبر، ترامب، وفي الوقت الذي يموت فيه أطفال غزة جوعا وعطشا، والمجاعة تضرب أطنابها في السودان، والفقر يكاد يطال كل بلاد المسلمين.
وشاهدت الأمة كيف جمع ترامب الحكام في قمة لم يتردد فيها من دعوتهم للتطبيع مع كيان يهود الغاصب، الذي يسفك بمساعدة أمريكا نفسها دماء أهلنا في غزة والشام واليمن ولبنان، منذ أكثر من عام ونصف بل ويتوعد بالمزيد حتى تغيير خارطة الشرق الأوسط! وكرر على مسامعهم أطماعه وأحلامه في تملك غزة هاشم لتحويلها إلى مشروع استثماري له، وكأنها قطعة أرض لا أهل لها!
ولم يفت ترامب أن يصافح حاكم سوريا الجديد، أحمد الشرع، ليمن عليه بما أسماه رفع العقوبات عن سوريا، وليدعوه إلى التطبيع مع كيان يهود ومحاربة المجاهدين الذين أسماهم بالإرهابيين!
حقا، لقد كانت جولة شاهدة على ذل وصغار وإجرام حكام المسلمين، وكشفت حجم مصاب الأمة بهم، وعززت القناعة بأنهم أولياء لأعدائهم، ولا يمتون لهموم وتطلعات وآمال الأمة بشيء، كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. فحق على الأمة ألا يهدأ لها بال حتى تطيح بعروش الحكام وتجعلهم وراء ظهرها.
أما ما يواسينا ويبعث الأمل في نفوسنا، أنها سنة الله التي لا تحويل عنها، فهي أيام يداولها بين الناس، ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ ويقلب الأمور بين خلقه ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾، حتى إذا ما جاء نصر الله كان الحق بيّناً وواضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، بعد أن تكشفت كل الوجوه وسقطت كل الأقنعة وتهاوت كل المبررات، فلا يبقى حينئذ مكان لخائن أو خوار، ونصر الله آت بلا ريب ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير