الأحد، 04 محرّم 1447هـ| 2025/06/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

علماء السوء وبالٌ على الأمة وخيانة للدين

 

 

في زمن تتالت المصائب فيه على الأمة ووسط حركة المخلصين لاستنهاض قوتها لإعادتها عزيزة بالله حرة من قيود أعدائه لجأ الغرب إلى محاولة إطالة أمد هذه الغفوة بأساليب ماكرة عدة منها علماء السوء الذين باعوا بدينهم دنيا حكامهم، فصاروا سكّاناً في قصورهم، وحرّاساً لظلمهم، ومُبرِّرين لانحرافهم. هم أشد فتكاً بالأمة من أعدائها، لأنهم يضربونها من داخلها باسم الدين، ويُشرعون للظلم بفتاوى مزيفة. فتراهم يُقدّمون ولاء الحاكم على طاعة الله، فيسكتون عن الظلم، ويُجمّلون الباطل فهم لا يجدون حرجاً في رمي هؤلاء العملاء شرع الله وراء ظهورهم بل ويُحرفون النصوصَ لخدمة السلطان، فيُحرّمون ما أباحه الله إذا أراد الحاكم، ويُبيحون ما حرّمه الله إن أمر به! ناهيك عن إضلالهم الأمة بفتاوى التخدير، فيُحرّمون الخروج على الحاكم ولو كان فاسقاً، ويُفتون بأن "الصبر على الظالم خيرٌ من الفتنة"، وجعلوا طاعة ولي الأمر ناسخة لجميع الأحكام وكأن مقاومة الظلم والعمل على تغييره فتنة، والرضا به وبالأحكام الوضعية دين!

 

إن هؤلاء قد ذمهم القرآن فنعتهم بأوصاف لم ينعت بها الكافرين والمشركين ولا حتى أبا جهل، فقال تعالى: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾، وقال أيضا: ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾. يحملون العلم ولا يتّقون، يقرأون الكتاب ويُحرّفونه، وهذه الأمثال والأوصاف تنطبق على جميع علماء السوء على مر الزمن، فهؤلاء من يبررون القمع باسم "الاستقرار"، ومن يحرمون إزالة الحاكم الطاغي باسم "الفتنة"، وكأن الإسلام جاء ليُكرّس الظلم ومباركتهم جرائم الحكام، من تعذيب الصادعين بالحق إلى قتل الأبرياء، باسم "الولاء للوالي" وتحويلهم الدين إلى طقوس كهنوتية، فيحصرون الدين في العبادات فقط، وكأنه ﷺ لم يكن حليف محراب وبطل جهاد في آن واحد، ويلهونهم أيضا بالجدل في الفروع، ويُغفلونهم عن قضاياهم المصيرية، وهم بذلك يقتلون روحَ المقاومة في الأمة بفتاويهم المسمومة ويُلبسون الباطل ثوبَ الدين، فيُضلّون العامة الذين يثقون بهم بتفريغهم الإسلام من مضمونه، فيجعلونه مجرد شعاراتٍ للسلطة!

 

يقول محمد بن جعفر: "الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْفُقَهَاءَ قَدْ رَكَنُوا إِلَى السَّلَاطِينِ، فَاتَّهِمُوهُمْ" فلا سمع ولا طاعة لهؤلاء ولا أخذا بفتاويهم. ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله "إذا رأيت العالم يُكثر الذهاب إلى أبواب السلطان، فاعلم أنه لص". فليحذر المسلمون من هؤلاء الذين جعلوا العلم سلعةً، والفتوى مطيةً، والدين وسيلةً للترفّع على الناس.

 

اللهم استبدل بهؤلاء علماء أمثال أحمد بن حنبل والشافعي يقفون في وجه الطغاة ويقودون الأمة على خطا أمره سبحانه وتعالى.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خديجة صالح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع