السبت، 08 صَفر 1447هـ| 2025/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ماذا أفعل لأجل غزة؟

 

صحيح أن الكثير والكثير يقولون: ماذا أفعل لأجل غزة وأنا شخص واحد؟ وما الجهد الذي يمكنني فعله لأجل من يموتون جوعاً هناك؟

 

نعم سؤال يردده الكثيرون، يتألمون، يتوجعون، يبكون أمام صور الجوع والمجازر في غزة، ثم يختمون بعبارة "لكنني لا أملك شيئاً... أنا فردٌ واحد"!

 

نقول إن من يسأل هذا السؤال هو إنسان قلبه حي يحس ويتألم لما يحدث للأمة عموماً، ولما يحدث لإخواننا في غزة خصوصاً، فنقول له جزاك الله خيراً على غيرتك وألمك، وهذا دليل حياة القلب.

 

وهنا تكون الإجابة الحقيقية:

 

إنك لست عاجزاً، بل موجَّهٌ إلى الطريق الخاطئ.

 

كل صرخة تنطلق من قلبك لأجل غزة يجب أن تُترجم إلى عمل سياسي شرعي منضبط، لأن ما تعانيه غزة ليس من قلة المساعدات، بل من غياب الراعي، غياب الدولة، غياب الإمام الجُنّة الذي تُقاتل من ورائه وتتقي به.

 

استجداء العروبة؟ ضياع.

 

استدعاء الإنسانية؟ سراب.

 

مناشدة الضمير العالمي؟ عبث.

 

كل هذه روابط باطلة، لم ولن تحرك جندياً واحداً، ولا تفتح معبراً، ولا تردّ صاروخاً.

 

الرابطة الوحيدة التي تحرك الجيوش وتوحد الأمة هي رابطة العقيدة الإسلامية لأن الذي جمع البشر وآخاهم هي عقيدة الإسلام فقط.

 

فما يحصل اليوم من مجازر وجوع، ليس بسبب قلة التبرعات، بل بسبب الأنظمة العميلة التي تحاصر غزة وتمنع الجيوش من التحرك لتحريرها من يهود.

 

إن ما يمكنك فعله، وما يجب أن تفعله:

 

1- أن ترفض الحلول الترقيعية، وتكشف فشل من يلتزمون بها.

 

2- العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها التي تقود الجيوش وتحطم الحدود وتحرر الأرض وتنصر المظلومين، ولم يحدث للمسلمين ما حدث إلا بعد هدمها.

 

3-كشف خيانة الحكام الذين يمنعون النصرة، وفضح تآمرهم على الأمة، وأن تكون لساناً ناطقاً بالحق، وعقلاً واعياً، وساعداً في حمل الدعوة، لا صدى لعواطف عاجزة.

 

فغزة لا تحتاج مشاعر، بل تحتاج دولة، ودورك أن تكون جزءاً من مشروع هذه الدولة.

 

4- نشر الوعي السياسي الشرعي بين الناس بأن الحل لا يكون إلا بتحكيم شرع الله، لا بالتوسل للأنظمة ولا التعلق بالمساعدات. فلا تقل أنا لا أستطيع، بل قل سأغير الاتجاه... وسأبدأ بخطوتي نحو التغيير الحقيقي.

 

5- بعد الأخذ بالأسباب والعمل مع العاملين لإقامة الخلافة، نرفع يد التضرع والدعاء إلى الله لرفع ما يحدث لإخواننا في غزة وفي كل مكان. ولنا في رسول الله إسوة حسنة في غزوة بدر بعدما رص الصفوف في ساحة المعركة رفع يديه وتضرع لله.

 

أخي المسلم تألمك لا يكفي، فهذا زمن الاصطفاف... فمن أين تكون؟

 

اليوم، كل مسلم بَلغته أخبارُ غزة، ورأى الجوع في أعين الأطفال، والدم في أزقة البيوت المهدمة، والأعراض تنتهك، مُطالب أن يحدد موقعه بوضوح؛ هل سيكون في صف العاملين لنصرة الدين؟ أم في صف الصامتين والمتخاذلين؟

 

ما يجري في غزة هو ابتلاء لنا:

 

- هل نغار كما يغار ربنا؟

- هل نتحرك كما أمرنا؟

 

- هل نقدم النصرة الحقيقية كما فُرضت علينا؟

 

إن الله قد جعل ثلاثة فروض في أعناقنا الآن لا يعذر فيها أحد:

 

1. الجهاد فرض عين لتحرير الأرض ورد العدوان.

 

2. إقامة الخلافة لتكون القائد الشرعي للأمة.

 

3. إسقاط الأنظمة العميلة التي تحرس حدود يهود وتخنق غزة وتمنع الجيوش من التحرك.

 

فمن يُكرمه الله في هذه المرحلة هو من يحمل هذه الفروض على كتفيه، ويسعى لها ليل نهار. ومن يُهينه الله هو من يُقنع نفسه بأن الدعاء وحده كافٍ، أو أن المساعدات تُغني عن إقامة الدولة، أو أن الأنظمة القائمة قد تصلح يوماً! فها هي آلاف الشاحنات تقف على أبواب غزة، لا يمنعها عجز لوجستي، ولا نقص تمويل، بل يمنعها تحالف مجرم بين يهود وحكامٍ خانوا الله ورسوله، وعلى رأسهم السيسي، صهيوني الهوى والولاء.

 

إن استمرار هذا الحصار برعاية نظام السيسي وغيره من حكام الضرار، يُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء الحكام هم العدو الداخلي الأخطر من العدو الخارجي.

 

ولذلك فالحل ليس فتح المعبر مؤقتاً ولا إرسال تبرعات تُحاصر، بل اجتثاث أصل البلاء وإسقاط الأنظمة التي تحمي يهود وتحاصر غزة وتحريك الجيوش لنصرة المسلمين لا لحماية حدود سايكس بيكو. فكل قطرة دم في غزة اليوم، وكل صرخة طفل، وكل أم مفجوعة، لا يقف خلفها فقط العدو المحتل، بل من وفر له الغطاء وأغلق عنه الأبواب، فالسيسي وأمثاله من الحكام لا يحمون حدوداً ولا سيادة، بل يحمون كيان يهود من غضبة الأمة، ويمنعون عن غزة مقومات الحياة.

 

فهذا الواقع المرير الذي نعيشه، حيث أصبحت صرخات المسلمين كأنها همسات الأموات، لا يسمعها أحد، ولا يتحرك لها قلب ولا جيش، هو نتيجة مباشرة لكسر ظهر الأمة عبر أنظمة عميلة، وجيوش مقيدة.

 

الصراخ الفردي في وجه الظلم - كصرخة الشاب المصري في صحن الحرم - وإن كان نابعاً من صدق وألم، لا يكفي فهو لا يصنع تغييراً في واقع تآمر عليه الحكام والطغاة، وغُيّبت فيه الأمة عن واجبها الشرعي بالتغيير.

 

وقد فهم هشام بن عمرو هذا الأمر قبل الإسلام، حين أدرك أن الصوت الفردي لا يكفي أمام الباطل، فبادر إلى تكوين جماعة تشاركه الموقف، حتى صاروا خمسة أقاموا تحالفاً نقض مقاطعة بني هاشم الجائرة ووقفوا ضد أبا جهل وأخرسوه. فكيف ونحن نعيش واقعاً أسوأ من حصار بني هاشم في شعاب مكة؟ إن الحل لا يكون بالانفعالات الفردية ولا بالعاطفة المجردة، ولا بالمساعدات العاجزة، بل يكون بالعمل مع جماعة مبدئية واعية تحمل مشروع الأمة، وتعمل على هدم الأنظمة التي تحرس كيان يهود، وتعيد الخلافة الراشدة التي تجمع المسلمين وتوحد الجهود.

 

فلا تقل: أنا فردٌ لا أقدر، بل اسعَ أن تكون جزءاً من هذه الكتلة السياسية المبدئية لتعيد للأمة صوتها وكرامتها وسيفها. فخلع الحكام العملاء ليس خياراً بل هو أوجب الواجبات لأن بقاءهم هو بقاء للاستعمار السياسي، والحصار العسكري، والذل الاقتصادي، والتمكين لكيان يهود الغاصب.

 

فالصواب أن تُوجَّه الناس إلى قصور الحكام العملاء، تُزلزل عروشهم، وتقتلعهم من جذورهم، فلقد ثبت بالدليل القاطع أن هؤلاء الحكام:

 

- يحاصرون غزة بأمر أسيادهم في الغرب

 

- يمنعون الجيوش من التحرك وهم يمتلكون السلاح والعدة

 

- يمنعون المساعدات أو يسرقونها أو يوظفونها سياسياً

 

- ويخدّرون الشعوب بشعارات التبرع والمظاهرات والدعاء، بينما يتركون المجازر تستمر!

 

أيها المسلمون: الواجب أن تكونوا صفاً واحداً مع من يعمل لإقامة الخلافة وإسقاط أنظمة الضرار، لا مع الوسطاء ولا مع المتاجرين بدماء غزة. أما أولئك الذين يرفعون شعار التبرعات فقط، وهم يتجاهلون أصل البلاء وهو النظام السياسي القائم فهم إما:

 

 - مغفلون مخدوعون.

 

- أو تجار فتنة ودماء يتكسبون من دموع المظلومين.

 

الحل سياسي شرعي جذري لا إنسانيات فارغة، ولا حلولاً ترقيعية. فخلع الحكام العملاء أوجب من التبرع، ومقدم على الدعاء، وأقرب إلى نصر غزة من كل الحلول السطحية. فإن الحكام اليوم هم أخطر من اليهود لأنهم الحاجز الحقيقي بين جيوش الأمة وبين ساحات الجهاد.

 

فعليك أنت، وعلينا نحن، وعلى الأمة جميعاً:

 

- أن نفضح الأنظمة القائمة التي تحاصر غزة وتدوس على كرامة الشعوب.

 

- أن نخاطب الجيوش، ونحمّلهم المسؤولية أمام الله والتاريخ، فهم من بيدهم السلاح والمواقع والثكنات.

 

- أن نكشف زيف أولئك الذين يخدرون الناس بشعارات التبرع والإنسانية، ويُبعدونهم عن الفرض العظيم: إسقاط الحكام وإقامة الخلافة.

 

فالواجب عليك إما أن تكون ممن يعمل مع حزب مبدئي لإعادة سلطان الإسلام، وإما أن تكون متفرجاً يُحاسب على تقصيره. فالخيار لك، لكن انضمامك لحَمَلَة التغيير هو الفعل الذي يرضي الله ويغير الواقع.

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المحمود العامري – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع