- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون ترامب ماهراً في إخماد الحروب
وبلاده هي المسببُ لها؟!
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2025، صرح ترامب: "أسمع الآن أن هناك حرباً دائرة بين باكستان وأفغانستان. قلتُ: "سأنتظر حتى أعود". سأخوض حرباً أخرى، لأنني بارعٌ في إخماد الحروب". ترامب كاذبٌ متغطرس. في الواقع، إن النظامَ العالميَّ العلمانيَّ والقوميَّ الذي يفرضه ترامب هو سببُ الحروبِ المشتعلة بين المسلمين، مع ضمانِ التحالفِ مع ألدِّ أعداءِ المسلمين.
أولاً: الحربُ بين باكستان وأفغانستان ناجمةٌ عن خطِّ دوراند القوميِّ، الذي قسّم المسلمينَ وأشعلَ الصراعَ بينهم. علاوةً على ذلك، يضمنُ النظامُ العالميُّ القوميُّ لترامب تقسيمَ المسلمينَ إلى أكثرَ من خمسين دويلةً صغيرةً، بحدودٍ رسمها المستعمرون على الخرائط، مع أن النبيَّ ﷺ قال: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ﷺ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ أَنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ دُونَ النَّاسِ». رواه البيهقي في السنن الكبرى
فهل يُعقلُ أن الأوسَ والخزرجَ أقاموا حدوداً فيما بينهم بعد قيام الدولة الإسلامية، أو أن الأنصارَ أقاموا حدوداً تفصلُ المدينةَ المنوّرةَ عن مكةَ بعد فتحها؟! فكيف يقبل المسلمونَ حدوداً قوميةً بين بلادهم رسمها الكفارُ مخالفين أمرَ النبي ﷺ؟ كيف؟!
ثانياً: التحالفاتُ مع أعداءِ المسلمين، سواء أكانوا كيانَ يهود أو الدولةَ الهندوسيةَ أو أمريكا نفسها، ناجمةٌ عن النظامِ العالميِّ العلمانيِّ الذي يفرضه ترامب. يكافئ نظامُ ترامب أعداءَ المسلمينَ بإقامةِ تحالفاتٍ عسكريةٍ واقتصاديةٍ معهم، ما يتيحُ لهم نهب ثرواتِ الأمةِ الإسلاميةِ الهائلةِ، ويمكّنهم من إيجادِ الفتنةِ في البلاد الإسلاميِة. إن العلمانيةُ هي فصلُ الإسلامِ عن السياسةِ والاقتصادِ والعلاقاتِ الخارجيةِ. ولذلك، لا ترى الأنظمة القائمة في بلادِ المسلمينَ أيَّ ضَرَرٍ في تطبيعِ العلاقاتِ مع مَن يُحاربُ المسلمينَ ويُساعِدُ على ذلك، مع أن اللهَ ﷻ قال: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
والآن، هل ثمة شكٌّ في أن أمريكا عدوَّةٌ للمسلمينِ، بعد أن احتلّت العراقَ وأفغانستانَ، وساعدت كيانَ يهودَ والدولةَ الهندوسيةَ على احتلالِ أراضي المسلمين؟ هل ثمة شكٌّ في أن الهند عدوَّةٌ للمسلمينِ بعد احتلالِها لكشمير ومحاربةِ الإسلامِ؟ هل ثمة شكٌّ في أن كيانَ يهود عدوٌّ للمسلمينِ بعد احتلالِ الأرضِ المباركة وتدمير قطاع غزة؟ فكيف يرضى المسلمون في أفغانستانَ بالتحالفِ مع الهند؟ وكيف يسمح المسلمون في باكستانَ بالتحالفِ مع أمريكا وتطبيعِ العلاقاتِ مع كيانِ يهود؟ كيف؟!
أيها المسلمون في باكستان وأفغانستان وكشميرَ المحتلَّةِ وبنغلادش:
قال اللهُ ﷻ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾. لقد حرَّرنا أجدادُنا من الاحتلالِ البريطانيِّ الاستعماريِّ، لكنهم لم يحرِّرونا من النظامِ العالميِّ العلمانيِّ القوميِّ الاستعماريِّ. لهذا السببِ نحنُ منقسمونَ وضعفاء، بينما يهاجمُنا أعداؤُنا ليلاً نهاراً. لهذا السببِ نتقاتلُ فيما بيننا، ونطبعُ مع أعدائنا. إنه لا سبيلَ لتحرر البلاد الإسلامية وتوحيدها إلاّ بإقامةِ الخلافةِ الراشدةِ على منهاجِ النبوةِ. فهي التي ستحرِّرُ بلاد المسلمينَ المحتلَّةَ، وهي التي ستقودُ العالمَ في معركة تفكيكِ النظامِ العالميِّ العلمانيِّ القوميِّ. لذا، أيُّها المسلمونَ، اعملوا من أجلِ إقامتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير - ولاية باكستان