- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تحويل الصراع في السودان إلى طابع قبلي
إن تحويل الصراع في السودان إلى طابع قبلي ليس مجرد نتيجة عشوائية، بل ينظر إليه كثير من المراقبين كاستراتيجية ممنهجة، يُستخدم فيها عدد من الشخصيات العسكرية والسياسية لتأجيج الانقسامات القبلية وتعبئة المجتمعات المحلية في الحرب. ومن أهم الشخصيات التي وردت في هذا السياق:
شخصيات بارزة يُتهم الجيش السوداني باستخدامها في عسكرة القبائل:
عبد الرحيم دقلو - نائب قائد قوات الدعم السريع
في مقابلة مع سكاي نيوز عربية بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2023، قال: "الميثاق السياسي يمثل بداية طريق إنهاء المعاناة، والمحاسبة ستشمل كل من تورط في انتهاكات حقوق الشعب... الحرب التي يشنها الإسلاميون ليست سياسية بل بالبندقية والتضليل الإعلامي" (سكاي نيوز عربية). كما كشفت تقارير أخرى عن تعليمات مباشرة منه للتعامل الحازم مع الزعماء القبليين الذين يطالبون بحقوق عناصرهم، بما يشمل التصفية الجسدية.
عبد الفتاح البرهان – قائد الجيش السوداني
في خطاب ببورتسودان بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2025، صرّح بأن "من يتخلى عن حمل السلاح من المقاتلين أو عن دعم المليشيا من السياسيين سيكون مرحباً به... لا توجد فرصة ثانية للمؤتمر الوطني للعودة إلى الحكم على أشلاء السودانيين". كما أعلن عن تغيير العقيدة القتالية للجيش، وقال: "كل الأسلحة التي اقتنيناها طوال تاريخنا دفاعية، والآن سنغير هذا الشيء".
موسى هلال – زعيم قبلي وقائد مجلس الصحوة
في تصريح له بتاريخ 22 نيسان/أبريل 2024، أعلن دعمه للجيش السوداني في الحرب ضد الدعم السريع، وقال: "تشكيل قوة عسكرية مشتركة مع الحركات المتحالفة مع الجيش السوداني هو خطوة استراتيجية لتغيير موازين الحرب". (الشرق الأوسط)
الفريق ياسر العطا بشأن إبراهيم بقال
في بيان غير رسمي نُقل عبر الإعلام المحلي بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، قال: "عودة بقال إلى حضن الوطن ليست صفحاً عن الماضي، بل بداية لمحاسبة النفس، ومن تاب وأخلص للوطن فله مكان بيننا". (نبض الوطن)
أما إبراهيم بقال نفسه فقد صرّح بالقول: "أقدم اعتذاري للفريق ياسر العطا ولكل من أسأت له لفظياً... استضفت اجتماعات قيادات الدعم السريع في بيتي بالصالحة، لكنني واجهت الإهمال منهم، وسرت 18 يوماً حتى وصلت نيالا". (المصدر نفسه أعلاه)
العمد والنظار المحليون
ظهرت مقاطع مصورة لاجتماعات بين قيادات الجيش وزعماء قبائل، تحث فيها القبائل على حمل السلاح والانخراط في القتال. (إندبندنت)
كيف تُستخدم هذه الشخصيات؟
- التحريض الإعلامي: عبر خطابات تعبئة تستنهض العصبية القبلية.
- التجنيد المحلي: تشكيل مليشيات قبلية مسلحة تحت إشراف الجيش.
- التحالفات السياسية: مبايعات قبلية علنية للجيش أو الدعم السريع، ما يُحول الصراع من سياسي إلى قبلي.
النتائج المترتبة:
- تفكيك المجتمع: إذ يتحول الجار إلى خصم بسبب الانتماء القبلي.
- إطالة أمد الحرب: لأن الصراع يصبح شخصياً وجهوياً.
- صعوبة الحل السياسي: لأن الأطراف تصبح متعددة وغير مركزية.
إن ما يجري في السودان، وبالأخص في إقليم دارفور، هو فصل من فصول المؤامرة الدولية بأدوات محلية، باعت الأرض والعرض بحفنة من المال القذر، يبتغون عرض الحياة الدنيا على حساب تشريد الملايين.
الحل من وجهة نظر سياسية جذرية
- إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، باعتبارها النظام الوحيد القادر على إنهاء الصراعات القبلية والجهوية.
- إلغاء الأنظمة الوضعية التي كرّست الانقسام والفساد، واستبدال نظام إسلامي شامل بها.
- توحيد الأمة الإسلامية تحت قيادة واحدة، ترفض التبعية للغرب، وتعيد للأمة عزتها ومنعتها.
- رفض كل أشكال التدخل الأجنبي، سواء عبر قوات حفظ السلام أو المبادرات الدولية التي تُكرّس الهيمنة الغربية.
لماذا هذا الطرح مهم؟
لأن تحويل الصراع إلى قبلي ليس مجرد تكتيك محلي، بل هو جزء من مخطط دولي لتفتيت السودان، وإضعاف أي مشروع نهضوي إسلامي. واستخدام شخصيات مثل البرهان ودقلو وهلال في هذا السياق يُظهر كيف تُدار الحرب بأدوات محلية تخدم أجندات خارجية.
﴿أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم العطار – ولاية مصر



