السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وعد الله حق وحقيقة

 


قال الله تعالى في سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية: "هذا وعد من الله لرسوله ﷺ. بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي: أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وليبدلنّ بعد خوفهم من الناس أمنا وحكما فيهم".


إنّ قارئ الآية الكريمة المتّمعن في معناها ليدرك أنّ الوَعْد الإلهي المذكور فيها هو بشارة بخير لا بدّ من الاستعداد لها بتحقيق شروطها، كيف لا وهي وعد من الله تعالى أي هي حق وصدق وحقيقة آتية لا محالة، ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: 111] ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ [النساء: 122].


إنّ من يعيش بنور من الله؛ ويسير على ضوء وعده وبشراه والحق المبين؛ ليكاد يرى قيام الخلافة الإسلامية قاب قوسين أو أدنى من بزوغ الشمس بعد العتمة، وإنّك لتراه سائرا في دربه مردّدا في صدره آية الوعد وأحاديث النبّي المبشرة بالاستخلاف؛ مشمّرا عن ساعديه حتى يكون من الفئة المؤمنة التقية العاملة بالخيرات والقربات التي تستحق النصر والتمكين.


ولعل هذه الأسطر تكون في سبيل شحذ الهمم والتذكير بما يجب أن يستقرّ في قلب وعقل كل مسلم راغب في حياة ترضي الله عزّ وجلّ وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتّقين وحسن مستقرا ومقاما.


كيف لا تمتلئ قلوبنا وعقولنا باليقين والثبات وهي ترّدد حديث نبيّنا الأكرم ﷺ الذي رواه الإمام أحمد عن النعمان بن البشير رضي الله عنه «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثمَّ سَكَتَ»، والذي يصور بدقة متناهية أنواع الحكم التي مرت على الأمة المسلمة بعد رسول الله ﷺ إلى يوم الناس هذا:


1- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: زمن الخلفاء الراشدين.


2- مرحلة الملك العضوض: من الخلافة الأموية إلى الخلافة العثمانية.


3- مرحلة المُلك الجبري: ما بعد الخلافة العثمانية إلى أيام الناس هذه.


4- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة التي تطّلع أفئدتنا وأرواحنا لقدومها.


فكيف بالله عليكم لا نكون من الموقنين وهذا الحديث يعرض في أذهاننا شريط حقب التاريخ المتلاحقة وما نعيشه اليوم بشكل يحاكي الواقع رأي العين، فكيف به أن لا يقوّي عزيمتنا وشكيمتنا لنغذّ السير نحو الغد المشرق وأمل الأمة الذي بشّر به؟!


كيف لا نجد اليقين ونحن نردّد: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا»، و«بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالدِّينِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ»، والحديث الطويل الذي جاء في آخره: «فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِي، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، لَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئًا إِلَّا أَخْرَجَتْهُ، وَلَا السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلَّا صَبَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا، يَعِيشُ فِيهَا سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ أَوْ تِسْعَ، تَتَمَنَّى الْأَحْيَاءُ الْأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ خَيْرِهِ»؟


حقّ وحقيقة يقينا تملأ شغاف قلب كل من وعى على الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الخلافة الموعودة التي سينعم الناس في ظلها بالعدل، وسيعيشون فيها الأمن والأمان، ويرون فيها النصر والتمكين للأمة وعزّة الإسلام حين تكون له دولة تحكم بالقرآن، دولة يحسب لها أعداؤها ألف حساب، ولا يضام مؤمن في العالم كله في حال وجودها.


ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً. نسأل الله تعالى أن يمّن علينا بدولة الخلافة الإسلامية عاجلا غير آجل وأن يجعلنا من شهودها وجنودها، إنّه على ما يشاء قدير وأن يمّن على المسلمين فتكتحل عيونهم بروية الإسلام عزيزاً يشعّ في كل أرجاء الكون.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع