الخميس، 15 محرّم 1447هـ| 2025/07/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جريدة الراية  ماذا تريد أمريكا من اليمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جريدة الراية

ماذا تريد أمريكا من اليمن؟

 

Raya sahafa

 

2015-05-06م

 

مع إدراكنا بأن الحرب الدائرة في اليمن بين أنظمة الحكم المشاركة في تحالف عاصفة الحزم من جهة والحوثيين وصالح من جهة أخرى هي حرب دول الغرب؛ بريطانيا التي سيطرت سياسياً على الجزيرة العربية عبر عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس نظام آل سعود ومشيخات الخليج والجبهة القومية في جنوب اليمن وصالح في شمال اليمن، وبين أمريكا الطامعة بالسيطرة على كل ذلك باقتلاع بريطانيا وإحلال نفسها مكانها. رغب نظام آل سعود في عاصفة الحزم من خلال الطلعات الجوية المكثفة التي تشنها مقاتلات التحالف، إلى جانب الحصار الجوي والبحري المطبق على أجواء اليمن وموانئه، رغب بالظهور بمظهر القوي القادر على إجبار الحوثيين على إعلان استسلامهم والركض سريعاً إلى طاولة المفاوضات للمشاركة في الحوار في الرياض مع بقية الأطراف السياسية المتصارعة معه في اليمن، وظن نظام آل سعود الذي يقود عاصفة الحزم بأنه قادر على جعل التحالف مطواعاً بين يديه في كل ما يريده، وأنه قادر على إذلال الحوثيين.

 


في المقام الأول حققت أمريكا من خلال عاصفة الحزم تحويل الحوثيين من مقاتلين معتدين في أذهان الناس إلى معتدى عليهم وإيجاد أجواء تفاوض ضاغطة للحصول على الحل الوسط لما لا تستطيع أخذه وحدها. ومن ناحية ثانية تستمر عملية عاصفة الحزم في القصف من الجو والإنزال المظلي لمختلف الأسلحة والمعدات لإيجاد "مقاومة مسلحة من أهل اليمن تقاتل الحوثيين" على الأرض بدلا من الإنزال البري الذي استخدم إعلامياً وتملصت منه أنظمة حكم كان يعول عليها القيام بمهمة إنزال جنودها في اليمن هي مصر وباكستان.

 


نشرت صحيفة واشنطن بوست في نهاية شهر نيسان/أبريل المنصرم على لسان مسئول كبير في الإدارة الأمريكية "نحن بحاجة إلى تشكيل هذا، بحيث يصبح لدى دول الخليج القدرة على التعامل مع إيران من موقف فيه قدر أكبر من المساواة والتكافؤ" ويضيف المسئول ذاته "دعونا لا نغفل عن حقيقة أن الصراع في اليمن سوف يتطلب حلاً سياسياً" ليرينا أن أمريكا تسعى للحل السياسي في اليمن على طريقتها بمعية إيران عرابها في المنطقة.

 


إن اللقاء الذي عقد في الرياض بين أنظمة الحكم في الخليج يوم 2015/05/05م جاء تمهيداً للقائهم بأوباما يومي 13 و2015/05/14م في البيت الأبيض وكامب ديفيد بولاية ميريلاند وسوف يضع الخطوط العريضة لإنهاء عاصفة الحزم والقبول بما تضعه أمريكا للمنطقة ولليمن وإلا فإن رفضه من قبل الخليجيين يعني استمرار الحرب.

 


كما أن رغبة الحوثيين باستئناف الحوار السياسي ظاهرة كما جاء على لسان ناطقهم الرسمي محمد عبد السلام في 2015/04/23م برغبة جماعته بالعودة للمفاوضات من حيث انتهت، فيما يريد أنداده التخلص من نتائج الحوار في موفنبيك بقيادة جمال بن عمر كونه دار بالقوة تحت تهديد السلاح. والحوثيون قد استفادوا من المبعوث جمال بن عمر الذي أظهرهم بلقائه بعبد الملك الحوثي منذ العام 2011م ومهد الطريق أمامهم ليصلوا من صعدة إلى صنعاء ويرحبون بما يصدر من الأمم المتحدة "لصالحهم من تغيير قرارات مجلس الأمن ضدهم إلى بيانات" وتأخيرها وعرقلتها وتغيير صياغتها عن طريق الأصدقاء وينكصون ويتبرأون من "عصبة الأمم" حين لا يروق لهم ذلك.

 


أما معوقات الحل السياسي في اليمن فهي رغبة الأمريكان في رسم سياسة جديدة للمنطقة تقوم على تسييد إيران عليها وإرغام البقية على التسليم بذلك ولو بشن الحروب فيها وتعريضها للتجزئة كما يحصل الآن في العراق وطمع أمريكا ورغبتها في الاستحواذ على جميع اليمن لأنها ترى الفرصة سانحة والجو مناسباً، فيما تعطل بريطانيا "صاحبة النفوذ السياسي في المنطقة خلال قرن من الزمان" كل ذلك وترفض الخروج صفر اليدين من اليمن، وفي أقل الأحوال فهي تقاتل بعملائها الذين زرعتهم كصالح وحزبه والوسط السياسي الذين رعتهم في جنوب اليمن وشماله وجزء لا يستهان به من الإسلاميين المرتبطين بالسعودية والقادة العسكريين ومشايخ القبائل. مع أن واحدة من المشاكل التي تواجهها السياسة السعودية هذه الأيام هو وجود شقين: الشق البريطاني في العائلة الحاكمة الذي يتزعم الدور الإقليمي لتنفيذ مخططات بريطانيا السياسية في المنطقة، والشق الأمريكي الذي يتزعمه اليوم سلمان بن عبد العزيز بالانصياع لمخططات أمريكا.

 


كما يعد إصرار أنظمة الحكم في الخليج على عقد المفاوضات القادمة بين الفرقاء السياسيين من أهل اليمن "الحوثيين وأندادهم" في الرياض أمام رفض الحوثيين القاطع واحدا من المعوقات لإجراء الحوار وهي ورقة ضغط تستغلها أنظمة الحكم في الخليج ضد الحوثيين يقصدون بها فرض أجندة الحوار ونسف كل ما حققه جمال بن عمر للحوثيين في حوار موفنبيك بصنعاء.

 

بقلم: المهندس شفيق خميس - اليمن

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع