السبت، 17 محرّم 1447هـ| 2025/07/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 نظرة على الأخبار 2022/02/12م

(مترجمة)

 

 

أمريكا تواصل تصعيد التوترات بشأن أوكرانيا

 

متجاهلةً الدّعوات الأخيرة للهدوء من الرئيس الأوكراني، تواصل أمريكا إثارة القلق بشأن احتمال غزو روسي لأوكرانيا. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس، بينما دعا الأمريكيين لمغادرة أوكرانيا، "نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم، إنه وضع مختلف للغاية، ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة". ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، "هناك احتمال واضح جداً بأن تغزو روسيا أوكرانيا في إطار زمني سريع معقول، كما حذّر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الجمعة، وحثّ جميع الأمريكيين في أوكرانيا على المغادرة في أقرب وقت ممكن، وعلى أي حال في غضون 24 إلى 48 ساعة القادمة".

 

في غضون ذلك، وفي إشارة إلى أن أمريكا لا تؤمن حقاً بروايتها الخاصة عن حرب وشيكة، يركّز كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الأمريكي في هذا الوقت على التعامل مع الصين وليس مع روسيا. فقد اختارت صحيفة نيويورك تايمز الإبلاغ عن هذا على النحو التالي:

 

مع استعداد أوروبا لاحتمال اندلاع أكبر حرب برية منذ عقود، قام وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، برحلة جوية استغرقت 27 ساعة هذا الأسبوع في الاتجاه المعاكس.

 

يوم الجمعة، التقى بلينكين مع وزراء خارجية أستراليا واليابان والهند في قمة في ملبورن للتحالف الرباعي المسمى الرباعي. وكانت رسالته واضحة: على الرّغم من الأزمات في أوكرانيا وأماكن أخرى من العالم، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز وجودها في جميع أنحاء آسيا وتقديم رؤية للمستقبل مختلفة عن تلك التي تقدمها الصين.

 

وقال السيد بلينكين وهو يقف إلى جانب وزراء الخارجية الآخرين قبل اجتماعهم بعد ظهر يوم الجمعة: "تستحق الدول أن تتمتع بحرية العمل معاً والمشاركة مع من تختار".

 

أستراليا هي المحطة الأولى فقط من بين ثلاث محطات توقّف للسيد بلينكين، الذي من المقرر أيضاً أن يلتقي بمسؤولين أجانب في فيجي وهاواي. وتُظهر الرحلة التي تستغرق أسبوعاً إلى أبعد المناطق في آسيا والمحيط الهادئ الشدة التي تريد إدارة بايدن من خلالها الإشارة إلى أن المنطقة الشاسعة هي أهم نقطة تركيز لسياستها الخارجية.

 

في الواقع، تستخدم أمريكا التوترات المتزايدة لدفع أهداف سياستها الخارجية، وتسعى أمريكا إلى تحقيق عدد من الأهداف في الصراع الأوكراني وترغب في استخدام تهديد روسيا لمواصلة فرض قيادتها على أوروبا ومنع الدول الأوروبية من محاولة تطوير علاقات أوثق مع روسيا. هذا الأسبوع، وتحت ضغوط إعلامية أمريكية وبريطانية مكثّفة لاتخاذ موقف أقوى بشأن تورّط روسيا في أوكرانيا، سافر الرئيس الألماني أولاف شولتز إلى أمريكا للقاء بايدن. وقال بايدن، أثناء جلوسه مع شولتز في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إن أمريكا وألمانيا "تعملان بخطا ثابتة لزيادة ردع العدوان الروسي في أوروبا والتصدي للتحديات التي تعارضها الصين وتعزيز الاستقرار في غرب البلقان". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع بايدن، "نحن متحدّون تماماً ولن نتخذ خطوات مختلفة، سنفعل الخطوات نفسها وستكون صعبة للغاية بالنسبة لروسيا، ويجب أن يتفهموا ذلك".

 

كما تستخدم أمريكا الصراع لعقد اجتماعات قمة رفيعة المستوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي اجتماعات قمة تجبر أمريكا على تجاوزها بشروطها الخاصة. وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، "مع تصاعد التحذيرات الأمريكية بشكل حاد، قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت متأخر من صباح يوم السبت، بتوقيت واشنطن. وقال الكرملين إن بايدن طلب الاتصال. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الروس اقترحوا أن يتم ذلك يوم الاثنين لكنهم قبلوا اقتراح بايدن المضاد يوم السبت.

 

أمريكا لديها أهداف متعددة بالنسبة لروسيا، والتي تشمل عزلها ليس فقط عن أوروبا ولكن أيضاً عن الصين، وإجبار روسيا على الامتثال لأهداف السياسة الخارجية الأمريكية في أفريقيا والشرق الأوسط، كما هو الحال في سوريا.

 

لا تعرف القوى الغربية سوى كيفية خلق الصراع والفوضى في العالم، باسم تحقيق توازن القوى، الذي يساوي في أذهانهم توازن التوترات. هذا على النقيض من أكثر من ألف سنة التي ساد فيها الإسلام، حيث هدأت النزاعات في العالم، ما أتاح السلام والازدهار للبشرية جمعاء. فقد تم تقييد العمل العسكري في حدود قانونية مشددة تسمح فقط بالاشتباك بين الجيوش، وفقط مع الأعداء المعلنين سابقاً. كان هذا هو تأثير الطريقة الإسلامية في شن الحرب حتى إن جيوش أوروبا، عندما كانت تقاتل بعضها بعضا، تلتزم بالقواعد الأخلاقية لـ"الفروسية" التي طوروها تقليداً للمسلمين. ومع ذلك، بمجرد أن الإسلام لم يعد مهيمناً، انحرف الغرب عن هذه المبادئ واعتمد بدلاً من ذلك قانون الاستعمار الرأسمالي الذي يضع الثروة والسلطة في مقدمة كل شيء آخر. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن انتعاشاً واسع النطاق في الأمة الإسلامية، وبإذن الله، سوف ينهضون قريباً ويطيحون بالطبقة الحاكمة العميلة والأنظمة الأجنبية التي فرضها عليهم الكفار المستعمرون ويقيموا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستوحد جميع بلاد المسلمين وتحرر البلاد المحتلة وتحمل الدعوة للإسلام إلى العالم أجمع.

 

 

اقتربت المفاوضات بشأن تجديد الاتفاق النووي الإيراني من الاكتمال

 

عادت هذا الأسبوع إيران والولايات المتحدة لإجراء جولة أخرى من المحادثات في فينّا حول الاتفاقية النووية لعام 2015، خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي تخلت عنها الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب. وفقاً لشبكة سي إن إن، "كانت هناك مؤشرات كافية على إحراز تقدّم من كلا الجانبين للإشارة إلى أن المفاوضات قد دخلت مرحلة حرجة، لكن عدداً من القضايا لا يزال بدون حلّ". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي للصحفيين يوم الأربعاء إن الصفقة "تلوح في الأفق". وغرد ممثل روسيا يوم الجمعة أن المحادثات "تمضي قدما بالتأكيد". ويوم الجمعة، حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التقليل من أهمية المحادثات، قائلاً: "نعلق آمالنا على شرق وغرب وشمال وجنوب بلادنا وليس لدينا أمل في فينّا ونيويورك". في الواقع، تعمل إيران جاهدة لإنجاح المحادثات. فقد أشار مقال نشره المجلس الأطلسي هذا الأسبوع بعنوان "إيران تجهّز الرأي العام لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة" إلى تعليق وزير الخارجية الإيراني الشهر الماضي قائلاً إن إيران "لن تتجاهل فكرة إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا كان هذا يسهل التوصل إلى اتفاق مناسب ومضمون".

 

إنّ العقبة في الاتفاق النووي ليست إيران بل الولايات المتحدة، التي تريد تقييد وصول أوروبا إلى النفط الإيراني. في عام 2015، استخدم أوباما رشوة النفط الإيراني للحصول على صمت أوروبي بشأن استخدام القوات البرية الإيرانية في سوريا لدعم الأهداف العسكرية الأمريكية هناك، حيث قررت الولايات المتحدة بعد كارثة العراق وأفغانستان أن إرسال الجيش الأمريكي بأعداد كبيرة إلى البلاد الإسلامية كان محفوفاً بالمخاطر مرة أخرى. ولكن بعد سحق الثورة السورية، لم تعد أمريكا بحاجة إلى الدعم الإيراني، وبالتالي تخلى ترامب عن الاتفاق النووي الذي منع وصول أوروبا إلى النفط الإيراني. التزم بايدن بإحياء الاتفاقية باسم التعددية مع أوروبا، على الرغم من أن الحصول على اتفاقية الآن أكثر تعقيداً لأن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن أكثر تقدماً مما كان عليه في عام 2015. ولكن الأهم من ذلك، أن أمريكا ترغب في الوصول إلى الصفقة التي لا تسمح بالشروط السخية لأوروبا التي كان على أوباما أن يسمح بها في عام 2015. من خلال دفع إيران نحو الصين، سعت أمريكا إلى ضمان بقائها منفصلة عن أوروبا، وفي الوقت نفسه إشراك الصين في الشرق الأوسط يساعد في جذبها بعيداً عن التوسع الإضافي في المحيط الهادئ. وفقا لتقرير لرويترز يوم الخميس، "ارتفعت صادرات النفط الإيراني إلى أكثر من مليون برميل يومياً للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بناء على تقديرات من الشركات التي تتعقب التدفقات، ما يعكس زيادة الشحنات إلى الصين".

 

إن حكام إيران مثلهم مثل جميع حكام المسلمين، مستعدون لفعل أي شيء للحفاظ على أنظمتهم وخيانة قضية الإسلام والأمة الإسلامية. ولكن بإذن الله، سنرى قريباً تأسيس القيادة العامة للأمة الإسلامية على رأس دولة الخلافة التي ستعمل بثقة تامة في الشؤون الدولية، مدركة تماماً مكائد القوى العالمية، فتردها إلى نحورها. ستنضم دولة الخلافة، منذ نشأتها تقريباً، إلى صفوف القوى العالمية بسبب حجمها الهائل، وعدد سكانها الهائل، ومواردها الواسعة، وجغرافيتها المتفوقة، ومبدئها الإسلامي الفريد، وبدلاً من السماح للأجانب الكفار بالتلاعب بها، ستأخذ دولة الخلافة زمام المبادرة في الشؤون الدولية، وتفرض تفكيرها وتخطيطها على المسرح العالمي. لن تقوم دولة الخلافة بتأمين مصالح المسلمين فحسب، بل ستعمل على حماية مصالح البشرية جمعاء. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع