الثلاثاء، 22 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق تورّط ماليزيا في جرائم أمريكا البشعة بحق الإنسانية (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 627 مرات


الخبر:


كشف تقرير أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً أن ماليزيا حليف للولايات المتحدة في حملتها التي تسميها "الحرب على الإرهاب". وكانت اللجنة الخاصة المعنية بشؤون الاستخبارات (SSCI) في مجلس الشيوخ الأمريكي قد أماطت اللثام في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2014 عن جزء من هذا التقرير، الذي تكون من 6000 صفحة واستغرق إعداده 5 سنوات بكلفة بلغت 40 مليون دولار. حيث أذنت اللجنة بنشر جزء تكون من 525 صفحة فقط، تضمن الاستنتاجات الرئيسية وخلاصة عن برنامج الاعتقال والتحقيق الذي نفذته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). وتحدث التقرير عن استخدام الوكالة أساليب تعذيب متنوعة للمعتقلين خلال الفترة بين 2001 و 2006. كما كشف عن لعب ماليزيا دوراً في ممارسة "تسليم المعتقلين لعدوِّهم بصورة سرّية"، إذ جرت عمليات اعتقال سرية وتم نقل المعتقلين إلى سجون سرية. وإضافةً إلى ماليزيا، كان من بين البلدان الإسلامية التي تعاونت في هذه الجرائم العالمية للوكالة أفغانستان، والجزائر، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، ومصر، وليبيا، وإندونيسيا، والمغرب، وباكستان، والسعودية، والصومال، وسوريا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان، واليمن. وقد جاء هذا التقرير ليؤكد في الواقع ما توصلت إليه منظمة "عدالة المجتمع المنفتح" في دراستها التي أنجزتها في شباط/ فبراير 2013 تحت عنوان "عولمة التعذيب: اعتقال المشتبه فيهم من قبل وكالة المخابرات المركزية وانتزاع المعلومات منهم بأساليب قسرية استثنائية/ تسليمهم لعدوِّهم بصورة سرّية"، حيث ادّعت فيها المنظمة أن باتروجايا قدمت العون للوكالة في مجال تسليم المعتقلين لعدوِّهم مرتين.


التعليق:


لقد أكد قائد الفرع الخاص في دائرة الشرطة الملكية الماليزية داتوك سري أخيل بولات، في إجاباته على أسئلة واستفسارات الصحافة الماليزية، قيام ماليزيا بالتشارك مع وكالة المخابرات المركزية في تبادل المعلومات والتدريب، لكنها لم تساعد في عمليات تعذيب المتهمين بالإرهاب وانتزاع المعلومات منهم بأساليب قسرية استثنائية/ تسليمهم لعدوِّهم بصورة سرّية، ولم تقدّم ما يسهّل القيام بتلك العمليات. كما وأكد أن التشارك في المعلومات بين جميع أجهزة المخابرات في العالم أمر ضروري لمعالجة مشكلة الإرهاب. وبناء عليه، فإن من الطبيعي إقامة علاقات مع وكالة المخابرات المركزية بهذا الشأن.


والسؤال الذي يجب توجيهه هنا لقادة دائرة الشرطة الملكية الماليزية هو: لماذا تواصل الدائرة تعاونها مع وكالة المخابرات المركزية بالرغم من ثبوت كون الوكالة ليست أهلاً للثقة، ورغم علم الدائرة بعدم إنسانية الوكالة، وعلمها أيضاً بوحشيتها وهمجيتها، وعلى وجه الخصوص بحق المسلمين؟ فماذا بقي لدائرة الشرطة الملكية من كرامة ونزاهة إذ تجرأت على الاصطفاف إلى جانب شرّ الخلائق؟ إننا جميعاً نعلم علم اليقين أن الولايات المتحدة هي الإرهابي الحقيقي في العالم أجمع، وأن الولايات المتحدة عدو للإسلام، عدو لله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام، عدو للمؤمنين كافة! أمَا ترى دائرة الشرطة الملكية الماليزية هذا كله؟ أولم يكن ثمة ناصحٌ أمين يقول لهذه الدائرة إن التعاون مع الولايات المتحدة، الدولة الكافرة الحربية فعلاً، حرامٌ في الإسلام؟ أم أنه كان هناك ناصح بالفعل وقدم لها النصح، لكنها ألقت كلامه وراء ظهرها؟


لكن المسألة التي لا تقل أهمية هنا هي: أن الولايات المتحدة، من خلال نشر هذا التقرير، الذي يلطخ سمعة أمريكا ذاتها، تريد أن تقول لنا: "يا مسلمين، ها أنذا قد كشفت عن جرائمي البشعة، وفضحت مشاركة زعمائكم في هذه الجرائم، وأثبتُّ لكم تعاونهم الوثيق معي. إنني قادرة على تعذيبكم وقتلكم، أنتم وإخوانكم، وأستطيع تعذيب وقتل مَن شئت. فأنا القوية وأنتم الضعفاء، برغم ضخامة عددكم. ماذا تستطيعون أن تفعلوا لي وأنتم لا حول لكم ولا قوة؟ ألا ترون حكامكم وزعماءكم أذلاء خانعين لأوامري؟! إنهم معي، وليسوا معكم... ولذلك، لا تحاولوا محاربتي، لأنني قادرة تماماً على تعذيبكم وقتلكم، ولن تجدوا لكم ناصراً أو مُعينا!"


أما ردُّنا نحن على هذا التقرير، وعلى وحشية الولايات المتحدة، فهو ما قاله القوي العزيز: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى الاٌّرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ﴾، وبقول الجبّار المتكبر، جل شأنه: ﴿كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَـتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.


وفي الختام نقول: إن هذا التقرير لدليل صارخ على دجل الولايات المتحدة وحلفائها، ونفاقهم المقيت؟ إنهم يقولون أنهم حاملو لواء حقوق الإنسان والمدافعون عنها، وأنهم حُماة القانون الدولي، بينما هم في الحقيقة أكبر منتهكٍ لها. ومن هنا، بات حريّاً بالأمة الإسلامية أن تدرك أن الحرب على الإرهاب، التي تقودها وتتولى كبرها الولايات المتحدة، ما هي إلا حرب على المسلمين، وأن تعي أن أمريكا هي العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين. والإرهابي في نظرهم هو أي مسلم يناهض استعمارهم وفرض هيمنتهم، ويعمل من أجل تطبيق الإسلام كاملاً في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى وإن كان هذا العمل من خلال الصراع الفكري، لا غير!

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد / ماليزيا

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف قتلُ من صرّح بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1076 مرات

 

عن ابن عباس رضي الله عنه: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَتَقَعُ فِيهِ ‏فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ ‏الْمِغْوَلَ ‏فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ، فَقَامَ الْأَعْمَى ‏يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ ‏وَتَقَعُ فِيكَ‏ ‏فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ ‏وَتَقَعُ فِيكَ ‏فَأَخَذْتُ ‏الْمِغْوَلَ ‏فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا ‏ ‏هَدَرٌ" رواه أبو داود والنسائي واحتج به أحمد.


قال الإمام الشوكاني رحمه الله في النيل: وفي حديث ابن عباس دليل على أنه يُقتل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نقل ابن المنذر الاتفاق على أن من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم صريحاً وجب قتله. ونقل أبو بكر الفارسي أحد أئمة الشافعية في كتاب الإجماع أن من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم بما هو قذف صريح كفر باتفاق العلماء فلو تاب لم يسقط عنه القتل لأن حد قذفه القتل وحد القذف لا يسقط بالتوبة، وقال الخطابي: لا أعلم خلافاً في وجوب قتله إذا كان مسلماً.


وأما فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العهد والذمة فقال ابن القاسم عن مالك: يُقتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم منهم إلاّ أن يُسلم. ونقل ابن المنذر عن الليث والشافعي وأحمد وإسحاق مثله.


وأما عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم لليهود الذين كانوا يقولون له السام عليك فلأنهم لم تقم عليهم البينة بذلك ولا أقروا به فلم يقض فيهم بعلمه، وقيل أنهم لما لم يُظهروه ولووه بألسنتهم ترك قتلهم، وعلى أي حال فالذي عليه اليهود من الكفر أشد وإنما حقن دماءهم العهد، وليس في العهد ولن يكون على التأييد أنهم يسبون النبي صلى الله عليه وسلم فمن سبه منهم أو من غيرهم كالنصارى وملل الكفر فقد تعدى العهد فينتقض فيصير كافراً بلا عهد فيُهدر دمه ووجب قتله.


وإن ما يقوم به الكفار اليوم من انتهاك حرمة النبي صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه ما هو إلاّ تنفيذ لمخطط وضعته دول أوروبا وأمريكا تهدف منه إلى إذكاء روح الحقد الصليبية لدى شعوبهم ضد الإسلام بعدما أيقنوا ولمسوا بأن الإسلام يكتسح حواجزهم وينفذ إلى عقر دارهم فيُسلم من يُسلم من شعوبهم، وبأن الإسلام هو البديل الطبيعي والفطري لعقائدهم الفاسدة وديمقراطيتهم العفنة ورأسماليتهم المتوحشة، ودولة الإسلام القادمة إن شاء الله هي التي ستُنفذ حمل رسالة الإسلام بقوة إليهم وإلى العالم أجمع بشكل عملي وهي التي ستثأر من الذين أساءوا إلى نبينا عليه السلام {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

إقرأ المزيد...

القصص لسوريا الغد: أميركا وإيران يجنّدون الطوائف في مواجهة حراك الأمة الإسلامية الأربعاء، 02 ربيع الأول 1436هـ الموافق 24 كانون الأول/ديسمبر 2014م  

  • نشر في لقاءات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 2047 مرات

السودان وتجارب مخطط التقسيم

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 667 مرات

 

صدر مؤخراً كتاب بعنوان: (القبائل وتشكيل الدولة في الشرق الأوسط) للكاتبين فليب خوري، وهو أستاذ التاريخ بمعهد ماساتوتس للتكنولوجيا، ومؤلف مجموعة كتب ذات صلة بهذا الموضوع، وجوزيف كوستنر، المحاضر في شئون الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، وصاحب كتاب (الاستراتيجية الثورية لليمن الجنوبي 1970- 1985). هذا الكتاب الذي يتحدث عن دور القبيلة في الحكم في السابق، والدور الذي يمكن أن تلعبه في الحاضر والمستقبل، إنما يأتي تتويجاً لعدد من الدراسات والبحوث التي تمت في هذا الصدد، والتي تصب جميعها في اتجاه واحد، هو إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وذلك إما على أساس قبلي، أو أساس طائفي، أو أساس إثني. وبالرجوع إلى بعض التصريحات في هذا الشأن يتضح شكل هذا المخطط.


فهذا دانفورث يدلي ببعض التصريحات في مجلة السياسة الدولية التي صدرت مؤخراً، حيث يرى أن "الطريقة المريبة التي استلم بها داعش الكثير من المناطق العسكرية، ساعدت الأكراد في أن يستولوا على كركوك دون أن تتحرك الحكومة المركزية في العراق، مما يجعل الحظوظ أوفر للاعتراف باستقلال الإقليم، وهذا يجعل تلك المنطقة خاضعة بأسرها وبشكل كامل للتقسيم".


كما أن الشيعة العراقيين صاروا يرون أن تدخل الجنود الإيرانيين إلى جانبهم، ووجودهم داخل الأراضي العراقية، إنما هو أخوة في الدين وليس غزوَ فُرس.. أما في حديثه عن اليمن فإنه يقول: "من المرجح الوصول إلى سيناريو التفتيت الكبير..".


أما عراب مشروع التقسيم كما يطلق عليه بعض الخبراء وتشير إليه بعض الدراسات فهو المؤرخ والباحث الأمريكي البريطاني برنارد لويس، والذي تتفق هذه الدراسات على أنه صاحب أول مخطط مكتوب ومدعم بالخرائط لتقسيم المنطقة، وقد وضع هذه الخطة سنة 1980م، تحت عنوان: (التعامل مع دول متهاوية، واستراتيجية موازين القوى الغربية والاسرائيلية للهلال الخصيب)، ومن جانب آخر نشرت (مؤسسة الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة)، وهو مركز له مقران في القدس وواشنطن دراسة تتحدث عن قضايا الشرق الأوسط، ونذكر منها بعض النقاط:


- مستقبل العراق سيؤثر بشكل عميق للغاية على كل موازين القوى في الشرق الأوسط، فالمعركة لإعادة تعريف هذا البلد والسيطرة عليه هي باستتباع معركة للسيطرة على ميزان القوى في الشرق الأوسط على المدى البعيد.


- وترى المؤسسة أن الحل يكمن في إعادة بناء دولٍ عربية جديدة تتمحور حول العائلات والقبائل...


وتدعيما لهذا الرأي نذكر بتصريح رئيس جهاز الموساد السابق لصحيفة يديعوت أحرنوت: (إن ضرب العراق سيحدث زلزالاً إقليمياً سيؤدي إلى إعادة تشكيل القوى في المنطقة، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الاثنين 2014/09/29م مقالا تحليليا للباحث والأكاديمي في معهد السلام الأمريكي روبن رايت يرسم فيه ملامح خريطة جديدة للشرق الأوسط، تتحدد من واقع الاضطرابات والحروب الأهلية والانقسامات التي تضرب الشرق الأوسط بالكامل. وحسب ما ذكر رايت فإن الانقسامات لا تطال البلدان المضطربة فحسب بل ستنتقل إلى دول مستقلة. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر بما أورده شمعون بيريز رئيس وزراء كيان يهود الأسبق.


بالنظر إلى كل هذه التصريحات باختلاف أزمنتها وأماكن صدورها، إلا أنها تتفق على أمر واحد هو تقسيم الشرق الأوسط، وعمدة هذه الأفكار ما صدر في المقال الذي نشر في دورية آرمز فورسيس (القوات المسلحة الأمريكية) في يونيو عام 2006م، والذي تزامن مع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد، وبالرغم من أنه لم يصدر تبنٍّ لها من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، إلا أنه وبحق كما اعتبره الخبراء والمحللون بمثابة التقديم النظري لاستراتيجية إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أساس الانتماءات القبلية والإثنية والطائفية.


ومن أهم ما تطرق له المقال، أن هذه الحدود غير العادلة التي فرضت على المنطقة بطريقة اعتباطية، والتي رسمتها المصالح الخاصة للأوروبيين الانتهازيين (بريطانيا وفرنسا)، هذه الحدود فرقت هؤلاء الناس على أساس غير عادل، أحدثت فرقاً هائلا أدى إلى القمع والإرهاب والعنف، مما هدد السلم في المنطقة.


وقد وضعت خارطة جديدة يتم تقسيم خمس دول هي: العراق وسوريا والأردن والسعودية وإيران إلى أربع عشرة دولة، ويذكر المقال الرافضين لهذا التقسيم أن الحدود ظلت تتغير عبر القرون ولم تكن ثابتة أبدا، وتقول حقيقة قذرة نتعلمها من تجربة خمسة آلاف سنة من التاريخ وهي أن أعمال التطهير العرقي تنجح في تغيير الحدود.


وبالانتقال إلى واقع ما يجري على الأرض من تحويل كل أعمال الانتفاضات التي حدثت في المنطقة إلى اقتتال على أساس قبلي أو طائفي أو إثني، ومن السماح بالتدخل الإثني من قبل أكراد العراق في منطقة عين العرب (كوباني) ومطالبة أكراد تركيا بالقيام بنفس الشيء، ومحاولة أمريكا تسليح القبائل السنية في العراق، وتحويل الحرب في سوريا إلى حرب أهلية، والاقتتال في ليبيا على أساس قبلي، واليمن على الأساس الطائفي، كل هذه الأحداث تؤكد أن ما يجري هو جزء من مخطط التقسيم الذي يجري على قدم وساق، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة أين السودان من هذا المخطط؟ الإجابة ما نرى لا ما نسمع، ومن الواضح أن السودان هو فأر التجربة في التقسيم؛ فقد فصل الجنوب، وها هي دارفور قد أعطيت وضعا خاصا، وكما سمعنا أن حركة تحرير السودان قطاع الشمال تطالب بالحكم الذاتي لجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق. وهذه القبائل تتقاتل وقد صار عدد القتلى بالعشرات وانتقل القتال إلى استخدام الأسلحة الثقيلة حتى إن وزير الدفاع وصف القتال القبلي بأنه يشكل خطرا أشد من الحركات المسلحة وهو ما يشكل مبررا دوليا للتدخل.


فهل سنتفرج على أجسادنا وهي تتمزق؟ نعم إن موقف النظام كان موقفا مخزياً مما جعل إطلاق وصف (فأر التجارب) على السودان حقيقة، ولكن كلا وألف كلا أن نسمح بتكرار التجربة، وإننا نريد لهذه الحدود أن تزول نهائياً من على الخارطة، ولكن ليس ليعاد تقسيم المقسم، وتفتيت المفتت، بل لإعادة الوضع كما كان عليه، وكما أراده ربنا سبحانه وتعالى، وكما بشر بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». إن الموضوع أكبر مما ذكر، ولكن هذا ما يتيح به المقام.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس/ حسب الله النور

 

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع