بيان صحفي السير في ركاب الغرب واستعارة وجهة نظره في الحياة عار وشنار وعطالة فكرية مدمرة للمجتمعات
- نشر في السودان
- قيم الموضوع
- قراءة: 614 مرات
شهد العقد الماضي اضطرابات في الوضع السياسي والاقتصادي العالمي. فأزمة الرهن العقاري الأمريكية قد طال أمدها وأصبحت أزمة مالية عالمية أطاحت بشركات عملاقة في العالم. وبالمثل،
لقد كانت تونس فاتحة الخير في هذه الثورات المباركة؛ التي ثارت على الظلم والقهر والتسلط، وكان الهدف المنشود - عند أهل تونس - هو تغيير الواقع السيئ، والارتفاع عن هذا المستوى الاقتصادي الهابط الذي وصلوا إليه في ظل جبروت وقهر بن علي، ومن سبقه من حكام تونس، وكانوا يهدفون أيضا إلى الانعتاق من القيود السابقة التي كانت تقترب من مستوى الاستعباد، وفرض ما تريده الزمرة الحاكمة على كافة أطياف الشعب التونسي..
وبالفعل فإن تونس قد تخلصت من رموز الظلم الممثلة برئيس الدولة والمقربين منه، وأخذت شيئا من حرياتها المسلوبة في بعض الميادين، وخاضت تجربة انتخابية في البرلمان وفي منصب الرئيس.. لكن رغم كل هذا التغيير - الشكلي - الذي حصل فإن تونس لم تنهض على المستوى الاقتصادي بل ازدادت سوءاً رغم الخيرات الكثيرة والعميمة التي تحظى بها، أيضا فإن تونس لم تحظ بالاستقرار السياسي منذ قلع فساد بن علي وزمرته حتى اليوم، وقد تعاقب على حكم تونس أكثر من حكومة، قبل هذه الانتخابات وحتى هذه الانتخابات، لم تحظ بموافقة ورضا الشعب، ولا الأحزاب السياسية الممثلة لهذا الشعب، وبمعنى آخر فإن تونس لم تتقدم إلى الأمام إلا في ناحية واحدة فقط هي خلع الفساد السابق (بن علي وبعض زبانيته) من أرضها، وأن الشعب ما زال ينشد التغيير الحقيقي ولم يسكت على الظلم والانحطاط المستمر حتى الآن.
والسؤال الذي يرد هنا هو: لماذا لم تنهض تونس من واقعها الأليم رغم أنها تخلصت من رموز الفساد القديم؟!
والجواب على هذا السؤال المهم هو أن تونس لم تُحكم حتى الآن بالفكر الذي يخلصها من الواقع السيئ، ولم يحكمها أناسٌ مخلصون لها ولدينها ولمبدئها الذي تحمله.
فهذه الأحزاب الموجودة اليوم في تونس؛ سواءٌ منها اليسارية أو القومية أو حتى "الإسلامية المعتدلة" أو ما كان له ارتباطات بالإرث السيئ السابق.. كل هذه الأحزاب لا تحمل فكر الأمة النقي ولا تريد تطبيقه في أرض الواقع، أي في الدولة والمجتمع، عدا عن أن بعض هذه الأحزاب متعددة الولاء السياسي وتدين للغرب ولأفكاره العلمانية الدخيلة على الأمة!!
وهذا ما يفسر هذا التطاحن والتنافس على الكرسي، ونسيان هموم وطموح وتطلعات الشعب المقهور البائس الفقير؛ والذي يعاني ما يعاني..
فتونس لم تتخلص من التبعية الاستعمارية بعد، رغم كل ما جرى في ظل الثورة، وأكبر دليل على ذلك هو هذه التحكمات العريضة، من قبل المؤسسات المالية الدولية، وإملاءاتها التي تمليها على الأمور الاقتصادية داخل تونس، وكذلك الإملاءات السياسية من قبل الدول الكافرة التي تمليها، وتقبلها الأحزاب الحاكمة في شكل الدستور ونظام الدولة وعلاقتها مع الدول الكبرى، واشتراطاتها على الحكومة في إبعاد الإسلام السياسي من الدولة والمجتمع، وفي إعلانها الحرب على الإرهاب، أي على المسلمين المخلصين سواء أكانوا من الجهاديين أم السياسيين...
هذا عدا عن الارتباطات السرية والعلنية بين الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة التونسية، وبين هذه الدول الاستعمارية الكبرى..
وبناء على وصف هذا الواقع البئيس في تونس فإنه لا ينقذ تونس ذهاب حكومة ومجيء حكومة جديدة بثوب جديد، أو استقالة رئيس ومجيء آخر بثوب خارجي جديد، أو بانتخابات برلمانية تكرّس الفكر العلماني القديم.. وحتى ما جرى أخيرا من تسمية رئيس وزراء جديد (مهدي جمعة) يوم 2013/12/15.. فهذا كله يزيد الشعب عنتا ومشقة وترديًا في الوضع الاقتصادي ليزداد سوءاً فوق سوء..
فالذي ينقذ تونس من هذا الواقع المتردي البئيس يتمثل في الأمور التالية:-
1- وضع الفكر الذي تحمله الأمة في تونس موضع التطبيق الفعلي، بحيث تكون الدولة بكافة مؤسساتها ودستورها تبعا لهذا الفكر؛ وهذا الفكر هو دين الإسلام، فتُعلن تونس دولة إسلامية تطبق الإسلام في الدولة والمجتمع، ولا يُنظر لأي تبعات أخرى ولا يسمح بأية إملاءات خارجية..
2- وضع المخلصين من أبناء تونس في موضع القيادة لأهل تونس، لأنهم وحدهم القادرون على تطبيق فكر الأمة (الإسلام) بإخلاص، فواجب على شعب تونس أن يبحث وينظر من هي القيادة أو الحزب المخلص الذي يتبنى فكر الأمة دون مواربة ولا مداهنه، ولا ارتباط مع الدول الاستعمارية وفكرها وإملاءاتها..
3- قطع الصلة مع الدول الاستعمارية من حيث التبعية السياسية والاقتصادية، وجعل العلاقة معهم محصورةً فقط في أحكام الدين الذي أنزله رب العالمين هدىً ورحمةً للمسلمين أجمعين، ولينظم علاقاتهم مع جميع الناس؛ ومنها هذه الدول الكافرة حسب أحكام الشرع..
4- نبذ الأحزاب والشخصيات السياسية التي لا تحمل فكر الأمة وهمها وتطلعاتها نحو الارتقاء والانعتاق، وعدم السير خلفها، وعدم الرضا بها، ولا بما تصنعه من انتخابات شكلية ملفقة لإسكات صوت الأمة ووضعها في دوائر مفرغة جديدة، وهذا ينطبق على كل الأحزاب الموجودة الآن في سدة الحكم والبرلمان؛ لأنها جميعا قد فصلت نفسها على فكر الأمة وآمالها وتطلعاتها نحو الرفعة والسموّ على أساس الإسلام الصحيح..
بهذه الأمور العملية الصحيحة يستطيع أهل تونس أن يبدؤوا طريقا صحيحا، وأن يجلبوا الخير العميم لهم ولبلادهم، ولكافة بلاد المسلمين تماما كما جلبوا الخير في بداية الثورات..
أما الحاصل اليوم من تغيير رئيس وزراء، أو انتخابات برلمانية أو رئاسية مستقبلية أو غير ذلك من مسرحيات هزلية فلن تزيد أهل تونس إلا مؤامرات جديدة، وتردّيًا جديدًا وتعباً ومشقة..
إننا نرى شعاع نورٍ وخيرٍ في هذا البلد الطيب، وما هذا التوجه الإسلامي الواسع الذي يزداد يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة إلا علامة خير في هذا البلد، وإن الواقع الذي يتشكل اليوم في أرض تونس ليمهد لخير قادم جديد سيشرق بإذنه تعالى من أرض تونس الخضراء بإيمانها وطيبة أهلها وحبهم للانعتاق والتغيير، فلن ينقذ تونس مما هي فيه اليوم من المؤامرات الدولية أيادٍ مرتبطة بالاستعمار الأجنبي وخاضعة لإرادته الدولية وإملاءاته السياسية، وأن كل ما يجري من أحداث وتغييرات إنما تقود إلى زيادة في تفكك الشعب التونسي وإثارة النعرات القومية داخله وقد تؤدي أيضا - لا سمح الله - إلى فتن واقتتال داخلي لا تحمد عقباه، وربما قاد هذا وذاك إلى فراغ سياسي لتصبح البلاد دون قيادة تمسك مقود سفينة النجاة إلى بر الأمان.
إن الواجب الشرعي اليوم على أهل تونس - إذا أرادوا مرضاة الله تعالى والسير في الطريق القويم طريق النجاة الرباني وأرادوا أن يوفروا على أنفسهم ضياع الوقت، ومزيدا من الخسائر المادية والمعنوية - إن الواجب هو أن يسيروا خلف المخلصين من أبناء دينهم في تونس، وهم معروفون عندهم يعرفونهم بسيماهم وبأعمالهم، وبعدم ارتباطهم بأية دولة أجنبية ويعرفونهم بما أسسوا من فكر نقي صحيح ودستور جاهز للتطبيق، يعرفه العلماء المخلصون، ويقرون بصحته، وهؤلاء هم (حزب التحرير) الذي بات أشهر من نار على علم في أرض تونس ويشهد له كل المخلصين بالاستقامة والإخلاص والمعرفة والفهم الدقيق للإسلام وللسياسة الدولية والمحلية...
فنسأله تعالى أن يصرف عن تونس الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهم أهلها اتّباع الخير والاستقامة والصلاح والفلاح، وأن يجعل من أرض تونس بداية الخير في قيام نواة الدولة الإسلامية في أرضها تماما كما كانت بداية الخير في الثورة على الظلم والظالمين... آمين يا رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حمد طبيب - بيت المقدس
2013-12-17
رغم «الانفراج السياسي» في تونس أخيراً بعد الاتفاق على تكليف مهدي جمعة تشكيل حكومة كفاءات، سادت مشاعر الإحباط والغضب بين المواطنين خلال مناسبة إحياء الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة، والتي أقيمت في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب البلاد) أمس، وذلك بسبب عدم تحقيق المطالب التي ثاروا من أجلها وفي مقدمها تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب.
وكان لافتاً غياب كل من الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر عن المناسبة «لأسباب أمنية». واكتفى الرؤساء الثلاثة بإحياء الذكرى في القصر الرئاسي في قرطاج.
وطالب المرزوقي في خطاب، المجلس التأسيسي بالمصادقة على الدستور بأسرع وقت ممكن. وتحدث عن تحقّق عدد من مطالب الثورة، منها: «مضاعفة ميزانية التنمية التي وصلت أحياناً إلى عشر مرات حجم الميزانية المعتمدة قبل الثورة، وانطلاق المئات من المشاريع وعودة العجلة الاقتصادية إلى الدوران بعد التوقف الكلي خلال ثلاث سنوات». ورأى أنه يجب على الحكومة الانتقالية التي ستحل محل الحكومة التي تقودها حركة «النهضة» الإسلامية، البدء بعملها «في مهلة لا تتجاوز شهراً». وأضاف أن «الحكومة الانتقالية ستسهر على فرض الأمن وستنشّط الاقتصاد وستحقق كل الظروف الموضوعية لكي تنظم في تونس في أقرب فرصة، الانتخابات التي تنهي مرحلة وتؤسس لمرحلة جديدة».
وتُعتبر سيدي بوزيد «مهد» الثورة التونسية التي اندلعت في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 بعدما أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 سنة) النار في نفسه أمام مقر الولاية، احتجاجاً على مصادرة شرطة البلدية عربة الخضار والفاكهة التي كان يعتاش منها.
ويعيش سكان سيدي بوزيد البالغ عددهم حوالى 418 ألف شخص، حالاً من الإحباط، إذ تبلغ نسبة البطالة في المحافظة الفقيرة 24.4 في المئة وهي الأعلى في البلاد، ويشكّل خريجو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي نسبة 57.1 في المئة من مجموع العاطلين عن العمل فيها.
في غضون ذلك، تظاهر المئات من أنصار التيار الإسلامي (حزب التحرير وأنصار الشريعة وحزب جبهة الإصلاح السلفي، المنضوية تحت لواء مجلس دعم الثورة) أمام قصر الحكومة في منطقة القصبة في العاصمة التونسية، مطالبين بإقامة دولة «الخلافة» وتطبيق الشريعة ومحاسبة «فلول» النظام السابق والكشف عن «قتلة شهداء الثورة»، منددين بـ «التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد».
ورفع المشاركون في التظاهرة التي رافقتها إجراءات أمنية مشددة، شعارات: «الإسلام هو الحل» و»دولة الخلافة لازمة» و»لا راحة ولا استستلام حتى يحكم الإسلام».
كما ندد المتظاهرون بتصنيف «أنصار الشريعة»، كتنظيم إرهابي، وطالبوا بضرورة تجريم الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.
من جهة أخرى، أثنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، على «التطورات المشجعة» في تونس بعد التوافق على جمعة (51 سنة) لرئاسة حكومة غير حزبية تقود البلاد إلى انتخابات عامة، داعية الى تشكيل الحكومة المستقلة بسرعة.
المصادر: القدس العربي / جريدة الحياة / تيار دوت أورغ
الخبر:
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حوار أجرته معه قناة "روسيا-24" بأنه يجب القيام بكل شيء من أجل إقامة تحالف بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية قادر على القتال ضد الإرهابيين الأجانب. وقال لافروف: "عندما نبحث الأمور المتعلقة بعقد مؤتمر "جنيف-2" وجدول أعماله مع شركائنا الغربيين، نقول إنه يجب القيام بكل شيء من أجل إقامة تحالف قادر على القتال بين الحكومة والمعارضة الوطنية ضد الإرهابيين الذين أتوا من جميع أنحاء العالم إلى سورية وكأنها كعكة لذيذة، لتنفيذ خططهم الشريرة". وأضاف: "تتبلور ظروف تفرض على جميع الوطنيين السوريين أن يدركوا ما الأهم بالنسبة لهم: القتال إلى جانب من يريد تحويل سورية إلى خلافة، أم الاتحاد لإعادة وطنهم إلى صورته التي عرف بها على مدى قرون، وهي دولة علمانية متعددة الطوائف والإثنيات يعيش فيها الجميع دون منغصات. سيكون ذلك من أهم المواضيع في مؤتمر جنيف".
التعليق:
لقد اشتدت حالة الهلع لدى روسيا من إمكانية تحول سوريا إلى دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، حتى باتت تصريحات لافروف لا تكاد تخلو من التحذير من الخلافة ومن حملة مشروعها في الشام، في تناغم واضح مع موقف الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا الداعم الحقيقي لنظام دمشق الخائن، فجميعهم يحذرون من خطورة الوضع في الشام لدرجة تصريح البعض بأن مستقبل سايكس بيكو يتوقف على ما ستؤول إليه الأحداث بالشام، بل إن بعض المسؤولين الغربيين باتوا يصرحون برغبتهم ببقاء الأسد في سدة الحكم كخيار أفضل من وصول (المتطرفين) لحكم سوريا، ويقصدون بذلك حملة لواء الخلافة.
إن تصريحات لافروف هذه تحتوي على نقاط مهمة تتعلق بمؤتمر جنيف٢:
١- المطالبة بتحالف قوي بين النظام والمعارضة (الوطنية) كما أسماها ويعني بذلك الخونة من الائتلاف وهيئة الأركان ومن لف لفيفهم.
٢- إن التمهيد لعقد مؤتمر جنيف٢ يجري في أروقة الدول الاستعمارية ويركز في البحث عن كيفية عرقلة قيام دولة الإسلام في الشام.
٣- إن مؤتمر جنيف رغم كونه مؤتمرا سياسيا، إلا أنه سيتمحور حول الأمن، وكيفية الخروج بقرارات أمنية الغاية منها محاربة الخلافة والعاملين لها والكتائب المسلحة الإسلامية وضمان بقاء سوريا دولة علمانية.
وبهذا تتضح الصورة من وراء عقد هذا المؤتمر، لا سيما وأن الرأي العام في الشام أصبح مع الخلافة، والكتائب الإسلامية أصبحت تلتحم حول فكرة بناء دولة الإسلام في الشام مما يؤرق لافروف ودهاقنة الاستعمار في العالم.
إن الشام لم تكن يوما علمانية كما ادعى لافروف كذبا، بل حكمها الإسلام العظيم كولاية من ولايات دولة الخلافة على مر العصور، ولم تصبح علمانية بنظام حكمها إلا في عهد رويبضات الملك الجبري، عندما اغتصبوا سلطان أهل الشام بتحالفهم مع قوى الشر الاستعمارية، وها هي الشام تنزع عن نفسها ثوب العلمانية النتن، لتلبس بدلا عنه ثوب العزة والكرامة، ثوب الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله.
فليخسأ لافروف والغرب معه، فالشام ستكون مقبرتهم بإذن الله.
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل
الخبر:
أصدر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في ختام أعمال دورتهم الأربعين في العاصمة الغينية كوناكري بياناً حول التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام المختلفة بشأن حرمان المسلمين في أنغولا من حقوقهم الأساسية.
وفي البيان، أخذ وزراء الخارجية علمًا بالخطاب الذي وجهه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، إلى وزير خارجية أنغولا يستفسر فيه عن هذه التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام ويطلب ردًا بهذا الخصوص من الحكومة الأنغولية.
وقد أعرب مجلس وزراء الخارجية عن قلقه إزاء هذه التقارير، التي إن تأكدت صدقيتها، ستكون لها تداعيات سلبية على علاقات أنغولا بالعالم الإسلامي.
وطالب الوزراء من الأمين العام للمنظمة التحقق من صحة هذه المعلومات من خلال التواصل المباشر مع حكومة أنغولا وممثلي المسلمين في هذا البلد، بما في ذلك إيفاد وفد رفيع المستوى لهذا الغرض.
التعليق:
وزراء خارجية سبع وخمسين دولة أغلبها مسلمون يمثلون خمس سكان العالم (ما يقرب من واحد ونصف مليار مسلم) يعربون عن قلقهم، وهم ليسوا متأكدين من تقارير تتحدث عن اضطهاد وتضييق على المسلمين في أنغولا وهدم مساجد - وصل عددها في بعض التقارير إلى ستين مسجداً -، المهم أن الوزراء رفعوا عقيرتهم مطالبين بالتحقق من صحة هذه المعلومات.
الموضوع هنا ليس أنغولا أو نيجيريا أو ميانمار أو الفلبين أو غيرها، فلن تكون أنغولا آخر من يضطهد ويضيق على المسلمين، الموضوع والسؤال الذي يجب أن يسأل هنا لماذا هذا الظلم والاضطهاد للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ مع أنهم يمثلون أو يشكلون خمس سكان العالم، فعددهم كثير وكبير نسبياً.
والجواب على ذلك بسيط ومعروف لدى المسلمين منذ أربعة عشر قرنا فقد أخبرنا الصادق المصدوق حبيبنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت»
فعندما يغيب أو يفقد القائد الذي يجيش الجيوش لتردع كل من توسوس له نفسه أو يخطر في باله أن يعتدي أو يهين مسلماً، عندما يغيب هذا القائد يغيب معه هذا الردع فيطمع وتنزع مهابة المسلمين من صدور أعدائهم، وبعد كل هذه السنين من الترويض والتضليل الذي مورس على هذه الأمة من قبل الغرب الكافر وأعوانهم من الحكام وعلماء السوء لا بد أن ينتج جيل يكره الموت والتضحية ويركن للدنيا ومباهجها.
لكأني برسول الله عليه الصلاة والسلام يخبر بأمر ويصف واقعا ويضيء الطريق، فبغض النظر عن الكثرة والقلة عندما تكون القلوب عامرة بذكر الله تحتضن عقيدة ربانية تنعكس سلوكاً طبيعياً يمارسه المسلم في حياته في جميع جوانبها؛ من شخصية إلى علاقات مع الآخرين؛ فلا يجعل مكاناً للخوف إلا من الله سبحانه وتعالى في قلبه، فتصغر الدنيا في عينه ويقبل على الموت جهاداً في سبيل الله طريقة للدعوة للإسلام، وهذا الواقع لا يمكن أن يوجد منفرداً، لا يمكن أن يكون إلا إذا كان شرع الله مطبقاً في دولة يقودها خليفة يخاف الله في نفسه وفي المسلمين، يخيف أعداء المسلمين ويردعهم بكلمة أو برسالة كما كان يفعل خلفاء المسلمين عندما كانت هناك دولة وكيان للمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية / أبو خليل
ولاية الأردن
الخبر:
نُشر الخبر التالي على موقع بي بي سي العربية، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن اتفاقا نهائيا بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يتحقق بنهاية شهر أبريل/نيسان.
التعليق:
على فرض أن أمريكا جادة هذه المرة بإتمام ما يسمى عملية السلام بين كيان يهود وبين السلطة الفلسطينية، فإن الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة على أهل فلسطين، بعد أن تنازلتم عن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر - إلا من رحم الله - وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض (فلسطين التاريخية) وعاصمتها القدس، وقبلتم بحل الدولتين ذلك الحل الأمريكي الذي غررتكم به السلطة، أي رضيتم بأقل من 20% من أرض فلسطين، وفرطتم بأكثر من 80% وتنازلتم عنه ليهود.
ورغم كل هذه التنازلات، وأعود للأسئلة التي تفرض نفسها، هل تظنون أن الحل النهائي سيمنحكم ما اغتصبه يهود عام 67م بالكامل لتقيموا عليه دولتكم؟، هل تتخيلون أنه وَفْقَ هذا الحل ستكون القدس عاصمة دولتكم، أو حتى مجرد باحات الأقصى الشريف، وهل تظنون أنه بحسب الحل النهائي ستكون دولتكم مستقلة، أو ذات سيادة، أو تملك قراراتها، أو لها سلطان على بر أو بحر أو فضاء، أو أن رواتب موظفيها وجندها لن تكون كما هي اليوم بيد أعدائها، ليتحكموا فيها؟ هل سيكون باستطاعتكم الخروج من دولتكم، أو حتى التحرك بداخلها، دون تصاريح وترخيص من يهود، في بالكم هل سيكون بإمكان جيش دولة فلسطين المظفر أن يمنع جنود يهود من دخول حدود دولته، أم ستكون مهمته تسهيل دخولهم كما هي وظيفته اليوم؟
بعد عشرين سنة من وجود السلطة الأصل أن تكونوا أدركتم أنها سلطة خائبة خائنة خاوية، وأنها في صف أعدائكم وليست في صفكم، وأنها تنفذ مشاريع أميركا وليس مشاريع عزكم ونهضتكم، وأنها وجدت لحماية أمن كيان يهود وليس لحمايتكم وأمنكم، وأنها سترديكم إلى مهاوي الردى إن بقيتم توالونها أو مُغَرَّرُون بها.
يا أهل فلسطين: إن كنا لا نستطيع تحرير فلسطين اليوم، فليس أقل من أن نحافظ عليها؛ برفض كل الحلول الأمريكية والغربية المطروحة لحل قضية فلسطين، والضرب على رأس السلطة بيد من حديد لمنعها من السير في بيعها لفلسطين وأهلها.
وإن كنا فعلا نريد أن نحرر فلسطين كل فلسطين، فليس أمامنا إلا طريق واحد لا ثاني له، كلما استعجلنا به وسارعنا له، كلما عجلنا بكنس يهود وسارعنا بتحرير فلسطين، وهو العمل لإقامة الخلافة الإسلامية، فهي وحدها التي ستحرر فلسطين وكل البلاد الإسلامية المحتلة وتعيدها إلى حضن الأمة الإسلامية من جديد.
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك