أقوال علماء الأمة في وجوب الخلافة النسفي
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 270 مرات
قضايا سياسية (بلاد المسلمين المحتلة)
2013/12/14
في تعليق لحزب التحرير في فلسطين على تداعيات المنخفض الذي ضرب قطاع غزة، علّق المهندس إبراهيم الشريف عضو المكتب الإعلامي للحزب في تصريح صحفي بالقول: (إن المنخفض الأخير كشف عمق الأزمة في قطاع غزة، فالاحتلال ترك غزة مدمرة البنى التحتية، والسلطة التي ادّعت خدمة الناس مقابل بيع معظم فلسطين تداعت ادعاءاتها مع أول زخة مطر حقيقية، وصارت السفن تتجول في الشوارع!)
وأضاف الشريف: (غزة غرقت في الظلام والماء والبرْد، أزمة مركبة من وقود وكهرباء وخدمات تصريف مياه وغير ذلك، وأهلها يجالدون بكل طاقتهم، بينما كانت تنتظر سلطة رام الله لحظة "فوزها" بإدخال وقود محطة الكهرباء -العليلة- بالضرائب التي تزيد دخلها، كانت سلطة غزة تكابر ثم استنجدت بقطر التي مدتها بما يشبه حبة "الأكمول"، وبين هذا وذاك تتساقط ادعاءات الرعاية الحقيقية، وتعلو حقيقة التنافس المقيت بين سلطتين لا تملكان في الحقيقة من أمرهما شيئًا، ولولا الخوف من تداعيات المعاناة لاستمرت المناكفات فوق المعاناة وما سمعنا حتى عن المسكنات، فأزمة الكهرباء بلغت ذروتها فوق الأزمة الأصلية منذ حوالي الشهر ولا من أفق لأي انفراج، وسبب ذلك هو المناكفة حول موضوع الضرائب!)
وحول الموقف العربي قال الشريف: (لا تزال السلطات المصرية تضيّق على غزة من خلال معبر رفح ومن خلال إغلاق الأنفاق، ولا يزال حكام العرب الذين سمسروا لبيع فلسطين لحساب أميركا مستمرون في خذلانهم لفلسطين وأهلها، تاركين القدس تحت نار التهويد كل لحظة، وغزة تغرق بالآلام تحت قبضة الاحتلال الحقيقية، كما يتركون الآن لاجئي سوريا يتجمدون في الصقيع في مخيمات اللجوء، ولا نجدهم يتحركون إلا كالدمى لإخراج قرارات حسب الطلب الأميركي لتسيير موضوع مفاوضات بيع أرض الإسراء والمعراج.)
واختتم الشريف تصريحه بالقول: (إن خلاص غزة وخلاص فلسطين كلها لن يكون إلا بالخلاص من الاحتلال وأدواته جملة وتفصيلا، فلا خلاص لنا لا في مفاوضات ولا في تنازلات، فالاحتلال ومخلفاته مثل مشروع السلطة الفلسطينية سبب المشكلة، وحزب التحرير يكافح مشاريع الغرب لتصفية قضية فلسطين تحت اسم "حل الدولتين" بكل طاقته ويعمل على تغيير حقيقي في البلاد الإسلامية بإقامة دولة الخلافة التي تغير المعادلات السياسية في العالم، فيستقل بالإرادة عن المستعمر ويجيش طاقة الأمة لإنهاء نفوذه وطرد الاحتلال من بلادنا، تحقيقًا لبشرى رسولنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
المصادر: دنيا الوطن ، شبكة فلسطين الإخبارية
الخبر:
نشر موقع المدينة نيوز بيانا أصدرته جمعية "تضامن"، وهي جمعية نسائية في الأردن، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الفساد، ومن أبرز النقاط التي أوردها البيان:
أقرت الأمم المتحدة يوم 9/12 من كل عام يوما عالميا لمحاربة الفساد، وقد اعتمدت الأمم المتحدة الاتفاقية عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ عام 2005، وقد وقع الأردن عليها في العام نفسه، وأصدر قانون هيئة مكافحة الفساد عام 2006.
وأكدت" تضامن" في البيان على دور مؤسسات المجتمع المدني في حث الحكومة على تطبيق الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد ودعم الهيئة لتعزيز الديمقراطية وإشاعة الثقة والاستقرار بين المواطنين تجاه الدولة، كما دعت إلى إدماج الشباب في برامج مكافحة الفساد وتوعية القطاعين العام والخاص أن الاستثمارات الأجنبية تكره الفساد، وأن على النساء أن يقلن لا للفساد لأنهن أكثر الفئات معاناة، ومنع الرشوة، وتعليم الأولاد، وأن الفساد يقوض الديمقراطية وسيادة القانون ويزيد من الانتهاكات الجسدية لحقوق الإنسان...
التعليق:
إن ارتباط الجمعيات النسوية بالاتفاقيات الدولية، وسعيها إلى ربط النساء بتلك المؤسسات يثير الريبة في هذه الجمعيات؛ ذلك أن الأمم المتحدة بكل مؤسساتها ذات أثر سيء على بلادنا منذ أُنشئت وحتى الآن. ويكفي أنها مؤسسات تطبق القوانين الدولية المخالفة للإسلام، وأنها تسعى إلى تقويض المجتمعات في عالمنا الإسلامي بنشر أفكار الديمقراطية والرأسمالية والعلمانية، والفساد ناتج طبيعي لحرية التملك التي تقدس المنفعة والقيم المادية وما ينشأ عن ذلك من تنافس وصراع على المنافع، وهذه بيئة خصبة للفساد، فما الذي يمنع شخصًا من قبول الرشوة ما دام بعيدا عن يد القانون ورقابته؟ وما الذي يمنع المسؤول من بيع مقدرات الدولة بأسعار زهيدة لشركات في الباطن هو رئيسها إذا لم يجد من يحاسبه، كما حصل في بيع الفوسفات والبوتاس وغيرهما؟ لهذا وجدنا الفساد منتشرًا في بقاع العالم وأكثر الدول ديمقراطية وسيادة للقانون فيها، فهذا ساركوزي يمول القذافيُّ حملته الانتخابية رشوة.
أما إشاعة الثقة والاستقرار بين المواطنين تجاه الدولة فهو إعادة تدجين للناس لدولة غارقة في الفساد، وترويض للمواطنين للسكوت على تغول الدولة على ممتلكاتهم وعلى جيوبهم الفارغة.
أما الاستثمارات الأجنبية التي تسعى" تضامن" إلى محاربة الفساد للمحافظة على تواجدها، فإنها نوع آخر من الاستعمار الاقتصادي، وهو يشكل مراكز أمامية للاقتصاد الأجنبي لتركيزه على المشاريع الخدماتية ذات الربح السريع التي تحول أرباحه إلى الخارج، كما أنه يؤثر على ميزان المدفوعات للدولة المضيفة وينافس صناعاتها المحلية، والقرارات تكون دوما بيد المستثمر الأجنبي بما يملكه من قدرات مالية وتكنولوجية؛ مما يؤثر على سيادة الدولة وغير ذلك من المخاطر.
إن الضامن الحقيقي لمكافحة الفساد هو الوازع الديني (التقوى) التي يغرسها الإسلام في النفوس لإيجاد الشخصية الإسلامية، تلك الشخصية التي تتجنب الرشوة لأنها محرمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما»، ويتجنب الخيانة والعمالة لأعداء أمته لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾، ويتجنب عقد الصفقات القذرة المضرة بأمته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
إن العلماني لا يتقيد بسيادة القانون إلا بمقدار صرامة القانون وقوة الجندي، بينما المسلم يلتزم بالقانون التزاما ذاتيا نابعا من تقواه لله وشعوره بعدالة النظام والقانون الذي ينفذه تعبدا لله.
وليس أدل على ذلك من عجز القانون على إجبار الناس على دفع الضرائب؛ فمثلا بلغ مقدار التهرب الضريبي في الأردن 800 مليون دينار، بينما يسعى المسلم بكل قوته لإخراج الزكاة والبحث عن مستحقيها، فما الذي دفعه لدفع مقدار الزكاة والتهرب من دفع ضرائب الدولة؟
لذلك لا يمكن لمحاربة الفساد أن تنجح إلا بتطبيق الإسلام كله في حياة الفرد والمجتمع من خلال نظام واحد هو نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإلى هذا ندعو محاربات الفساد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين
الخبر:
الجزيرة: حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس، فيما أكد لاجئون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات حتى الآن.
وقالت المفوضية إنها سترسل مزيدا من المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الداخل أو البلدان المجاورة، وحذرت من أن كارثة تواجه اللاجئين بسبب برودة الطقس التي تعيق تقديم المساعدات.
وتحدثت مصادر من داخل الهيئة الأممية عن أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن شتاء هذه السنة سيكون قاسيا، مما سينعكس سلبا على أوضاع اللاجئين بشكل مباشر.
وكانت المفوضية ذكرت في وقت سابق أنها سترسل طائرات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الأخرى من العراق إلى المناطق الكردية في شمال سوريا تحديدا.
وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز أن البرنامج الأممي يعتزم القيام بعشر رحلات في الأيام القادمة لتقديم طعام لأكثر من ثلاثين ألف شخص لمدة شهر، وأن أول رحلة ستنقل أربعين طنا من الأغذية.
التعليق:
لنا وقفات مع هذا الخبر:
الأولى: قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى» [أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير]
لقد أفرزت الأفكار الوطنية نتنا لم يعد يطاق، فأصبح السوري غريبا ولاجئا ومنبوذا في الأردن أو في العراق، وكأنها ليست أرضه، وكأن سكانها ليسوا أهله، وأصبحنا نرى شعارات منتنة جاهلية مقيتة مثل: الأردن للأردنيين، ومصر أولا، وهكذا أصبحت قضايا كل بلد من بلاد المسلمين خاصة بأهله، فلا يشاركهم باقي المسلمين همومهم، ونكباتهم، ولا يتراحم المسلمون فيما بينهم كما لو اشتكى عضو من الجسد، فأين: «تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى»؟ وأين هي غيرة المسلمين على أبنائهم المستضعفين المطرودين من ديارهم ليس لهم ذنب إلا أن قالوا ربنا الله؟
وقد روى الطبراني في الكبير: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».
ورواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه».
فهل الإيمان إلا تكافل المسلمين وتوادهم وتراحمهم وتآزرهم؟.
أما الثانية: فإن رعاية شئون المسلمين منوطة بالحاكم، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته»، والمسئول عن الرعية سيسأله الله تعالى عنها، فلينظر حكام المسلمين جوابا، ولينظر المسلمون جوابا ما عملوا إذ لم يغيروا على حكامهم الذين خانوا الأمانات وفرطوا بحقوق المسلمين وساهموا في ذبح المسلمين إرضاء لأعداء الله.
وقد توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكام الذين يضيعون الرعية "حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»".
فأبشروا يا حكام المسلمين قاطبة بأن من يلقى الله تعالى منكم وهو غاش للمسلمين إلا حرم الله عليه الجنة.
وإن النظرة إلى هؤلاء المسلمين على أنهم سوريون وليسوا سعوديين، أو إماراتيين، أو أردنيين، أو مصريين، هي نظرة ليست تمت للإسلام بصلة، بل هي من إفرازات سايكس بيكو التي جاءت بكم لتفرطوا بأمانة الحكم بما أنزل الله وتضيعوا المسلمين وتذروهم لقمة سائغة لأعدائهم يُعملون فيهم سيوفهم، فالله نسأل أن يعجّل بالفرج والخلاص من كل حكام المسلمين ليأذن بقيام خلافة ترعى المسلمين وتسهر على العناية بهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك
ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله وأن الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون بل التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل وكمال الانقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله وقوله لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله وما جاء من هذا الضرب من الأحاديث.
مدارج السالكين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى مسلم في صحيحه قال:
و حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ قَالَ خَالِدٌ فَلَقِيتُ أَبَا الْمَلِيحِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَذَكَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَزَادَ فِيهِ وَذِكْرٍ لِلَّهِ.
جاء في شرح النووي على مسلم قوله:
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، وَفِي رِوَايَة: (وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وَفِي رِوَايَة: (أَيَّام مِنًى)، وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ قَالَ: لَا يَصِحّ صَوْمهَا بِحَالٍ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَة وَابْن الْمُنْذِر وَغَيْرهمَا.
وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء: يَجُوز صِيَامُهَا لِكُلِّ أَحَدٍ تَطَوُّعًا وَغَيْره، حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَابْن عُمَر وَابْن سِيرِينَ، وَقَالَ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَإِسْحَاق وَالشَّافِعِيّ فِي أَحَد قَوْلَيْهِ: يَجُوز صَوْمهَا لِلتَّمَتُّعِ إِذَا لَمْ يَجِد الْهَدْي، وَلَا يَجُوز لِغَيْرِهِ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ اِبْن عُمَر وَعَائِشَة قَالَا: لَمْ يُرَخِّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ.
وَأَيَّام التَّشْرِيق ثَلَاثَةٌ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَشْرِيقِ النَّاسِ لُحُومَ الْأَضَاحِيّ فِيهَا، وَهُوَ تَقْدِيدُهَا وَنَشْرُهَا فِي الشَّمْسِ، وَفِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب الْإِكْثَار مِنْ الذِّكْر فِي هَذِهِ الْأَيَّام مِنْ التَّكْبِير وَغَيْره.
شُرع عيد الفطر يوما واحدا، فهو يأتي بعد تمام شعيرة الصوم بانتهاء شهر رمضان لكن العيد في الأضحى أربعة أيام: يوم النحر حيث يرمي الحجيج الجمرة الأولى ثم ينحرون هديهم ثم يتحللون من إحرامهم ثم يطوفون طواف الإفاضة، أما أيام التشريق فيُتمون فيها رمي باقي الجمرات، وينحر هديه من لم ينحر يوم النحر, فكانت أيام التشريق تمام شعائر الحج، فهي كيوم النحر أيام عيد، أيام رمي ونحر وأكل وشرب, وسرور ومرح.
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ:
"أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى".
وَقَالَتْ عَائِشَةُ :"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ".
العيد يعني الفرح والسرور, والخروج عن المألوف في الحياة اليومية، عن الرتابة والروتين، لكن الإسلام أضاف لهذا المعنى شيئاً من السمو والرفعة، إذ ربط العيد بعبادة عظيمة هي ركن من أركان الدين, فكان الفرح فيه شكراً لله على أن أعاننا ويسر لنا إتمام عبادتنا وكان المرح تجديداً للهمة والنشاط في أعمالنا وعباداتنا, لنبقى دائما عالِيْ الهمة, بعيدِيْ الطموح, مليئين بالقوة بالنشاط، تخيم علينا أجواء الإيمان فلا ننسى أثناء احتفالنا بالعيد أن نبقي احتفالاتنا في حدود ما أباح الله من متع ولهو مباح, ونصحبها بالتضرع له سبحانه أن يتقبل منا أعمالنا, ويغفر لنا أخطاءنا, ويتم نعمته علينا بالنصر والتمكين لنحتفل بأيام النحر والتشريق في قابل، تحت ظل دولة الخلافة وبرعاية خليفة المسلمين, لتملأ الأرض عدلا بعد أن امتلأت جورا, ورعاية بعد أن امتلأت ظلما, إن الله سميع مجيب.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.