الإثنين، 05 محرّم 1447هـ| 2025/06/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  سياسات البشير الرأسمالية تنشئ جيلاً من المشردين المنبوذين!

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1831 مرات

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، أما بعد:


إن ما تراه في شوارع الخرطوم يدمي القلوب ويحزن النفوس حيث ترى الأطفال - من سن أربع وخمس سنوات وحتى سن الخمس عشرة - تراهم مشردين يجوبون الشوارع باحثين عن لقمة العيش؛ فمنهم من يبيع صناديق المناديل والحلوى أو بعض البضائع ومنهم من يتسول مادّاً يده الصغيرة، ومنهم من يمسح لك زجاج السيارة بخاطر مكسور، وإشارة المرور حمراء، فلديهم دقيقة واحدة فقط لتحصيل بعض القروش من سائقي السيارات، أطفال ملامحهم يكسوها التبلد واللامبالاة وملابسهم قذرة وأقدامهم حافية، نظراتهم باردة ولا يهمهم الخطر المحدق بهم حين تفتح الإشارة وتتحرك السيارات مسرعة! ولا يقتصر المشهد على الأولاد الذكور فقط بل ترى الفتيات والنساء؛ منهن من تحمل رضيعاً تستغله لتستجدي شفقة الناس، ومنهن من كُسر عندها حاجز الحياء فلم تعد تبالي أين هي من نظرات الطامعين - لا يلفت نظرهن إلا من يمد يده إلى جيبه ليخرج لهن مبلغا من المال عادة ما يكون خمسين قرشاً بالعملة المحلية أو أقل ويعادل أقل من خمسين سنتاً أمريكياً! وفي خضم هذه الدوامة اليومية كثيراً ما يخيب أمل هؤلاء وأولئك، فيبتعد عنهم أصحاب السيارات ولا يفلحون في جمع مال كافٍ لسدِّ رمقهم، في حين أن بعضهم ينتمي إلى عصابات متخصصة في التسول فيخافون من الرجوع إلى مقر العصابة بدون مال، فيلاحقون المارة أيضاً، وهؤلاء كالأموات الأحياء، كل واحد مثقل بالهموم بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة في البلد فلا يعيرهم اهتماما، مع أنه يرثى لحالهم.


وهذا ليس كل ما تراه! فإن كنت تتساءل أين أسر هؤلاء الأطفال؟ فلن تمر من مكان إلا وتجد "ستات الشاي" وهن نساء - أرامل أو مطلقات أو زوجات مهجورات - يسترزقن ببيع الشاي والقهوة على قارعة الطريق، ويجلس حولها من يجلس من الزبائن في مشهد "مقلق"، في بعض الأحيان في حجرات عشوائية مبنية من الطين أو تحت راكوبة من "الخيش" القديم لا تدري ماذا يحدث خلف هذه الغرف المشبوهة والتجمعات البشرية المتعددة الخلفيات حول "مراكز" "بيع الشاي" هذه، والمحزن أن أبناء البائعة وبناتها - منهم أيتام الأب - يركضون حولها فلا تدري أي جو يعيش فيه الصغار، وفوق كل ذلك هذه المرأة العاملة المرهقة تلاحقها السلطات لتحصيل الضرائب على هذا العمل المضني وتستغلها الدولة كمصدر دخل!


ويعتصر قلبك ألماً وأنت تتذكر نعمة الله عليك في منزل دافئ وأطعمة طيبة وكهرباء وماء شرب واستحمام، بالنسبة لهم رفاهية لن يتذوقوها أبداً! وتتساءل هل رأى هؤلاء الأطفال - في حياة التشرد هذه - ماءً نظيفاً أبداً؟! وهل أكلوا طعاماً لا يصارعهم عليه الذباب أبداً، طعام لا تملؤه القاذورات والجراثيم؟! فمصدر طعامهم في أغلب الأحيان هو مكبات النفايات!


كما إنك تخاف وترتعب حين ترى نظرة الحقد والحسد في أعين هؤلاء الصغار المساكين الذين لم يروا من هذا العالم إلا القساوة والعوز! وعلمتهم حياة التشرد أن البقاء للأقوى في المجتمع، وأنه لا مكان للقيم والأخلاق بين الناس، بل الناس بالنسبة لهم فئتان؛ فئة ثرية حتى التخمة، وفئة فقيرة تكاد تموت من الجوع كل يوم تنام في الشوارع! والحكومة لا تهتم لهم ولا لقضيتهم فكثيراً ما يلجئون للسرقة لتحصيل لقمة العيش، وحياتهم مبنية على الكذب والنهب والضرب والتعذيب على أيدي عناصر الشرطة التي تسبّهم وتطردهم من الأماكن بسبب تذمر الناس وخوفهم منهم! وفي نهاية اليوم تنتظرهم الأرصفة الحارة للنوم مع الحشرات المؤذية، هذا هو عالمهم!

 

هذه حياتهم اليومية، فكيف لا يسرقون؟! كيف لا يتعاملون بعنف وكراهية وهم منبوذون؟! كيف لا يحقدون؟ وكيف لا يحسدون من حولهم؟!


إن هؤلاء الأطفال مشروع ضخم لتفريخ المجرمين والقتلة والعصابات لأجيال قادمة!


فهذه الأسر تعيش في الشوارع! فلا بيت لهم للرجوع إليه في آخر النهار ولا معيل يرعاهم! ولا دولة تحنو عليهم وتكفيهم شر الجوع والفقر والعوز ولا ترحم ضعفهم! بل ولا كرامة لهم ولا إنسانية! مثلهم مثل الحيوانات التي تجوب الشوارع! حتى من دخل المسجد منهم ليجد له مكانًا آمنًا يُطرد شر طردة!! فماذا نتوقع منهم إلا أن يكبروا ليكونوا شخصيات همجية لا تحتكم إلى العقل والدين؟!


لقد وصلت أعداد الأطفال المشردين في الخرطوم العاصمة «13» ألف طفل مشرد و«36930» طفلاً مشردًا على مستوى السودان وذلك وفقاً لمسح أجرته منظمة اليونسيف لرعاية الأمومة والطفولة، ومما يجعلنا نأخذ بصحة مسح اليونسيف أن النسبة أقرب للواقع المشاهد، بينما تتضارب هذه الأعداد مع ما كشفته دراسة علمية لوزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية عن: (2447 مشردًا بولاية الخرطوم بينهم (42.5%) من الفئات العمرية ما بين (12-17) عاما، فيما بلغت نسبة الذكور منهم (62.2%)، ويمثل العاملون (58%) من الفئة، في وقت أكدت خروج (30%) منهم للشارع بدافع العمل، وأكدت مديرة الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية بوزارة التنمية والتوجيه كوثر عبد الله الفكي أن (61%) من أسر المتشردين تعيش في الخرطوم، ونبهت في ورشة حول "وقائع التشرد بولاية الخرطوم" عُقدت الأحد 8-12-2013 لظاهرة تشرد الأسر التي استشرت مؤخرا، لافتة النظر إلى أن أعدادا مقدرة من المتشردين لديهم أطفال ما اعتبرته مؤشرا خطيرا ينبئ بقدوم أجيال مشردة كليا ومولودة في الشوارع! وأبانت كوثر أن التشرد الجزئي يمثل (47%) من جملة المتشردين بالولاية.).


هذه التصريحات أعلاه تعكس مدى فشل وضيق نظر هذه الوزارة التي لا ترجع للسبب الحقيقي وراء قضية أولاد الشوارع وتتجاهل سوء رعاية الحكومة لهم والأوضاع الاقتصادية المزرية، وكما تعطي أعدادا أقل بكثير من المشاهد.


وهذا ليس كل شيء، فنسبة المتشردين الذكور المشاهدة في الشوارع كانت في السابق 99%، ولكن في العشر سنوات الماضية تزايدت أعداد الإناث المشردات لتصل حوالي 10%، والجدير بالذكر أن هذه المشكلة في تفاقم منذ الثمانينات من القرن الماضي ويكثر الكلام عنها، ولكن كما هو متوقع يقل القيام بأي فعل حقيقي لإيجاد حلول لها، فالوزارات المتعاقبة لم تنجح في حل المشكلة بل ساهمت في تفاقمها بالسماح لحلول وقتية كالاعتماد على المنظمات الخيرية، ومعظمها منظمات غربية التمويل وتنصيرية الأهداف، أو اعتمدت على دعم الشركات الرأسمالية الكبرى بالتبرعات، فتتنصل الوزارة من مسؤوليتها الشرعية وتهمل القضية التي أوكلت بطبيعة الحال إلى بعض الخيريين في محاولات ضعيفة لسد الثغرات!


ومن جهة أخرى تطالب هذه الوزارات بتفعيل قوانين وضعية أخرى كقانون عمالة الأطفال الغربي الذي لا يمت لواقع هؤلاء الأطفال بصلة، مما يفضح تقصير النظام في أداء حقوق الرعاية، بل ويكشف أن هذا التقصير هو تقصير مقصود نتيجة عدم تطبيق الأحكام الشرعية الربانية السمحة في حق الناس.


لنأخذ مثلاً واحداً من هذه الأحكام الشرعية التي تكوّن مواد الدستور المتعلقة بالنظام الاقتصادي في الإسلام - من مشروع دستور دولة الخلافة لحزب التحرير - "المادة 125: يجب أن يُضْمَنَ إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد فرداً فرداً إشباعاً كلياً.

وأن يُضْمَنَ تمكين كل فرد منهم من إشباع الحاجات الكمالية على أرفع مستوى مستطاع."


وحاجات الإنسان في هذه الحياة على قسمين: حاجات أساسية لا بد من إشباعها، وكمالية يُفسح له المجال ليتمكن من إشباعها. فالإنسان لا يستطيع العيش دون مأكل أو مشرب أو مسكن أو ملبس أبداً، فإن لم يجدها يتفرق لطلبها، ويصعب عليه أن يؤلف مجتمعاً سوياً عند عدم وجودها، ويصعب عليه أن يستقر في عيشه أو يستمر، هذا من حيث واقع الحياة، وقد جاءت الأدلة من القرآن والسنة مبينةً بوضوح أن الحاجات الأساسية للإنسان هي المأكل والملبس والمسكن، يقول تعالى بخصوص المأكل والملبس: ﴿وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 233]، ويقول سبحانه وتعالى بخصوص المسكن: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾ [الطلاق: 6].


ودور الدولة التأكد من إشباع هذه الحاجات الأساسية ومن ثم الحاجات الكمالية، قال صلى الله عليه وسلم: «من ترك ضياعاً فإلينا وعلينا» أي على الدولة، وقال صلى الله عليه وسلم: «الأمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته» وقال صلى الله عليه وسلم: «أيما أهل عَرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى».


فهل بعد ذلك تُترك فلذات الأكباد مشردين في الشوارع؟!


نعم تُترك فلذات الأكباد وأسرهم للتشرد في الشوارع لأنها مؤامرة على أبناء الأمة الإسلامية لإفسادهم وإبعادهم عن العيش في ظل نظام الإسلام العظيم! ونعم تُترك فلذات الأكباد وأسرهم للتشرد لأنهم ضحية فساد النظام الحاكم الذي لا يطبق شرع الله تعالى! هم الفقراء ضحية الأوضاع الاقتصادية المتردية بينما يعيش النظام في رفاهية وثراء فاحش!


إن الحل الوحيد لهذه المصيبة الكبيرة في السودان لا يكون إلا بإسقاط نظام عمر البشير العلماني الرأسمالي الذي أورث البلاد الفقر والجهل والمرض والذي أضاع الأجيال القادمة وجعل منهم مشروع عصابات مشردة، ولن يضمن للرعية حقوقها الأساسية إلا تطبيق ما أنزل الله تعالى من أحكام شرعية عادلة ومطمئنة.

 

وهنا نروي موقفًا لسيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه - خليفة المسلمين - مع الأطفال:


"اهتزت المدينة، وعَجت طرقاتها بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى، وامتلأ المكان بالأصوات.

 

فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما: هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة؟! فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صوت صبي يبكي، فتوجه ناحية الصوت، فقال لأمه التي تحاول إسكاته: اتقي الله وأحسني إلى صبيك.

 

ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبي مرة أخرى، فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان في آخر الليل سمع بكاءه، فأتى أمه فقال عمر رضي الله عنه في ضِيقٍ: ويحك إني أراك أم سوء، مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة؟!


قالت الأم في حزن وفاقة: يا عبد الله قد ضَايَقتَني هذه الليلة إني أُدَربُهُ على الفِطام، فيأبى.


قال عمر رضي الله عنه في دهشة: وَلِمَ؟


قالت الأم في ضعف: لأن عمر لا يفرض إلا للفَطيم.


ارتعدت فرائص عمر رضي الله عنه خوفاً، وقال في صوت متعثر: وكم له؟


قالت : كذا وكذا شهراً.


قال عمر رضي الله عنه: ويحك لا تعجليه.

 

ثم انصرف فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، فلما سلم قال: يا بؤساً لعمر! كم قتل من أولاد المسلمين؟! ثم أمر لكل مولود في الإسلام، وكتب بذلك إلى الآفاق."


وحسبنا الله ونعم والوكيل! اللهم فرجك بخلافة راشدة على منهاج النبوة - اللهم آمين.


وصل اللهم وبارك على أشرف المرسلين سيد الخلق أجمعين

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين

 

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق دور الأردن في مجلس الأمن هو دور شاهد الزور

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 858 مرات


الخبر:


وطنا نيوز-عمان: "انتخبت الأردن عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وذلك عقب التصويت الذي أجري في جلسة خاصة، اليوم الجمعة، بمجلس الأمن.


وكان مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد، قد صرح بأن التحديات كبيرة في حال فوز الأردن بعضوية مجلس الأمن الدولي وأن الملفات التي تقع على عاتقه كبيرة أبرزها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وتداعياتها على الأردن إضافة إلى ملفات عربية أخرى حيث إن 20% من عمل المجلس خلال الفترة المقبلة قضاياه عربية......


وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا قد انتخبت السعودية في أكتوبر الماضي لعضوية مجلس الأمن لعامين بدءا من أول يناير 2014 لكن الرياض رفضت المقعد في خطوة مفاجئة بعد يوم من التصويت احتجاجا على فشل المجلس في إنهاء الحرب السورية والتحرك بشأن قضايا أخرى بالشرق الأوسط.


إلى ذلك هنأ مندوب سوريا الدائم الأمم المتحدة بشار الجعفري الأردن سلفا بفوزه بمقعد غير دائم في مجلس الأمن.


وترجل الجعفري إلى وزير خارجية الأردن رئيس الوفد الأردني ناصر جودة وهنأه وشد على يديه.

 

التعليق:


سبق وأن شغل الأردن مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن عامي 1964 و1965، وكذلك شغل هذا المقعد عامي 1982 و1983، ومن المقرر أن يشغله في عامي 2014 و2015 كذلك، بعد أن اعتذرت السعودية عن قبوله في هذه الدورة، وقد اعتبرت السعودية موقفها من رفض هذا المقعد انتصارا وموقفا غير مسبوق، في حين اعتبر الأردن حصوله على هذا المقعد انتصارا عظيما، ومهما يكن السبب المعلن من رفض السعودية لهذا المقعد فإنه معلوم من السياسة بالضرورة، أن حكام السعودية لا يختلفون عن حكام الأردن، فهم ليسوا أكثر من أحجار شطرنج يحركهم اللاعبون الدوليون في أي اتجاه، فلا السعودية لها وزن في العالم ولا الأردن كذلك، ولن يكون دورهم في أي مفاوضات أو اجتماعات أو قرارات يديرها اللاعبون الدوليون أكثر من شهود زور على ما يقرره أسيادهم، وهذا واضح من موقف الدول غير الدائمة في مجلس الأمن، فهم لا يمثلون أكثر من أرجل طاولة للسيد الأمريكي والسيد البريطاني مع إخوانهم الدائِمِين الفرنسي والروسي والصيني.


واللافت للانتباه هو هذا الرقص الإعلامي الذي مارسه النظام الأردني وكأنه أنجز ما لم ينجزه الأولون والآخرون، مع العلم أنّ دوره في مجلس الأمن كما دوره في هيئة الأمم لا يزيد عن كونه شاهدَ زور مدفوع الأجر، ولم يعد هذا الدجل ينطلي على أهل الأردن بخاصة ولا على المسلمين بعامة، فالأمة الإسلامية قد أدركت أنّ داءها هو الأنظمة المطبقة عليهم والقائمون عليها من الحكام، وأن العلاج هو بتغيير هذه الأنظمة واستئصال شأفة حكامها، وإقامة نظام رب العالمين نظام الحكم الإسلامي على منهاج النبوة، الذي سينقذ ليس العالم الإسلامي فقط بل والعالم أجمع من رجس الرأسمالية العفنة والعلمانيين من مختلف المدارس والمشارب، وعلى رأسهم علمانيي حزب البعث المجرم الذي قدم مندوبهم هناك التهنئة لوزير خارجية الأردن.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق التسوق الخليجي للسلاح

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 812 مرات


الخبر:


نقل موقع العصر الإخباري مقالا بتاريخ 2013/11/30 عنوانه "التسوق الخليجي للسلاح يلتهم مبالغ خيالية لمواجهة إيران".


ونقل المقال ما نشره معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام من تقرير جاء فيه أن السعودية احتلت المرتبة العاشرة (10) ضمن قائمة أكبر مستوردي الأسلحة في العالم في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012 (الإمارات رقم 9).


وأفاد تقرير آخر نشره معهد استوكهولم للسلام، حول الإنفاق العسكري لدول التعاون الخليجي، أنه في السنوات الأخيرة عززت دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مطرد حجم الإنفاق على السلاح لمواجهة ما يرونه تهديدا متزايدا من إيران.


وبين عامي 2008 و2011، كما أورد التقرير، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أن قيمة صفقات الأسلحة تجاوزت 75.6 مليار دولار، وفقا لتقرير CSIS في سبتمبر الماضي. ما يقرب من 70 في المائة من تلك المشتريات (52 مليار دولار) كانت من المملكة العربية السعودية، وتلتها الإمارات العربية المتحدة بقيمة 17.2 مليار دولار.

 

التعليق:


إن مثل هذه الأخبار والمبالغ الفلكية لشراء السلاح من أمريكا وبريطانيا وغيرهما ليس بالأمر الجديد على دول الخليج، فقد تعودنا على سماع مثل هذه الأخبار والتقارير من حين إلى آخر، إلى درجة أن أحد التقارير ذكر بأن دول الخليج تعد أكبر دول العالم إنفاقا في شراء الأسلحة إذا ما قورن هذا الإنفاق بالناتج المحلي الإجمالي فيها.


إنه لمن العار على حكومات دول الخليج أن يشتروا الأسلحة بمليارات الدولارات من أموال المسلمين، لتكون خردة يغطيها الغبار أو للاستعراضات والزينة أو ليضربوا ويقمعوا ويقتلوا بها المسلمين. وفي الوقت نفسه، تعاني بعض الإمارات الشمالية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض المدن السعودية، من قلة الخدمات وسوء البنية التحتية. كما وتعاني بعض العائلات من الفقر التي صرحت به، على إحدى القنوات السعودية، تلك المرأة الأرملة التي تعيش هي وبناتها المطلقات وأولادهن في بيت قديم حين قالت بأنها لا تجد حتى لحم الحمير لتأكله!


وإنه لمن العار أيضا على حكومات دول الخليج أن يتجاوز ما أُنفق خلال السنوات الماضية على صفقات السلاح مئات المليارات من الدولارات، وبتكاليف مضاعفة، هذا إن استلمت كل هذه الأسلحة ابتداء، بينما لم يزد عدد ضباط وجنود القوات المسلحة لدول الخليج بالتناسب مع هذه المشتريات كي يتم استخدامها!


وأخيرا، سيمنّ الله تعالى على هذه الأمة بخلفاء راشدين يسخّرون عقول وطاقات الأمة الإسلامية في استخدام هذه الأسلحة وغيرها نصرة للإسلام والمسلمين ولنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عيسى

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق إن في الشام رجالاً عاهدوا الله على قلع نفوذ أمريكا من سوريا

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 730 مرات


الخبر:


قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي يوم الأربعاء 2013/12/4 إن الولايات المتحدة ترى أهمية للتعرف على الميليشيات الإسلامية في سوريا كي تزيد فهمها لنواياها في الحرب الأهلية هناك وصلاتها المحتملة مع القاعدة. ولم يقل ديمبسي بطريقة مباشرة إن كانت الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع جماعات معارضة إسلامية. لكنه قال إن "واشنطن ما زالت تسعى لزيادة فهمها للتباينات بين الجماعات المسلحة السنية المختلفة التي يقول بعضها إنه مرتبط بالقاعدة".


وقال ديمبسي للصحفيين "أعتقد أن الأمر يستحق معرفة إن كانت هذه الجماعات لديها أي نية على الإطلاق للاعتدال وقبول المشاركة مع الآخرين أم أنها... من البداية تعتزم أن تكون راديكالية." وأضاف "لذلك أعتقد أن معرفة ذلك.. أيا كانت الطريقة التي نفعل بها ذلك.. تستحق الجهد".


وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ودولا أخرى أجرت محادثات مباشرة مع بعض المجموعات الإسلامية التي تقاتل في الحرب الأهلية في سوريا.


التعليق:


بغض النظر عن مصطلحات الغرب أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية يتمنونها لنا ويفرحون لقتلنا بعضنا بعضا إن حصل؛ لأن ملة الكفر واحدة، وكرههم لنا معروف منذ بعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام هادياً ونبياً. وبغض النظر عن اللقاءات العلنية والسرية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية مع بعض "نجوم" الثورة التي لمعتهم عبر فضائياتها العربية. فإن أمريكا تسعى دائماً لجرّ قوى الثورة لمستنقعها تحت مسميات عديدة؛ منها حماية المدنيين، ومنها إيقاف نزيف الدم، ومنها مساعدات غير مؤلمة،... وغيرها كثير. وقد استطاعت كسب شخصيات هزيلة مكشوفة لا وزن لها داخلياً كالجربا وإدريس ومقداد وأتاسي.. وهلم جرّا.

 

لكنها اكتشفت معضلتها الكبرى، وهي أنه لا يوجد فصيل مسلم مخلص رضي بالتنازل للجلوس معها. فكل من يقترب من النجاسة يصيبه أذىً منها، ومن يقبل بهذا الأذى ويسكت عليه لا يقبل الله منه لا صلاة ولا عبادة.


علمت أمريكا قبل غيرها أن الثورة إسلامية وأن الفصائل المخلصة هي إسلامية صرفة، وبعد أن بذلت كل جهد ممكن لتركيعها وكسر شوكتها عن طريق إطلاق يد المجرم بشار بالقتل والتدمير، علمت وأيقنت أنها فشلت فشلاً ذريعاً في مسعاها الشيطاني هذا، وأن بشارها لم يتمكن أن يخدش وجه الثورة، بل بقيت صورتها قوية شامخة ملؤها الإصرار على قلعه مع نظامه ومع نفوذ سيدته أمريكا ورميهم إلى هاوية سحيقة لإقامة صرح النهضة الحقيقية المبنية على المبدأ الإسلامي بوصفه الضمان الوحيد للارتقاء بالإنسان كل إنسان ورفعته ونهضته وحفظ دمه وماله وكرامته.


فشلت الحضارة الرأسمالية مع ديمقراطيتها في حفظ الإنسان وصون كرامته، فتحولت لغولٍ يلتهم كل ما هو حسن وجميل في مجتمع اللا إنسان، مجتمع الغرب الرأسمالي، فصار الميت منهم يوصي بأن يُحرق في أفران أو يوضع في ثلاجات أو يُقطع شرائح مجمدة بانتظار عودة الحياة له يوماً ما! أيُّ عقيدة هذه التي تريد أن تهزم عقيدة الإسلام!؟ بل أي شخصيات مهترئة هزيلة فاشلة تلك التي تعاني من انفصامات بالشخصية وأزمات اجتماعية وفراغ روحي تأمل أن تهزمنا؟


إن العوز والحاجة الذي فرضه نظام الإجرام الأسدي في ثورة الشام لهو أكرم لنا من تخمة الفجور والانحلال الغربي، فكيف نمدّ يدنا لهم وهم من يحتاجون إلى من يمد يده لهم لإنقاذهم؟ ونحن حملة رسالة عالمية لا تنتهي بانتصار ثورة الشام ولا بتنصيب خليفة المسلمين فيها، بل برفع الظلم والجور عن الإنسان في كل مكان وقلع نظامه المتمثل بالرأسمالية والديمقراطية المتنافيتين تماما مع فطرة الإنسان السليم.


فمن يا جنرال ديمسي يحتاج المساعدة من الآخر؟ نحن أم أنتم؟!


إن في الشام رجالاً عاهدوا الله وكفروا بأمريكا وحلفائها، لا تصلون إليهم ولن تتمكنوا من اختراقهم.


إن في الشام رجالاً ما نكصوا على أعقابهم؛ لأن ما رفعوه فوق رؤوسهم هي راية رسول الله ولواؤه.


إن في الشام رجالاً هم حقاً فخر رجال الأمة وأملها؛ سواء من حملة السلاح أم من حملة الفكر، إنهم يقفون سداً منيعاً في وجه أطماعكم وخبثكم ومكركم، وإن كان من مكركم ما تزول منه الجبال، لكننا على يقين أن عند الله مكرهم.


إن في الشام رجالاً لن يتيهوا عن طريق العزة والرفعة طالما ساروا على خطى رجال الأمة الأتقياء الأنقياء، وطالما أمسكوا بيد قوية صلبة يد العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، رجل التغيير الجذري، وأمل الأمة بالوصول به ومعه لدولة قوية ستهتز منها أمريكا وأوروبا، وسيضع دولة الخلافة الفتية بإذن الله في مكانتها الدولية اللائقة بها، وسيتعلم أقزام الشرق والغرب منه وممن يسيرون على خطاه ما هي السياسة الحقّة ومن هم رجال الدولة من أبناء المسلمين. رجال دولة لا أقزام سياسة حمقاء لا ينتج عنهم وعن سياساتهم إلا الويلات للأمة كبشار والسيسي وعبد الله ومالكي وروحاني وأردوغان.


أبشّرك يا ديمسي أنت وإدارتك، أن الدائرة دارت عليكم، ولن تجدوا في أرض الشام لا من تحاولون فهمه ولا من ستفهمونه؛ لأن الله ضرب عليكم الذلة والمسكنة وبُؤْتُمْ بغضب الله وأصبحتم صمًّا بكمًا عميًا لا تفقهون للقول حديثا.. وهذا هو مقتلكم ومقتل عميلكم بشار وكل من يقف معكما.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 671 مرات


قال أحمد بن عاصم الأنطاكي رحمه الله: "أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي, وليس معرفته الإقرار به, لكن المعرفة, إذا عرفته استحييت منه".




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف أهل الريب

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 704 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


روى الترمذي في سننه قال:


حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْأَزْدِيِّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَعَنَا أُنَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ، فَكُنَّا نَبْتَدِرُ الْمَاءَ وَكَانَ الْأَعْرَابُ يَسْبِقُونَّا إِلَيْهِ، فَسَبَقَ أَعْرَابِيٌّ أَصْحَابَهُ فَيَسْبَقُ الْأَعْرَابِيُّ فَيَمْلَأُ الْحَوْضَ وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً وَيَجْعَلُ النِّطْعَ عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ، قَالَ: فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَعْرَابِيًّا فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ فَانْتَزَعَ قِبَاضَ الْمَاءِ فَرَفَعَ الْأَعْرَابِيُّ خَشَبَتَهُ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الْأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ثُمَّ قَالَ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ - يَعْنِي الْأَعْرَابَ - وَكَانُوا يَحْضُرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الطَّعَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِذَا انْفَضُّوا مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ فَأْتُوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ فَلْيَأْكُلْ هُوَ وَمَنْ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، قَالَ زَيْدٌ: وَأَنَا رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي، فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ وَجَحَدَ، قَالَ فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي، قَالَ: فَجَاءَ عَمِّي إِلَيَّ فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَكَ وَالْمُسْلِمُونَ، قَالَ فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنْ الْهَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنْ الْهَمِّ، إِذْ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الْخُلْدَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي فَقَالَ: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَا قَالَ لِي شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَقَالَ :أَبْشِرْ، ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِي لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ".


قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ:


جاء في كتاب شرح النووي على مسلم: وَفِي حَدِيث زَيْد بْن أَرْقَمَ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَ أَمْرًا يَتَعَلَّق بِالْإِمَامِ أَوْ نَحْوه مِنْ كِبَار وُلَاة الْأُمُور، وَيُخَاف ضَرَره عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ يُبَلِّغهُ إِيَّاهُ لِيَحْتَرِز مِنْهُ.


هذا الحديث يوجب على كل مسلم يطلع على ما يريبه بوقوع الخطر والضرر على الإسلام والمسلمين من قبل من هو من أهل الريب أن يبلغ عنه، كما يوجب على الدولة تتبع مثل هذه الريب والتعامل مع أهلها قبل وقوع ضررها، وأهل الريب هم الأفراد من الرعية الذين يترددون على الدول المحاربة فعلاً أو حكماً تردداً يثير الريبة ويخشى منه الضرر والخطر على الإسلام والمسلمين دولة وجماعة وأفراد، فعبد الله بن أبي كان من أهل الريب معروف عنه تردده على الكفار المحاربين للدولة الإسلامية، وأنه على علاقة مشبوهة معهم، قريش ويهود الذين حول المدينة، فموقفه من يهود بني النضير، ووقوفه إلى جانبهم حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم الحكم عليهم بعد نكثهم للعهد الذي كان بينهم وبين المسلمين ومجاهرتهم بالعداء للإسلام، معروف ويشهد عليه أنه كان يوالي يهود من دون المؤمنين، بل لقد فضحه الله تعالى في موقفه ذاك، إذ حرض يهود على عدم النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، وألح على النبي أن يمكنه هو من القضاء فيهم، كما فضحه تعالى في موقفه الذي بيته في حديثنا لهذا اليوم حين حرض على الفتنة وبيَّت إثارة الفرقة بين المسلمين أنصار ومهاجرين، فهو إذن كان ممن يخشى منهم على الدولة واستقرارها، وممن يخشى منهم إثارة الفتنة بين الناس وبث الفرقة بينهم والإطاحة بأمنهم وأمانهم، كما ثبت عليه تردده على الكفار المحاربين من أعادء الإسلام، لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر من تجسس عليه ونقل أخباره، بل إنه بش في وجهه وداعب أذنه تعبيراً عن رضاه بما صنع ، ما يدل على جواز التجسس على أهل الريب من رعايا الدولة ونقل أخبارهم.


قد يقول قائل إن هذا يناقض ما جاء في الآية الكريمة: "ولا تجسسوا". ولهذا نقول: أبداً ليس هناك أي تعارض .....فلا شك في أن الآية تحرم التجسس على رعايا الدولة مسلمين كانوا أو أهل ذمة فلا يجوز التجسس عليهم مطلقاً.....


أما أهل الريب فإن ترددهم على الكفار المحاربين، يجعلهم محل ريبة لاتصالهم بمن يجوز التجسس عليهم من باب السياسة الحربية ومنع الضرر على المسلمين، وللأدلة الشرعية الواردة في ذلك، ومن هذه الأدلة: إرساله صلى الله عليه وسلم لسرية عبد الله بن جحش بقصد ترصد قريش ومعرفة أخبارهم.


وقوفه صلى الله عليه وسلم في معركة بدر على أحد شيوخ العرب وسؤاله عما يعلمه من أخبار قريش وأخبار محمد صلى الله عليه وسلم.


إرساله صلى الله عليه وسلم علياً بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعداً بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون أخبار قريش ... وغيرها من البعوث التي أرسلها صلى الله عليه وسلم للتجسس على قريش لمعرفة أخبارها.


وهذه الأدلة لا تقتصر على جواز التجسس على الدولة المحاربة فعلاً فقط حتى وإن جاءت كلها في التجسس على قريش المحاربة فعلاً للمسلمين ... بل تشمل كذلك التجسس على الدول المحاربة حكماً لتوقع الحرب معهم في أي وقت.


إلا أن الفرق بين التجسس على كل من الفريقين هو: أن التجسس على الدول المحاربة فعلاً هو واجب على الدولة لأن السياسة الحربية تقتضي ذلك.


أما التجسس على الدول المحاربة حكماً فجائز وليس بواجب إلا أن يخشى منهم الضرر بأن يتوقع مساعدتهم أو انضمامهم للمحاربين فعلاً فإنه في هذه الحالة يصبح التجسس عليهم واجب على الدولة كالمحاربين فعلاً سواء بسواء.


وهكذا فإن التجسس على الدول المحاربة فعلاً جائز للمسلمين واجب على الدولة توفيره للأدلة السابقة، ولقاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.


ومن هنا فإنه إذا تردد أفراد من الرعية، مسلمون أو ذميون على الكفار المحاربين فعلاً أو حكماً في بلادنا أو في بلادهم فهؤلاء الأفراد هم أهل ريبة يجوز التجسس عليهم، وتتبع أخبارهم لأنهم يترددون على من يجوز التجسس عليهم، ولأنه يخشى منهم ضرر على الدولة إن تجسسوا للكفار ونقلوا لهم أخباراً تفيدهم في حربهم على المسلمين.


لكن حتى يجوز التجسس على هؤلاء يجب أن يتحقق الشرطان التاليان:


أن يظهر نتيجة مراقبة دائرة الحربية ودائرة الأمن الداخلي للمسؤولين الكفار المحاربين حكماً أو ممثليهم أن تردد هؤلاء الرعايا على أولئك الكفار سواء أكان في الخارج أم في الداخل أمر غير عادي ولافت للنظر.


أن يعرض ما ظهر للدائرتين المذكورتين على قاضي الحسبة ويرى قاضي الحسبة من ذلك أن في هذا التردد ضرراً متوقعاً على الإسلام والمسلمين.


أما من ينفذ التجسس على أهل الريب فهم:


دائرة الأمن الداخلي: وتتولى التجسس على أولئك الأفراد من الرعية الذين ثبت تورطهم بالتردد على المسؤولين الكفار المحاربين حكماً وممثليهم في بلادنا،


دائرة الحربية: وتتولى التجسس على الأفراد من الرعية


الذين يترددون على المسؤولين الكفار المحاربين فعلاً


الذين يترددون على المسؤولين الكفار المحاربين حكماً وممثليهم في بلادهم أي (خارج الدولة الإسلامية).


وإن ما يفعله الكثير من السياسين من أعضاء البرلمانات أو الأحزاب أو أعضاء مؤسسات المجتمع المدني، أو حتى أعضاء المؤسسات الرسمية والمؤسسات التجارية وغيرها في بلاد الإسلام، من التواصل مع مؤسسات رسمية في الدول الخارجية خاصة منها وزارات الخارجية، أو البرلمانات أو سفاراتها وقنصلياتها في بلادنا يجعلهم محل ريبة ومظنة التسبب في أضرار للأمة، أما قبولها لدعم هذه المؤسسات بغض النظر عن نوع هذا الدعم وخاصة الدعم المالي من تبرعات ومنح وأمثالها فإنه ليس فقط مثير للريبة بل هي الريبة بعينها فهذه المؤسسات ليست جمعيات خيرية تبتغي من وراء عملها وجه الله، بل هي أصلا لا تعرف الله وتحارب دينه وأهل دينه، والخطر والضرر فيها واضح وليس فقط محل ظن.


أعاذنا الله ونجانا من أوساط السوء الفاسدة المفسدة التي ترهن بل تبيع البلاد والعباد مقابل عرض من الدنيا قليل ... وأبدلنا بها أوساط راقية مستقيمة صالحة مصلحة، ترى ما وراء الجدار، ولا تخشى إلا الله ولا تطمع إلا بقبوله ورضوانه.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع