بيان صحفي الناس يطالبون بالخلافة تحت قيادة حزب التحرير (مترجم)
- نشر في بنغلادش
- قيم الموضوع
- قراءة: 1100 مرات
الخبر:
أعلن في العاصمة الفرنسية في السابع والعشرين من الشهر المنصرم فوز الإمارات باستضافة معرض "إكسبو الدولي 2020" في دبي، تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل". وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي في تصريحاته بهذه المناسبة "بلادنا ترحب بملايين البشر الذين سيحلون عليها من كل حدب وصوب لزيارة "إكسبو" والمشاركة فيه مطلع العقد المقبل لتقدم الإمارات بذلك للمنطقة فرصة لاستعادة دورها وسط الشعوب". وأكد أن دولة الإمارات هي دولة المستقبل وما حققته من نصر كبير باستضافة دبي لمعرض إكسبو الدولي 2020 "إنما يعكس ثقة العالم في دولتنا وشعبنا". وأضاف "فالدول هي التي أعطت أصواتها إلى دولة الإمارات لأنها تنظر إلى دولتنا كدولة متطورة ومنفتحة على العالم تستحق الثقة التي منحتها إياها هذه الدول". وقال إن دولة الإمارات ليست دولة بل العالم في دولة. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها استضافة "معرض إكسبو الدولي" في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا). وتشير التوقعات إلى أن المعرض سيستقطب نحو 25 مليون زائر مما يجعله الحدث الأكثر عالمية في تاريخ معارض "إكسبو".
التعليق:
يأتي فوز دبي باستضافة معرض "إكسبو الدولي 2020"، في مرحلة يواجه فيها المجتمع الدولي بوجه عام والإسلامي بوجه خاص تحديات عظيمة وأكثر تعقيدا من أي وقت مضى. وفي وقت تمر فيه الأمة الإسلامية بأصعب وأقسى الظروف في تاريخها وتعاني فيه الذل والمهانة والتأخر والفقر والانحطاط والاحتلال والانقسام. فثورات الربيع العربي لم تهدأ بعد بل هي في قمة تأججها وفي أدق مراحلها وبلدانها تعيش ظروفًا مؤلمة وقاسية وتلفّها الصراعات من كل جانب. فعن أي نصر كبير أو حتى صغير يتحدث هذا الحاكم في تلك الدويلة صاحبة أطول بناء بالعالم، وأكبر جزيرة من صنع الإنسان يمكن رؤيتها من الفضاء، وأكبر شبكة مترو في العالم تعمل من غير سائق؟ أم أن مآسي اليتامى وصيحات الجرحى وصرخات الثكالى وأنّات آلاف المعتقلات العفيفات حرائر هذه الأمة لا تصله في أبراجه الشاهقة. وكيف يأتي النصر والتطور باستضافة "إكسبو" وبلاد المسلمين غارقة في الفقر والبطالة وتخلف اقتصادي لا مثيل له والآلاف من أبناء هذه الأمة مشردون بلا مأوى. أم أنه لا ينتمي لهذه الأمة؟
ويأتي هذا الفوز أيضا في أعقاب الإعلان في كانون الأول/ديسمبر 2010 عن فوز قطر باستضافة كأس العالم للعام 2022. فهل جاء اختيار دبي وقطر لاستضافة هذين الحدثين العالميين على التوالي مصادفة أم عن جدارة واستحقاق أم لمآرب سياسية وأجندات أيديولوجية؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن الإنجازات الاقتصادية الكبيرة والطفرة العمرانية والتنموية التي حققتها هاتان الدويلتان هي التي أكسبتهما هذا الفوز. إلا أن الواقع هو أن هؤلاء أشباه الحكام قد انفصلوا عن جسد هذه الأمة الكريمة بدينها وتسابقوا في تمرير مصالح الدول الاستعمارية في بلادنا وحكموا البلاد تمشيا مع الأجواء الدولية بشعارات الانفتاح وتواصل الثقافات وتعايش الأفكار وغيرها. فأنفقوا مليارات الدولارات من أموال الأمة في مشاريع لا تخدم سوى دول الكفر ولا تسمن ولا تغني الأمة من جوع ولا تمت لثقافة الأمة وعقيدتها بصلة حتى باتت بلاد المسلمين أرضا خصبة للحريات والأفكار المسمومة والمبادئ الهدامة والثقافات القذرة. وفتحوا الحانات الليلية والخمارات والشواطئ التي تعج بالعراة فحولوا أرض الجزيرة قبلة للفساق ومرتعا للفجار والشواذ. لهذا السبب استقطبت قطر ودبي أنظار الدول التي صوتت لهما في زيوريخ وباريس وتم منحهما الثقة في إقامة مثل هذه الفعاليات.
إن هؤلاء الحكام الذين لا يمثلون هذه الأمة ولا يخدمون مصالحها ولا يشعرون بأحاسيسها بل يتفننون في خدمة مصالح الغرب ويتسابقون لنيل رضا أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس هم آفة هذه الأمة. وإن واجب أبناء هذه الأمة هو خلعهم وإقامة الخلافة التي تحكمهم على أساس عقيدتهم وتنفذ القوانين والأحكام الشرعية التي هي وحدها الكفيلة بتحقيق النهضة السياسية والاقتصادية التي يرتقبها الناس. وأن النصر الحقيقي لن يكون إلا بتسيير الجيوش لتحرير الأقصى من رجس اليهود وإخراج الكافر المستعمر من كل شبر من البلاد الإسلامية وتطهيرها من كافة نفوذهم. وأن دور المسلمين هو تطبيق الإسلام تطبيقا كاملا وحمله رسالة إلى شعوب العالم بالدعوة والجهاد. هكذا يكون النصر عند خير أمة أخرجت للناس وهكذا كان دورها وسط الشعوب وهكذا يجب أن يكون.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم
الخبر:
كشفت مصادر بحزب "النور"، الذراع السياسي للدعوة السلفية، أن الحزب حسم موقفه من الاستفتاء على الدستور، وهو الموافقة على التعديلات الدستورية التي قامت بها لجنة الـخمسين على دستور 2012 المعطل، والتصويت بـ"نعم" للدستور. وقالت المصادر لـ"اليوم السابع"، إن الدعوة السلفية وحزبها حسما موقفهما بنعم للدستور. [اليوم السابع: 4-12-2013م]
التعليق:
أن يتم وضع دستور للبلاد من لجنة أكبرهم فيها معاقرٌ للخمر، وأصغرهم مشهورٌ باسم "بانجو"، وأوسطهم مخرجٌ لأفلام ساقطة، يدعمه ممثل يطالب بأن يُكتب في الدستور أن هضبة الهرم مصرية لأن حضرته يسكن هناك، وآخر يطالب بأن لا يقال في الدستور أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام لأنه خريج الأزهر ويعرف أن الدولة عبارة عن "مبانٍ وطرق"، ثم يطبل ويزمر لهذا الدستور المتهرئ مَنْ هم على شاكلة هؤلاء من العلمانيين وسدنة الانقلاب، فهذا كله أمر منطقي متوقع، مقبول مبرر من منظور هؤلاء، ولكن أن ينضم لجوقة المهللين هذه حزب النور السلفي، الذي سيعمل على حشد أبناء الدعوة السلفية للتصويت بنعم، فهذا هو غير المقبول وغير المبرر.
ورغم أن هذا الدستور المعدَّل لا يختلف عن سابقه الذي عُدِّل في كونه دستور كفر يؤسس لنظام كفر يخالف نظام الحكم في الإسلام - فهو كسابقه يجعل السيادة في الدولة للشعب، يحلل ويحرم ويحسن ويقبح كيفما يشاء، وينزع هذا الحق من الشارع الحكيم سبحانه وتعالى، وهو كسابقه ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عدي بن حاتم الطائي حيث قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من فضة، فقال: «يا عدي اطرح عنك هذا الوثن» وسمعته يقرأ في سورة براءة ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه»" إلا أن المواد التي كان يفتخر بها حزب النور في دستور 2012 والتي أسماها "مواد الهوية" قد تم حذفها، بل إن مندوب الكنيسة شكر المفتي على تنازله عن تقييد المساواة بين الرجل والمرأة بأحكام الشريعة، وما زال هؤلاء يتحدثون عن "إنجازاتهم العظيمة"!!
لا نظن أن حزب النور قد حسم موقفه هذا انطلاقا من القاعدة الشرعية "الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي"، حتى نناقشه في حكم الإسلام أنه لا يجوز الاستفتاء على الدستور ابتداء! فالدستور هو الأحكام العامة التي تبين شكل الدولة وأعمال كل سلطة فيها، والنظام الأساس الذي يُسَيِّر أعمال الناس كلها في جميع المجالات، من اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها، وهذه كلها قوانين، أي أحكام تحدد أفعال الإنسان، وهذه يجب أخذها من النصوص الشرعية باستنباط صحيح حسب قوة الدليل، وليس حسب أغلبية آراء الناس، فلا يجوز التصويت على أحكام الشرع ابتداءً! قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب، 36]، فيأثم من يدعو إلى التصويت ويأثم من يذهب ليصوت.
لقد غرق كثير من المسلمين - وللأسف - حتى قمة رأسهم في اللعبة الديمقراطية القذرة، يمارسونها بانتهازية تتضاءل أمامها انتهازية أعتى العلمانيين المكيافيليين، وهي خادعتهم؛ تحقق منهم ما تريد ثم ترمي بهم على قارعة الطريق كما فعلت مع (إخوانهم) الذين كانوا في الحكم، فاعتبروا يا أولي الأبصار!
إننا في حزب التحرير ندعو أهل مصر الكنانة لنبذ هذا الدستور الذي لن يقدم شيئاً ولكنه سيؤخر الكثير!! وندعو لرفضه ورفض التصويت عليه، وليدركْ أبناءُ الأمة جميعًا بما فيهم أبناء الدعوة السلفية أن الدستور الحق الذي يجب أن نستند إليه هو الدستور المستنبط كاملاً من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من أدلة، دستور يؤسس لدولة الخلافة الإسلامية، الدولة التي ارتضاها لنا رب العالمين - لا هذا الدستور الملفق الهزلي الذي يكرِّس العلمانية العسكرية في أبشع صورها، ولا الدستور السابق عليه، فكلاهما يؤسسان لدولة علمانية كافرة تفصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع.
﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام، 153]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
الخبر:
عُثر على جثة فتاة عشرينية تدرس الشريعة في جامعة "آل البيت"، داخل مجمع الباصات في مدينة الزرقاء الأردنية صباح الثلاثاء 3/12/2013م، وقد تعرضت للطعن في مناطق متفرقة من جسدها وتوفيت على أثرها، ثم تابع القاتل على تقطيع وجهها لغايات إخفاء معالمها. [وكالات أنباء أردنية]
التعليق:
إن هذه الجريمة النكراء البشعة التي استفاق عليها أهل الأردن هزت الرأي العام وهزت نظامه ومؤسساته وأركانه، وأن ما يشاع أن الأردن بلد الأمن والأمان والذي غَرّرَ النظام الأردني به العالم العربي والعالم أجمع ما هو إلا أكذوبة، وإن الناظر إلى ما يمر به الأردن من جرائم قتل واغتصاب ونزاعات عشائرية وعنف جامعي وعنف أسري، والخلافات في المحاكم التي تمتد لعشرات السنوات، وانتشار الرذيلة والمخدرات، ليجد أنه نقيض لما يشاع بأنه بلد الأمن والأمان في المنطقة بل والعالم.
إن صورة وواقع الأمن والأمان الذي يروج له النظام الأردني وأنه ليس كغيره من الدول التي تنتشر فيها المظاهر المسلحة والسطو والعصابات والقتل والمخدرات والاغتصاب والحروب والنزاعات وعدم الأمن في المسكن، هذه الصورة تتوضح جلياً لدى الناس يوما بعد يوم بأنها أكذوبة.
إن الأمن والأمان في الإسلام مفهوم كبير عظيم يشمل جوانب الحياة ولا يتطرق لجانب مأمن الحماية فحسب، بل يشمل الجانب الاجتماعي والاقتصادي والعسكري والسياسي والنفسي والصحي والأخلاقي والتعليمي والغذائي...
ففي الجانب الاجتماعي حرم الإسلام قتل النفس واعتبرها كبيرة من الكبائر، قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة:32]، ورتب على قتل نفسٍ عمداً قصاصاً في الدنيا ووعيداً شديداً في الآخرة، فقال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء:93].
وشدد الرسول صلى الله عليه وسلم على عظم دم المسلم عندما خاطب الكعبة: «مَا أَطْيَبَكِ! وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلا خَيْرًا».
وفي الجانب العسكري يتحقق الأمن والأمان بأن يكون المسلمون آمنين على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم من أي معتدٍ، قائمين بما أوجبه الله عليهم من نشر رسالة الإسلام، قال تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة:29].
وفي الجانب الاقتصادي أوجب على المسلم أداء الحقوق: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء:53]، وحذر من أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ﴾ [النساء:29]، وأكد على الصدقات والزكاة التي هي أمان للفقراء والمحتاجين كي لا يعتدوا على أموال الآخرين حتى يؤمّنوا حوائجهم قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [المعارج:24-25]، وحرم المكاسب الخبيثة المحرمة التي لا تتفق مع الشرع ﴿يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾] البقرة:276]، وأكد الإسلام على عقوبة من يسرق أموال الناس قال تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة:38]، وحق المسلمين في أمن حقوقهم من المعتدي كائناً من كان، قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
وفي الجانب السياسي من حق الرعية في أن يكونوا آمنين مطمئنين بأن يحكموا بشرع الله «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وحقهم بل واجبهم في محاسبة الخليفة والحكام، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
وأكد الإسلام على مأمن المسلم في بدنه وعقله وتوفير الرعاية الصحية له والتطبيب، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة:90-91].
وحث على مكارم الأخلاق والتحلي بالأخلاق الحميدة، سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيمانا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا»، وحرم الخلق الذميم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].
وأن يأمن المسلمون وينعموا بالتعليم الذي ينفعهم؛ وذلك لإجماع الصحابة على إعطاء رزق المعلمين قدراً معيناً من بيت المال أجراً لهم، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل فداء الأسير من الكفّار تعليم عشرة من أبناء المسلمين، وبدل فدائه من الغنائم، وهي ملك لجميع المسلمين.
وأكد الإسلام على توفير المأكل لكل الناس وإشباعهم فرداً فرداً، قال تعالى: ﴿كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا للهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [البقرة: 172]، وحرم أن يبيت المسلم وجاره جائع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله»، فكيف المسلمون التي مَنّ الله عليهم في بلادهم بالثروات والأراضي الخصبة وبطونهم خاوية!؟ قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: "عجبت لامرئ لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه".
إن الأمن والأمان نعمة عظيمة فعلاً وفق المفهوم الإسلامي وليس وفق مفهوم النظام الأردني وغيره من الأنظمة الوضعية، شامل لجوانب الحياة، جامع لرضا الله في الدنيا والآخرة.
والله نسأل أن يظلنا في دولة الخلافة الراشدة التي نأتَمِنُها على ديننا وأنفسنا وأهلينا وأموالنا وأعراضنا وأراضينا وأموالنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عناد طهبوب
الخبر:
بعد اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، وبينما كان يتحدث إلى وسائل الإعلام، طالب جون كيري الحكومة الأفغانية التوقيع على الاتفاق الأمني دون أي تأخير أو تأجيل. وقال إن كان الرئيس كرزاي فاتر وغير متحمس لتوقيع الاتفاق، فبإمكان وزير دفاعه التوقيع عليه عوضا عنه، وأنه ينبغي لشخص أن يتحمل مسؤولية هذا الأمر على أقل تقدير.. وأضاف أنه ليس مزحة، بل هو مسألة خطيرة للغاية. فأكثر من خمسين دولة تشارك ها هنا في أفغانستان لمساعدة هذه البلاد. وأن هذه الدول لديها ميزانياتها المحددة وتحتاج إلى وضع خطط محددة وأهم قضية نُطالِب بها هي استراتيجية للخروج من أفغانستان. وقال أيضا أن الرئيس أوباما شجع نظيره الأفغاني لتوقيع الاتفاقية الأمنية (BSA) قريبا لكن دون أن يضع تاريخا محددا.
التعليق:
يظهر للمراقب وللوهلة الأولى أن ما يجري هو عبد يمارس الضغوط على سيده، لكن الواقع والحقيقة ليست كذلك أبدا، وإنما الأمر هو لعبة شريرة قذرة لُعبت بشكل صريح واضح بموافقة كل من كرزاي وأوباما، وهي واضحة إلى درجة يمكن اعتبارها فيها مناورة سياسية أميركية، وما أهداف هذه اللعبة المخبأة تحت ستار والتي تريد أمريكا تحقيقها إلا دليلٌ على ذلك، وهذه الأهداف هي:
1. محاولة إيجاد شخصية اعتبارية لحاكمهم الدمية في المنطقة في محاولة لجعله "شخصية ديمقراطية عظيمة" يمكن استخدامها في أنظمة الحكم القادمة في أفغانستان لحراسة وتأمين المصالح الأمريكية.
2. محاولة إيجاد رأي عام في البلاد مؤيد للوجود والبقاء طويل الأمد للقوات الأميركية في أفغانستان؛ وذلك من خلال ما يسمى مجلس كرزاي الاستشاري (اللويا جيرغا)، وكذلك إظهار أن الحكومة والناس متفقان على الرأي ذاته، على الرغم من حقيقة أن الحكومة العميلة التابعة للغرب ومعها النخبة الحاكمة يعرفون تماما أن لا ظهر لهم ولا سند لما يخططون له من قبل الشعب في أفغانستان.
3. إن النخبة الحاكمة الفاسدة والتي وصلت إلى السلطة على يقين بأن الناس على علم تام بأنها ما كانت لتصل للحكم لولا الدعم الكامل من الولايات المتحدة، وبالتالي فهي تخشى أنها ستُقلع من السلطة إذا ما تركت الولايات المتحدة أفغانستان. وهذا تماما ما يجعل هذه النخبة الحاكمة تطلب من سيدها البقاء لأن بقاءها هو ضمان لبقائها.
4. إن إصدار الفتاوى والقرارات والطلبات المختلفة من قبل الحكومة وبدعم من بعض العلماء، قد مهدت الطريق أمام القوات الأمريكية ووجود قواعد لها على الأرض، إضافة لكونها مهدت لبقائها مدة أطول وأضفت على وجودها شريكة عاملة. لذلك وبهدف الوصول لجماهير الشعب استُخدمت وسائل الإعلام الأفغانية المدعومة من الغرب لإقناع الناس وكسب تأييدهم.
5. تريد الحكومة الفاسدة الفاشلة وقبل توقيع اتفاقية BSA إخراس صوت أولئك الذين يعارضون هذه الجريمة المنكرة مستخدمة أساليب عديدة، فهي إما أن تدعوهم بالمتشددين أو تصفهم بأنهم عملاء إيران أو باكستان، أو حتى تزجهم في السجون.
6. وهي تريد أيضا كسب تأييد الناس في المعارضة المسلحة والذين يعارضون الوجود الأمريكي في البلاد، محاولة التأثير عليهم وجعلهم يتخلون عن موقفهم القوي تجاه هذا الأمر. وقد دعم المهندس قلب الدين حكمتيار رئيس الحزب الإسلامي ما عُرف بأنه موقف كرزاي الذي اتخذه من الاتفاقية الأمنية وشجعه على عدم توقيعها. كما عبَّر ذبيح الله مجاهد الناطق باسم الإمارة الإسلامية في أحد تصريحاته لوسائل الإعلام عن تقديره لموقف كرزاي الصادق هذا.
7. وأخيرا فإنها تهدف إلى قياس وتحديد رأي دول المنطقة والجماعات الأخرى وكذلك الشخصيات المؤثرة في بقاء الوجود الأمريكي في أفغانستان.
إننا إذا ما نظرنا إلى قضية أفغانستان نظرة المسلم المتبصر الواعي سياسيا، فإننا نصل إلى نتيجة مفادها أنه ما كان للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو الذين أنشأوا هذا النظام الخانع الذليل وأنفقوا عليه ثروتهم ودماء جنودهم لأكثر من عقد من الزمن، ما كان لهم أن يفكروا بعد هذا كله بترك البلاد لأجل احتجاجات واعتراضات ضحلة كاذبة من كرزاي. ومع ذلك كله فلا يزال بعض السياسيين الساذجين السطحيين مخدوعين بخطاب كرزاي الذي صرح به في اليوم الأخير من اجتماع مجلس اللويا جيرجا والذي قال فيه "من الآن فصاعدا لن يُسمح للولايات المتحدة بتنفيذ أي عملية عسكرية أو حتى مداهمة بيوت الناس". كما حذر أمريكا بأنها إن فعلت ذلك فلن يكون هناك أي توافق أو اتفاق بين الولايات المتحدة وأفغانستان. لكن الواقع، أنه ومنذ ذلك اليوم والأيام التي تلته قامت القوات الأمريكية بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية في ولايات هلمند وورداك وكونار راح ضحيتها مسلمون أبرياء كما قامت بحملات مداهمة لبيوت الناس، لكن وسائل الإعلام التابعة للغرب والمدعومة من قبله لم تأت على ذكر هذه الجرائم البشعة وتحولت حكومة كرزاي الدمية بيد الغرب خلالها إلى عمياء لا ترى ما يحصل.
علاوة على ذلك كله، وفي آخر خطاب له طالب كرزاي الأمريكيين ضمان انتخابات شفافة، والتوقف عن شن الغارات على بيوت الناس وكذلك تمهيد الطريق للحوار مع المسلحين، وبين أنه بعد ذلك فقط سيوافق على توقيع هذا الاتفاق الأمني، وإلا فإن الحكومة الجديدة هي من سيوقع الاتفاق وليس هو. فما رأيكم بعد ذلك كله؛ هل العبد هو من يضع الشروط على سيده أم إن السيد هو من يفعل ذلك؟ إذا كانت مثل هذه اللعبة القذرة الدنيئة المكشوفة ستخدع أمراء المنظمات والأحزاب الإسلامية، ومعهم علماء وشعب أفغانستان، فما ذلك إلا دليل وشاهد على سذاجةٍ وبساطةٍ وجهلٍ بالواقع. فكرزاي ليس حرَّ الإرادة ليضع مثل هكذا شروط، فضلا عن كونه في صف واحد مع الولايات المتحدة الأمريكية في بدء هذه اللعبة القذرة الدنيئة، وقريبا سيوقع على هذا الاتفاق تماما كما وقع على الاتفاقية الاستراتيجية من قبل.
وسعيًا منها لتمرير هذه المؤامرة الخطيرة، فإن أمريكا أخذت تروج لها في المحافل الدولية. فقد طلب كل من رئيس وزراء باكستان ووزير خارجية العراق، أثناء زيارتهم لأفغانستان، وكذلك رئيس حلف الناتو وغيرهم من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى، طلبوا من كرزاي التوقيع على اتفاقية الأمن الثنائية في أسرع وقت ممكن. ولكن بعد توقيع العراق وأفغانستان على اتفاقيات أمنية واستراتيجية مع أمريكا، لا بد من سؤال وزير خارجية العراق حول الوضع الأمني في العراق هل هو أكثر أمنًا؟! أليس وجود القواعد العسكرية الأمريكية في العراق قد جعله على حافة التمزّق؟ ألم تقم الشركات الأمنية المتعاقدة مع وكالة المخابرات الأمريكية بقتل العراقيين بعمليات التفجير وغيرها؟ ألم يعملوا على إيجاد الشقاق والفرقة بين السنة والشيعة من خلال اتهامهم بالقتل والتفجير؟ ألا يتم تقسيم أهل العراق على أساس الطائفية والعرقية وعلى أساس غيرها من عوامل الفرقة والنزاع؟ لماذا تنكر الحقائق الواضحة وضوح الشمس وتطلب من الحكومة الأفغانية التوقيع على الاتفاقية مع أمريكا؟!
ولكن هيهات هيهات، فالأغلبية الساحقة من الأمة الإسلامية تدرك العواقب الخطيرة والمدمرة لتوقيع مثل هذه الاتفاقيات مع الكافر المستعمر. إن جُلَّ ما حققته أمريكا وقوات حلف الناتو في أفغانستان حتى الآن يتمثل في:
1. تحولت أفغانستان إلى أكثر دول العالم فسادًا.
2. أفغانستان تتصدر دول العالم في إنتاج المخدرات.
3. تحت ستار الحريات الديمقراطية، فُتح الباب على مصراعيه لوسائل الإعلام لنشر القيم الغربية الفاسدة بين الناس.
4. تمّت الدعوة لقضايا الطائفية والقومية واللغوية وغيرها إمعانًا في تقسيم أفغانستان وللحرص على إبقائها مقسمة.
5. لقد أجروا تعديلات على المناهج التعليمية والقوانين الأفغانية لمحاربة الإسلام.
لا بد لنا من الوقوف جميعًا ضد هذه المؤامرات وضد العملاء وقفة أصحاب الكهف، لا بد من ثباتٍ كثبات أصحاب عيسى عليه السلام وثبات صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. لا بد من التخلص من النظام الديمقراطي الفاسد وهذه المؤامرات الخيانية، ولا بد من إبطالها في كل نواحي الحياة، ولا بد من العمل الحثيث والجاد من أجل هدمها وإقامة الخلافة الإسلامية على أنقاضها.
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت:41]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير / ولاية أفغانستان
قال ابن الجلاّء: الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها.
وقيل: الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الزهد المشروع ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة، وأما كل ما يستعين به العبد على طاعة الله فليس تركه من الزهد المشروع، بل ترك الفضول التي تشغل عن طاعة الله ورسوله هو المشروع.
وقال: والورع: ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.
وقال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء.
وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه".
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه ".
حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
قوله: "من أحدث في أمرنا" أي في شأننا فالأمر واحد الأمور أو فيما أمرنا به فالأمر واحد الأوامر أطلق على المأمورية، والمراد على الوجهين الدين القيم المعنى على ما ذكره القاضي في شرح المصابيح من أحدث في الإسلام رأيا لم يكن له من الكتاب والسنة سند ظاهر أو خفي ملفوظ أو مستنبط فهو رد عليه، أي مردود والمراد أن ذلك الأمر واجب الرد يجب على الناس رده ولا يجوز لأحد اتباعه والتقليد فيه. وقيل: يحتمل أن ضمير فهو رد لمن أي فذاك الشخص مردود مطرود.
هذا هو زمن الإشراق، فقد أشرقت شمس الله، وعلى جميع المصابيح أن تنطفئ، نعم آن للقرآن أن يحكم ويسود رغم أنف الحاقدين الكافرين، رغم أنف العلمانيين المجرمين، رغم أنف من سموا أنفسهم علماء ومفكرين، رغم السلاطين، رغم الشيوخ الذين جعلوا الدين عِضين. هذه الأمة انطلقت من عقالها لتقول بملء فيها: نريد تحكيم شرع الله. نريد تحكيم الإسلام في حياتنا. نعم بعد هذه السنوات العجاف، بعد أن أحدث الحكام ما ليس في ديننا، وزرعوا في كل أرض وطؤها ما ليس من الدين، بعد أن زرعوا كفرا، عادت الأمة لربها، لتقتلع ما ليس من الدين، فالحمد لله رب العالمين.
أيها المسلمون: الدين لله، تشريع لله الذي له الأمر والنهي، فلا يصح أن نغير ونبدل فمن غير فتغييره مردود عليه، غير مقبول عند الله، فمن أراد بدعوى الحداثة والتقدم أن يلغي السنة مثلا أو يغيّر الأحكام ففعله مردود عليه.
فقد زعم البعض أن الحجاب ليس موجودا في ديننا، إنما هو عادة، وذهب البعض إلى التمسك بالإسلام بالعموم، ورفض التمسك فيه بالأحكام. وذهب البعض إلى أن الله ترك لنا فسحة للتشريع، لأن الحياة تتطور، ولا تبقى على حال. كما وذهب البعض إلى ضرورة تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان. فالحرام في مكان قد يكون مباحا في مكان آخر، والحرام في زمان حلال في زمان آخر وهكذا. هكذا دون قاعدة أو دليل. حتى أصبحت أحكام الإسلام القطعية حلالا حراما في نفس الوقت. ألم يبح البعض الربا؟ ألم يبح البعض الديمقراطية والعلمانية ومن قبل الوطنية والقومية؟
بلى أباحوها وأباحوا معها كل الفجور الذي دخل من بابها. حتى صار الناس يظنون أنهم يعيشون حياة إسلامية فيها بعض الحرام.
ولكن والحمد لله عادت الأمة بعد طول غياب، عادت لترى أن مصابيح الدجى التي كانت عند البعض تضيء الطريق، قد انطفأت أمام شمس الله. عادت لتعرف أن نور ربها هو النور، وأن غيره من كذب الديمقراطية وبدع العلمانية وزيف الوطنية والقومية وحتى المدنية ما هو إلا الظلام بعينه وإن حسبه البعض نورا في وقت من الأوقات.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم