الجمعة، 23 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق إستراتيجيةُ التعليمِ الجديدةِ في أذربيجانَ مصيرُها الفشل

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 960 مرات


الخبر:


أفادت وكالة "أذرنيوز" الإخبارية في 25 من تشرين الأول 2013 أن الرئيس الأذري "إلهام علييف" قدم خطة لتطوير التعليم لإنشاء نظام تعليمي مستقر اقتصاديا، مع بنية تحتية قائمة على تقنيات حديثة ومعلمين مؤهلين. وقد منح مجلس الوزراء مدة خمسة أشهر لتقديم خطة عمل وأهداف للتنمية حيث يجرى استعراضها سنويا.

 

التعليق:


منذ أن نالت أذربيجان استقلالها عن روسيا وهي تطرح موضوع اعتماد هيكل تعليمي جديد على جدول أعمال البرلمان كل عام، لكن دون جدوى. وقد أدى انخفاض مستوى الإنفاق العام على التعليم إلى انخفاض في رواتب أعضاء هيئة التدريس، وهذا بدوره أدى إلى نظام يستشري فيه الفساد وعدم المساواة مؤثرا على جميع مستويات التعليم في المجتمع من المدارس الابتدائية إلى الجامعات. إن مستوى التعليم في المدارس الثانوية ليس مؤهلا لإعداد الطلاب لامتحانات القبول في الجامعة، وبعض المعلمين يتعمدون حجب المعلومات التي ستكون متوفرة في الامتحانات من أجل معاينة الطلاب مرة أخرى. وبعد مرور 21 عاما على استقلالها عن روسيا، لا تزال أذربيجان العلمانية في طور تحديد المعايير والمناهج التعليمية الملائمة - وهي حقيقة محزنة تنعكس داخل البلدان الأخرى في المنطقة التي اعتمدت أيضا النظام السياسي العلماني والذين يشتركون في نفس الفساد وعدم الكفاءة وهياكل التعليم السيئة. وذكرت صحيفة "التلغراف" في عام 2010 وفقا لمركز "إندم" وهو مركز أبحاث في موسكو، أن دفع المال للحصول على نتائج امتحانات مدرسية جيدة لدخول الجامعة والنجاح في الدورات الدراسية الجامعية تدرّ ملايين الدولارات في روسيا.


لقد فشلت قيادة أذربيجان العلمانية في تلبية الاحتياجات التعليمية الأساسية لشعبها نظرا لاعتمادها النهج العلماني الليبرالي في صنع السياسات. ومما يزيد من هذه المشكلة هو حقيقة أن الدول العلمانية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تتمتعان ببنى تحتية طويلة المدى في مجال التعليم والذي منحها الكثير من الوقت لتحسين أنظمتها، ومع ذلك فالفشل حليف طلابها. ويشير تقرير صدر في نيسان/أبريل 2013 أن واحدًا من كل أربعة أمريكيين يتأخر في إنهاء المدرسة الثانوية، وأن الطلاب يحتلون مرتبة أدنى بكثير من الدول الأخرى. ولقد صرحت "تشيستر فين"، وهي مسؤولة سابقة رفيعة المستوى في إدارة التربية والتعليم الأمريكية أنه "... على الرغم من كل الإصلاحات، فإن المكاسب متواضعة جدا، ينبغي عليها أن تعمل على تنشيط بل وحتى تسبب الذعر لصناع القرار اليوم" وبالتالي فإن مصير خطط رئيس أذربيجان "إلهام" الجديدة هو الفشل، كمصير محاولات السنوات الماضية لأنها ليست صادقة ولا سليمة. والسبب في هذا الفشل هو أن هذه التغييرات التجميلية الجزئية يتم تنفيذها في ظل نظام وضعي من وضع الإنسان العاجز الناقص، ولقد ثبت أنه أدى لفشل الأمم في العالم أجمع.


لن يتحقق مستقبلٌ مشرقٌ للتعليم في أذربيجان قبل عودة نظام التعليم الإسلامي في ظل الخلافة. في هذه الدولة، قادت العالم في مجال الابتكار والتعلم، وقامت شخصيات دولية بإرسال أبنائهم للتعلم في جامعاتنا ومؤسساتنا العالية المستوى عالميا. ويعزى ذلك إلى التطبيق الكامل للفكر الإسلامي الذي يقدر التعليم بحق، وينظر إليه على أنه حق أساسي لكل مواطن ذكرًا كان أم أنثى، ولديه نظام اقتصادي سليم لتمويل التعليم بشكل كاف، ويشجع الأفراد على التفوق في كل مجال من مجالات الحياة من أجل خير الإنسانية، بما في ذلك في الأوساط الأكاديمية، والتكنولوجيا، والطب، والعلوم. ونظام التعليم ذو الدرجة الأولى هذا سوف يعود مرة أخرى عند عودة هذه الدولة في المنطقة. ورد في مشروع دستور حزب التحرير لدولة الخلافة: "تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على الدولة أن توفره لكل فرد ذكراً كان أو أنثى في المرحلتين الابتدائية والثانوية، فعليها أن توفر ذلك للجميع مجاناً، وتفسح مجال التعليم العالي مجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات". ولذا فإنه فقط بالعودة إلى هذا النموذج السياسي الناجح والمجرب المنبثق من الإسلام يمكن حل أزمة التعليم في أذربيجان.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أسلحةٌ لا تستخدمُ في تحريرِ فلسطينَ ولا في الذودِ عن المسلمين!

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 895 مرات


الخبر:


أعلنت المملكة العربية السعودية عن نيتها شراء 5 غواصات ألمانية من طراز "209" بقيمة إجمالية تصل إلى 10 مليار يورو وفقا لتقرير أوردته اليوم الصحيفة الألمانية "بيلد" مستندة لمصادر مسئولة في الحكومة الألمانية. وأضافت الصحيفة أن السعودية تخطط لشراء 25 غواصة أخرى في المستقبل، مؤكدة أن السعودية خاطبت المستشارة الألمانية "ميركل" رسميا بهذا الخصوص الصيف الماضي وأن ألمانيا تدرس الطلب السعودي بإيجابية لكنها لن ترد رسميا حتى تشكيل الحكومة الجديدة. (وكالة معاً).

 

التعليق:


ليست صفقة الغواصات هذه هي الأولى التي تبرمها السعودية لشراء أسلحة من الدول الغربية، فقد سبق لها أن عقدت صفقات لشراء أسلحة من روسيا وأمريكا والصين وبريطانيا، كان أبرزها صفقة عام 2010 والتي أبرمتها مع أمريكا بقيمة 60 مليار دولار، وهي الأكبر في عقدين، مما يضع السعودية في المرتبة الثامنة من حيث الدول الأكثر إنفاقا على نظامها الدفاعي. وحسب خبراء عسكريين، فإن ميزانية الإنفاق على التسلّح السعودي توازي ما يُنفَق على جيوش إيران وتركيا وكيان يهود!


لقد أصبحت السعودية ودول الخليج عموماً أهدافاً اقتصادية استعمارية لصالح الغرب ومصانع أسلحته، تحت ذريعة حماية نفسها من الخطر الإيراني، حيث تعمد الشركات والدول الغربية إلى إثارة النـزاع والصراع الوهمي والضغط على الحكومات في العالم الإسلامي لاستيراد الأسلحة غالباً عبر الرِّشا السياسية والعمولات الضخمة، وغالباً ما يرافق مثل هذه الصفقات أيضاً تسويات سياسية كما حدث مع صفقة الأسلحة الضخمة التي تدعى "صفقة اليمامة" والتي زُودت السعودية بموجبها بطائرات مقاتلة من طراز متطور "طائرات التورنادو" مع الصيانة والتشغيل (حيث لا أحد في السعودية يمكنه صيانتها أو حتى استخدامها) وبلغت قيمتها النهائية أكثر من عشرين مليار دولار.


إن حكام السعودية قد ضيعوا ثروات الأمة ومقدراتها في صفقات لشراء أسلحة أغلبها فاسدة، تُشترى ولا تستخدم على الأغلب، وبعد سنوات من التخزين تتحول إلى خردة قد تحتاج إلى ميزانية حتى يتم تفكيكها والتخلص منها، وإن استخدمت تستخدم في المناسبات الرسمية والعروض العسكرية أو تستخدم ضد الشعب، أضف إلى ذلك أن شروط الشراء لا تتيح للمشتري أو تسمح له ببيع أسلحته إلا بإذن البائع وموافقته. كما أن الدول التي تبيع السلاح إلى الدول الأخرى لا تبيع كل سلاح، خاصة المتطور منه، ولا تبيعه إلا بشروط معينة، تشمل كيفية استعماله. ولا تبيعه كذلك إلا بمقدار معين، وليس حسب طلب الدولة التي تريد شراءه، مما يجعل للدولة التي تبيع السلاح سيطرة ونفوذاً على الدولة التي تشتري السلاح، ما يُمكِّنها من فرض إرادتها عليها، خاصةً إذا ما وقعت الدولة التي تشتري السلاح في حرب، فإنها عندئذٍ ستحتاج إلى مزيد من السلاح، ومن قطع الغيار، ومن الذخيرة، ما سيجعل اعتمادها على الدولة المصدّرة للسلاح أكثر، وخضوعها لطلباتها أكبر.


فأين أنتم يا أهلنا في السعودية من هذه الصفقات المشبوهة؟ وأين أنتم يا علماء السعودية بل ويا علماء المسلمين، لماذا لم نسمعكم تنطقون ولو بكلمة واحدة تشير إلى تآمر النظام السعودي مع الغرب وتضييعه لثروات المسلمين في صفقات أسلحة مشبوهة؟!؟ وأين أنت أيها الجيش السعودي الرابض في ثكناته من هذه الأسلحة التي صدئت في المخازن ولم تستخدم لا في تحرير فلسطين ولا في الذود عن المسلمين؟


فإننا ندعوك لتتخلى عن حماية هذا النظام العميل المجرم، وتعطي النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، فهي دولة مالكة لزمام أمرها، بعيدة عن تأثير غيرها فيها، تقوم بصناعة سلاحها، وتطويره بنفسها، ولا تعتمد على شرائه من الدول الأخرى حتى تكون باستمرار سيدة نفسها، فلا تتحكم بها وبمشيئتها، وبسلاحها، وبحربها، وقتالها، الدول الأخرى.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف النقود

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 451 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


روى أبو داوود في سننه قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ أَنَّ يَعْلَى ابْنَ مُنْيَةَ قَالَ: آذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَزْوِ وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ لَيْسَ لِي خَادِمٌ فَالْتَمَسْتُ أَجِيرًا يَكْفِينِي وَأُجْرِي لَهُ سَهْمَهُ فَوَجَدْتُ رَجُلًا فَلَمَّا دَنَا الرَّحِيلُ أَتَانِي فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا السُّهْمَانِ وَمَا يَبْلُغُ سَهْمِي فَسَمِّ لِي شَيْئًا كَانَ السَّهْمُ أَوْ لَمْ يَكُنْ فَسَمَّيْتُ لَهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَلَمَّا حَضَرَتْ غَنِيمَتُهُ أَرَدْتُ أَنْ أُجْرِيَ لَهُ سَهْمَهُ فَذَكَرْتُ الدَّنَانِيرَ فَجِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ أَمْرَهُ فَقَالَ مَا أَجِدُ لَهُ فِي غَزْوَتِهِ هَذِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا دَنَانِيرَهُ الَّتِي سَمَّى
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:


( السَّيْبَانِيّ ): بِفَتْحِ السِّين الْمُهْمَلَة وَالْمُوَحَّدَة وَبَيْنهمَا تَحْتَانِيَّة وَسَيْبَان بَطْن مِنْ حِمْيَر. كَذَا فِي الْخُلَاصَة


( أَنَّ يَعْلَى اِبْن مُنْيَة ): بِضَمِّ الْمِيم وَسُكُون النُّون بَعْدهَا تَحْتَانِيَّة مَفْتُوحَة وَهِيَ أُمُّه، وَفِي بَعْض النُّسَخ يَعْلَى بْن أُمَيَّة وَهُوَ أَبُوهُ


( أَذَّنَ ): ضُبِطَ بِتَشْدِيدِ الذَّال الْمُعْجَمَة مِنْ التَّأْذِين. وَقَالَ الْقَارِي: بِالْمَدِّ أَيْ أَعْلَمَ أَوْ نَادَى.


(بِالْغَزْوِ ): أَيْ بِالْخُرُوجِ لِلْغَزْوِ.


( فَالْتَمَسْت ): أَيْ طَلَبْت .


( وَأَجْرَى ): مِنْ الْإِجْرَاء أَيْ أَمْضَى.


( لَهُ سَهْمه ): أَيْ كَسَائِرِ الْغُزَاة.


( فَلَمَّا دَنَا ): أَيْ قَرُبَ.


( أَتَانِي ): أَيْ الرَّجُل.


( مَا ): اِسْتِفْهَامِيَّة مُبْتَدَأ


( السُّهْمَان ): بِالضَّمِّ جَمْع سَهْم خَبَر الْمُبْتَدَأ


( فَسَمِّ ): أَمْر مِنْ التَّسْمِيَة أَيْ عَيِّنَ.


( أَمْرَهُ ): أَيْ أَمْرَ الرَّجُل.


فِي شَرْح السُّنَّة: اِخْتَلَفُوا فِي الْأَجِير لِلْعَمَلِ وَحِفْظ الدَّوَابّ يَحْضُر الْوَاقِعَة هَلْ يُسْهَم لَهُ، فَقِيلَ لَا سَهْم لَهُ قَاتَلَ أَوْ لَمْ يُقَاتِل إِنَّمَا لَهُ أُجْرَة عَمَله، وَهُوَ قَوْل الْأَوْزَاعِيِّ وَإِسْحَاق وَأَحَد قَوْلِيّ الشَّافِعِيّ. وَقَالَ مَالِك وَأَحْمَد: يُسْهَم لَهُ وَإِنْ لَمْ يُقَاتِل إِذَا كَانَ مَعَ النَّاس عِنْد الْقِتَال، وَقِيلَ يُخَيَّر بَيْن الْأُجْرَة وَالسَّهْم اِنْتَهَى.


وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.


من الحديث نفهم أن الإسلام ترك للناس أن يتفقوا على الأساس الذي يقدرون به قيم السلع والمنافع والأجور فيما بينهم، ولم يفرض أساسا معينا يعتبر وَحْدَهُ مقياساً لقيم الأشياء, ففي حين قدر يعلى أجرة الأجير بسهمه من الغزوة رفض الأجير ذلك التقدير وطلب تحديده بمبلغ معين من النقود. واتفقا بعدها على تعيين الثلاثة دنانير قيمة للأجرة, فلما رفعا الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإنفاذ ما اتفقا عليه . مما يدل على أن المعول عليه في التقدير هو رضى الطرفين.


لكن من المهم ملاحظة أن الإسلام وإن لم يعين أساسا معيناً يفرضه على الناس لتقدير قيم الأموال والجهود، إلا أنه تدخل في تعيين نوع النقد الذي يتخذ مقياسا ثابتاً لقيم الجهود والأموال فجعلها محصورة في جنس معين هو الذهب والفضة.


صحيح أن وحدات الذهب والفضة كانت متداولة قبل ظهور الإسلام لكن هناك أدلة تدل على أن الإسلام لم يكتفِ بإقرار هذه الوحدات المتداولة أصلا بل حصر النقد فيها دون غيرها, فحين حرم الإسلام كنز المال خص الذهب والفضة بمنع كنزهما ((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ))
كما ربط الذهب والفضة بأحكام ثابتة لا تتغير، فحين فرض الدية جعل لها مقدارا معينا من الذهب قال عليه الصلاة والسلام: "وأن في النفس الدية مائة من الإبل ... وعلى أهل الذهب ألف دينار " وحين أوجب قطع يد السارق عين المقدار الذي يقطع بسرقته بمقدار من الذهب ...قال عليه الصلاة والسلام: " تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا ".


وحين أوجب الله تعالى زكاة النقد أوجبها في الذهب والفضة وعين لها نصاباً من الذهب والفضة


حين جاء بأحكام الصرف وهو بيع عملة بعملة, فقد جاءت هذه الأحكام بالذهب والفضة وحدهما قال عليه الصلاة والسلام: " الذهب بالوَرِق رباً إلَّا هاءً وهاء " ...وقال أيضاً : "بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم يداً بيد " ويجري الصرف في النقد كما يجري في الذهب والفضة.


عدا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عين الذهب والفضة نقدا وجعلهما وحدهما المقياس النقدي الذي يرجع إليه مقياس الأموال والجهود وعلى أساسهما تجري جميع المعاملات ... فقد حدد ميزان الذهب والفضة بميزان معين هو ميزان أهل مكة, عن ابن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " الوزن وزن أهل مكة ".


لهذا كله فإن الذهب والفضة هما النقدان المعترف بهما في الإسلام وهما نقدا الدولة الإسلامية القائمة قريباً بإذن الله, ولا يجوز أن يتخذ أي نقد آخر أساسا للتقدير سوى الذهب والفضة فكون الشرع قد نص على هذا النقد بهذه الأحكام المتعلقة به وحده والمرتبطة به أنه الذهب والفضة دليل واضح على أن النقد يجب أن يكون من الذهب والفضة أو أساسه الذهب والفضة. فكان لا بد من التزام ما عينته الأحكام من نوع النقد فيجب أن يكون النقد في الإسلام هو الذهب والفضة.


ومع أنه يجوز التبادل والتقدير بين الناس بغير الذهب والفضة إلا أنه لا يجوز أن يكون المقياس النقدي إلا الذهب والفضة وهذا معنى أن الإسلام لم يتدخل في وسائل التبادل والتقدير إلا أنه تدخل في تحديد المقياس النقدي لها.


لعل الطريقة المثلى لفهم أحكام شرعنا الحنيف من قبل الناس، العامة منها والخاصة هو بتطبيقها في المجتمع وتسيير أمور حياتهم حسبها فهي الطريقة العملية لفهم الأحكام وإحسان تطبيقها ... جعل الله ذلك اليوم قريباً بإذنه تعالى.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات لا تقلق من تدابير البشر

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 424 مرات


لا تقلق من تدابير البشر فإرادة الله فوق إرادة الجميع


عندما كان سيدنا يُوسف عليه الصلاة والسلام في السجن، كان هو الأحسن بشهادة صاحبيه


(... إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )


لكن الله أخرجَهم من السجن قبله، وبقي يوسف بضعَ سنين


فأما الأول خرج ليُصبح خادماً


والثاني خرج ليقتل


أما سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ، فانتظرَ كثيراً


لكنه خرج ليصبح عزيز مصر قال تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع