الثلاثاء، 13 محرّم 1447هـ| 2025/07/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق نائب رئيس حكومة جنوب السودان في الخرطوم لنزع فتيل التوتر بين الخرطوم وجوبا

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 896 مرات


الخبر:


زار نائب رئيس حكومة جنوب السودان "رياك مشار" الخرطوم مفوَضاً من قبل حكومة الجنوب لحلحلة القضايا المتنازع عليها بين جنوب السودان والسودان، ودخل مع نظيره السوداني "علي عثمان طه" في مباحثات لم يفصح عنها، ولكن ما رشح من أخبار تقول إنهم بصدد الاتفاق على تنفيذ اتفاق التعاون الشامل بما فيه ضخ النفط عبر أراضي السودان.


التعليق:


إن هذه الزيارة وما تم فيها من مباحثات ومناقشات بين وفدي السودان وجنوب السودان في الخرطوم هي جزء من مسلسل التنازلات التي ظلت حكومة السودان تقدمه لأمريكا ولا أقول لجنوب السودان فجنوب السودان أضعف من أن تقدَم له تنازلات ولكنه هو الأداة التي تضغط أمريكا به حكومة السودان لتقديم المزيد من التنازلات لتحقيق أهدافها في السودان، والتي تتمثل في السيطرة الكاملة عليه عبر التمزيق إلى دويلات جهوية وعنصرية. وقد يقال إن الحكومة عميلة لأمريكا ولا تحتاج إلى ضغوط من أي جهة لتقديم التنازلات فلماذا هذه اللفة؟ ونجيب بأن هنالك ضغوطاً حقيقية من بعض القواعد للحزب الحاكم بعد أن وعت على حقيقة المؤامرة من كثرة الطرق من قبل حزب التحرير ولاية السودان، إضافة إلى إظهار النظام وكأنه صاحب الكلمة ويستطيع أن يمتنع متى شاء وأن يرضى أنى شاء، فتضلل هذه القواعد بمثل هذه المسرحيات التي تسمى مفاوضات.


لن تقف هذه المهزلة ولن تتوقف أمريكا عن مخططها الرامي لتمزيق السودان، إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقطع يد العابثين بوحدة البلاد من الأمريكيين وأذنابهم في الداخل، ولذلك كان لزاماً على أهل السودان بعدما تكشّفت لهم حقيقة المؤامرة والضالعين بها وعرفوا كيف يكون الخلاص، كان لزاماً عليهم أن يعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة من شباب حزب التحرير للإسراع بإقامة الخلافة لقطع الطريق أمام المشروع الأمريكي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل) / الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الأمومة هي ما تقومين به، إلى أن تقوم 'مراكز رعاية الأطفال ذات الجودة العالية' بالأمومة الحقيقية (مترجم)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1134 مرات


كنت أصغى إلى نقاش جرى على الإذاعة حول موضوع "مراكز رعاية الأطفال ذات الجودة العالية" للأطفال في المجتمع. وقد تركزت النقاشات حول وجوب جعل مراكز رعاية الأطفال بأسعار أكثر معقولة، وربما مدعومة من قبل الحكومة مثل دول أوروبية أخرى، وذات نوعية أفضل في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لمساعدة النساء؛ أو بشكل أكثر تحديدا، لمساعدة النساء على العودة إلى العمل. أثناء استماعي للنقاش، جرى في ذهني أمور كثيرة، وددت أن أشارككم بعضاً منها:


1) الأم راعية المنزل نادرا، إن لم تكن أبدا، ما تمجد أو تقدر قيمتها في المجتمع أو في وسائل الإعلام. وهي لا تحظى بأية مساعدة حكومية من أي نوع. وحقيقة فإن النقاش المهيمن في الحكومة وفي وسائل الإعلام يدور دائما حول كيفية جعل مراكز رعاية الأطفال أفضل وأسهل منالا، آخذا بذلك خيار بقاء الأم في المنزل لرعاية وتربية أطفالها، بعيدا عن طاولة المفاوضات حتى قبل أن تكون للمرأة فرصة لاتخاذ قرارها.


2) وقد نوقشت فكرة أن إرسال الأطفال الصغار إلى دور الحضانة أو مراكز الرعاية النهارية هي فكرة جيدة للتحفيز والتعلم والتحصيل العام. هناك افتراض أنه إذا تم تعليم الطفل الأبجدية، من قبل متخصصين، منذ وقت مبكر، فإن ذلك يعتبر علامة على التنمية السليمة للطفل. أنا لا أقول أن القراءة ليست مهمة، ولكن هذا لا يمكن أن يعوض عن حقيقة أن إرسال الطفل إلى مركز الرعاية يتركه بمعزل عن أولياء أمره الرئيسيين، وعن والديه، وتأثير ذلك على نتائج الطفل بشكل عام.

 

لأنه في العالم الحقيقي، لا يتطور الأطفال في مجالات القراءة والكتابة فقط - بل يشكل النمو العاطفي والاجتماعي فضلا عن تطوير الشخصية والقيم، مكونات "التعليم" للطفل، ونفي هذا هو حرمان الأطفال تعليمهم الحقيقي. وهذا ما لا يتم اعتباره على الإطلاق أو مناقشته بما فيه الكفاية في المجال العام.


3) تعليق آخر تم تناوله في النقاش وهو أن المرأة بحاجة فقط إلى الالتزام في المنزل مع الأطفال لفترة وجيزة جدا من حياتهم، تصل لثلاث سنوات، لذلك لا ينبغي لها اعتزال حياتها المهنية. مثل هذا التعليق يعكس العقلية التي لا تقدر على الإطلاق الدور الذي يمكن للأم والذي ينبغي لها أن تقوم به في حياة الطفل. حقيقة أن الأم تشكل العمود الفقري للدعم المعنوي والعاطفي للطفل، وحضورها المهيمن في حياة الطفل يمكن أن تشكل هذا الطفل إلى مرحلة البلوغ وخلالها، هذه الحقيقة يتم تقويضها تماما. ثم إن اندلاع ظاهرة الأندية بعد المدرسة في جميع أنحاء البلاد، يعكس هذه العقلية، حيث يتم نقل أطفال المدارس بحافلات إلى 'مدرسة' أخرى حيث من المفترض أن يستمتعوا باللعب والقيام بأنشطة مختلفة لبضع ساعات أخرى حتى يتمكن والديهم التقاطهم من المدرسة (وذلك بعد العمل طبعا). أتذكر شخصيا فتاة في مدرستي كانت تحضر واحدة مثل هذه النوادي، قالت لي أنه على الرغم من متعة النادي إلا أنها كانت غيورة لأن أمها لا تكون في انتظارها عند بوابة المدرسة مثل أمهات بقية الأطفال.

 

إن المجتمع الذي يحركه ناتجه الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي يميل بشكل طبيعي نحو كل ما سيمنحه الحد الأقصى من القوى العاملة، وبالتالي فإن المناقشات في المجتمع الرأسمالي ستدور دائما حول كيفية إعادة المرأة إلى العمل. لكن مثل هذا الافتقار إلى أهمية الأمومة قضى بنحو فعال على الدور المجتمعي الهام والمتكامل الذي تلعبه الأم. ذلك أن دور الأم لا يقتصر فقط على تغيير الحفاضات وقتل الوقت حتى يحين سن إرسال الطفل إلى المدرسة ليتم 'تعليمه' التعليم الجاد، بل دورها هو رعاية وتشكيل الجيل القادم في راحة يدها من خلال علاقة عميقة، مليئة بالمحبة والأمان. هذه مهمة ضخمة تتطلب التركيز والتفاني والاهتمام والوقت. وقد أعطى الإسلام دور الأم هذه القيمة وهذا الوزن، مما جعل المرأة تقبل عليه بشرف وتتابعه بتفانٍ.


قال تعالى: ((وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)) [17:24]

 

يوضح هذا الدعاء القرآني الجميل نظرة الآباء المسلمين تجاه مسؤوليتهم - فهم لا يتفانون بالتزاماتهم فحسب، بل يعتزون بها. فها هي أمهات العلماء العظماء في الإسلام يضربن أروع الأمثلة على مثل هذا الاعتزاز. نذكر على سبيل المثال والدة الإمام الشافعي التي استطاعت تهيئة تعليمه على الرغم من كونها أم عازبة، حتى إنها هاجرت إلى مكان آخر من أجل القيام بذلك - سبحان الله! أما إذا استمرت المجتمعات الرأسمالية في السير في طريقها هذا، فإن معظم النساء لن تحظى بسعادة ممارسة دور الأمومة. ببساطة لأن هذا الدور أخذ بعيدا عنها من قبل 'مراكز رعاية الأطفال ذات الجودة العالية".

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شوهانا خان / الممثلة الإعلامية لحزب التحرير في بريطانيا

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق نصرة الإسلام لا تحتاج مهلة فعلام الانتظار

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1119 مرات


الخبر:


قالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون المصري الرسمي إن "القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب، وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن".


وشددت القوات المسلحة على إنه "إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استنادا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية، واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم، أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد".


وقال البيان "حددنا مهلة أسبوع دون أن يكون هناك استجابة، وإن ضياع مزيد من الوقت يعني مزيدا من الانقسام".


وقال بيان الجيش المصري إنه لن يكون طرفا في السياسة أو الحكم، ولن يرضى عن دوره المرسوم له. وتابع البيان أن "الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد مما يلقي علينا بالمسؤولية".


وأضاف أن الشعب عانى وما زال يعاني، ولا بد من الاستماع إليه واحتضانه، وأن "على الجميع أن يستمع لصوت الشعب". الجزيرة نت 1-7-2013

 

التعليق:


لقد ثار الناس في مصر الكنانة على الظلم والطغيان وضحّوا بدمائهم وأسقطوا النظام البائد ليعود لهم العدل والعزّة والعيش الكريم، وحمى ثورتهم جيش مصر الباسل الذي يجب أن يواصل المشوار حتى يُهدم النظام البائد الظالم بدستوره وقوانينه وأشكاله وأشخاصه ومعاهداته الجائرة مع أعداء الأمة ويُصبح هباءً منثورا، وأن يحل نظام دولة الخلافة الإسلامية مكانه، حيث تَنتخبُ الأمةُ بالأكثرية وبالرضا والاختيار خليفة يحمي العباد والبلاد، يبايعونه على تنفيذ أحكام الشرع -وشَرْعُ الله كامل في جميع شئون الحياة- ويدينون له بالسمع والطاعة ما أطاع الله فيهم، ويحاسبونه على اعوجاجه كما قال عمر رضي الله عنه "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها"، قال علية الصلاة والسلام "الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ مِنْ ورائِهِ ويُتَّقى بِه".


لقد خُضتم حربا وأذقتم يهودَ طعم الهزيمة، وأنتم الآن من يستطيع دخول منعطف جديد في التاريخ، فتغيِّرون العالم، وتُكتب سيرتكم بصحائف من نور إن أنتم نصرتم حزب التحرير بإعلان دولة الخلافة، فتكونوا الأنصار الجدد الذين يُعلي الله شأنهم كما أعلى شأن أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد اهتز عرش الرحمن لموت سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه. "ولينصُرَنَّ اللهُ من ينصرُهُ إنَّ اللهَ لقويٌّ عزيزٌ".


إن مفاتيح إنقاذ مصر هي بين يدي القوات المسلحة والجيش، وإن هذا الجيش -جنودا وضباطا- هم أبناؤنا فلذات أكبادنا والذين يدينون بديننا وبهم فاخرنا العالم يوم مرّغوا أنف يهود وأذاقوهم طعم الهزيمة والصَّغار.


إن مطلب أكثر من 93% من أهل مصر المسلمين بحسب عقيدتهم وأحكام شرعهم، وهو الذي يوفر الأمن ويرفع الظلم ويقضي على الفقر، ويضمّ باقي بلاد المسلمين إلى قاهري الصليبيين والتتار، ويوقف نهب أموال وثروات المسلمين من قِبَل أمريكا وأوروبا، ويعيد توزيع هذه الثروات بحسب أحكام الشرع باعتبارها ملكية عامة للمسلمين، لتصبح مصر حاضرة الخلافة الإسلامية والدولة الأولى في العالم.


وحتى القلّة الباقية من أهل مصر من الأقباط، فإنهم وبشهادتهم قد عاشوا ربيع حياتهم في ظل دولة الخلافة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم خيرا حيث قال "فأحسنوا إليهم، فإنّ لهم ذمّة، وإنّ لهم رحْما" فهم أخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية رضي الله عنها، وقد حفظ المسلمون لهم ذلك.


إنكم تقودون جندا من خير أجناد الأرض، ولن يقبل هؤلاء الجند إلاّ نصرة أهليهم وذويهم، وإنّهم وأهليهم يعلمون أن الأمّة كلها معهم من مشرقها إلى مغربها ومستعدة للتضحية ومستعدة لتأييدهم ومستعدة لدعمهم، ويعلمون فوق هذا كلّه أن الله معهم وناصرهم وهو مولاهم، وأنَّ الكافرين وأبواقهم وزبانيتهم لا مولى لهم.


فَعَلامَ الانتظار؟! فإن بين يدي حزب التحرير دستورا إسلاميا كاملا جاهزا للتطبيق الفوري قد وضعه بين أيديكم، دستورا يرقى بمصر لتقود العالم، فاستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، وأعلنوها دولة خلافة راشدة قبل فوات الأوان. ((ويَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ على يَديهِ يَقولُ يا لَيْتَني اتّخَذْتُ مَعَ الرسولِ سَبيلاً، يَا وَيْلَتى لَيتَني لَمْ أتّخِذْ فُلانَاً خَليلاً، لَقدْ أضَلَّني عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَني وكانَ الشيطانُ للإنسانِ خَذولاً)).

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 420 مرات


لما حضرت الوفاةُ أبا بكر الصديق وصى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قائلا: إني أوصيك بوصية، إن أنت قبلت عني: إن لله عز وجل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، و إنَّ لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة، ألم تر يا عمر أنما ثَقُلتْ موازينُ من ثَقُلتْ موازينُهُ يوم القيامةِ باتباعهم الحق وثِقَلِه عليهم، وحق لميزانٍ لا يوضع فيه غداً إلا حق أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينُهُ في الآخرة باتباعهم الباطل، وخفته عليهم في الدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا

 

 


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

ماذا وراء الهجمة البوذية ضد المسلمين

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1643 مرات

 

تروي الأسطورة المشهورة قصة إمبراطور مغرور ومغرم بالملابس الجديدة والغريبة والذي أدت به عنجهيته لأن يقع فريسة لمحتاليْن أقنعاه بحياكة بدلة جديدة فريدة من نوعها، فحاكا له من الهواء بدلة لا يراها إلا العباقرة. ألبس الإمبراطور نفسه الزي المزعوم، فخرج أمام الناس عاريا كيوم ولدته أمه. فتعجبت الرعية من ملك يسير عاريا بين أفراد شعبه من الرجال والنساء. وكلٌ يخفي دهشته وراء صيحات الثناء والنفاق بينما الملك يمشي بخيلاء!! صفق المنافقون والظلاميون له أولا فتبعتهم الجماهير إلى أن صاح غلام شجاع قائلاً: "انظروا للملك إنه عار فردد وراءه الناس نعم إنه عارٍ. نعم إنه بلا ملابس. ثم هجموا على الملك، وأسقطوه.


أكاذيب الطغاة كثيرة وأساطيرهم متداولة ولها أقلام تضعها موضع الحقيقة والواقع ومن هذه الأساطير أن البوذية دينٌ مسالم وإيجابي وخالٍ من مظاهر العنف والسيطرة، دين يحافظ على كل أشكال الحياة ويقدسها. يردد ملوك الأساطير وأتباعهم على مسامع الناس متباهين بتبني البوذية لما يطلقون عليها الحقائق النبيلة والتلبس بالفضيلة والحكمة والتأمل، مادحين حث البوذية لأتباعها على القضاء على الأصول الثلاثة للشرور: الشهوانية، والحِقد والوَهم. وبالرغم من هذه المزاعم عن الديانة (أو بالأصح الفلسفة الوضعية البوذية والتي تعتبر ديانة غير إلهية قائمة على اتباع تعاليم بوذا ومن بعده رهبان ادعوا الزهد والفضيلة وأَلَّهُوا أنفسهم ليتبعهم الآخرون اتباعاً أعمى) بالرغم من هذه المزاعم فقد استيقظ العالم على وجه البوذية الشرس مع بدء أزمة المسلمين الروهينجا وعمليات التصفية العرقية التي تنفذ ضدهم بشراسة ووحشية منذ عام ونيف في ميانمار. وقد لفت أنظار الكثيرين انتشار موجة العنف البوذي بحيث تجاوز ما وصفه الإعلام الغربي على أنها نزاعات طائفية بين الأقلية المسلمة والأغلبية البوذية في ميانمار، فما هي إلا أشهر منذ بدء الهجوم على الروهينجا حتى لحق بهم مسلمو سريلانكا واستهدفتهم أيادي الشر عبر مسيرات تهديد واستفزاز بقيادة الرهبان البوذيين ومنظمة "بوذا بالاسينا" المتطرفة وبتأييد من الحكومة السريلانكية منددين ببيع اللحوم الحلال ولبس المرأة المسلمة للزي الشرعي والوجود الإسلامي في المنطقة. يحاربون دين الله ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.


أصبحت هذه الاعتداءات على المسلمين متكررة وما أن ينخفض لهيب النيران في منطقة حتى يتصاعد الدخان في منطقة أخرى، هدأت الأوضاع في سريلانكا وسرعان ما تجددت الانتهاكات بحق الروهينجا في ميانمار مما أدى لفرار المزيد منهم من آلة القمع الوحشية إلى دول الجوار بقوارب الموت عبر البحر. وما إن وصل اللاجئون الروهينجا لسواحل تايلاند حتى قوبلوا بالحقد العنصري نفسه الذي تدعمه الدولة البوذية في تايلاند والتي تنكل بالمسلمين وتضيق عليهم سواء كانوا من إقليم باتاني (تايلاند) أو من الأقاليم الأخرى مدعية أنهم أجانب من الملاويين وليس لهم أي حق في البلاد فما بالك بمن جاءهم لاجئاً فاراً من البوذيين أمثالهم!! إن حال اللاجئين الروهينجا كالمستجير من الرمضاء بالنار وقد سلطت منظمة الهيومن رايتس ووتش الضوء الأسبوع الماضي على حالات الترويع والإيذاء والاغتصاب والاتجار بالبشر التي يتعرض لها اللاجئون الروهينجا وبخاصة النساء المحتجزات في مراكز الإيواء التايلاندية. وفي نهاية شهر مايو من هذا العام، قامت وسائل إعلام دولية بتصوير سري لأكثر من 276 محتجزاً من الرجال الروهينجا في زنزانتين كانتا مجهزتين لاستيعاب 15 شخصاً فقط في كل منهما في مركز احتجاز المهاجرين في إقليم فانج نجا بتايلاند. تعجز الكلمات عن وصف هذه المشاهد البائسة التي تنتهك إنسانية وكرامة البشر وتعد من أبشع أنواع التعذيب الجماعي الذي يتنافى مع الفطرة السليمة. مئات الرجال مكتظون في قفصين لا يقوون على الحراك وممنوعون من الخروج خارج القفص وظروف بيئية يعجز المرء عن وصفها أدت لإصابة النزلاء بتلوث الدم.


هذا الحقد البوذي تناولته مجلة التايم العالمية في عددها الأخير بتاريخ 1/7/2013 الذي حظرته حكومة ميانمار بسبب وضع صورة الراهب المتطرف "أشين ويراثو" زعيم حركة "969" البوذية المتطرفة على غلافها وكتبت عليها عبارة "مواجهة الإرهاب البوذي" مما أثار حفيظة الحكومة في ميانمار وأدى بها لحظر ومصادرة العدد. وما أن صدر العدد ولفت الأنظار للعنف البوذي دافعت الحكومة وبشكل رسمي عن الراهب المذكور وأكدت على أنه رجل دين وداعي سلام. وقد أثار العدد دهشة الملايين عبر العالم ممن لم يروا في البوذية سوى الزهد والسلام وضبط النفس. لم يتخيل الكثيرون أن يصدر من الراهب "أشين ويراثو" أو غيره دعوة لعنف لأن البوذية ارتبطت عندهم بالسلام بينما أصبح الإسلام بنظرهم رديف العنف. وكان الراهب قد وصف المسلمين بأنهم "وباء يهدد بورما" و"آكلو لحوم البشر" يهددون النقاء العرقي والأمن القومي في البلاد وأنه لا أمان للبوذيين طالما بجوارهم نمر مفترس (يقصدون بذلك الأقلية المسلمة في إقليم أراكان). يقول الراهب البوذي هذا عن أقلية أذاقوها أصناف العذاب من قتل وترويع وحرق لمنازلهم وجثثهم وتضييق عليهم في العبادة والعمل والكسب حتى إن هذه الجماعة المتطرفة اكتسبت شهرتها عبر حملة علنية لمقاطعة تجارة المسلمين ومحلاتهم. هذا التصريح يصدر من الرهبان الذين تسببوا قي قتل المئات وتشريد الآلاف. يعيثون في الأرض فساداً ولا يجرؤ شخص على مخالفتهم، وقد حكمت محكمة في ميانمار على مسلم بالحبس سنتين لأنه أزال إعلان عن الجماعة المتطرفة "969" من محل تجاري بذريعة أنه أهان الديانة البوذية (حسب وكالة رويترز). إن وجود بلطجية "969" في البلاد أمر يبرره الرهبان والحكومة الديموقراطية، بل حتى المعارضة الليبرالية التي رفع الغرب من شأنها وصورها على أنها قدوة في احترام حقوق الآخرين والخيار الأمثل للبلاد، وكثير من أعضاء المعارضة من مؤيدي "أشين ويراثو" وجماعته الحاقدة على المسلمين وقد عبرت رئيسة المعارضة (أونج سان سوتشي) عن نفس العنصرية بترديدها أنها "لا تعلم إن كان الروهينجا مواطنين بورميين!!" مؤيدة بذلك الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الروهينجا. يدعي بأن الروهينجا نازحون من بنجلادش بالرغم من وجود قرابة الـ 270 قرية مسلمة في راكاين فيها 2033 مسجد و 1549 مدرسة تسعى الحكومة البوذية لتطبيع سياسة تهجير واستيطان للبوذيين وتحديد للنسل وطمس للهوية الإسلامية فيها.


أصدرت وزارة الشؤون الدينية في ميانمار بياناً رسمياً تندد فيه بعدد التايم وتدافع عن الراهب الحاقد مؤكدة للرأي العام الغربي أن البوذية "كما هو معلوم للعالم دين سلمي لا علاقة له بالعنف". وبالرغم من إصرار الإعلام الغربي على إظهار حرق البوذيين لمنازل الروهينجا أو عمليات التهجير أو القتل على أنها نزاعات عرقية بين طائفتين إلا أن الكثيرين يستغربون من مجرد تورط رهبان في نزاعات من أي نوع!! ذكر الكاتب الأمريكي مايكل جيريسون مؤلف كتاب "الحرب البوذية" في مقال نشر على موقع رليجس دسباتشس تحت عنوان "الرهبان المسلحون: اكتشاف العنف البوذي" ذكر الكاتب أن الصورة المتداولة عن الرهبان أنهم دعاة السلام أبعد ما يكون عن الواقع. وذكر أن هذا التصور منافي لتسلح الرهبان أنفسهم وخوضهم في صراعات دموية من أجل البقاء والسيطرة والصورة المثالية عن البوذيين المسالمين نتجت عن جملة من الكتابات البوذية والغربية في القرن المنصرم كما نتجت عن ترويج بعض النماذج الشعبية في ثورة الهيبيز في الغرب (التحرر والانحلال) لمشاهير جذبتهم ديانات الشرق الأدنى "حتى إنه بحلول 1960 أصبحت الثقافة العامة الأمريكية تصور البوذية على أنها مثيرة وغريبة بدلاً من بدائية." كما أن تزييف تاريخ البوذية كان له أثر، حيث وُضِع لها قناعٌ من السلام وحب الحياة بالرغم من أن تاريخ إقليم تبت حافل بصراعات دموية بين البوذيين أنفسهم حول خلافات فلسفية واعتقادية ناهيك عما قام به البوذيون من مجازر وجرائم وحشية ضد المسلمين عندما احتل البوذيون بورما عام 1784م. ولعل الأسباب وراء تزييف حقيقة البوذية متعددة ومتشعبة ولكن المؤكد أن الغرب لم ير في البوذية تهديداً حقيقياً أو بديلاً يمكن أن ينافس المبدأ الرأسمالي، لم ير الغرب أي خطر في هذه الفلسفة الظلامية التي تعتمد على حث الشخص على التميز عن أقرانه ليعيش موهوماُ بأفكار مبهمة تتركه فريسة لأهوائه وتشغله بأبحاث فلسفية معقدة عما وراء المحسوس. بالرغم من فشل البوذية في جذب المسلمين إلا أنها أصبحت ملاذاً لبعض الغربيين الهاربين من الخواء الروحي والمادية التي أنتجتها الرأسمالية المهيمنة على حياتهم، ولا غرابة في ذلك لأن هذه الفلسفة الوضعية هي بمثابة الوجه الآخر للعلمانية (اللادينية) المتنصلة من المسؤولية والاحتكام للشرع.


مثل هذه المِلل الباطلة تترعرع في كنف إمبراطوريات الشر وتزدهر تحت مسمى الديموقراطيات والتعددية الدينية. وكلما تمادت الحكومة البوذية المجرمة في ميانمار في غيها صفق لها الغرب ودعمها وجمل صورتها فتارة يزورها أوباما لتهنئتهم على المجازر وتارة تسقط عنها ألمانيا أكثر من نصف مليار يورو من الديون لدعم مشاريع التنمية مع تزايد موجات التهجير والإبادة العرقية ضد المسلمين (سكاي نيوز 22/6/2013) هذه الديموقراطية الازدواجية التي تدعو للشيء وضده حتى بان للقاصي والداني أنها قناع خبيث لكل ما هو سلبي. وخير مثال لهذا الهند أكبر ديموقراطيات العالم وأكثر الأماكن امتهانا للقيم الإنسانية. هل يعقل أن يوصف البوذيون الذين أخذوا تراث الناس ونهبوا ميراثهم بأنهم مسالمون محبون لحفظ الحياة؟ إنها تسير على خطى دويلة الشر الصهيونية فتستولي على تراث غيرها وتنكر وجودهم وتمحو أثرهم ثم تجد لها أبواقاً في الإعلام الغربي. البوذية بنفوذها الحالي على الأنظمة في منطقة الشرق الأدنى هي أبعد ما يكون عن الصورة السلمية المتداولة ويسعى الرهبان لإيجاد دول علمانية ذات صبغة دينية عنصرية يهيمنون عليها وتستمد قدسيتها منهم وغالباً ما يدفعون أتباعهم باتجاه العنف والنداء للعصبيات والتصفية العرقية. كيف يأمن المسلمون على أرواحهم مع هيمنة من يكفر بوجود إله ولا يؤمن بآخرة ولا عقاب وثواب بل على النقيض من ذلك يؤمن بالعودة الكارمية (العاقبة الأخلاقية)، أي أنه عائد باستمرار إلى العالم بإعادة الميلاد فيموت ليعود كفيل أو يعود حياة أخرى على هيئة دودة.


إن معضلة البوذيين الكبرى هي اعتناقهم لمعتقد منافٍ للطريقة العقلية في التفكير وتقيدهم بولاء وراثي لحفنة من الرهبان يعيشون في أوهام ويسعون جاهدين لتحقيق التوازن الروحي والارتقاء الإنساني الذي وعدهم به الوثن بوذا بينما يرون بأم أعينهم المسلمين وما هم عليه من أجواء إيمانية وثقة بالله وسكينة. المسلمون الروهينجا بالرغم من فقرهم وبؤس حالهم وما هم عليه من ويلات ينعمون بهذا الإيمان والتوازن الذي لا يجده الرهبان في صوامعهم. ثقتهم بالله الواحد القهار وإيمانهم به لا يزعزع ولم يزدهم طول الطريق وشدة المحن والترويع والحرق إلا ثباتاً ويقيناً فنراهم يُحرَقون ويرددون أحد أحد فردٌ صمد، لم يرتدوا عن دينهم ولم يقبلوا بغير الإسلام منهاجاً وكلما ازدادوا في ثباتهم ازداد الموهومون في غيهم وتنكيلهم حسداً من عند أنفسهم. يحقدون على قلوب أنارها الله بنور الإيمان ووجوه عليها آثار الدخان وقهر الظلم والكمد على خيانة وتهاون الإخوة في الدين ولكن صامدون حامدون مؤمنون وكأن هذا الإيمان مربوط بحبل من الله لا ينقطع وكأنهم يتطلعون للسماء ويرون بأعينهم ملائكة الرحمن تأتي لتنقذهم مما هم فيه وما هي إلا سويعات. إن مشكلة البوذيين في الشرق الأدنى هي رفض المسلمين بأن يقبلوا بغير الله دينا.


((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ))


يا أهل النصرة والمنعة، أين أنتم من قول الله تعالى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)!! إن خذلانكم لإخوتكم وهم يحرقون أمام أعينكم لهو خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ماذا أنتم قائلون لربكم حين يسألكم عن نساء المسلمين اللواتي يتاجر بهن في تايلاند أو تنتهك أعراضهن في ميانمار؟ إن الله حَييٌ كريمٌ غيورٌ ويُحبُ الغَيُورين وإن أعراضكم كأرواحكم أفلا تهبّون لنصرة أخواتكم المستضعفات؟! وإن كان منكم من فسدت فطرته ولا غَيرة عِنده فباطنُ الأرضِ أولى بهِ من ظهرها ونياشين الكون لن ترفع شأن من استصغر نفسه وفرط في عرضه وإن الله لسائلكم ومحاسبكم. اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد اللهم فاشهد.

 

((فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الحجر: 92-93]

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع