الجمعة، 23 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق التأسيس الثالث للإخوان المسلمين واستبعاد أستاذية الخلافة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1165 مرات


الخبر:


حصلت «الوطن» على تفاصيل مشروع التأسيس الثالث الذي يقوده بعض شباب الإخوان للتنظيم، والذي يضم بلورة كاملة للمشروع الفكري والسياسي والفقهي والشرعي للتنظيم خلال الفترة المقبلة لضمان استمرارهم في العمل السياسي.


كانت بداية انطلاق المشروع، بورقة قدمها مجموعة من شباب الإخوان في محافظتي الفيوم والمنيا يتناول البدء فيما يسمى بالتأسيس الثالث للإخوان، على غرار التأسيس الثاني في السبعينات... ».


وتضمّن مشروع التأسيس الثالث 3 محاور أساسية، أولها المشروع السياسي للتنظيم،...، وذهب المشروع في هذا المحور إلى تبني مقومات جديدة، يقف على رأسها ضرورة دعم وصول المرأة والقبطي إلى سدة الحكم وشتى المناصب في البلاد، والاستعانة بفتاوى «راشد الغنوشي، ويوسف القرضاوي، وسليم العوا، ومحمد عمارة، وفهمي هويدي»، في هذا الصدد والذين أقروا بعدم وجود أي موانع فقهية لوصول الأقباط إلى الحكم...


ويشمل المحور الثاني، المشروع الفقهي للتنظيم، ويتضمن ضرورة نسف جميع الفتاوى التي اعتمد عليها الإخوان في التأصيل لممارستهم السياسية، بداية من الاستدلالات القرآنية وإسقاطها على الواقع السياسي واتهام المعارضة بالفسوق والكفر والإلحاد بمجرد توجيه النقد إلى الحاكم أو الوزير أو العضو الإخواني...


وتضمن المحور الثالث، المشروع الفكري للتنظيم، من خلال تغيير الهيكل الإداري للتنظيم بالكامل واعتبار «الإخوان» مجرد مدرسة فكرية جامعة شاملة أكثر من كونها مجرد تنظيم يقيّد حرية الانضمام إليه بشروط «بالية» لا سند شرعياً أو فقهياً لها، بجانب الإجابة عن تساؤلات شائكة راجت منذ فترة عن معنى الأمة والدولة والقطرية والأممية والخلافة الإسلامية، مع التأكيد على أن مصطلح الخلافة الإسلامية أصبح غير صالح للاستخدام حالياً، وأنه كان اجتهاداً سياسياً وليس نصاً دينياً يجب على المسلمين تنفيذه من باب الفرضية والإلزام...


عن موقع الموجز


التعليق:


سأعلق على هذا الخبر وتفصيلاته بجملة من التساؤلات: هل دعا "الإخوان المسلمون" يوماً إلى الخلافة؟ وهل عملوا يوماً لإعادتها؟ حتى يتخلوا عنها، ويتخلوا عن أستاذية العالم!!


وهل أعاد الإخوان المسلمون الخلافة الإسلامية، وهل حكموا بالإسلام في الفرصة التي أتيحت لهم يوم تسلموا الحكم في مصر، ليكتشفوا عدم صلاحيته للحكم، وعدم وجود شيء اسمه خلافة في النصوص الشرعية، وبالتالي اقتضاهم هذا أن يغيروا في مبادئهم وأسس تنظيمهم؟


وهل الأحكام الشرعية ثوب يلبسه المسلم في مناسبة ما، ثم يخلعه بعد انتهاء تلك المناسبة ليرتدي ثوباً غيره؟ وهل الحكم الشرعي الذي هو خطابُ الشارع المتعلقُ بأفعال العباد بالفعل أو الترك أو التخيير أو الاقتضاء ثوبٌ يصيبه البِلى لنستبدل به غيرَه؟


وهل أصبح أمثال الغنوشي والقرضاوي وهويدي وعمارة مشرعين عن الله تعالى، وأصبحوا يحلون محل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ التشريع عن الله، ليكذبوا القرآن الكريم ويكذبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويرفضوا النصوص الشرعية القطعية التي حرّمت أن يكون الحاكمُ كافراً، والأدلة التي حرّمت أن يكون الحاكمُ امرأةً؟


إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة لكل مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، كان عندما يشتدّ به البلاء يلجأ إلى الله تعالى، وينفض يدَه من الناس، ويخلو بالله تعالى، ولم يكن يقبل أن يتنازل عن شيء مما أوحاه الله تعالى إليه، ولم يكن يقبل أن يداهن الكفار، ولا أن يجاملهم. أما ما يقوم به الإخوان المسلمون - إن طابق الخبرُ الواقعَ - فوالله ما هو من الإسلام في شيء، بل إنّ أقلّ ما يُقال فيه إنّه تحريف للإسلام، ونسف للإسلام.


كان الأولى بالإخوان المسلمين، لما مرّوا بتجربتهم العقيمة في الحكم، وفي الوصول إليه، كان الأولى بهم أن يدركوا خطأ منهجهم في العمل للإسلام، ويستفيدوا من الدرس الذي مروا به، وأن يعودوا لجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة الوحيدة لهم، وأنه لا يمكن إصلاح نظام الكفر من خلال نظام الكفر نفسه، وأنه لا يمكن الوصول إلى الحكم؛ للحكم بالإسلام؛ بدون أهل القوة والمنعة، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وكان الأولى بهم حين إدراكهم عقمَ منهجهم ومخالفتَه للإسلام، أن يستبدلوا به الذي هو خير، ويتبعوا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة، والتي شرحها حزب التحرير في كتبه ونشراته، وحشد الأدلة الشرعية عليها، لا أن يتخلوا عن الإسلام بتلفيق فتاوى من هنا وهناك لا يجمعها إلا محاولة إنتاج نسخة (ديمقراطية، علمانية، رأسمالية) من الإسلام، كما فعلوا في جعل الربا إسلامياً في بنوكٍ سمّوها إسلامية.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 920 مرات


الخبر:


في مقال نشرته السفير في 28/10 جاء فيه: .. من المتوقع أن يعرض الإبراهيمي على وفود المعارضة التي سيلتقيها فكرة الحضور بوفد موسع يترأسه أحد أعضاء «الائتلاف الوطني» المعارض، ولكن من دون أن تكون الهيئة تحت مظلة «الائتلاف»، كحل وسط لعقدة التمثيل بين معارضتي الداخل والخارج. وهي فكرة اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق» منذر خدام أنه يمكن تحقيقها مرجحاً عضو مجلس الشعب السابق رياض سيف لهذا الموقع، إلا أن أمين سر الهيئة رجاء الناصر رفضها، معتبراً أنها «آراء شخصية». وقال الناصر لـ«السفير» إن وفداً من الهيئة يضمّه والمنسق حسن عبد العظيم وآخرين، سيلتقي الإبراهيمي الثلاثاء ليعرض عليه موقفه من «جنيف 2»، وتصوراته لظروف نجاحه، كما سيعرض عليه تشكيلة وفد الهيئة. وقال الناصر إن الهيئة مستعدة لبحث المشاركة في وفد ثلاثي مشترك مع «الائتلاف» و«الهيئة الكردية العليا» إن اتفقوا على برنامج موحّد مشترك، وهي مسألة «سبق للمعارضة أن حاولت القيام بها خلال العامين الماضيين من دون جدوى». من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية لـ«السفير» إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» بمكوّناته من الـ11 دولة، فشل في دفع «الائتلاف» نحو المشاركة بشروط محدودة في «جنيف 2».

 

وساهم رفض السعودية، إلى جانب المواقف الحادة التي تصدر عن الفصائل المسلحة في استحالة تحقيق هذا الأمر، وآخرها منذ يومين بإعلان 19 من كبار الفصائل المسلحة أن مؤتمر جنيف «حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشّعب في سوريا، وأنه لم ولن يكون خياراً شعبياً». وتوقع دبلوماسيون في دمشق أن تبقى قدرة المبعوث الأممي على إحداث اختراقات محدودة، نتيجة التباينات الحادة في مواقف الأطراف، واستحالة «إقناع الميدانيين لدى الجانبين بجدوى تحقيق تقدم في الظروف الحالية». وعلقت المصادر آمال الإبراهيمي بانعقاد اجتماع «جنيف 2» على اللقاء الروسي ـــ الأميركي المتوقع عقده في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل، والذي قد ينتهي إلى إعلان تأجيل موعد «جنيف 2» إلى بداية العام المقبل، من دون إغفال احتمال الدعوة لعقده بمن حضر.

 

التعليق:


يزعم دعاة الديمقراطية أن الرأي الذي يجتمع عليه الأغلبية مقدس يجب الأخذ به وتنفيذه، وزادوا على ذلك قولهم بأن "الشعب هو من يقرر". هذا تنظيرهم! أما في الواقع السياسي فالأمر يختلف عندهم. فقد صمّت آذانهم أصوات أهل ثورة الشام بأنهم لا يريدون حلاً سلمياً مع المجرم ونظامه، وأنهم لا يأبهون لا بجنيف واحد ولا بجنيف اثنين، بل لا ينظرون لمبادراتهم ولا لإبراهيميهم بأي اهتمام. ثم كان الرفض العارم من الفصائل والكتائب لكل توجهاتهم السياسية، ومع ذلك فإنهم كالنعامة يدسون رؤوسهم في الرمال ويتحدثون عن وفود تمثل الثورة ستشارك في الحوار مع الطاغية عدو الله بشار. والمضحك هي وفود سمت نفسها "معارضة الداخل" لا يوجد منها في الداخل حقيقة إلا أذناب النظام البائد، وعلى رأسهم منذر خدام سليل العمالة للغرب الذي لا همّ له ولأبيه إلا إرضاء الغرب بطرح مشروعهم العلماني المدني المجرم، وهذا حال حسن عبد العظيم الذي تقدم خطوات باتجاه إنكار ما تريده الأمة من تحكيم للخالق ولما أمر به في شؤون الحياة. أما هيثم مناع وميشيل كيلو القابعون في أحضان الغرب فقد كشفت الثورة وثوارها أدوارهم الخسيسة التي لا هدف لها إلا إجهاض الثورة وما قامت لأجله من خلال تهجمهم على مشروع الخلافة، أما زعمهم أنهم يمثلون الثورة فهو كزعم إبليس أنه يريد لبني آدم الخير.


إن الوعد والوعيد الممارس على ثورة الشام من قبل الغرب وأذنابه كبير جداً، يظهر ذلك أيضاً واضحاً جلياً من التحركات في الداخل وقرب الداخل، فما كادت الثورة تعلن موقفها الواضح بنبذ جنيف بكل أرقامها ورفضها للحل السياسي، حتى طار صواب أمريكا وأذنابها، فأوعزت للجربا أن يلقي بكلمته في مؤتمر أصدقاء سوريا مظهراً أنه يتبنى مطالب الثورة، ولسليم إدريس كي يطير للفصائل وممثليها كي "يعيدهم إلى صوابهم" بأن يستجيبوا لمبادرة أمريكا بتثبيت نظام بشار، ثم لما وجدت أن هذا لم يكف، أرسلت سفيرها روبرت فورد إلى قرب الحدود السورية واجتمع بالفاسدين أعداء الثورة الذين وعدوه بعمل كل ما في وسعهم لثني الثوار المخلصين عن رفض الحل السلمي أي رفض الحوار مع بشار. فكان لقاءً دامغاً لأولئك الذين يدعون الإخلاص في الدفاع عن الثورة أو الذين يوهموننا بأن لقاءاتهم مع الوفود الأمريكية هي مجرد "شرب فنجان قهوة!".


إن ثورة الشام هي الكاشفة وهي الفاضحة، وها هي الأيام تُنزل كلاًّ منزلته التي تليق به إن كانت في غضب الله ولعناته التي تتنزل على أعدائه تترى، الذين يروجون للمشروع العلماني في سوريا برفض تحكيم أوامر الله ونواهيه في الحياة وفي النظام السياسي، أم في رضوان الله الذي يناله المخلصون من أولياء الله العاملين لإعادة الحكم بما أنزل الله في دولة خلافة راشدة قريباً إن شاء الله تعالى، حينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق فضيحةُ تجسسٍ كبرى، وردودُ فعلٍ باهتة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 900 مرات


الخبر:


أوردت صحف أوروبية متعددة تصريحاتِ رئيسِ وكالة الأمن الأمريكية "كايث ألكسندر" في دفاعه عن تصرفات الوكالة بالتجسس على سياسيين أصدقاء لأمريكا على المستوى الرفيع مثل تجسس الوكالة على تلفون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث يقول "إنها مهمة ضرورية في سبيل مكافحة الإرهاب ما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر لعام 2001"، ويعلل ذلك بقوله أنه "قد ثبت أن أمريكا لم تتعرض بعد تلك الأحداث لعمليات إرهابية كبيرة بسبب هذه الإجراءات الاحترازية، والتي كانت من مصلحة أوروبا نفسها".


وردا على هذا تكتب صحيفة "دي فلت" الألمانية تساؤلا بقولها "وهل ميركل إرهابية"؟


وعلى الصعيد نفسه، فإن عددا من البعثات الدبلوماسية في طريقها إلى وزارة الخارجية الأمريكية للتحقق من أسباب التجسس على زعماء بلادهم وأبعاد هذه العملية وأثرها على العلاقات الثنائية بين دولهم وأمريكا.

 

التعليق:


يبدو أن الفضيحة قد اتسعت لدرجة أنه لم يعد بالإمكان تفادي المواجهة مع الدول التي تعتبر نفسها صديقة لأمريكا، والتي خضعت لأكبر عملية تجسس حسب تقارير العميل السابق للوكالة "سنودن" التي نشرتها صحف متعددة تكشف عن استغراق الوكالة في التجسس على ملايين المكالمات والرسائل المتبادلة بين أوروبا وأمريكا، حتى وصلت لدرجة التجسس على شخصيات معتبرة من كبار السياسيين. وقد بلغ عدد المكالمات التي تم التقاطها وتخزينها من فرنسا تحديدا خلال فترة شهرين من نهاية العام الماضي 70 مليون مكالمة، وفي إسبانيا 60 مليون مكالمة للفترة نفسها. وقد صرح مدير الوكالة أن "هذا تم بالتوافق مع أجهزة الاستخبارات المحلية".


ردود الفعل الأوروبية جاءت في حقيقة الأمر باهتة لدرجة مخلة بالثقة بهذه الحكومات من أبناء البلاد أنفسهم الذين اعتبروا أن الفتور في رد الفعل هو خنوع وخضوع للإدارة الأمريكية، وارتفعت الأصوات في قوى المعارضة أن على الأحزاب الحاكمة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه هذا التصرف المشين والذي يعتبر هزة عنيفة للثقة بين الحكومات، لكنهم لم يبينوا شيئا عمليا عن هذه الإجراءات التي يطالبون بها.


يقول الله سبحانه وتعالى ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ وهو وصف صادق على حالهم في كل وقت إلا أن البعض يظن أن وفاق هذه الدول الظاهري مثال يحتذى ونموذج حيوي لبناء مجتمعات واتحادات كما يفعل أمراء دول الخليج، أو حكام جنوب شرق آسيا. وفي واقع الحال فإن هذه الحقائق تكشف أمورا مهمة منها:


الأول: أن أمريكا لا صديق لها على الإطلاق وأن مصلحتها المتقلبة هي فوق كل الاعتبارات المبدئية والأخلاقية.


والثاني: أن الدول الحالية غير قادرة على مواجهة العنجهية الأمريكية لما تحمله من مبادئ رأسمالية نفعية جبانة.


الثالث: إن هذه الدول وإن اجتمعت على محاربة الإسلام فإن رباطها سريع التفكك فلا ينبغي لأحد أن يخشاها.


الرابع: أن شعوب هذه البلاد تفقد الثقة بحكوماتها ومبادئها، لما تراه من ضعف أمام الغطرسة الأمريكية.

 

وحدَها الدولة المبدئية "دولة الخلافة" هي التي تستطيع الوقوف في وجه هذه العنجهية والغطرسة الأمريكية لأنها لا تضع لهذه الاعتبارات النفعية مثقالا في قراراتها، وتواجه القوى المتغطرسة بكل رباطة جأش وقوة رباط بجيش لا يقهر، كما فعل الأولون حينما واجهوا دول الفرس والرومان والهند والفرنسيس في عقر ديارها ولاحقوا فلولها حتى استأصلوا شأفتها وأخضعوا البلاد والعباد لحكم الإسلام على مدى أربعة عشر قرنا لم يشهد التاريخ مثل هذه الفترة من أمن واستقرار ورخاء.


نضيف إلى ما ورد في صحيفة "دي فلت" فنقول:


هل تعرضت أمريكا قبل 11/9/2001 لعلميات إرهابية؟


ولماذا لم تتمكن هذه العمليات التجسسية الاحترازية من الحيلولة دون وقوع أحداث التفجيرات في مدريد ولندن؟ تلك الأحداث التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء، ووُجهت أصابعُ الاتهام فيها للإسلاميين "الإرهابيين".


تبريرات واهية تمثل في واقعها استهتارا بالساسة "أصدقاء" أمريكا واستخفافا بشعوب البلاد التي ارتمت في أحضان أمريكا لتحميها من غول خلقته أمريكا بنفسها ونفخت فيه حتى كبر لدرجة أنها ربما صدقت كذبتها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات رقة القلب

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 546 مرات


اعلم بأنّ «في القلب قسوةً لا يذيبها إلّا ذكر اللّه تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر اللّه تعالى؛ لأنّ القلب كلّما اشتدّت به الغفلة، اشتدّت به القسوة، فإذا ذكر اللّه تعالى، ذابت تلك القسوة كما يذوب الرّصاص في النّار، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر اللّه عزّ وجلّ».

 



الوابل الصيب




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 469 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".


عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حجة الوداع: "ويحكم أو قال: ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".


وقوله - صلى الله عليه وسلم - :"ويحكم أو قال ويلكم " قال القاضي: هما كلمتان استعملتهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. قال سيبويه: ( ويل ) كلمة لمن وقع في هلكة، و ( ويح ) ترحّم. وحكي عنه: ( ويح ) زجر لمن أشرف على الهلكة. قال غيره: ولا يراد بهما الدعاء بإيقاع الهلكة ولكن الترحم والتعجب. وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: ويح كلمة رحمة. وقال الهروي: ( ويح ) لمن وقع في هلكة لا يستحقها، فيترحم عليه ويرثى له. ( ويل ) للذي يستحقها، ولا يترحم عليه، والله أعلم.


ليس غريبا أن يقتل الكفار المسلمين، وليس غريبا أن يهدموا بيوتهم، وينتهكوا أعراضهم، فهم أعداء لله ولرسوله وللدين، ولكن الغريب العجيب أن يقوم بهذا الأمر بعض المسلمين، ولماذا ولخدمة من؟ لعرض من الدنيا رخيص، لمنصب هنا وجاه هناك، يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم، ساء ما يحكمون.


أيها المسلمون:

 

إن أمريكا والغرب يستعملون المسلمين لضرب إخوانهم في كل مكان، وهذا أسلوب ناجح وجدت فيه أمريكا ضالتها، فقد استعملته في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام، حتى أصبح يطلق على المسلمين في تلك البلدان " الأخوة الأعداء"، ولم تترك أمريكا هذا الأسلوب القذر حتى في الثورات العربية، فهي تدعم طرفا على آخر، من أجل المحافظة على عميلها، وتقوم بالتفجيرات لتتخلص ممّن يعارضها بأيدٍ محسوبة على الإسلام. وكأن هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال لم يسمعوا قول الله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وكأنهم لم يسمعوا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "اجتنبوا السبع الموبقات"، وذكر منها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقوله صلى الله عليه وسلم "لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، وقوله: " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"، فأين أنتم يا أتباع الغرب من هذا الوعيد؟


أين أنتم يا من تنتعلكم أمريكا والغرب من ورائها من هذه الجرائم، جرائم قتل إخوانكم؟ ألم تتعلموا بعد ممّا حدث لغيركم؟!


أيها المسلمون:

 

إن السبب الحقيقي لهذه الآفة غياب الحاكم الحقيقي في بلاد المسلمين، خليفة المسلمين الذي يرعى هذه الأمة، ووجود الحاكم الظالم والفاسق والكافر مكانه، يأخذ الأوامر من السفارات - أوكار المخابرات- التي زرعها في البلاد،. لذلك كان على الأمة أن تعمل لخلع هذا الحاكم، والإتيان بحاكم لكل الأمة يدافع عنها، ويرعاها حق الرعاية، ويحقن دماءها ويأخذ بيدها نحو الأعالي والمجد في الدنيا ونحو الجنة في الآخرة. اللهم عجل لنا بهذا اليوم، وكحل عيوننا برؤية إمام المسلمين يرأف بالمسلمين ويصون دماءهم فيما بينهم، اللهم آمين آمين.


احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم

إقرأ المزيد...

مقالة قراءة في كتاب الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 365 مرات

 

أصدق وصف لحالة العالم العربي هو مثل صيني يشبه الأوضاع السيئة التي نعيشها (كسمكة كبيرة أُخرجت لتوها من الماء تتحرك بعنف علها تستطيع استعادة مكانها ومحيطها. وفي هذه الحالة لا تسأل السمكة إلى أين تذهب بها حركتها التالية لأنها تشعر فقط بأن وضعها الحالي لا يمكن احتماله، وهو أصلاً غير قابل للاستمرار). هذه هي حال الشعوب العربية هذه الأيام التي سُميت بأيام الربيع العربي.


إن الانتفاضات، ولا أقول الثورات، التي شهدتها العديد من الدول العربية منذ سنة 2011 لم تفجرها الولايات المتحدة كما يظن البعض، (فليس كل ما يتمناه الغرب يدركه)، مع أنها حاولت ولا تزال تحاول احتواءها وتجييرها لمصحلتها وفق الخطة (B) والتي تكون جاهزة في أدراج الإمبراطوريات.


دعنا نعط مثالاً صارخاً عما يخبأ لنا في أدراج الإمبراطوريات .


في عددها الصادر في 7-5-1979 نشرت مجلة "فورتشن" السيناريو المتوقع للعبة الحرب هذه، حيث وصفت الكيفية التي سيكون عليها رد الفعل الأمريكي في حال قيام العراق بغزو الكويت بسبب النزاعات الحدودية وغيرها. وفي الصفحة 158 وتحت عنوان "إذا قام العراق بغزو الكويت والسعودية" قالت المجلة: "بمقدور القوات المدرعة العراقية مستخدمة معدات سوفييتية في معظمها، اجتياح أي من الدولتين بكل سرعة. وفي حال طلبها، فإن المساعدة الأمريكية ستكون في البداية"، عبارة عن ضربات جوية تكتيكية ضد القوات المدرعة العراقية وقواتها الجوية - وربما بعض التهديدات بتدمير المنشآت النفطية العراقية. ولطرد القوات البرية العراقية، فستكون هناك حاجة لقوات المارينز من الأسطولين السادس والسابع ولقوات المشاة من الفرقتين ال 82 وال101، وصوّرت هذه الخطة "جيشاً في السماء" لتحريك القوات واستخدام الجسر الجوي الاستراتيجي لقوات سلاح الجو الأمريكي  المكون من 70 من طائرات C-5A العملاقة و234 طائرة C-141، الأصغر حجماً إلى جانب 700 من طائرات  KC-135  المستخدمة في تزويد الطائرات بالوقود أثناء تحليقها في الجو.


أليست هذه هي خطة "عاصفة الصحراء" لسنة 1991؟ فالولايات المتحدة بصفتها راعية الرأسمالية العالمية ومركزها الأساسي والمستفيد الأكبر منها عبر عولمتها ستبقى تحاول تطويع كافة الدول لتجعل منها جمهوريات موز لخدمة إمبراطوريتها وسادتها الممولين العالميين.


أسباب الانتفاضات العربية: عالم عربي ميت


ظهرت مقالة في جريدة "الواشنطن بوست" في 15 فبراير/شباط 2011 بعد أقل من أسبوع من تنحي حسني مبارك، كاتبا المقال هما: حسين آغا، وروبرت ماللّي والملاحظ أن الكاتبين يشتركان في كتابة مقالات عدة في مواقع مؤثرة في القرار الأمريكي، كما أن خلفية الكاتبين توضح امتلاكهما لمعلومات قريبة جداً من صناع القرار الأمريكي. فحسين آغا قريب من السلطة الوطنية الفلسطينية ويعمل مستشاراً لها،  بينما يعيش بين لندن وبيروت. وهو عضو مشارك في كلية سانت أنطوني، جامعة أكسفورد. أما روبرت ماللّي فولد لأبوين يهوديين مصريين. تخرج في جامعات Yale ، وجامعة أكسفورد، وكذلك كلية القانون في جامعة هارفارد حيث كان زميلاً في الدراسة لباراك أوباما آنذاك. عمل في مجلس الأمن القومي. كما عمل مساعداً خاصاً للرئيس الأمريكي بيل كلينتون للشؤون العربية - "الإسرائيلية"، وكان مع الوفد الأمريكي المفاوض في كامب ديفيد في المفاوضات الأمريكية - الفلسطينية - "الإسرائيلية". هذا التعريف بالكاتبين ضروري لإعطاء تحليلهما مصداقية على مقدار المعلومات التي يمتلكانها حيث إن تحليلهما للأسباب الموجبة للانتفاضات العربية المسماة بالربيع العربي هو في غاية الدقة والمنهجية العلمية، التي ظهرت في هذه المقالة التي سنورد بعضاً منها:


لم يكن المحتجون في شوارع القاهرة الذين أسقطوا نظام حسني مبارك خلال (18) يوماً يطالبون بإنهاء ذلك الحكم الظالم والفاسد والمستبد فقط. لم يكونوا ضد الجوع والبطالة والحرمان الذي نتج عن حكامهم، فهم قاسوا من هذه المظالم من سنين لكن ما قاتلوا من أجله كان شيئاً أكبر. عالمهم العربي ميت وثورتهم تسعى لإحيائه. منذ خمسينات القرن العشرين كان العرب فخورين بنضالهم ضد الإمبريالية، فخورين بمواقف رؤسائهم بأن لهم رسالة ودولة مستقلة مقاومة لأي هيمنة أجنبية، في مصر كان جمال عبد الناصر يدير دولة اقتصادها منهار، ويستمر في الحكم حتى بعد هزيمة مُذلة من "إسرائيل" سنة 1967 لكن بقيت مصر قلب العالم العربي، كان العالم العربي يتابع عبد الناصر وهو يهاجم الغرب، ويعاند مستعمري مصر السابقين، ويؤمم قناة السويس ويعادي "إسرائيل"، في الوقت نفسه. انتزعت الجزائر استقلالها من الفرنسيين وأصبحت ملجأ للثوريين، وقادت العربية السعودية حظراً نفطياً هزّ عالم الاقتصاد، وياسر عرفات وقد أعطى للفلسطينيين صوتاً ووضع قضيتهم على الخريطة من جديد. وفي كل أرجاء العالم العربي، فلقد تعرض إلى انتكاسات عسكرية وسياسية لكنه بقي يقاوم، والبعض في العالم لم يحبوا ما كانوا يسمعون. لم يكن هناك استسلام.


تعاني الدول العربية شيئاً أكبر وأقسى من الفقر أو الشمولية. لقد أصبحت أنظمة مزيفة في أعين شعوبها التي تنظر لها كأنها غريبة عنها، تنفذ سياساتٍ تأتيها من بعيد. ولا يستطيع أحد أن يفهم حقيقة مشاعر وأعمال المصريين، والتونسيين والأردنيين من دون الأخذ في الاعتبار أن شعور هؤلاء العميق، لم يسمح لهم بأن يكونوا أنفسهم وأنه قد تم سلب هويتهم، فذهبوا إلى الشارع ليس كحركة احتجاج، وإنما كحركة تقرير المصير.


إن حقن المساعدة الاقتصادية للأنظمة المتهالكة لن يفيد. فالمظالم التي تشكو منها الجماهير العربية ليست بالأساس مادية، إنها تشكو من الاعتماد الكثير على الخارج. أما دعوة الولايات المتحدة للإصلاح فهي لا تجد آذاناً صاغية، فلا يحق لمن آزر الأنظمة الاستبدادية لعشرات السنين أن يتشدق بالإصلاح أو التغيير. أما محاولة الضغط على الحكام فقد تأتي بنتائج عكسية حيث إنها تسمح للنظام بأن يدّعي أن حركات الاحتجاج هي موجهة من الغرب وأن دعاة التغيير ما هم سوى ألعوبة بيد الغرب.


يعتقد بعض أصحاب القرار الغربيين في العواصم الغربية - بل إنهم أقنعوا أنفسهم - بأن إعادة عملية السلام "الإسرائيلية" - الفلسطينية ستساعد على تهدئة الرأي العام. إن ذلك هو أضغاث أحلام وعملية إنكار، فهي تغفل حقيقة أن العرب سئموا من لعبة السلام هذه التي يرون فيها تحقيقاً لرغبة غربية لا تحقيقاً لأجندة وطنية. كما أنها تقع في خطأ هو أن السلام المأمول في الدول الغربية ولدى الحكام العرب هو سلام مغشوش مفروض وغير عادل لتصفية القضية الفلسطينية. وهكذا فإن سياسة فرضه لإنقاذ الوضع الراهن ستسارع في عملية سقوطه.


انتهى النقل


شروط إنجاح أي ثورة


وضع القائد الشيوعي فلاديمير لينينLENIN) ) ثلاثة شروط لإنجاح أي ثورة: أولها، حزب سياسي منظم ومتين، وقيادة قوية الشكيمة والعزيمة، وبرنامج واضح. ولو قبلنا بهذه النظرية فلم يتوفر لأي من الانتفاضة المصرية، ولا التونسية من قبلها تلك العناصر. لم يكن للانتفاضة أهداف واضحة حيث إن الأهداف كان يصوغها الشارع ساعة بساعة وبطريقة عفوية، كما لم يكن لها قيادة محددة باعتراف الجميع، ولم يكن يقودها تنظيم أو حزب مُحدد في بداياتها. هذه الهبّة الشعبية العارمة أطاحت رأس النظام ولكنها أبقت على النظام برموزه ومؤسساته، فبقيت المباركية دونما مبارك الذي تم استبداله بمجلس عسكري تم تعيين كافة أعضائه من مبارك. بقيت هياكل الأجهزة الأمنية كما كانت، اللهم عدا إفراغها من أي مستندات قد تدين رموزها. سلطة القضاء بكاملها من النائب العام إلى كافة المراكز القيادية فيه بقيت كما كانت عليه. التعاون الأمني والاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة و"إسرائيل" بقي كما كان عليه.


في فصل لاحق وفي دراسة أمريكية تمت سنة 2006 يتبين أنها وصلت إلى القناعة والنتيجة أن أياً ممن قد يصل إلى الحكم من الإسلاميين أو خلافهم، سوف يصعب عليه (إن لم يستحل عليه) أن يحدث تغييراً في الوضع الراهن اقتصادياً كون الاقتصاد المصري قد تمّت هيكلته وربطه بمشاريع ومؤسسات العولمة الأمريكية والغربية الرأسمالية، وحيث أصبح الجيش والأمن القومي المصري مرتبطاً بمساعدات أمريكية مشروطة بمعاهدة الصلح المصرية - "الإسرائيلية" بل وتصل الدراسة إلى حد القول إن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بمس العلاقة الاستراتيجية الأمريكية "الإسرائيلية" - المصرية!


ما الذي يستطيع أن يفعله أي رئيس يقف على رأس نظام معادٍ في جوهره لأي إصلاح، ذي اقتصاد منهار وفاسد ورثه بما فيه من تعفنات، وجماهير جائعة تظن أن السماء ستمطر خبزاً وذهباً بكبسة زر، وإعلام فاجر كان يخشى حتى أن يكتب عن صحة الرئيس مبارك لأنه إذا كتب فسيذهب إلى غياهب السجون. وإذا بنفس هؤلاء الذين سجنوا قد استأسدوا حتى بتجريح الرئيس المنتخب الجديد في أوركسترا إعلامية منسقة من غرف سوداء الله أعلم من يديرها. ولو أردت أن أبدي رأياً لجماعة الإخوان المسلمين لسألتهم أن يقوموا بتحليل لتاريخهم من حيث تكرار استعمالهم واستخدامهم من قبل الأنظمة ثمّ تخلي هذه الأنظمة عنهم، لا بل والتنكيل بهم أحياناً، وقد حدث مثل ذلك ثلاث مرات عبر تاريخهم في السنوات الثمانين الماضية: ساعدوا جمال عبد الناصر وجماعته من الضباط في ثورة 1952 تم نكل بهم أيّما تنكيل. ساعدوا أنور السادات في التخلص من نظام عبد الناصر وتغيير المنهج الاقتصادي إلى الانفتاح على الرأسمالية بأعلى وأوسخ مراتبها ثم تمّ التخلي عنهم، وبقوا معه ومع خليفته مبارك بين مدّ وجزر، كجماعة غير قانونية يتم استعمالها متى كان للنظام فائدة بذلك، ويتم التخلي عنها متى وجد النظام في ذلك مصلحةَ له.


أزمة نظام


وكما وصل النظام العربي إلى طريق مسدود فكذلك أيضاً النظام الرأسمالي الغربي، المفكرون في الغرب هم أيضاً لا يرون إمكانية معالجة هذا النظام من داخل منظومته. هذا ما كتبهWillis Harman  إن النظام الحالي شأنه شأن المريض الذي يذهب إلى الطبيب فيقول للطبيب إنه يقاسي عمله الذي يضنيه، لكنه يحب ما يتعاطاه من الكحول في المساء فهي تنسيه هموم النهار، وهو يدخن ثلاث علب سجاير في اليوم، وهو يطلب العلاج ولكن دونما أي تغيير في عمله أو شربه أو دخانه. وتحدثRoger Terry  بطريقة مشابهة بقوله يعرف الأمريكيون أن هناك خطأ ما في أمريكا، ولكنهم لا يعرفون ما هو، ولا يعرفون لماذا ذاك الخطأ، والأهم من كل ذلك فهم لا يعرفون كيف يصلحون ذلك الخطأ، وكل ما بإمكانهم هو الإشارة إلى أعراض المرض فقط، وفي الحقيقة فإن بعضاً مما يسمى حلولاً يزيد الطين بلّة، ذلك أن تلك الحلول تحاول أن تغير نتائج النظام من دون تغيير النظام الذي أفرز تلك النتائج. قال البرت اينشتاين (لا يمكن حل مشكلات اليوم من نفس العقول التي صنعتها بالأمس، ليست المشكلة بالآخرين وحدهم، فنحن ما بين فئة قليلة تطابقت مصالحها مع من هم خارج أوطانها أو ممن شغفهم الغرب حباً، وهؤلاء قال عنهم ابن خلدون قبل بضع مئات من السنين إن "عبودية العقل هي أقسى أنواع العبوديات"، وبين فئة جمدت حضارتنا العظيمة في ثلاجة الزمن البعيد، من دون الأخذ بأدوات التحديث والعصر في حضارة حثت على الأخذ بالعلم حتى ولو في الصين .


وختاماً . . . . . . . .


كتب البروفيسور والكاتب الأمريكي الشهير "ليستر سي ثورو" في كتابه الصادر سنة 1996 وعنوانه "مستقبل الرأسمالية":


"إن الأنظمة المنافسة للنظام الرأسمالي من فاشية واشتراكية وشيوعية قد انهارت جميعها. ولكن، بالرغم من أن المنافسين قد أصبحوا طي الكتمان في كتب التاريخ فإن شيئاً ما يبدو وكأنه يهز أركان النظام الرأسمالي نفسه".


أما أنا فأقول إن هناك نظاماً عالمياً رأسمالياً في مرحلة احتضار، ونظاماً عالمياً جديداً يتشكل هذه الأيام، وعالمنا العربي والإسلامي هو أحد أكبر وأخطر مسارح صراعاته. لن يكون الوليد الجديد بمواصفات واشنطن ولا غيرها من القوى المتصارعة، وسيأتي من رحم قانون العواقب غير المحسوبة. أما ما يقال عن الحرية والديمقراطية فكلمة حق أريد بها باطل لا يصدقها سوى البلهاء.

 

 

 

عبد الحي زلوم

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع