الحوار الحي- يا اهل الشام ان ينصركم الله فلا غالب لكم - ج1
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 376 مرات
في الأسبوع الماضي، توسلت حكومة مرسي إلى صندوق النقد الدولي رسميا للحصول على قرض قدره 4.9 مليار دولار، وقال رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل أنّ القرض سيتم تسديده خلال خمس سنوات بمعدل فائدة 1.1٪. وكان قد ظهر على الهواء مباشرة على التلفزيون الرسمي في محاولة يائسة منه لتبرير القرض من خلال شرح فوائده للشعب، بالرغم من أنّه يعرف جيدا أنّ صندوق النقد الدولي هو مصاص لدماء الشعوب، ويعزز من اقتصاد القوى الغربية ويدعم الحكام المتحالفين مع الغرب فقط، فعلى الرغم من معرفته لجميع ما تقدم فقد اختار أن يؤكد على عكس ذلك مدعيا أنّ مصر سيكون لها اليد العليا في كيفية إنفاق المال المقترَض من صندوق النقد الدولي، حيث قال: "مصر هي التي سيكون لها السلطة عندما يتعلق الأمر بكيفية إنفاق هذه الأموال" لكنه مع ذلك لم يتمكن من إخفاء الحقيقة وتابع في كلامه وناقض نفسه بالتأكيد على أحد شروط صندوق النقد الدولي المنصوص عليها، وهو إجبار حكومة مرسي على خفض الإنفاق المتعلق برعاية شؤون الشعب المصري، فقال: "إنّه برنامج مصري سيعمل على خفض الإنفاق واتخاذ تدابير أخرى معينة"، وخوفا من رد فعل عنيف، اختار قنديل عن عمد عدم ذكر الشروط الصارمة الأخرى، ولكن من المعروف جيدا أنّ هذه الشروط هي: رفع الضرائب وزيادة الأسعار على المواد الأساسية، والمزيد من القروض من المؤسسات الأخرى، وكلها أمور تجعل الناس يعانون كثيرا وتضيف مزيدا من البؤس على بؤسهم، وفي الواقع فقد أكدت صحيفة فاينانشال تايمز هذه التدابير، ففي 22 أغسطس 2012، ذكرت الصحيفة "يريد صندوق النقد الدولي من مصر رسم خطط لخفض العجز في الميزانية من خلال تعزيز الإيرادات وتقليص كلفة القطاع العام، بما في ذلك وقف دعم الوقود والغذاء، ويجب أيضا على مصر تأمين تمويل مؤسسات الإقراض الأخرى كجزء من شروط القرض"، أنهى قنديل البث المباشر من خلال عبارات لا لبس فيها تدل على أنّ مصر وشعبها سيصبحان رهينة لشروط صندوق النقد الدولي المذلة على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث قال: "على كلا الطرفين الاتفاق على شروط وأحكام معينة، وهذه الشروط والأحكام ستكون ملزمة للبلاد عند التوقيع على هذا القرض".
وهكذا فإنّه في غضون عشرين يوما منذ توليه منصبه، بدد قنديل آمال الشعب المصري الذي كان يتوقع الكثير من الإغاثة بدلا من عقود من القمع تحت الحكم الاقتصادي إبان مبارك، بالإضافة إلى ذلك، فقد قوّض قنديل بشكل خطير سيادة مصر الاقتصادية من خلال التأكيد على استمرار تدخل صندوق النقد الدولي واسع الانتشار في اقتصاد البلاد، تماما كما كان يتصرف في عهد مبارك، في حين نهى الشرع الحنيف عن إعطاء الكافر والقوى الدولية سلطة على مؤسساتنا المالية، والسماح للكفار بالتدخل في وضع سياستنا الاقتصادية وتنفيذها لاحقا. قال الله تعالى: {...وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}.
إلى جانب ذلك، فإنّ مصر ليست في حاجة إلى أي قروض أو مساعدات اقتصادية، ولنا أن نسأل مرسي وقنديل، ماذا حدث للسبعين مليار دولار التي اغتصبها مبارك وأسرته من الشعب، فما هو سبب سكوت نظام مرسي عن استرداد المسروقات المنهوبة والتي تعود إلى الشعب المصري، بدلا من أن تمد يد التسول لقروض صندوق النقد الدولي المذلة؟
وفي الوقت الذي بان فيه تخييب نظام مرسي لآمال المسلمين وقد أصبح ذلك أكثر وضوحا للشعب، فإنّ أصوات الداعمين لمرسي من الجماعات الإسلامية في أخذ قرض من صندوق النقد الدولي أمر مخيب للآمال أيضا، حيث حاول ياسر برهامي نائب رئيس الحركة السلفية إضفاء الشرعية على الربا، أي على قروض صندوق النقد الدولي، حيث قال أنّ فرض الفائدة على القروض المصرية من صندوق النقد الدولي ليس ربا، لأنّ الفائدة على القرض هي فقط 1.1 في المائة، وتدفع على شكل رسوم إدارية، لذلك فإنّه يمكن اعتبار القرض منحة، وكان يسري حماد، المتحدث باسم حزب النور السلفي، قال في السابق بأنّ الفائدة على قرض صندوق النقد الدولي جائزة شرعا لأنّها تكون على شكل رسوم إدارية! وهنا نسأل برهامي وحماد: لماذا يحاولان وصف الربا (بصرف النظر عن ضآلته) بالحلال بينما الله ورسوله يحرمانه، حيث قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} و {عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ لَا تَصْلُحُ سَفْقَتَانِ فِي سَفْقَةٍ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ}.
يا مسلمي مصر! في غضون السبعين يوما الأولى من حكم مرسي، شهدتم توجه حكومة مرسي نحو دعم الهيمنة الأمريكية في مصر، فضلا عن تجاهله للأحكام الشرعية، فالإنجازات القبيحة لنظام حكمه هي: تأكيد السلام مع دولة يهود وتعزيز أمن يهود من خلال هدم الأنفاق التي توفر الإمدادات الحيوية إلى غزة، وتوظيف قوة عسكرية جديدة لحماية المصالح الأمريكية من الثورات المستمرة من المصريين، وتعيين امرأة نصرانية كأحد بطانته المقربين، وإخضاع البلاد لشروط صندوق النقد الدولي المشين وإضفاء الشرعية على الربا. إنّ السرعة المذهلة التي تم الكشف فيها عن موالاة مرسي للولايات المتحدة سرعان ما ستتجاوز إنجازات نظام مبارك.
يا مسلمي مصر! إنكم لن تتمتعوا برخاء اقتصادي طالما أنتم صامتون عن تطبيق قوانين غير إسلامية وإن ألبست لبوس الإسلام. قال الله تعالى:{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
يا مسلمي مصر! إنّ خلاصكم الوحيد يكمن في الرفض المطلق للنظام القائم وإصلاحات مرسي المؤيدة للولايات المتحدة، وللقيام بذلك، يجب مضاعفة الجهود لإعادة إقامة دولة الخلافة الراشدة على أرض الكنانة، فإنّه في ظل الخلافة فقط تتمكنون من التمتع برخاء اقتصادي حقيقي من خلال استخدام النقد المغطى بالذهب والفضة، وتتمتعون بحصتكم من الممتلكات العامة التي على الدولة إدارتها لصالحكم، وحماية ممتلكاتكم الخاصة من خلال العقود الشرعية، وعلاوة على ذلك، فإنّه بالنسبة لأولئك الذين هم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء والمأوى، فإنّ الخلافة سوف تضمن لهم هذه الاحتياجات.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
أبو هاشم البنجابي
العناوين:
• الرئيس المصري وسائر المسؤولين الغربيين يعملون على تسويق النظام الديمقراطي للأهل في سوريا
• النظام الإيراني يستعمل التحريف والكذب لتضليل شعبه على نمط نظام البعث العلماني في سوريا
• وزير خارجية فرنسا يفضح خيانة جد الطاغية بشار أسد وعمالته للفرنسيين أثناء استعمارهم لسوريا
التفاصيل:
قال الرئيس المصري محمد مرسي في 30/8/2012 في خطابه أمام ما يسمى بدول عدم الانحياز في إيران "علينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا وأن نترجم تعاطفنا هذا إلى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي إلى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية". مع العلم أن الشعب السوري عبر عن رغباته في الحرية بإقامة حكم إسلامي فقال بأن ثورته هي لله هي لله، وكل أسماء الكتائب أسماء إسلامية وخطاباتها إسلامية. وبذلك لم يترجم الرئيس المصري تعاطفه مع رغبات الشعب السوري الحقيقية. والشعب السوري يريد أولا إقامة حكم إسلامي يتم فيه إجراء انتخابات لتنصيب الخليفة ومبايعته على تطبيق شرع الله فورا وإجراء انتخابات لمجلس الأمة الذي سيقوم بمحاسبة الخليفة وإبداء الرأي فالشعب السوري لا يريد تشريع المجالس النيابية لأنها تجعل الربوبية لها من دون الله وقد جرب هذه المجالس منذ عهد الاستعمار الفرنسي إلى حكم حزب البعث وحكم آل الأسد. والجدير بالذكر أن المسؤولين الأمريكيين وغيرهم من الغربيين يركزون بشكل دائم على أن الانتقال في سوريا يجب أن يكون سلميا نحو حكم ديمقراطي. فمن آخر تصريحات الغربيين تصريح وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ في تاريخ 30/8/2012 حيث قال: "إن بريطانيا تؤيد الانتقال السلمي إلى حكم ديمقراطي في سوريا يلبي طموحات الشعب". وهؤلاء المسؤولون يحذرون من الانتقال إلى حكم إسلامي مدعين أن هناك خطورة في أن يستلم المتطرفون الحكم ويقصدون بذلك المسلمين المخلصين من أهل سوريا الذين يدعون إلى إقامة الخلافة فيها.
----------
نشرت وسائل الإعلام تحريفات التلفزيون الإيراني لخطاب الرئيس المصري الذي ألقاه في 30/8/2012 ففي حديثه عن نضال الشعب السوري قام التلفزيون الإيراني الرسمي بتحريف ذلك إلى الشعب في البحرين وحديثه عن تضامنه مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع حرف ذلك إلى التضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة الموجهة ضد البلد. وعند حديثه عن ضرورة وحدة المعارضة حرفت إلى أنه "نأمل ببقاء النظام السوري المتمتع بقاعدة شعبية" وغير ذلك من التحريفات. عدا ذلك فإنه لم تتم ترجمة كلماته عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بعد الصلاة والسلام على النبي. كل ذلك أثار موجة استنكار لما يفعله النظام الإيراني مما أوقعه في مأزق يثبت بأن هذا النظام ووسائل إعلامه يتعمدون الكذب على الشعب ويعمدون إلى تضليله وإلى تحريف الكلام عن مواضعه وذلك على شاكلة النظام البعثي العلماني برئاسة بشار أسد الذي يدعمونه بكل ما أوتوا من قوة.
ومن جهة ثانية فإن ذهاب مرسي إلى إيران تضمن مكافأة للنظام الإيراني الداعم لنظام الطاغية في دمشق. فقد أثار ذهابه موجة استياء لدى الكثير من الناس. ويرى الواعون من الناس أن خطابه لا يشفع له ولم يهاجم فيه مواقف إيران الداعمة للطاغية في الشام، وهو لا يقوم بدعم الشعب السوري بأي دعم مادي، وإنما يعمل على تسويق الحلول الديمقراطية الغربية لأهل سوريا.
----------
خلال مداولات مجلس الامن بشأن اللاجئين السوريين في 30/8/2012 قام وزير خارجية فرنسا فابيوس بفضح خيانة آل الأسد الذين كان اسمهم آل الوحش فكان ذلك ضمن رده على بشار الجعفري مندوب آل الأسد في الأمم المتحدة فقال الوزير الفرنسي: "بما أنك تحدثت عن فترة الاحتلال الفرنسي فمن واجبي أن أذكرك بأن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم منحها الاستقلال، وذلك بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية وإن أحببت أعطيك نسخة عنها". وكشف عن أن هذه الوثيقة كما نشرتها "العربية" في 31/8/2012 كان قد قدمها زعماء الطائفة العلوية (النصيرية) ومنهم سليمان الأسد جد بشار أسد إلى رئيس فرنسا ليون بلوم في تاريخ 15/6/1936 ومحفوظة في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية تحت رقم 3547. ويلفت زعماء العلويين النصيريين نظر الحكومة الفرنسية إلى عدة نقاط منها أن "الشعب العلوي يختلف بمعتقداته وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني". وأن "هذا الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة لأن الدين الرسمي يعتبر دين الدولة الرسمي والشعب العلوي بالنسبة إلى الدين الإسلامي يعتبر كافرا" "... إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية". ويقولون في وثيقتهم "وها نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام. فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنجلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا". وينهون وثيقتهم بقولهم: "فالشعب العلوي الذي نمثله.... ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين الحقائق وهو واثق من أنه وجد لديهم سندا قويا أمينا لشعب مخلص صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء". فآل الأسد غارقون في الخيانة والعمالة من الجد سليمان العميل لفرنسا إلى الوالد الهالك الذي كان يلقب نفسه بأبي سليمان والذي ارتبط بالعمالة لبريطانيا ومن ثم تحول إلى العمالة لأمريكا بعد قيامه بانقلاب في 1970 وجاء الحفيد بشار أسد ليواصل عمالته لأمريكا ويصادق الروس في سبيل بقائه في الحكم. والجد كان يدافع عن احتلال يهود لفلسطين فورّث ذلك لابنه الهالك ولحفيده وفي نفس الوقت يدّعون المقاومة والممانعة.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند يوم الأربعاء إن الوزارة تدير برنامجا لتدريب معارضين سوريين على إدارة المناطق المحررة من سيطرة قوات النظام السوري.
وقال مدير مكتب الجزيرة في واشنطن عبد الرحيم فقرا إنه وللمرة الأولى تكشف الحكومة الأمريكية بشكل رسمي عن معلومات في هذا الصدد، مشيرا إلى أن نولاند تحدثت عن شركاء لم تحددهم وأن مناطق التدريب كانت خارج سوريا وداخلها، في إشارة فيما يبدو إلى تركيا.
وأضاف فقرا أن نولاند تحدثت عن عدد من الكوادر الذين يديرون برامج للعدالة والتعامل مع الإعلام، إضافة إلى هياكل مدنية لمن يديرون شؤون السكان في المناطق المحررة.
==============
إن السياسة الأمريكية المعلنة تجاه دمشق تختلف اختلافا كليا عن حقيقة العلاقة المشبوهة بين النظام الأسدي وبين البيت الأبيض، ولا يخفى على المدقق والمتابع للأحداث السياسية منذ تولي حافظ أسد رئاسة الجمهورية في سوريا قبل أربعة عقود ومن ثم تولي نجله الأرعن بشار، حقيقة هذه العلاقة والدعم الأمريكي الدائم لتثبيت النظام الأسدي العلماني في الشام لحماية كيان يهود من جهة ولتحقيق بعض من مصالح أمريكا الإقليمية من جهة أخرى تحت ستار المقاومة والممانعة الكاذبة، لهذا فإن بقاء النظام الحاكم في سوريا مرتبطا بالسياسة الخارجية الأمريكية هو قضية إستراتيجية بالنسبة لأمريكا، فتجدها لا تألو جهدا في العمل لتثبيت هيمنتها السياسية على نظام الحكم سواء أكان من خلال شخص طاغية الشام أم من خلال وجوه جديدة تحفظ لأمريكا مصالحها وعلى رأسها حماية حدود كيان يهود الشمالية.
وهذا بالطبع يفسر سبب تباطؤ أمريكا في التدخل المباشر لإسقاط بشار أسد كونها لم تفلح إلى الآن محاولاتها لصقل معارضة سياسية ذات غطاء شعبي يمكنها تثبيت النفوذ الأمريكي، وفي الوقت ذاته لم تستطع أمريكا بجبروتها وعنجهيتها تطويع ثورة الشام المباركة أو حرفها أو تضليلها لتسير وفق الأجندات الأمريكية كما انتهت إليه وللأسف ثورات أخرى في المنطقة ولو مؤقتا.
ولهذا فإن تصريح نولاند حول تدريب المعارضين السوريين يأتي في هذا السياق، وبالطبع فإن البعرة تدل على البعير والدرب يدل على المسير، ولن يسير في درب أمريكا وبرامجها التدريبية التي تديرها وكالة الاستخبارات الأمريكية سوى رجالات المعارضة المستحدثة الراكضين خلف طموحات شخصية أساسها النهب وتقاسم فتات الكعكة السورية بعد سقوط نظام الأسد الخائن.
فالثورة السورية المباركة على أرض الشام لا تمثلها المعارضة السياسية المقتاتة على فتات موائد الأمريكان والأوربيين، وكتائب الثوار المجاهدة لا يمثلها رويبضات المجالس الوطنية والهيئات التنسيقية العلمانية منها أو غير العلمانية ممن قبلت على نفسها السير بركب أمريكا وسفينة نجاتها الغارقة.
إن الثورة المباركة في الشام قد أعلنت ولاءها لله وحده، وأعلنت انقيادها لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك سر قوتها وعنفوانها وثباتها على الحق، وبهذا فقط استطاعت أن تقاوم أعتى الأنظمة الطاغوتية في التاريخ، وبهذا فقط ستنتصر بعون الله، وقد وجب عليها لفظ هؤلاء المارقين من سجل الثورة المباركة وإعلان البراءة منهم ومن مؤسساتهم الخبيثة، والتوجه لطلب النصر من الله عز وجل بإخلاص وصدق نية، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
أما أمريكا فستعلم حجمها الحقيقي بعد زوال نظام تابعها بشار أسد وظهور دولة الإسلام العظيم في الشام.
كتبه: أبو باسل - بيت المقدس
أَخْبَرَنَا مِسْعَر قَالَ: حدثني عون ومعن أو أحدهما أن رجُلاً أتى عَبد الله بن مَسْعود فقال اعهد إلي فقال:" إذا سمعت الله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} فَأَرْعِهَا سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه".
أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن حُمَيد بن هلال قَالَ: قَالَ أبو الدرداء:" إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي قد علمت فماذا عملت فيما علمت".
أَخْبَرَنَا رجل من الأنصار عَن يُونُس بن سيف قَالَ: حدثني أبو كبشة السلولي قَالَ: سَمِعْتُ أبا الدرداء يقول:" إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لاَ ينتفع بعلمه".
الزُّهْدُ والرَّقائِقُ
لأَبي عَبد الرحمن عَبد الله بن المبارك
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ