السبت، 03 محرّم 1447هـ| 2025/06/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف من طلب الدنيا حلالا

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 4070 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال :


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ ، لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حلالا مُكَاثِرًا ، مُرَائِيًا ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "


جاء في كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في شرح هذا الحديث:


قوله : (من طلب الدنيا حلالا) : أي من طريق حلال .


( استعفافاً ) : أي لأجل طلب العفة عن المسألة : ففي النهاية الاستعفاف طلب العفاف والتعفف , وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس .


(وسعيا على أهله) أي : لأجل عياله ممن يجب عليه مؤنةُ حاله .


( وتعطفاً على جاره ) : إحسانا عليه بما يكون زائدا لديه .


( لقي الله تعال يوم القيامة ووجهه) أي : والحال أن وجهه من جهة كمال النور وغاية السرور ( مثل القمر ليلة البدر ) : قيد به لأنه وقت كماله .


( ومن طلب الدنيا حلالاً ) : أي فضلا عن أن يطلبها حراما


( مكاثرا ) : أي حال كونه طالبا كثرة المال لأحسن الحال ولا صرفه في تحسين المآل . (مفاخراً ) :أي على الفقراء كما هو دأب الأغبياء من الأغنياء .


(مرآئياً ) : أي إن فرض عنه صدور خير أو عطاء .


( لقي الله تعالى وهو عليه غضبان ):


ولعله صلى الله عليه وسلم لم يذكر من طلب الحرام, إما اكتفاء بما يفهم من فحوى الكلام , وإما إيماءً إلى أنه ليس من صنيع أهل الإسلام أو إشعارا بأن الحرام أكله وقربه حرام, ولو لم يكن هناك طلب ومرام .


قال الطيبي رحمه الله : وفي الحديث معنى قوله تعالى ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) وهما عبارتان عن رضى الله تعالى وسخطه , فقوله : ووجهه مثل القمر مبالغة في حصول الرضا بدلالة قوله في مقابلته : وهو عليه غضبان ( رواه البيهقي في شعب الايمان , وأبو نعيم في الحلية ) انتهى

الإخوة الكرام


في هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام كما حث على العمل الحلال حث كذلك على الإنفاق في الحلال وحرم كنز المال أو إنفاقه مراءاةً وزهواً وتكبراً .


فدوافع العمل أي السعي للكسب ( طلب الدنيا ) عند الناس كما بين الحديث الشريف تتراوح بين أمرين:


سعيٍ في طاعة


وسعيٍ في معصية


فأما الطلب في الطاعة فأن يعمل الرجل لكسب قوته حتى لا يضطر لسؤال الناس فهو يريد أن يحفظ ماء وجهه ويقي نفسه ذل المسألة .


أو من أجل كسب نفقة عياله وهو من التكاليف التي أمره بها الشرع الحنيف وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب لذا كان عمله هذا واجباً.


أو من أجل تكثير ماله لإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف فهو عمل يتجلى فيه الشعور بالمسؤولية. والحرص على أداء حق الأخوة في الإسلام .


وهي دوافع يريدها الإسلام ويرضى عنها الرحمن لذا فقد كان ثوابها مميزاً, وعظيماً .......فالقمر ليلة البدر يكون في كامل ضيائه وبهائه . وهذا حال من نال رضوان الله ومحبتَه.


أما طلب الدنيا في المعصية كما جاء في الحديث فهي أن يطلبها حلالا لكن لغاية محرمة


فجمع المال وتكثيره دون أن ينفقه يعتبر كنزا للمال وقد حرم الله كنز المال قال تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"


وكذلك جمع المال من أجل إنفاقه مراءاة للناس وزهواً وتكبراً عليهم فإنه حرام أيضا


وفاعله يبوء بغضب الله وبئس المصير.


اللهم اجعلنا من المنفقين بالمعروف ولا تجعلنا من البخلاء أو المرائين


آمين

 

وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

إقرأ المزيد...

تأملات في كتاب من مقومات النفسية الإسلامية ح112

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 495 مرات


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المسلمون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "قيمة العلم, وقدر العلماء".


هذه مجموعة من المقولات, قالها بعض العلماء من الصحابة وغيرهم من أهل العلم الذين آتاهم الله علما جما, وفصاحة في اللسان, جمعتها لكم, وقد أحببت أن أضعها بين أيديكم فهي مليئة بالفوائد والعبر, يأنس بها القلب, وتفرح بها النفس, وتشحذ بها الهمم, وتغذى بها العقول, فأرجو الله أن ينفعنا بها وإياكم. أقول: لقد أكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم من سمت نفوسهم, وارتفعت هممهم في طلب العلم، فقد أخرج الطبراني بسند جيد أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: "قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: من يمسك لنا رواحلنا؟ فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره التخلف عنه, قال عثمان: وكنت أصغرهم فقلت: إن شئتم أمسكت، لكن على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم، قالوا: فذلك لك، فدخلوا عليه, ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا، قلت: أين؟ قالوا: إلى أهلك!! فقلت: خرجت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه، وقد أعطيتموني ما قد علمتم؟!! ويذكرهم بالعهد، قالوا: فأعجل، إنا قد كفيناك المسألة، فلم ندع شيئا إلا سألناه. يقول عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني!! قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ماذا قلت؟" قال عثمان: فأعدت عليه القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك، اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من يقدم عليك من قومك!!".


وانظر إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي قال فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله تعالى جعلني خازنا". أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. ولما أصيب معاذ بالطاعون وهو بالشام جاءه رجل فجعل يبكي على معاذ، فقال له معاذ: ما يبكيك؟ قال: "ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك!" فقال معاذ: "لا تبكه، فإن إبراهيم صلوات الله عليه كان في الأرض وليس بها علم، فآتاه الله علما، فإن أنا مت فاطلب العلم عند أربعة: عند عبد الله بن مسعود، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن سلام، وعويمر أبي الدرداء.


هذا ولم تقتصر معرفة قيمة العلم, وقدر العلماء على المسلمين أو على العرب وحدهم بل تعدته إلى غيرهم. يقول أرسطو: "الفرق بين العالم والجاهل، كالفرق بين الحي والميت". ويقول المثل الصيني: "زين عقلك بالعلم، خير لك من أن تزين جسمك بالجواهر".


وما أجمل الحوار اللطيف الذي دار بين العلم والعقل، حيث اختلف الاثنان في أيهما أشرف وأكرم وأرفع منزلة العقل أم العلم، فكانت النتيجة هي ما سطره الشاعر حيث قال:


علم العليم وعقل العاقـل اختلفا من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال: أنـا أحرزت غايتـه والعقل قال: أنا الرحمـن بي عرفا
فأفصح العلـم إفصاحا وقال له: بأيـنا الله فـي قرآنـه اتصـفا
فبان للعـقل أن العلـم سيـده فقبل العقل رأس العلـم وانصرفا


"العلماء ورثة الأنبياء". كما أخبر سيدنا وسيدهم محمد عليه الصلاة والسلام أما علماء السلاطين فهم ورثة الشياطين! وقد أبدع الشاعر في وصف هذين الفريقين من العلماء إذ يقول:


فالسابقون مضـوا وما خدعوا الورى بالترهات لأنهم أمـناء
واللاحقون مضوا على أهوائهم أرأيت مـا فعلت بنـا الأهواء
بـدع بها جمعـوا من الأموال ما جمعوا ومجموع الهبـاء هباء
في ذمة العلمـاء هـذا كلـه إن كان فيما بينـنا علمــاء
إن الحكـام يحكمـون الورى وعلى الملـوك يحكـم العلماء

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


محمد احمد النادي

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر من أسماء الله الحسنى (ح11) البديع

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 560 مرات


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


البديع: اسم من أسماء الله الحسنى، الله الخالق البديع في ذاته، ولا يماثله أحد في صفاته، ولا في حكم من أحكامه، أو أمر من أوامره. وهو البديع المطلق الذي أبدع الخلق من غير مثال سبق، وهو الذي أظهر عجائب صنعته وغرائب حكمته، يقال: هذا شيء بديع إذا كان ليس له مثيل، وفي اللغة بادع وبديع: أي أبدع الشيء، والله بديع السماوات والأرض أي مبتدعهما، وشيء بدع (بكسر الباء) أي مبتدع، ومنه قوله تعالى: ( قل ما كنت بدعا من الر‌سل ) (الأحقاف9)، أي: ما أنا بأول رسول جاء بالتوحيد، وذلك لأن البدع والبديع هو الذي لم يسبق له مثيل.


وعندما نتأمل بديع خلق الله سبحانه نجد أنه يخلق كل خلقه بلا تماثل، فمنذ أن خلق الله آدم وحواء وإلى أن تقوم الساعة لن نجد إنسانا يشبه إنسانا آخر تماما، فهم مختلفون على كثرتهم التي لا تعد ولا تحصى، ولو جمعنا الناس جميعا فلن نجد واحدا يطابق الآخر في أصله أو صورته، إنها دقة الخلق والإبداع في الإبراز في صور متعددة. وبعد أن يموت الإنسان يعود ترابا مرة أخرى، ثم يأتي البعث ليجمعنا كما خلقنا أول مرة، وذلك دليل على أن الله هو القادر البديع.
مقتضى الإيمان بالله البديع:


وحينما يعلمنا الله سبحانه أنه بديع السماوات والأرض، وأن كل شيء له خاضع، فعلينا أن نقول بخشوع وإيمان: سبحان الله البديع، أي المنزه عن أن يكون له مثيل، وأن له الحمد وحده في الوجود كله في كل وقت وحين، قال تعالى: (فسبحان اللـه حين تمسون وحين تصبحون () وله الحمد في السماوات والأر‌ض وعشيا وحين تظهر‌ون). (الروم 18).


من صور الله البديع:


أولا: من صور البديع أن الله يخرج من الكائن الحي أشياء لا حياة فيها، ويحيي الأرض بالنبات بعد جفافها، ويبرز لنا الحق سبحانه قدرته المطلقة في قوله الكريم: ( يخر‌ج الحي من الميت ويخر‌ج الميت من الحي ويحيي الأر‌ض بعد موتها وكذلك تخر‌جون ). (الروم 19)


ثانيا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق الإنسان من تراب، وجعل من التراب بشرا منتشرين في الأرض يعملون في الكون المسخر لهم، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلقكم من تر‌اب ثم إذا أنتم بشر‌ تنتشر‌ون ). (الروم20)


ثالثا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق للإنسان زوجا من نوعه، يتزوج الذكر الأنثى، وتتزوج الأنثى الذكر، على أساس من المودة والرحمة، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ور‌حمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكر‌ون ). (الروم21)


رابعا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق السماوات والأرض، واختلاف ألوان البشر، وتباين ألسنتهم: أي لغاتهم، وفي ذلك من الآيات والدلائل ما ينتفع به أهل العلم والفهم، قال تعالى: ( ومن آياته خلق السماوات والأر‌ض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) (الروم:22).


من صفات بديع السماوات والأرض:


أولا: أنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، قال تعالى: ( بديع السماوات والأر‌ض وإذا قضى أمر‌ا فإنما يقول له كن فيكون ). (البقرة 117)


ثانيا: أنه غني عن الولد والصاحبة، فلا شريك له، وهو خلق كل شيء، وهو بكل شيء عليم، قال تعالى: ( بديع السماوات والأر‌ض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ). (الأنعام 101)


ثالثا: أنه لا تدركه أبصار البشر وهو الذي يدركها، قال تعالى: ( لا تدر‌كه الأبصار‌ وهو يدر‌ك الأبصار‌ وهو اللطيف الخبير‌ ). (الأنعام102)


وإذا كنت ترى أيها الإنسان في نفسك عجائب كثيرة من خلق الله، وإذا كان العلم التشريحي، أو علم وظائف الأعضاء يعطينا كل يوم سرا في جسد الإنسان نتعجب له، فخلق السماوات والأرض أعجب من ذلك؛ لأنه أول إيجاد من عدم، وإيجاد بديع: قال تعالى: ( لخلق السماوات والأر‌ض أكبر‌ من خلق الناس ولـكن أكثر‌ الناس لا يعلمون ). (غافر57)


ففي كل يوم تكتشف كواكب ونجوم ومجرات جديدة، وهذه كلها زينة السماء الدنيا، وفي السماء ملايين المجموعات الشمسية، وكلما تقدم العلم رأينا أشياء لم نكن نراها، إنه خلق بديع في مسافات هائلة.


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع