الثلاثاء، 15 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل سيدفع شعبنا المسلم ثمن جبن النظام الأوزبيكي مرة أخرى؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل سيدفع شعبنا المسلم ثمن جبن النظام الأوزبيكي مرة أخرى؟

 

 

الخبر:

 

أعلن المشروع الحكومي الأوكراني "أريد أن أعيش" الذي يساعد في استسلام الجنود الروس الطوعي قائمة بأسماء 1110 من رعايا أوزبيكستان الذين وقعوا عقوداً مع القوات المسلحة الروسية وشاركوا في الأعمال العسكرية ضد أوكرانيا. (gazeta.uz، 30/04/2025م).

 

 

التعليق:

 

لقد وضع نشر هذه القائمة النظامَ الأوزبيكي في موقف صعب للغاية؛ لأنه استمر في غض الطرف عن جرّ روسيا أهل أوزبيكستان إلى حرب غريبة عنهم باستخدام الأساليب والوسائل الشنيعة لإرضاء "الأخ" الروسي! وعلى الرغم من أنه رأى وعرف تجاوز الروس إلا أنه لم يتخذ أي إجراء. ولا يمكن للنظام الآن أن يبرر لنفسه بالقول إنه لم يكن يعلم بهذا الوضع، فلقد كان يعلم ويرى ولكنه تظاهر بأنه لم يعلم ولم يرَ! فهو لم يحمِ أبناء شعبه من أن يتحولوا إلى وقود للمدافع في حرب غريبة عنهم، بل إنه لم يحرك ساكناً. وقد انتشرت في شبكات التواصل الإلكتروني منذ فترة طويلة مناشدات المساعدة من أولئك الذين تم اقتيادهم قسراً إلى الخطوط الأمامية للحرب الروسية الأوكرانية ومن أقاربهم إلى الرئيس ميرزياييف شخصياً.

 

إن نظام أوزبيكستان الآن في موقف صعب لدرجة أنه مضطر لأكل "العصيدة" التي قام بطبخها بنفسه، وإذا نظرنا إلى هذا الموقف فسيتضح لنا ما يلي:

 

1- الذي أعلن قائمة الأوزبيكيين الذين قاتلوا أو يقاتلون إلى جانب روسيا هو أوكرانيا. إذن فإن الكشف عن هذه المعلومات يخدم مصالح الغرب وأمريكا على وجه الخصوص. وليس عبثاً أن يتم نشر هذه القائمة عشية الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية. ويبدو أن الوقت قد حان لاستخدام ورقة رابحة. وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى تبريد العلاقات الروسية الأوزبيكية. بالطبع لم تظهر هذه القائمة بالأمس، بل من المحتمل جداً أنها وُضعت مسبقاً وأُطلقت في الوقت المناسب. والآن يمكن لأمريكا أن تحول هذا الخطأ الكبير للنظام الأوزبيكي إلى أداة ضغط عليه متى شاءت.


2- بعد إعلان القائمة بدأ النظام الأوزبيكي باتخاذ إجراءات عاجلة. ففي 2 أيار/مايو التقى نائب وزير خارجيته بابور عثمانوف بالسفير الروسي أوليغ مالجينوف. وخلال الاجتماع أعرب عن قلق أوزبيكستان إزاء انتهاك حقوق العمال المهاجرين. كما صرحت وزارة الخارجية لـ Gazeta.uz أن السلطات المختصة في أوزبيكستان بدأت في التحقيق بالمعلومات حول 1110 شخصا أوزبيكيا وقعوا عقوداً مع القوات المسلحة الروسية للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا. وإذا تأكدت هذه المعلومات فسيتم اتخاذ التدابير المناسبة عند عودة المرتزقة إلى البلد. غير أن هذه الإجراءات لا تعتبر سوى تبرير ذاتي وإجراءات لحماية النظام. ولهذا السبب لا يعتقد شعبنا المسلم أن النظام الأوزبيكي سيجرؤ على معارضة روسيا. وكأنه لا يكفي أنه لا يزال غير مكترث بمصير رعاياه فبدل أن يعترف النظام بخطئه يحاول مرة أخرى تبرئة نفسه. لأنه لو لم يكن الأمر كذلك فبدل أن يهدد رعاياه بالعقاب كان سيعترف بجرأة بخطئه ويعتذر لشعبه ويتخذ خطوات جادة لتصحيحه ولا يكترث بمزاج "أخيه" الروسي. فإزالة الخطأ تقتضي التعامل مع روسيا ليس بضعف وذل بل بكبح جماحها بصرامة وعدم مساومة. ولكن للأسف لا يُظهر النظام الأوزبيكي مثل هذا العزم.


3- والأهم من ذلك أن الخاسر في مثل هذه الحالة سيكون هو شعبنا المسلم، فالغرب وخاصة أمريكا لديهم الفرصة لاستخدام هذه الورقة الرابحة لتهديد النظام الأوزبيكي ومطالبته بتقديم تنازلات. وإذا ما تم تقديم مثل هذه التنازلات فلا شك أن ديمقراطية الغرب الفاسدة ستنتشر بشكل أوسع في بلادنا، ما سيؤدي إلى نشر الفساد في كل مكان وزيادة نهب ثرواتنا. خاصة أن أمريكا الآن تتطلع بشرهٍ إلى الموارد المعدنية المهمة في أوزبيكستان. ومن ناحية أخرى فإن النظام الأوزبيكي يعاني من متلازمة العبودية. وعلى ما يبدو من الأسهل عليه أن يكون عبداً لشخص ما من أن يكون حراً ويتخذ قراراته بنفسه! وإن ظن أنه سيرضي أمريكا وأوروبا بقيادة أمريكا وفرنسا وسيرضي روسيا والصين وبريطانيا، فهو لا يدرك أن هذا الأمر مستحيل. ولكن عندما ترى كيف أن هذا النظام يلعب اللعبة القذرة لصالح الدول الاستعمارية ويسبب المعاناة لشعبه فإننا نغضب، لأن شعبنا المظلوم يتضرر في كل الأحوال.

 

أما عندما تكون سياساتنا الداخلية والخارجية قائمة على أساس الإسلام وتحل مشاكلنا وفق مبادئ الشريعة، عندها فقط تنال أمتنا الإسلامية العزة والقوة والكرامة، وعندها فقط ستنجو من الوقوع فريسة للألاعيب السياسية القذرة للدول الاستعمارية الكافرة. قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع