الثلاثاء، 28 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الكافر يعلم ما يفعل، وأنتم تقصرون في أداء واجباتكم!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الكافر يعلم ما يفعل، وأنتم تقصرون في أداء واجباتكم!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

عقب اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في 16 حزيران/يونيو 2025، ألقى أردوغان خطاباً عاماً قال فيه: (إسرائيل، التي تهاجم إيران بدعم غربي غير محدود، وتدمر غزة، وتتصرف بغطرسة تجاه كل دولة في المنطقة، هي في الحقيقة غافلة عما تفعله. ربما تدرك خطأها في المستقبل، لكننا نخشى أن يكون الأوان قد فات حينها).

 

التعليق:

 

منذ نشأته، يتصرف كيان يهود الغاصب وفقاً للأهداف والأسس العقدية الصارمة التي وضعها مؤسسوه، أولئك الذين زرعوا هذه القوة المحتلة ويواصلون دعمها، فعلوا ذلك بطريقة منسقة واستراتيجية للغاية. ولم يحِد هو ولا رعاته الدوليون عن هدفهم الأصلي. تجدر الإشارة إلى أن ثلث عمر هذا الكيان قد تزامن مع حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا. وخلال هذه الفترة، ظلت العلاقات بينه وبين تركيا على وفاق دائم في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والتجارية.

 

في ظل هذه الخلفية، أصبح الخطاب السياسي الدوري الهادف إلى إثارة المشاعر العامة سمة متوقعة في السياسة الداخلية. وقد حظي أردوغان، الذي أعلن لسنوات أن فلسطين "خط أحمر" في حملاته الانتخابية، حظي بدعم كبير من خلال هذه التصريحات. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التصريحات، لم تُتخذ أية خطوات جوهرية سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية للمساهمة بشكل هادف في تحرير فلسطين. وكما يقول المثل: "إن الكلمات بلا عمل تشبه الحقل الذي لا بذور فيه، لا هو مزروع ولا محصود"!

 

وقد قوبلت الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والتي دخلت الآن شهرها العشرين، بتقاعس من جانب أصحاب السلطة. هذا التقاعس مُقلقٌ للغاية، خاصةً عندما يبدو هؤلاء القادة أكثر قلقاً على مستقبل الكيان الغاصب من محنة الأمة الإسلامية. فبينما يُواصل كيان يهود سفك الدماء في المنطقة، فإنّ حكام المسلمين جميعا دون استثناء قد غطوا فعلياً جرائمه.

 

هذا التواطؤ يُعزز الاعتقاد بأنّه لا يُمكن فعل شيء على هذه الأراضي دون موافقة هذا الكيان المزعوم بأنه لا يُقهر، ما يُعيق نهضة الأمة الإسلامية. يا أردوغان، إنّ الهدف الأساسي لهؤلاء الكفار هو منع نهضة المسلمين في هذه المنطقة. وكيان يهود الغاصب هو أهمّ بؤرهم الأمامية. حتى الأطفال في الشارع قد أدركوا هذه الحقيقة.

 

إذا كان الأمر كذلك، فبينما تتكشف المجازر المُمنهجة في غزة وغيرها من البلاد الإسلامية في إطار مُخططات هؤلاء الكفار أنفسهم، هل تعرف حقاً ما هو دورك المُفترض؟ هل هدفكم مجرد تهدئة الغضب الشعبي بخطابات فارغة، أم استخدام القوة لوقف عدوان هذا الكيان المجرم؟

 

إذا كان كيان يهود، كما تزعم، سيندم يوماً ما على أفعاله، فهل من مسؤوليتكم مجرد التعبير عن قلقكم على مستقبله، أم اتخاذ إجراءات ملموسة لتسريع نهاية وجوده غير الشرعي؟

 

ألا تُخاطر تصريحاتكم بإضفاء الشرعية على الكيان الذي تنتقدونه؟ الحقيقة هي أن إدارتكم فشلت في التصرف وفقاً للمبادئ الإسلامية، حتى في الوقت الذي يُذبح فيه مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء في غزة أمام أعينكم، ولا يزال سفك الدماء مستمراً.

 

وكما قال ابن تيمية: "الظلم لا يُبرَّر أبداً، وواجب المظلوم أن يطلب العدل".

 

لقد حان الوقت للتوقف عن الانحياز إلى الظالمين والتظاهر بالحزن على المظلومين. ابدأوا برفض تحويل بلادنا إلى معاقل للكفار. تخلّوا عن التحالفات مع المنظمات المعادية للإسلام مثل الناتو والأمم المتحدة. حينها، وحينها فقط، انضموا إلى الأمة، واستعينوا بالله، واجتهدوا في خدمة دينه. إن فعلتم ذلك، فقد تنالوا عزّ الدنيا والآخرة. وإن فشلتم، فقد يكون مصيركم كمصير العديد من الأنظمة والحكام الذين خدموا الكفار لسنوات، ثمّ هُزموا وأُذلّوا. هذا العار في الدنيا لا محالة، أما الذل في الآخرة فسيكون أشدّ وطأة. إنَّ أنصار دين الله الحقيقيين هم من لا يخشون إلا الله، ولا يترددون عن الجهاد في سبيله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع