الأحد، 18 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/09م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
هجوم ترامب على الديمقراطيين: انقلاب على الديمقراطية أم كشف لزيفها؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هجوم ترامب على الديمقراطيين: انقلاب على الديمقراطية أم كشف لزيفها؟

 

 

الخبر:

 

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التصريحات الحادة، انتقد فيها أداء الديمقراطيين ونظام التصويت وسياسات الهجرة والإغلاق الحكومي مؤكدا أن الوقت قد حان للجمهوريين لاتخاذ خطوات حاسمة (شبكة الجزيرة).

 

التعليق:

 

منذ صعود دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، والعالم يشهد جدلاً واسعاً حول طبيعة خطابه وأسلوبه في التعامل مع خصومه السياسيين. فبين من يراه مصلحاً يريد إعادة أمريكا إلى "عظمتها المفقودة"، ومن يعتبره تهديداً مباشراً لقيم الديمقراطية، ويبقى السؤال الأهم: هل هجوم ترامب المتواصل على الحزب الديمقراطي هو مجرد صراع سياسي طبيعي، أم أنه في جوهره انقلاب على الديمقراطية الأمريكية نفسها؟

 

لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها للعالم باعتبارها "حامية الديمقراطية" و"رمز الحرية"، لكن الواقع يكشف أن هذه الديمقراطية كثيراً ما كانت أداة للهيمنة، لا نموذجاً للنزاهة السياسية. فالنظام الأمريكي كغيره من الأنظمة الرأسمالية قائم على صراع حزبي تحكمه المصالح الكبرى، والشركات العملاقة، واللوبيات الصهيونية، أكثر مما تحكمه إرادة الشعوب.

 

في هذا السياق، يأتي هجوم ترامب على الديمقراطيين باعتباره انفجاراً داخلياً في قلب النظام الأمريكي، إذ يعري الصراع الحقيقي بين طبقة النخبة المتحكمة في مفاصل الدولة، وبين الشعب الأمريكي الذي يشعر أن صوته لم يعد مؤثراً في القرار السياسي.

 

لا شك أن ترامب يحمل خطاباً شعبوياً يلامس مشاعر الطبقة المتوسطة والفقراء في أمريكا، لكنه في الوقت نفسه يوظف هذا الخطاب لخدمة مصالحه الخاصة. إذ إن هجومه على الديمقراطيين ليس نابعا من حرصه على الديمقراطية، بل من سعيه لاستعادة سلطته ونفوذه. ومع ذلك، فإن ما يقوله يفتح الباب أمام مراجعة حقيقية لشعوبهم ولشعوبنا المضبوعة بحضارتهم؛ هل الديمقراطية الأمريكية فعلاً نزيهة، أم أنها مجرد مسرحية تتبدل فيها الوجوه وتبقى المصالح واحدة؟

 

إن تصاعد الخطاب العدائي بين الجمهوريين والديمقراطيين كشف زيف الديمقراطية، وأصبحنا أمام مشهد سياسي متأزم، فاتهام الديمقراطيين لترامب بمحاولة الانقلاب على الديمقراطية، يقابله اتهام الجمهوريين لخصومهم بتزوير الانتخابات والتحكم بالإعلام والقضاء.

 

إنها حرب باردة تكشف أن الديمقراطية فكرة خيالية ما طبقت ولن تطبق إلا في أذهان الناس وأحلامهم وهي في حقيقتها غطاء هش لمصالح النخبة.

 

علينا بصفتنا مسلمين أن ندرك أن ما يجري في الغرب ليس صراعاً على القيم، بل صراع على السلطة والنفوذ. وأن الديمقراطية الغربية ليست بديلاً عن الإسلام، لأن الحكم في الإسلام يقوم على العدل والمحاسبة أمام الله سبحانه، لا على الدعاية والأموال والنفوذ الإعلامي.

 

إن انكشاف تناقضات النظام الأمريكي اليوم هو دعوة لنا لإعادة الثقة بنظامنا الرباني الذي يقوم على مبدأ ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾، لا على أهواء الأحزاب وتحكم المال والإعلام.

 

إن هجوم ترامب على الديمقراطيين، وإن بدا تمرداً على الأعراف السياسية الأمريكية، إلا أنه في الحقيقة مرآة تعكس أزمة الديمقراطية الغربية نفسها. إنه ليس انقلاباً على الديمقراطية فحسب، بل كشفٌ لزيفها، وأنها ميتة تنتظر دولة الخلافة لتعلن وفاتها ودفنها قريبا إن شاء الله. فمسؤوليتنا هي أن نوقن أن طريق النهضة لا يكون بتقليد الغرب، بل بالعودة إلى هويتنا وشريعتنا وعدلنا الذي أراده الله لنا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العظيم الهشلمون

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع