الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ظاهرة تسوّل الأطفال تخفي وراءها ظاهرة تسوّل دولة لا سيادة لها على ثرواتها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ظاهرة تسوّل الأطفال تخفي وراءها

ظاهرة تسوّل دولة لا سيادة لها على ثرواتها

 

 

 

الخبر:

 

على إثر منشور في صفحة وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن تقدم فيه إعلان طلب عروض للمرّة الثانية لاختيار خبير لإنجاز دراسة "الأطفال في وضعية التسوّل"، حيث يعتزم مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل الإعلان عن طلب عروض لاختيار خبير متخصّص في مجال علم الاجتماع أو الخدمة الاجتماعية أو علم النفس الاجتماعي، لإنجاز دراسة حول الأطفال في وضعية التسوّل.

 

التعليق:

 

مع انتشار ظاهرة التسوّل ليس في صفوف الأطفال فقط بل في صفوف الشباب والنساء والشيوخ، فالجدير بالذكر أن هذه الظاهرة ليست بجديدة ولكنها تنامت بنسق صاروخي في كل ربوع البلاد، وكعادة هذا النظام العلماني الفاسد فقد دأب على حجب حقيقة تجويعه وتفقيره للناس وتحكيم من لا يرقبون الله في أهل تونس ويسلمون ثرواتها وخيراتها للاستعمار ويمكنون شركاتهم البترولية الناهبة المنتشرة بالعشرات من تطاوين إلى القيروان، وآخرها ما قام به الرئيس سعيد من إبرام لـ4 عقود مع شركات نفط وغاز فرنسية في أسبوع واحد.

 

والجدير بالتنبيه والتوضيح أن ظاهرة تسوّل الأطفال تخفي وراءها ظاهرة تسوّل الدولة والقائمين عليها من الحكام على أعتاب صندوق النقد والبنك الدوليين والاتحاد الأوروبي والفرحة بهبات من أعداء الإسلام والمسلمين، والتي فاقمت ديون البلاد التي فاقت 110 مليار دولار بعد الثورة. فلا عجب من ظاهرة تسوّل الأطفال القُصّر إذا كانت دولة تملك آبار بترول وغاز وملح وأراضي فلاحية خصبة وتتسوّل. وبالعودة إلى عادات هذا النظام العلماني الذي خبره شعب تونس الأبي وكشف أساليبه الملتوية في حجب قبح وجهه وحدّة أنيابه، فعلى سبيل المثال فإن هذا العرض الذي يقدمه المرصد بطلب علماء اجتماع وعلماء نفسيين لدراسة ظاهرة التسوّل ما هو إلا:

 

- إلهاء للشعوب عن أس الداء والسبب الرئيسي للبلاء وهو النظام الرأسمالي العالمي المتوحش الذي كرس سياسة التفقير وتجويع الناس حتى أصبح التسوّل مهنة يمتهنها بعض الأطفال في جماعات وعصابات ليس في تونس فقط بل في كل العالم.

 

- تغييب أهل الاختصاص قصداً، وطلب الحل من غير أهله؛ أولا: ليغيب عن الناس السبب الرئيسي لهذه الظواهر وأسبابها الحقيقية وهي الفقر والحاجة، وثانيا: لتغيب عن الناس طرق المعالجات الصحيحة والجذرية فيكتفوا بحلول ترقيعية لا تزيد الأزمة إلا خبالا وتجر خلفها أزمات أكبر وأعقد.

 

- ضمان عدم توحد صفوف الشعب بهدف محاسبة الفاسدين والمجرمين من الحكام الذين أذاقوا أهل تونس الويلات والمهانة بعد أن سلموا ثرواتها وخيراتها للاستعمار.

 

- ضمان تركيز أهل تونس الطيبين للجري وراء مساعدة بعضهم بعضا، فلا يذكرون ولا يتذكرون من هول ما عاشوه أن تونس كانت تُلقب فيما سبق بأنها مطمورة روما وفيما لحق بتونس الخضراء وأن ما تمتلكه من ثروات باطنية وخيرات فلاحية كفيل بأن يغني كامل المغرب العربي ويزيد.

 

وهذا غيض من فيض خبث هذا النظام العلماني المجرم الذي لن يجد الرد على فساده إلا باقتلاعه وبتطبيق نظام الإسلام العادل في توزيع الثروات بين الناس؛ كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، في ظل دولة الخلافة التي ترعى حاجات رعاياها وتوفر لهم الكفاية والرفاه.

 

ولمزيد التفاصيل العملية والجذرية لمعالجة ظاهرة التسوّل وأسبابها الرئيسية نحيلكم يا أهل تونس الطيبين إلى ما قدمه حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، إلى مؤتمر "الرؤية الاقتصادية لحزب التحرير" والذي قدم فيه الحلول الجذرية والمعالجات الشرعية الكفيلة بمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تهدد قوت الناس وكيان الدولة، كما أكد الحزب من خلال مؤتمره السنوي أن دولة الخلافة التي يعمل لإيجادها هي دولة رعاية تُؤمِّن لمن يعيش في كنفها العيش الكريم وتُوفِّر الحاجات الأساسية للأفراد من مسكن ومأكل وملبس، والحاجات الأساسية للرعية من صحة وأمن وتعليم، وهي على النقيض تماما من دولة الجباية، المنبثقة من عقيدة فصل الدين عن الدولة التي جعلت معظم الناس في تونس يعانون الفقر والمرض والبطالة وسوء الرعاية.

 

وأنا أدعو من هذا المنبر أهل تونس وكل من لا زالت فيه ذرة خير من حكام تونس إلى مشاهدة المؤتمر ومعالجاته الإسلامية العادلة لعلّه يكون بادرة الخير لتغيير حال البلاد وحال خير أمة أخرجت للناس.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سندس رقم

آخر تعديل علىالخميس, 28 تموز/يوليو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع