السبت، 18 شوال 1445هـ| 2024/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الجانب المظلم من البوب الكوري آلة السوق الاستغلالية ضد الشباب المسلم في آسيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجانب المظلم من البوب الكوري

آلة السوق الاستغلالية ضد الشباب المسلم في آسيا

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2022، نشرت The Diplomat مقالاً عن الجانب المظلم للبوب الكوري. وهو أن هنالك تحت الصورة السطحية المتلألئة لفناني البوب الكوري يكمن "دوريان جراي" - الرواية التي قيل عنها إنها تنتهك الأخلاق العامة - الذي يشبه قلب صناعة تنتهك وتتجاهل متدربيها ونجومها. في حين إن الموجة الثقافية الكورية تلفت الانتباه إلى كوريا الجنوبية وتقدم موقعاً عالمياً للتأثير الثقافي، فإن هذا الاهتمام يأتي مصحوباً بالمآسي، حيث لا يمكن تجاهل سوء المعاملة والانتحار وعقود العمل بالسخرة وجداول التدريب المرهقة وبنود عدم المواعدة والاعتداء الجنسي وإضفاء الطابع الجنسي على القاصرين من وكالات البوب الكوري.

 

تتكرر الفضائح في البوب الكوري، حيث شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وحده الفنان الشهير لي سونغ جي وهو يكتشف أن وكالته هوك إنترتينمنت قد حجبت جميع أرباح التدفقات الرقمية وتقوم بتنزيل أغانيه على مدار 20 عاماً. تم تسجيل فرقة أوميغا إكس، وهي فرقة فتيان مكونة من 11 نجماً يتمتعون بفرصة ثانية، وهي تتلقى توبيخاً عنيفاً من قبل الإدارة. وتم اتهامهم لاحقاً بأن الوكالة جعلت المجموعة تعمل أثناء إصابتهم بكوفيد-19.

 

الهاليو أو الموجة الكورية، تعتبر مقدمة ثورة القوة الناعمة لكوريا الجنوبية وغالباً ما تقترن بالإكراه. القوة الناعمة، أو قوة الجذب والتأثير الثقافي، هي أداة خطيرة ومعقدة للاستخدام. لأكثر من عقدين من الزمن، كانت كوريا الجنوبية تدعم بنشاط صناعة الترفيه كمحرك "للقوة الناعمة" والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، عندما تعلق الأمر بواجبها في حماية حقوق الإنسان، فإنها فشلت في تحقيق ذلك. لا ترى الصناعة إلا الأرباح عند توسيع نفوذها في الشرق الأوسط أو الصين أو حتى أمريكا الشمالية.

 

التعليق:

 

إن الجانب الأكثر قتامة من فضائح الاستغلال لفناني البوب الكوري هو استغلال المعجبين بوصفهم أسواقا، يوجد فيه الملايين. للأسف، العديد من هؤلاء الضحايا هم من الشبان المسلمين. يبدو أن الجانب المظلم لهؤلاء الأشخاص غالباً ما يفلت من مراقبي صناعة البوب الكوري. على سبيل المثال، في تشرين الثاني/نوفمبر، أُجبرت فرقة البوب الكوري NCT 127 على إنهاء أول حفل موسيقي لها في إندونيسيا مبكراً بعد أن أغمي على 30 فتاة نتيجة الاحتشاد والتزاحم. واستمرت الحفلة الموسيقية لمدة ساعتين عندما بدأ المشجعون يتقدمون للاقتراب من المسرح.

 

إن خطر البوب الكوري كقوة ناعمة يتمثل في الضرر الذي يحدثه على القيم وأنماط الحياة؛ لأنه نجح في تسويق القيم الليبرالية والمتعة وعبادة الأيدول على أساس النمط الغربي مع تغليف ثقافي كوري شرقي. علاوة على ذلك، عادةً ما يتم بناء المعجبين المسعورين في البوب الكوري على الإخلاص المرضي، حيث تمتلئ بملايين المعجبين الذين يعانون من الأوهام والعشق المفرط. وهذا له تأثير مباشر أكثر على المسلمين حيث إن العديد من البلاد الإسلامية تعد أكبر سوق لصناعة البوب الكوري حيث يتم استغلال شبابها كمعجبين لأغانيهم وأفلامهم. استناداً إلى تقرير تويتر الصادر في كانون الثاني/يناير 2022، تتصدر إندونيسيا قائمة أكبر عدد تغريدات خاصة بالبوب الكوري للعام الثاني على التوالي. وفي الوقت نفسه، احتلت ماليزيا المرتبة الثامنة من بين أول عشر دول.

 

لا تتردد شركات ووكالات فرق الفتيان الكورية في استغلال السوق. فقد عبّرت بي تي إس آرمي، (قاعدة المعجبين العالمية للبوب الكوري)، في وقت مبكر من هذا العام عن غضبها من شركة الترفيه لتوسعها القوي. ويشتكي العديد من المعجبين من أن الوكالة عازمة على جني الأموال عن طريق بيع السلع للمعجبين بأسعار ضخمة. حيث إن سعر المنتجات قد خلق ضجة كبيرة، مثلا: طقم بيجامة مكون من قطعتين بسعر 119000 وون (99.70 دولاراً أمريكياً) ووسادة بسعر 69000 وون!

 

وكذلك الأمر بالنسبة لجولات حفلات البوب الكوري الموسيقية التي تُجرى عبر البلدان، فإن سوق المعجبين كبير جداً. من المتوقع أن يحضر أكثر من 2.85 مليون شخص حفلات البوب الكوري الموسيقية في بلدان أخرى في عام 2022، حيث يسعى العالم إلى الانتقال من جائحة إلى مرض مزمن، وفقاً لشركة Hyundai Motor Securities. حتى إن هذه الحفلات أدت إلى ظهور ظاهرة عُرفت باسم حرب التذاكر. أدى العدد الكبير من جداول حفلات البوب الكوري في إندونيسيا، والتي ستكون في جاكرتا في عام 2022، إلى تنافس الشباب بشدة لشراء التذاكر. فقد بدأ التنافس على التذاكر قبل بضعة أشهر لحفل بلاك بينك، الذي من المقرر عقده في عام 2023. حتى الآن، تتراوح أسعار تذاكر حفلات البوب الكوري التي يتم بيعها من 50 إلى 350 دولاراً أمريكياً، وهذا ليس بالسعر البسيط بالنسبة للفتيان الإندونيسيين.

 

إن البوب الكوري كصناعة ثقافية شعبية قامت بتدمير وإضعاف جيل المسلمين المستقبلي. أصبح الشباب المسلم ممن يقال فيهم الإمعة الذين ليس لديهم موقف، ويميلون إلى اتباع اتجاهات وأساليب الحياة الممتعة. الإمعة هو صاحب شخصية ضعيفة تتماشى مع التيار والميول والأكثرية، ليس لديه مبادئ، ولديه أزمة هوية وعقلية اتباع. عن حذيفة قال: قال رسول الله ﷺ: «لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا».

 

نتيجة لذلك، فإن البوب الكوري ليس أكثر من أداة للاستعمار الغربي تحت ستار الوجه الشرقي. استغل الاستعمار المخفي، بمهارة كبيرة، عدم الاستقرار العقلي للشباب، واستنزف جيوبهم، وجعلهم يتمتعون بالولاء المرضي لأصنامهم. هذا نموذج استعماري مع نهج القوة الناعمة وهو أكثر خطورة لأنه كامن ويلعب كثيراً في منطقة الشبهات الغامضة أو غير الواضحة. مصحوباً بتدفق قيم التعددية العلمانية مثل الاعتدال الديني وبرنامج إزالة التطرف الذي يستمر في حملته بين الطلاب المسلمين. لقد أصبح الشباب المسلم أخيراً فريسة سهلة للرأسمالية!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فيكا قمارة

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع