100 وثيقة تفضح حقيقة أمريكا

الخبر:

قال البنتاغون إن تسريب وثائق سرية لوزارة الدفاع الأمريكية يشكل خطرا جسيما للغاية على الأمن القومي.

ويبدو أن الوثائق تتضمن معلومات حساسة تتعلق بالحرب في أوكرانيا، وكذلك عن الصين وحلفاء أمريكا. ويقول مسؤولون إن الملفات المسربة كانت بصيغة مشابهة لوثائق صدرت لكبار القادة.

وفُتح تحقيق لتحديد مصدر التسريب.

التعليق:

لا تزال تداعيات تسريب 100 وثيقة أمريكية سرية وسرية للغاية تلقى اهتماما بالغا في وسائل الإعلام الأمريكية وغيرها، لما حوته من معلومات لا تتعلق بالحرب في أوكرانيا بل في بلاد أخرى كالصين وكوريا الجنوبية وبريطانيا ومصر وحتى كيان يهود.

فمن معلومات حول تجسس أمريكا على زيلينسكي نفسه وعلى قادته، إلى تفاصيل حول نقاط الضعف في الجبهة الأوكرانية ومخططات الهجوم المضاد على الروس وتسليح الأوكران، إلى اختراق عميق لهرم الجيش الروسي ونقل تحذيرات دقيقة للجانب الأوكراني حول ضربات وشيكة وصولا إلى اعتراض طائرة بريطانية للتجسس فوق البحر الأسود ووجود قوات خاصة لبريطانيا على الأراضي الأوكرانية...

غير أن اللافت في القصة كلها هو أن هذه الوثائق تكشف عن تجسس أمريكا على من تسميهم حلفاءها، فها هي تتجسس على كوريا الجنوبية، بل والأكبر من ذلك التجسس على وزير الدفاع البريطاني مع العلم أن بريطانيا هي أحد أعضاء "الأعين الخمسة" والتي تتعاون أجهزة استخباراتها بشكل وثيق فيما بينها وتتشارك المعلومات الاستخبارية بشفافية كما يقولون.

كذلك من اللافت ما سرب من أن جهاز الموساد لدولة يهود يقف وراء تأجيج التظاهرات ضد نتنياهو وحكومته، وهذا يشير إلى حقيقة الصراع داخل الكيان.

أما مصر فقد كان لها نصيب من التسريب، حيث قامت بتصنيع 40 ألف صاروخ لروسيا.

هناك مقولة لتشرتشل يقول فيها "في زمن الحرب، الحقيقة ثمينة لدرجة أنه ينبغي تغليفها بالكثير من الأكاذيب".

هذه الوثائق قد تكون سرقت وسربت، وقد تكون سربت عن قصد، وخلطت فيها معلومات صحيحة بأخرى كاذبة، لكن ما بينته الوثائق من نفاد الذخائر - خاصة المضادة للطيران - لدى أوكرانيا خلال أقل من شهر ربما تكون تهيئة للانتقال إلى مرحلة التسوية للحرب. وفي جميع الأحوال فإن هذه الوثائق ستوجد شرخا في حلق أمريكا وهي شاهد آخر على نظرة أمريكا وقادتها الاستعلائية للعالم والتي تبرر لها التجسس على أقرب حلفائها فكيف بأعدائها؟

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى