الخميس، 23 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قافلة الصمود إلى غزة

مبادرة إنسانية أم أداة صراع جيوسياسي؟

 

مواقف الدول العربية خيانة مكشوفة

 

لم تعد مواقف الأنظمة العربية تجاه غزة تخفى على أحد، بل أصبحت مكشوفة في خيانتها وتماهيها مع أجندة يهود، بل إن بعضها، وعلى رأسها النظام المصري بقيادة السيسي، تصرّف وكأنه حارس للبوابة الجنوبية لكيان يهود.

 

فقد ظل معبر رفح مغلقاً في وجه الجرحى والغذاء، بينما تُفتح معابر يهود العسكرية لبعض الإغاثة الشكلية، التي لا تكسر الحصار.

 

كما أوقف النظام المصري وفتّش معظم قوافل الإغاثة، واشترط موافقة أمنية من كيان يهود على دخول أي شاحنة أو طاقم طبي، بحسب تقرير الغارديان في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

هذا الموقف ينسجم مع ما كشفته ميدل إيست آي من أن القاهرة قدّمت معلومات استخباراتية حساسة ليهود خلال المعركة على غزة، ضمن اتفاقات التنسيق الأمني.

 

قافلة الصمود: منطلقات إنسانية أم رسائل سياسية؟

 

قافلة الصمود، التي انطلقت من الأردن وتونس والجزائر ودول أوروبية عدة، حملت شعاراً إنسانياً نبيلاً، لكنه اصطدم بجدار السياسة الإقليمية والتوازنات الدولية.

 

وعلى الرغم من وضوح النوايا لدى بعض المشاركين، إلا أن الظروف الجيوسياسية تشير إلى وجود توظيف سياسي محتمل من جانب بعض الدوائر الأوروبية.

 

أدلة على التوظيف الأوروبي:

 

1- توقيت القافلة جاء متزامناً مع ضغط أوروبي على واشنطن بسبب موقفها في أوكرانيا، كما عبّر عنه الرئيس الفرنسي ماكرون في مناسبات عدة، مؤكداً أن أوروبا يجب أن "تتحرر من التبعية لسياسات أمريكا الخارجية".

 

2- دعم لوجستي غير مباشر من أطراف أوروبية سمحت بانطلاق هذه القوافل، بينما كانت في السابق تُمنع أو يُحاصر منظموها بتهم "دعم الإرهاب" أو العلاقات مع حماس، ما يثير التساؤلات حول التغيّر المفاجئ في اللهجة والمواقف.

 

3- وفقاً لتقرير صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في آذار/مارس 2024، فإن بعض الحكومات الأوروبية "تبحث عن سبل لكسر الاحتكار الأمريكي للمشهد السياسي في الشرق الأوسط عبر أدوات إنسانية مثل قوافل الإغاثة والبعثات الشعبية".

 

هل كانت النتيجة محسومة مسبقاً؟

 

منذ لحظة الإعلان عن القافلة، كان مصيرها واضحاً لكل من يعرف طبيعة النظام المصري؛ فالسيسي لن يسمح بخرق تنسيقه الأمني مع كيان يهود تحت أي ظرف.

 

وقد جاء منع القافلة ضمن خطة احتواء للرأي العام وضمان ألا تتحول هذه المبادرة إلى فضيحة إقليمية تكشف هشاشة الحصار.

 

بل إن بعض المشاركين في القافلة، من نشطاء جزائريين وأردنيين، صرحوا بعد إيقافهم عند الحدود: "كنا نعلم أن الطريق مغلق، لكننا أردنا أن نفضح تواطؤ الأنظمة".

 

الرؤية الشرعية: لا نجاة للأمة إلا بسلطان الإسلام

 

ما نراه اليوم ليس مجرد تضييق على قوافل، ولا مجرد خيانة من أنظمة، بل هو نتيجة غياب الكيان الجامع للمسلمين الذي يتصدى لهؤلاء الخونة، ويحمي الأمة ويحرر مسراها.

 

إن الحل الشرعي والوحيد يتمثل في إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي:

 

توحد المسلمين تحت إمام واحد.

 

تحرك الجيوش لتحرير فلسطين لا لمنع الإغاثة عنها.

 

تعيد الاعتبار للكرامة الإسلامية والسيادة السياسية.

 

تقطع يد الغرب الكافر وهيمنته، سواء أكانت أمريكية أو أوروبية.

 

قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ويقول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه البخاري ومسلم).

 

إن استثمار معاناة أهل غزة في الصراعات الجيوسياسية بين أمريكا وأوروبا هو سقوط أخلاقي وإنساني، أما تمكين أنظمة مثل السيسي لحصار غزة فهو خيانة دينية وسياسية.

 

ولن تتوقف هذه المهزلة إلا بإزالة هذه الأنظمة العميلة جميعها، وإقامة حكم الإسلام في دولة الخلافة على منهاج النبوة التي لا تتاجر بدماء أهل غزة، بل تحمل لواء التحرير وتجمع الأمة تحت راية واحدة، هي راية العقاب؛ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بهاء الحسيني – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع