- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-05-21
جريدة الراية: منتدى الأمن العالمي في الدوحة
عقد منتدى الأمن العالمي في الدوحة 2025 دورته السابعة يومي 28-2025/4/30 بعنوان "تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي". فذكر مركز الاتصال الحكومي القطري على صفحته أن المنتدى "جمع أكثر من 1400 شخصية بارزة تضم قادة عالميين ومسؤولين حكوميين ووزراء وخبراء وأكاديميين من حوالي 60 دولة حول أبرز التحديات الأمنية العالمية".
"تأسس المنتدى عام 2018، وهو فعالية سنوية تشكل منصة دولية مرموقة للحوار بين نخبة من صناع القرار والخبراء في مختلف القطاعات يجري تنظيمه من أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية ومركز صوفان بالتعاون مع عدد من المؤسسات بما فيها المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي ومؤسسة أمريكا الجديدة وجامعة ولاية أريزونا وموقع ديفنيس وان". ومركز صوفان مقره بنيويورك مؤسسه ضابط مخابرات أمريكي ذكرت عنه مجلة ذي نيوركر أنه أحد الذين كشفوا عن أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2011 قبل وقوعها ولكن المخابرات الأمريكية رفضت التعاون معه.
"يهدف المنتدى بشكل أساسي إلى ترسيخ مكانة الدوحة كمركز رائد للحوار الأمني الاستراتيجي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة".
فقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن في افتتاحه منتدى 2025 "من خلال تجاربنا المتعددة في الوساطة وحل النزاعات، أدركنا أن بناء السلام الحقيقي يتطلب فتح قنوات حوار بين جميع الأطراف المؤثرة".
وقال مركز الاتصال الحكومي القطري يوم 2025/4/30: "اختتم منتدى الأمن العالمي فعاليات دورته السابعة التي تواصلت بالدوحة على مدى 3 أيام شهدت نقاشات رفيعة المستوى بحضور نخبة من القادة العالميين والمسؤولين الحكوميين والمتخصصين في الشؤون الأمنية والأكاديميين من مختلف العالم. وركزت نقاشات المنتدى هذا العام على التحديات الناجمة عن نشاط الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل المجموعات الإرهابية العابرة للحدود والشركات العسكرية الخاصة والمنظمات الإجرامية والمجرمين الرقميين وتأثيرها في تأجيج الصراعات الدولية وإعاقة أدوار الوساطة والدبلوماسية وتهديد الأمن السيبراني والعمل الإنساني".
فغياب الأمن يتضح من هذه النقاط:
1- المنتدى مكون من مؤسسات أمنية أمريكية تعمل للمحافظة على النفوذ الأمريكي وهيمنته في المنطقة وفي العالم. ويدعو المسؤولين والمتخصصين من دول كثيرة لجمع الآراء والمعلومات من أجل ذلك.
2- يعمل للحفاظ على الأنظمة القائمة في المنطقة وفي العالم التابعة لها تحت مسمى الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام.
3- ركز هذه السنة على تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي، في محاولة للتصدي "للمجموعات الإرهابية العابرة للحدود"، ويقصد بها الحركات الإسلامية التي تهدد النفوذ الأمريكي والغربي. فهم يقولون إنه لا يوجد من يعمل على تغيير الواقع الحالي في المنطقة وفي العالم غير أصحاب الفكر الإسلامي الذين يسعون لإقامة الخلافة، فيصفونه تارة بالإسلام السياسي وتارة أخرى بالإرهاب والتطرف. فيتبادلون الآراء حول الأساليب والوسائل لمنع إقامتها. وقد حذروا من إقامتها في العديد من تقاريرهم وتصريحاتهم، وآخرها تحذير رئيس وزراء كيان يهود مرتين يومي 21 و2025/4/23 من إقامتها.
4- قطر تقيم هذا المنتدى لتعزز دورها الذي رسمه لها الغرب بإبراز نفسها "رائدا للحوار الأمني الاستراتيجي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة"، وأنها دولة وسيط في حل النزاعات تسعى لتحقيق الأمن في المنطقة والعالم، فيشمل ذلك كيان يهود الغاصب لفلسطين والأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية والنفوذ الغربي في هذه البلاد.
5- قطر بعملها كوسيط في موضوع غزة تقر بوجود كيان يهود وتقيم العلاقات معه وهو يمارس الإبادة الجماعية فيها ويعمل على تهجير أهلها وأهل الضفة الغربية ومصادرة أراضيهم والاستيلاء على المسجد الأقصى.
6- قطر تتناقض مع أهدافها المعلنة في تحقيق الأمن، تسمح لأمريكا بإقامة أكبر قاعدة عسكرية على أراضيها لتنشر الخوف وتضرب بلاد الإسلام وتحتلها وتدمرها وتقتل الملايين من أهلها وتهجرهم كما حصل عندما هاجمت من هذه القاعدة أفغانستان والعراق وسوريا.
7- تقر بوجود التمزق القائم في البلاد الإسلامية بعملها التوسط بين الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية دون عملها لوحدتها. فقطر وهذه الأنظمة كلها ترتبط بالغرب على رأسه أمريكا، فكريا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا وعسكريا.
8- الغرب بقيادة أمريكا أحد الأسباب الرئيسية لغياب الأمن لكونه مستعمرا يشعل الحروب ويخلق الأزمات ويثير الاضطرابات في المنطقة وفي العالم، ويحارب فكر أهل المنطقة المسلمين، ويمنعهم تحت مسمى محاربة الإرهاب والتطرف من الاستقلال بشؤونهم ووحدتهم ونهضتهم بإقامة حكم الإسلام والخلافة.
فعلاج مسألة الأمن ليس بإقامة مثل هذه المنتديات والحوارات والمناقشات من أولئك الذين هم سببها ولهم أهدافهم من إيجادها كالهيمنة والاستعمار، وليس بلعب دور الوسيط لحلها للظهور بمظهر الرائد في هذا المجال، وإنما بمعالجة النقاط المذكورة.
وكل ذلك ناجم عن غياب الإسلام كنظام للحياة متجسدا في دولة يتحقق بوجودها الأمن والأمان والعيش الهنيء والحياة الطيبة، والذي تحقق على مدى 13 قرنا بوجود تلك الدولة. فعندما غابت شمس الإسلام عن البلاد وخيم عليها الظلام بغياب الخلافة والشريعة، وبتمزيق رقعتها إلى أكثر من 50 مزقة تسمى دولة ترتبط بالنفوذ الغربي بكل أشكاله وبزرع كيان يهود جرثومة خبيثة في فلسطين، لم يعد هناك أمن وأمان وحياة لأهل البلاد.
فالأمن هو ضد الخوف، ولا يتحقق إلا بالاستخلاف في الأرض للذين آمنوا وعملوا الصالحات والتمكين لدينهم بأن يحكم ويسود، فعندما تصبح لهم دولة يحكمون بدينهم الذي ارتضاه الله لهم، يطبقون أحكامه في الداخل والخارج، فيبدلهم من بعد خوفهم أمنا، ويجاهدون في سبيله ولا يخافون. وكما كان المؤمنون قبل إقامة دولتهم الأولى مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس فآواهم بهذه الدولة وأيدهم بنصره ورزقهم من الطيبات.
ولن يتحقق الأمن في العالم إلا بوجود دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تردع المستعمرين وتمنعهم من سحق الشعوب واستعمارها ونهب ثرواتها وإشعال الحروب والنزاعات بينها لاستدامة استعمارها لهم، فتعمل على تحرير الأرض من حكم الفساد والمفسدين.
بقلم: الأستاذ أسعد منصور
المصدر: جريدة الراية