الخميس، 17 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق عباس يصطنع الأزمات والزوابع للتغطية على فشله واحتراق وجهه

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 710 مرات


الخبر:


نشرت وكالة سما الإخبارية صباح الأربعاء حول زيارة عباس لواشنطن خبرا جاء فيه: "أكدت مصادر سياسية فلسطينية' أن الأفكار التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الرئيس محمود عباس، تضمنت الاعتراف بإسرائيل كـ ' دولة يهودية'، مع وجود قوات لإسرائيل في منطقة الأغوار، مع طرحه عرضا ‘غير ناضج' تجاه ملف القدس، وأن أبا مازن أبدى اعتراضه على الكثير من الطروحات، ما حدا بالطرفين للاتفاق على تكثيف الاتصالات في الأيام المقبلة، بغية منع الإعلان عن ‘انهيار المفاوضات' في نهاية فترتها المقررة".


وكان قد سبق زيارة عباس لواشنطن موجة تراشقات بينه وبين دحلان، واتهامات متبادلة تدور حول تآمر كل منهما على أبناء فلسطين وقيادات، واتهامات بالعمالة، وكذلك مجموعة فعاليات لحركة فتح ومؤسسات السلطة تأييدا لعباس.


التعليق:


من المستبعد أن تكون زوبعة تراشق الاتهامات بين دحلان وعباس، والتي أسماها البعض "نشر الغسيل الوسخ" قد جاءت مصادفة مع قرب انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات، وقبيل زيارة عباس لواشنطن، حيث سبق ذلك تهاوي شعبية عباس وسلطته في أعين الناس على إثر التصريحات الأخيرة التي صدرت منه بخصوص استقدام قوات احتلال صليبي لفلسطين، والاعتراف بأنّ الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية هو حماية كيان يهود، وما تبع ذلك من نشاط مشهود لحزب التحرير في فلسطين لفضح عباس وسلطته وأجهزته الأمنية لإفشال مشروع التصفية والتفريط، وهو ما فت في عضد السلطة، وسخّن من وجه عباس إلى درجة الاحتراق، وهو ما دفع بعباس إلى إصدار تعليماته المشددة للتنكيل بشباب الحزب وإبقاء المعتقلين رهن الاحتجاز غير "القانوني" لأكبر فترة ممكنة في مختلف مناطق الضفة الغربية على نحو افتضح فيه الأمر وبان لكل مراقب.


وكما حاول حينها عباس وأزلامه سعيا لإطفاء الحريق إلى الخروج بنشاطات وبيانات تأييد لعباس وجرائمه المشهودة، وكذلك محاولة تصوير أنّ يهود يعادون عباس ويريدون النيل منه، في محاولة لتصوير أنّ من يعارض عباس يخدم يهود! وهو ما بدا كذبة ممجوجة لم تنطل على عاقل يرى سلوك السلطة ومواقفها المخزية المتواصلة.


وفي محاولة للتفكير ببديل يكون أكثر قبولا لدى القاعدة الفتحاوية التي يعول عليها عباس، في ظل إدراك عباس أنّه سيذهب إلى واشنطن ليعود بخفي حنين وبمزيد من التهاوي والفشل، وهو ما حدث فعلا كما هو واضح في الخبر أعلاه، من أجل ذلك وجد ضالته في دحلان، صاحب السمعة السيئة، فشن عليه حملة شعواء اتهمه فيها بالعمالة والخيانة والمساهمة في تصفية قيادات بالتعاون مع الاحتلال، متعاميا عما سيتبادر إلى ذهن أبسط المتابعين بأنّ دحلان فعل كل أفعاله تلك وهو في حضن عباس ومستشاره للأمن القومي وأحد أهم القيادات المقربة منه!!. وعباس يعرف هذا الأمر، ولكنه في أمس الحاجة إلى استنفار أتباعه ورفع درجة التأهب من خلال اصطناع زوبعة يأخذ بها الأنظار إلى مكان بعيد عن تنازلاته وتهاويه، وباختراع عدو يتوحدون حول عباس ضده، ويرد بذلك على بعض الأطروحات التي نادت بدحلان كبديل عنه إن فشل في المفاوضات، تماما كما فعل عرفات حينما دفع أتباعه إلى الخروج في شوارع رام الله واصفين عباس بكرازي، حينما أحس بالخطر من عباس في حينه.


ووسط كل ذلك، تستمر المفاوضات، بل التنازلات، كما كان متوقعا، دون أن يحصد عباس إلا الشوك والخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر.


وهو ما يتطلب من أهل فلسطين الوعي على المؤامرة التي تعمل السلطة على تسويقها وتمريرها عليهم، والحذر من فقدان البوصلة في دهاليز الحياة السياسية ومستجداتها. وهو ما يحتم على كل المخلصين الوقوف في وجه المتآمرين على فلسطين، "دحلانيين" كانوا أم "عباسيين"، ممن يدّعون تمثيل أهل فلسطين، ليعلموا أنّ فلسطين وأهلها براء منهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق يا أهل تونس حَيَّهَلًا بنصرة دين الله

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 656 مرات


الخبر:


يشهد الجنوب التونسي خلال هذه الأيام حراكا شعبيا رفضا للواقع الراهن في البلاد وإلى ما آلت إليه بعد الإطاحة ببن علي، ومن أهم مطالب أهل الجنوب هو الحصول على حقهم في الثروات المنهوبة ورفض كل مظاهر التهميش وسوء الرعاية.

 

التعليق:


يأتي هذا الحراك الشعبي ضمن مسار ثورة أمة ما زالت لم تكتمل ولم تتوج على الشكل الذي سيحقق كرامة المسلمين وعزهم، كما أنه في نفس الوقت تثبيت لمكسب استعاده الناس، ألا وهو المطالبة بحقوقهم وعدم خشية الحاكم أيّا كان.


وفي نفس الوقت نجد من بين أعمال رئيس الجمهورية السيّد محمد المنصف المرزوقي الاطلاع على استعدادات تونس لتقديم ملف ترشّحها لاحتضان بطولتي العالم للشطرنج لصنفي المدارس والشباب سنتي 2016 و2017.


أمّا رئيس الحكومة مهدي جمعة فهو يتنقل من بلد لآخر محاولة منه لجلب الاستثمار أو طلب المعونات وما زال لم يدرك أن المشكلة تكمن في سوء توزيع الثروة، وأن السبيل لتحسين الوضع الاقتصادي هو القطع مع النظام الرأسمالي الذي شهد على نفسه بالفشل.


أمّا رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر فقد عقد الثلاثاء 2014/3/18 بمدينة جنيف السويسرية، اجتماعا مع 30 سفيرا معتمدا لدى الأمم المتحدة، بينهم فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والنمسا والأروغواي ومصر وليبيا وفلسطين، خصص لتقديم التجربة التونسية في المسار الانتقالي الديمقراطي، وكأننا تحولنا إلى دولة قوية نجحت في تجاوز الصعوبات والوصول إلى برّ الأمان.


فما كل هذه المفارقات: راع لا يهتم برعيته، ورعايا أدركوا عدم قدرة الرعاة على القيام بواجباتهم بل أدركوا تبعيتهم للغرب وخضوعهم لإملاءاته؟


إن على أهلنا أن لا ينخدعوا هذه المرة بترقيعات ربما تتحرك الدولة لتنفيذها عساها تخمد غضبهم وحراكهم هذا، وعليهم أن لا يقبلوا بأنصاف الحلول، وأن يطالبوا بتغيير حقيقي لنظم العيش، تغييرٍ يضمن لهم الرعاية والاهتمام بمشاغلهم، تغييرٍ يهنأوا به في الدنيا والآخرة. على أهلنا في تونس العمل على عودة الإسلام إلى معترك الحياة تكون فيها السيادة للشرع، فلا حل لمشاكلنا إلاّ بالعودة للكتاب والسنة فتكون مثلا الثروات الطبيعية ملكية عامة يشترك جميع الناس فيها امتثالا لأمر الله.


وأختم بقول عالمنا الجليل وأمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة حين نادى الثائرين في الشام لأنادي به أهل تونس: فَحَيَّهَلًا بنصرة دين الله، حيَّهلا بنصرة العاملين إلى الخلافة، حيَّهلا بنصرة حزب التحرير، فتعاد سيرة الأنصار رضوان الله عليهم، ويعز الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأهله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة الماجري - تونس

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق مبادرة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1626 مرات


الخبر:


في يوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار، 2014 وعلى موقع ال بي بي سي ورد خبرٌ يقول: أطلق الفاتيكان والأزهر مبادرة دولية للقضاء على العبودية الحديثة، في مشروع يمتد لخمس سنوات.


وقال صاحب فكرة المبادرة، الثري الأسترالي آندرو فورست، إن المشروع الذي سيكون مقره الكرسي البابوي في الفاتيكان، مفتوح لأتباع بقية الديانات.


وحسب أرقام لمؤسسة "ووك فري" نشرت العام الماضي فإن عشرات ملايين البشر ما زالوا يرزحون تحت نير العبودية، بشكل أو بآخر.


وذكر في صحيفة المصري اليوم


أن الزعماء الدينيين قالوا في بيان «نحن ندعو جميع المؤمنين وقادتهم وجميع الحكومات وأصحاب النوايا الحسنة إلى الانضمام إلى الحركة ضد العبودية الحديثة والاتجار بالبشر ودعم شبكة الحرية العالمية».


وأعلن القادة عن «يوم عالمي للصلاة» على ضحايا الرق ووضع هدف إنشاء صندوق عالمي للقضاء على الرق بدعم سياسي من 162 حكومة ودعم مالي من مجموعة (جي 20) التي تضم أكبر 20 نظامًا اقتصاديًا في العالم.



التعليق:


قبل مجيء الإسلام كان نظام استرقاق الأحرار والمتاجرة بهم والعبودية للبشر شائعا عند جميع الشعوب والأمم، ولما جاء الإسلام عالجه بالأحكام الشرعية معالجة قضى بواسطتها على جميع الأشكال والحالات التي يحصل فيها الاسترقاق وذلك:


بتحريم استرقاق الأحرار تحريما قاطعا، ففي الحديث القدسي: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».


وبمنع استرقاق أسرى الحرب فهؤلاء يطبق عليهم الحكم في الآية: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء﴾ [محمد: 4] وترك للخليفة أن يختار بين الاسترقاق والإطلاق في حكمه على السبي، أي الذين يصحبون الرجال في المعركة من النساء والصبيان لتكثير السواد، فالخليفة يتصرف تبعا للموقف الذي تقتضيه السياسة الحربية مع العدو، والواقع الحالي يحتم عدم حصول السبي، فقد بطل خروج النساء والأطفال في الحروب الحديثة.


كما جعل عتق الرقبة سببا في استنقاذ المسلم لنفسه من النار، قال صلى الله عليه وسلم: «أيّما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله تعالى بكل عضو منه عضوا من النار».


وجعل من موجبات عتق العبد المملوك: إذا كان العبد مملوكا لقريب محرم، فيتم عتقه آليا جبرًا عن المالك، وكذلك إذا عذب المالك مملوكه بالحرق أو قطع عضو أو الضرب المبرح - لا ضرب التأديب - يجبر على عتقه وإلا عتقه الخليفة جبرا عنه.


كما جعل الإسلام عتق الرقبة كفارة لكثير من الذنوب مثل: قتل النفس المؤمنة خطأ، والحنث في اليمين، والظهار، وإفساد صوم رمضان بالجماع.


ولم يكتف الإسلام بذلك بل جعل للعبد مجالا لأن يعمل على عتق نفسه وبالتالي يعوض المالك ماله (ثمن العبد)؛ وذلك بطريقة المكاتبة، والتي يتم فيها الاتفاق بين العبد وسيّده على أن يدفع العبد مبلغا معينا في فترة معينة لقاء نيله لحريته، ويلزم المالك بعتقه في حال وفاء العبد بالاتفاق.


كما أن الله جعل عتق الرقبة أحد أبواب مصارف الزكاة الثمانية حين قال: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].


هذه هي الطريقة الفعالة للتخلص من العبودية والرق والتي أظهر تاريخ الدولة الإسلامية بتطبيقها للأحكام الشرعية السابقة الذكر تنظيف المجتمع المسلم من الرق.


أما طريقة القيام بمشروع دولي وبمشاركة كفار أعداء، وفي ظل نظام رأسمالي يعمق ويوسع مدى انتشار ما يسمونه بالعبودية الحديثة، فإن النتيجة الحتمية لهذا المشروع مهما كانت بنوده وجزئياته، هي الفشل، ولن يُعالج أي أمر لا في الخمس سنوات ولا حتى في الخمسة قرون، كما لن ينفعهم ما سيحصلونه من مال من الدول الداعمة للصندوق العالمي الذي سيتم إنشاؤه، فالحل الوحيد الصحيح القادر على القضاء على العبودية هو إيجاد الإسلام في معترك الحياة في ظل دولة الخلافة القادمة قريبا إن شاء الله.


وإن من أشد أشكال العبودية ألمًا هو رؤية العالِم المسلم يسير خلف الأحبار والرهبان فيُحرم ما يُحرمونه مما أحلّ الله ويُحل ما يُحلونه مما حرّم الله، قال تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31].

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم راضية

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق خلاص شعب العراق المحتل لا يكون إلا بتطبيق شرع الله تعالى

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 644 مرات


الخبر:


نقلت «الشرق الأوسط» - الثلاثاء 18آذار/مارس2014 عن سلمان الجميلي/ رئيس ما يعرف بكتلة "متحدون" في البرلمان العراقي أن «رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وزعماء الكتل البرلمانية اتفقوا على عقد جلسة خاصة يوم الأربعاء لمناقشة موضوع الأنبار بموافقة جميع الكتل، ومن بينها ائتلاف دولة القانون - الذي يتزعمه "المالكي" رئيس الوزراء».


وأن «من الضروري مناقشة الأوضاع الإنسانية في محافظة الأنبار»، مهددا «بمناشدة المجتمع الدولي لإغاثة نحو نصف مليون نازح من محافظة الأنبار في إقليم كردستان والمحافظات الأخرى».


التعليق:


ابتداءً نقول: إن هذا العدد من النازحين - الذين اُجبرُوا على ترك ديارهم بعد مُكنَةٍ وفسحةٍ من العيش باتوا عالة يتكففون الناس على أبواب المساجد، ويتجرعون ذل الصدقة - لم يأتِ نتيجة عُسفٍ لغاصب من بني صهيون، بل ولا جرّاءَ كارثة طبيعية كالزلازل أو الفيضانات...! لكنه ثمرة مُرّة لخُطة شيطانية رسمها (دهاقنة) طهران بضوء أخضر من كافر أمريكي محتل، وبتنفيذ متقن ممّن نصّبوه حاكما أوْحدَ على العراق لتوافق (المصالح) كُلٌ بحَسبه، وليؤول الأمر إلى بلد ضعيف مفكك الأوصال، ولعل ذلك يفضي - بالمحصلة - لولاية ثالثة للمالكي حيث يواصل الليل بالنهار عبر افتعال المزيد من الأزمات، وإبعاد الخصوم ما وَسِعه ذلك، كيف لا وقد أصبحت مفاتحُ الأمن والقضاء والمال السياسي طوع بَنانِه..!


ولا بد لمناقشة الأمر من محورين:


الأول: أن البرلمان - بحسب المبدأ الرأسمالي الباطل - يُعدّ أعلى السلطات الثلاث المزعومة، ذلك أنه يضطلع بتشريع القوانين التي تحفظ مصالح الشعب، كما يملك حق منح الثقة للحكومة أو سحبها منها وإسقاطها بقدر التزامها دستورياً بالسياسات المعَدّة أو إخلالها بها، الأمر الذي لا وجود له في برلمان العراق لطغيان نظام المحاصصة الطائفية والعِرقية المُستحكِم، ولولا ذلك ما استمر سيل المصائب والفضائح وتعطّل الخدمات الضرورية على مدى العشر سنوات العجاف رغم تعاقب أذناب المحتل على مواقع القرار.


ولنا أن نسأل: هل أفاق البرلمان من سُباتِه بعد مُضيّ ثلاثة أشهر على أزمة الأنبار، وتفاقُم أوضاعها من قتل وتهجير وتخريب للعمران حتى لكأنها لم تغن بالأمس؟ أم هي مؤامرة لا محيص عنها، ولا يملك أحد غيرَ الإذعان لها؟ ثم ما الذي بقي بيد البرلمان ليفعله، لو أراد حقا اتخاذ قرارات صعبة؟ ومن سينفذها؟ ألم يُعطل المالكي البرلمان من أول أيام ولايته الثانية؟ بل لقد وصفه قبل أيام بأنه برلمان متآمر حَكمَ على نفسه بالفشل؟ إنه حقا موقف لا يُحسدون عليه: فلم يَحْكموا بشرع ربهم عز وجل، وإذنْ لتحقق العدل بين الناس، ولم يلتزموا بما تواطأوا عليه بديلا عن ذلك من قوانين جائرة بُنيت على التوافقات.. إذنْ هو اتباع الهوى المُضِلّ عن سبيل الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.


والثاني: عن التهديد بمناشدة المجتمع الدولي لإغاثة المُهجّرين، فإنه حُجة الفاشلين، وسراب يحسبه الخائبون ماءً، فلينادوا بأعلى صوتهم، فلن يستجيب لهم أحد.

 

وهل أصاب المسلمين ما أصابهم من ذلٍ وقهرٍ في العراق وغيره إلا بمكر ذلك المجتمع الظالم مُمَثلاً بتلك المنظمة المسماة بهيئة الأمم التي لم ُتنشأ أصلا إلا لتعِين الظالم على المظلوم، وتساوي بين الضحية والجلاد، وها هي مأساة فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا شاخصة أمامنا، والأمثلة تطول. فأيّ حق رُد لأهله بعونٍ من تلك المنظمة المجرمة؟ ولماذا يبحث المسلمون عن حل مشاكلهم في تشريعاتها، أليس في شرع الله تعالى كفاية لهم؟ ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾؟


وفي الختام نقول: لن يغيث المسلمين وينتشلهم مما هم فيه غير خليفة المسلمين وإمامهم في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بانت بشائرها بإذن الله عز وجل، فلقد أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «إنما الإمامُ جُنة يقاتل مِن ورائه ويُتقى به».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات لا تحقرن من الطاعة شيئا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 870 مرات


كان الحسن البصري يقول:ابن آدم لا تحقرن من الطاعة شيئا، وإن قل في نفسك، وصغر عندك، فإن الله سبحانه يقبل مثال الذرة، ويجازي على اللحظة، ولو رأيت قدره عند ربك لسرك، ولا تحقرن من المعصية شيئا، وإن قل في نفسك، أو صغر عندك، فإن الله شديد العقاب.


آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف كيف تضيع الأمانة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 405 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أورد البخاري رحمه الله تعالى ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ‏إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ".


قال الكرماني:[المراد من "الأمر" جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير]. وقال أيضاً:[معنى "أُسند الأمر إلى غير أهله" أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيّعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها].


إننا نعيش في زمان أُسند الحكم فيه وهو رأس الأمر إلى غير أهله من الحكام الخونة الذين نسمعهم ونراهم ، فهم ليسوا أهلاً للحكم لأن الكافر المستعمر هو الذي عيّنهم وسلّطهم على رقاب المسلمين يسومونهم سوء العذاب ويحكمونهم بالكفر الصراح، ولأنهم لا يستطيعون تدبير شراك النعال إذا فسدت، فهم أشباه الحكام وأشباه الرجال فبهم وبسببهم تضيع الأمانة والأمانات وتسود الخيانة والخيانات، ويأخذ حكمهم كل من رضي لنفسه أن يكون سيئة من سيئاتهم من الذين يُتابعونهم ويرضون عنهم ولا ينكرون عليهم فعالهم من العلماء وأشباه العلماء والمُفتون والقضاة وغيرهم. هؤلاء الذين خانوا الله ورسوله والمسلمين وخانوا أمانتهم وهم يعلمون، هؤلاء الذين يستهزئون بآيات الله ويحرّفون الكلم عن بعض مواضعه، هؤلاء هم الغافلون المتغافلون المُضيّعون للأمانة، أمانة الحكم وأمانة العلم.


إن الأمانة لن ترجع إلى الأرض إلا إذا وُسد الأمر إلى أهله وهم أهل الدين الذين يدعون لإقامته عبر قيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة فبها توجد الأمانات وتُرفع الخيانات، فاللهم اجعلها قريبة واجعلنا من جنودها وشهودها.


احبتنا الكرام والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

معالم الإيمان المستنير م9 ثبوت نبوة سيدنا محمد

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 948 مرات

 

أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


قلنا في الحلقة السابقة: بما أن القرآن ليس من عند العرب، ولا من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو واحد منهم, ولا من عند العجم, فهو حتما من عند الله خالق الكون والإنسان والحياة سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. وما دام القرآن معجزا للبشر, فإن الذي أتى به دليلا على نبوته ورسالته يكون نبيا ورسولا حقا, وما دام القرآن لا يزال يتحدى البشر بإعجازه فهو معجزة دائمة. ومحمد إذن نبي لكل البشر حتى يوم القيامة, وهو خاتم الأنبياء والمرسلين, وهو الوحيد من بينهم الذي تمتاز نبوته بالدوام, ورسالته بالشمول والدوام.


أوحى الله إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم باللغة العربية بوساطة الملك جبريل عليه السلام. وأنزله عليه مفرقا في مدة ثلاث وعشرين سنة .

 

وهو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة تدل على صدق رسالته. وسيظل القرآن معجزة إلى يوم القيامة يوم تقوم الساعة.


وكان القرآن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر بحفظه في الصدور، وكتابته في الرقاع، من جلد أو ورق أو عظم أو عسب النخل أو حجارة رقيقة.

 

وكان إذا نزلت الآيات، أمر بوضعها موضعها من السورة، فيقول ألحقوا هذه الآية في سورة كذا بعد آية كذا، فيضعونها موضعها من السورة.


روي عن عثمان بن عفان أنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم تنزل عليه الآيات فيقول ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا". (رواه الترمذي3011)


وهكذا حتى نزل القرآن كله والتحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد أن كمل نزول القرآن. ولذلك كان ترتيب آيات كل سورة على ما هي عليه الآن توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى فهو ترتيب توقيفي من الله تعالى. وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم ولا خلاف في ذلك مطلقا. وهذا الترتيب للآيات في سورها على الشكل الذي نراه الآن، هو نفسه الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نفسه الذي كان مكتوبا بالرقاع والأكتاف والعسب واللخاف ومحفوظا في الصدور. وعليه فإن القرآن قطعي في وروده إلينا وفي ترتيب آياته.


أيها المؤمنون:


لقد نقل إلينا القرآن الكريم بطريق التواتر، أي نقل القرآن الكريم جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم إلى التابعين، ثم نقله جمع كبير من التابعين إلى تابعي التابعين، ثم نقله جمع كبير من تابعي التابعين حتى وصل إلينا كما نزل مكتوبا في الصحف التي جمعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ونسخها عثمان بن عفان رضي الله عنه بالخط نفسه, والإملاء ذاته الذي كتبت به الصحف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل الوحي بها. وقد تكفل الله بحفظه بقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر‌ وإنا له لحافظون). (الحجر : 9 ).


وبما أن القرآن كلام الله ولا يأتي بكلام الله إلا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فيكون محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا قطعا بالدليل العقلي .


وكذلك اشتمل القرآن على دعوة الناس إلى الإيمان بالله وحده وعبادته، والالتزام بطاعته، ورتب على طاعته الجنة وعلى معصيته النار، ولا يأتي بأوامر الله ونواهيه إلا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فيكون محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا قطعا بالدليل العقلي أيضا.


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع