الجمعة، 03 محرّم 1447هـ| 2025/06/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  وكالة أخبار المرأة: الحركات النسوية تستغل من قبل الطغاة وتعيش تحت عباءة الأنظمة المستبدة

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1032 مرات

 

 

2013-12-01

 

 

 

في القرن الثامن عشر كتبت ماري ونستنكرافت عن تحرير المرأة مطالبة بحق المرأة في وعود الثورة الفرنسية التي حصل عليها الرجال ولم تحصل عليها النساء.

 

وقد طُرح مصطلح النسوية Feminism لأول مرة في عام 1880م من قبل الفرنسية Hubertine Auclert التي طالبت عبر جريدتها La Citoyenne بتحرير المرأة وإعطائها حقوقها حسبما وعدت الثورة الفرنسية، وانتقدت كغيرها من نساء الطبقة المرفهة الهيمنة والسلطة الذكورية التي لم تر منها النسوة في ذلك الوقت سوى التحقير والتهميش وسوء الرعاية.

 

ومثل كثير من المصطلحات والأفكار الغربية التي تم استيرادها لبلاد العرب فقد تم استيراد هذا المصطلح ابتداء من مصر في أوائل العشرينات من القرن الماضي تحت مسمى النسائية ثم انتشر لمناطق أخرى، وحين استيراد فكرة النسوية لم تراعِ أية فروقات ولم يتم تقييمها على أساس عقيدة الأمة وحضارتها، بل حتى لم تراعَ خصوصية الواقع الغربي والتباين في وجهة النظر بين الإسلام والثقافة الغربية لأن الثقافة الغربية طُرحت كثقافة جامعة لبني البشر توفر لهم سبل الرقي والازدهار.

 

نظرت النسوية إلى تاريخ المرأة من منظور غربي بحت؛ فأصبح تاريخ الغرب واضطهاده للمرأة وتصويرها على أنها منبع الشر ومصدر الرذيلة تاريخاً للبشرية جمعاء تقيس عليه حتى البلاد التي لا تعرف موقعها على الخريطة ولا تفقه شيئا عن ثقافتها.

 

كعادته همش الغرب بل ألغى أي تراث غير تراثه وأي ثقافة غير ثقافته (لم يقيم الثقافات من حيث الأصح والأنسب بل من منطلق فرض الهوية والحضارة على المستعمرات).

 

وعليه فقد جعلت النسوية التراث الغربي المعادي للمرأة إرثا لكل النساء وتم ربط فترة ما قبل تحرير المرأة بعصر عبودية المرأة وفترة ما بعد الحداثة بتحرير المرأة واتخذوا هذا التحرير كأهم سمات تطور البشرية ومقياساً لرقي الشعوب.

 

وفي الوقت الذي تشكلت فيه النسوية وبرز دورها في أوروبا وأميركا الشمالية سعت عضوات الحركة النسوية لتقديم مبررات للهجوم على المجتمعات الإسلامية والاستعلاء على شعوب العالم الثالث والسعي لإبراز التفوق الأوروبي من باب التملق للفئة الحاكمة أو تعبيراً عن نظرة متعالية مؤيدة ومبررة لفكرة الرأسمالية، ناصرت الاستعمار حتى أصبحت النسوية رمزاً ومرادفا له يستغلها كما استغل الاستشراق والإرساليات التبشيرية.

 

فمنذ اللحظة الأولى ومجلة La Citoyenne تولي جل اهتمامها لإظهار فرنسا كحضارة أعرق وأرقى من الشعوب المتخلفة غير المتمدنة، وأنه على فرنسا أن ترشد الآخرين وأن يقتدوا بها.

 

كان هذا عن قناعة بنظريات التفوق العرقي وقيادة الغرب للشعوب الهمجية وغيرها من الأفكار العنصرية التي واكبت الاستعمار وسادت في القرن التاسع عشر.

 

هذه النظرة لم تكن حكراً على دعاة تحرير المرأة في فرنسا بل كانت النظرة العامة المتأثرة بثقافة دول استعمارية وإمبراطوريات تدعي أن الشمس لا تغيب عنها.

 

إن النسوية في فترة الاستعمار لم تنصر نساء المستعمرات ولم تر أن لهن حقوقاً لأن النظرة الدونية لشعوب المستعمرات كانت سائدة، حتى إن الأمر لم يقتصر على نساء المستعمرات بل تعدى إلى النساء الفقيرات من الطبقة العاملة اللواتي لم يكترث لحالهن أحد في الأوساط الأرستقراطية في القرن التاسع عشر، وقد تركزت مساعي تحرير المرأة في نساء الطبقة الأرستقراطية ولم تكن مطالب حقيقية لعامة الشعب.

 

بل إن أدبيات الفكر النسوي مليئة بالأمثلة المخجلة التي تمجد المستعمر وتثني على عظيم نعمه، بل الأدهى من ذلك أن بعض الكتابات النسوية العربية تطرح المرأة الغربية كقدوة على المرأة العربية أن تحاكيها، هذه الحركات تمجد الاستعمار وتدعي تحرير المرأة من قيوده!! إن العلاقة بين الاستعمار والاستبداد والنسوية علاقة قديمة ومتجددة، ولعل أبرز نماذج دعاة النسوية في القرن التاسع عشر في بلاد المشرق العربي هو اللورد كرومر الذي عاث فسادا في مصر خلال ربع قرن من الزمان قضاها كمندوب سامي لبريطانيا، وقد تميز كرومر بنظرته الاستعلائية الاستشراقية التي تنظر للإسلام بعين النقد خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة ونظرة الإسلام لها.

 

يرى أن الغرب متفضل على الإسلام وأهله، وروج لمقولة أن نظرة الإسلام للمرأة وتبنيه للحجاب والانفصال بين الجنسين هما العقبة الرئيسية أمام التحاق مصر بركب الدول المتطورة، وأن تحرير المرأة والتحرر من الإسلام هو السبيل لتأسيس نهضة ترتقي بأهل مصر، وخير دليل على هذا هو مقولته الشهيرة التي سترتبط باسمه للأبد \"إن المصريين لن يفلحوا أبدا طالما ظل هذا الكتاب (القرآن الكريم) بأيديهم\".

 

تطاول على دين المسلمة وسفّه ثقافتها ثم ادعى أنه يحررها من قيود الرجل الشرقي الظالم وتطاول على الإسلام بصفاقة وقام بشيطنة الرجل المصري ليمارس ما بات يعرف بـ \"النسوية الاستعمارية\" يحمل لواء تحرير المرأة وتمكينها بينما الغرض الحقيقي هو أن تظهر حضارته كالحضارة المتفوقة، وهو بهذا يرسخ استعماره مستخدما المرأة وتحريرها مطية لذلك.

 

نماذج مكررة نراها في خطابات كرومر الرنانة ودعوة جورج بوش الابن لتحرير المرأة الأفغانية عبر قتل ذويها ودك البيوت فوق ساكنيها وتدمير البلاد، وفي خطابات توني بلير المفعمة بالنسوية والاستنصار للمرأة لا لشيء إلا لكي تجد بريطانيا منفذاً للشمس مرة أخرى ولا تترك الجمل بما حمل لأمريكا.

 

وحقيقة الأمر لم يكن أي منهم نسوياً في نظرته؛ فاللورد كرومر ترك مسوح الحريات وتحرير المرأة في الباخرة التي أقلته لبلاده ليحارب المرأة البريطانية بأفكاره المتحجرة وثقافته الظالمة فيصبح من أهم مناهضي حصول المرأة البريطانية على حق الانتخاب لأنه لم ير أن النساء أهل لذلك! بينما بوش وبلير لم يقدما للمرأة في بلادهم أي شيء يذكر ولم يتعد هذا الحماس لتحرير المرأة حدود السياسة الخارجية المتعلقة ببلاد المسلمين! وبالإضافة للتعاون الصريح بين الدولة المستبدة والاستعمار والحركات النسوية فإن تقوقع الأخيرة في قضايا النزاع والتنافس بين الجنسين صرف أنظار من يعاني ضيم الأنظمة الوضعية إلى الاشتغال بملهاة الصراع بين الجنسين، والدخول في متاهات فلسفية لا تلمس أرض الواقع بل تعقده.

 

هذا الطرح للنسوية لم يتعد كونه تشتيتاً وحرفا للنقاش عن القضية الأساسية التي هي تحرير البلاد والعباد من الاستعمار وكشف مخططاته ولم يتعد كونه تبريرا للاستعمار بكافة صوره.

 

فبالتركيز على ثورة لتحرير المرأة ضد الرجل نغفل عن الثورة الحقيقية على الاستعمار الخارجي.

 

أعلنت الكاتبة الفرنسية المعروفة سيمون دي بوفوار صاحبة كتاب \'\'الجنس الثاني\'\' 1949، \"إن الشخص لا يولد امرأة، بل يصبح امرأة\" حيث لم تعترف بأي فوارق بين الرجل والمرأة ولم تقر بأي \"قدر بيولوجي أو نفسي أو اقتصادي يقضي بتحديد شخصية المرء كأنثى في المجتمع\".

 

فاعتبرت واقع المرأة كأنثى واقعا مفروضا عليها عبر ضغوطات مادية ومعنوية.

 

وقد سارت هذه الفكرة وغيرها بنظرة المرأة للظلم الواقع عليها والصراع السياسي لنيل حقوقها إلى زاوية مستحدثة وغير مسيسة، ومن ثم أصبح النضال الاجتماعي من أهم ركائز التغيير في وضعية المرأة، وتم اختزال الظلم الواقع على المرأة فقط في السلطة الذكورية.

 

وقد شمل هذا النضال صراعاً محموماً بين الأنوثة والذكورة في اللغة والثقافة والفكر، تصارع المرأة فيه لإثبات ذاتها والانتصار على الرمز الذكوري المستبد أينما وجد.

 

فأصبح النضال الاجتماعي من أهم ركائز التغيير في وضعية المرأة. ولم تر الكاتبة الفرنسية أي تعارض بين هذا التركيز على النضال الاجتماعي وما دعت إليه مراراً من ثورية كاملة: \"الطريق الوحيد أمام المرأة هو الثورة، وليس الرضوخ أو الاستسلام والهروب.\"

 

صراع الحركات النسوية محدود في إطار واحد واقتصر على العلاقة بين الرجل والمرأة، أي ثورة محدودة محاصرة في قفص معين ثورة منافية لفكرة التغيير الجذري للواقع.

 

إنها الثورة من أجل الثورة.. ثورة آمنة لا مخافة منها فهي لا تمس الحكم ولا تهدد ميزان الأمور.

 

بل الأبعد من ذلك أنها ربما تكون الثورة الوحيدة الموالية للأنظمة وكيف لا وقد خرجت من عباءته وناصرته على مدى التاريخ.

 

المفارقة الكبرى هي أن النسويات عادين الرجل بينما الحركة النسوية حركة أشرف عليها ذكور وساندوها لأغراض سياسية في مراحل حاسمة - والأمثلة على ذلك كثيرة ولا مجال لسردها هنا - سواء في الغرب أو بعد أن تم استيرادها من بلاد الغرب.

 

وقف هؤلاء السياسيون الذكور في صف المرأة لأسباب براغماتية لا لأنهم أشد الناس حرصاً عليها، وبالرغم من وضوح الأغراض السياسية لم يكن لامرأة خيار سوى مسايرة السياسيين للحصول على حقوقهن.

 

الحركات النسوية في البلاد العربية تضرب أفضل الأمثلة على \"نسوية الدولة\"، حيث يتظاهر النظام القمعي بأنه يناصر النساء ويمنحهن الحقوق.

 

ولو نظرنا نظرة فاحصة لعلاقة الحكومات مع هذه الحركات النسوية لرأينا أن الحكومات المستبدة تغض الطرف عن التمويل المشبوه لتلك المنظمات النسوية وتترك الدول الغربية لتخطط لهن ثم تتظاهر بمساندة قضايا المرأة بينما أوضاع المرأة في بلادهم من سيء إلى أسوأ، وهذا لأكثر من غرض منها: أن تلك الحكومات المستبدة تريد أن تظهر بمظهر إصلاحي مخالف تماماً لواقعها القمعي الاستبدادي، وتركيا العلمانية وتونس خير مثال لنسوية الدولة حيث تخضع الحركات النسوية لعطايا الحاكم المستبد الذي تدين له بالفضل في منح الحقوق وحماية المرأة من العدو المفترض \"الرجل\"، يحصلون على بعض المكاسب الشكلية مقابل السكوت على حكم الطاغية وتضييع الحقوق الشرعية، بل إن بعض الدول القمعية نجحت في احتواء قضايا المرأة وتقريب صورة الزعيم من بعض النسوة ولكنها لم تنصف المرأة أو تمنحها حقوقها مثل التمثيل الصوري للنساء في مجلس الشورى السعودي أو استجداء النظام السعودي في السماح بقيادة المرأة للسيارة.

 

الحركات النسوية في بلاد المسلمين حركات تابعة وضعيفة ومعاقة تتوكأ على أنظمة قمعية فاسدة لأن ثوريتها ناقصة وأغفلت الهدف الحقيقي لما تسميه نضالاً.

 

ومن الملاحظ أن الفئات المنخرطة في هذا الإطار غالباً ما تكون الطبقات المرفهة التي لا تخسر شيئا بالسعي وراء سراب الثقافة الغربية ومحاباة النظام الفاسد تحت مظلة حماية حقوق المرأة.

 

لم تجنِ المرأة أي حقوق تذكر وما حققته منح لها بجرة قلم وقد يسلب بجرة قلم.

 

لم تحقق النسوية سوى الشقاق والنزاع والتغريب والحرف عن المسار من أجل أن يبقى الحاكم المستبد في مأمن يجور على العباد ويحقق هدفه الأشهر \"فرق تسد\".

 

لم تكن غاية مصطفى كمال وبن علي وأسلافه وغيرهم في إطار \"نسوية الدولة\" سوى هدم ارتباط المسلمين بالإسلام ولهذا ركزوا على النظام الاجتماعي وتغريب المرأة وبعضهم أكثر الناس عداوة للمرأة مثل حال مصطفى هادم الخلافة الذي قهر النساء المستضعفات وأذاق نساء الكرد الأمرين وضيق على المسلمات ثم اختفى وراء ستار تحرير المرأة وعصرنة المجتمع وقد فضحت طليقته لطيفة هانم حياة المجون والفساد والعنف التي أخفاها وراء الزي الأوروبي الأنيق.. لم يكن سوى فرعون متصنع يسعى لتغريب المرأة المسلمة وهدم الأسرة ليحكم السيطرة على تركيا ويمحو أثر الخلافة من الذاكرة.

 

لعل المثال الصارخ عن البون الشاسع بين متطلبات وهموم المرأة المسلمة والحركات النسوية هو المثال المصري المتجسد في المركز القومي للمرأة، وهو المجلس الذي شكله المجلس العسكري بالتعيين في شباط/فبراير 2012 ووضع على رأسه سفيرة معروفة في أروقة الأمم المتحدة ومشهورة بمواقفها السلبية تجاه النظام الاجتماعي في الإسلام وإصرارها على تنفيذ سيداو حرفياً من أجل تلميع صورة مصر عالمياً.

 

خلال السنين الماضية لم يكن المجلس القومي للمرأة إلا وجها آخر للنظام الذي خرج أهل مصر لإسقاطه في ثورة 25 يناير.

 

تؤكد تصريحات المجلس خصوصاً بعد 30 يونيو على محاولتهم إضفاء الشرعية على نظام الانقلاب، أي محاولة إظهار هذه الدولة بمظهر المساند لحقوق النساء لتجميل وجهها القبيح وإخفاء جرائمها الأخرى من تعذيب وقتل وإهانة لنساء مصر.

 

فنجد السفيرة ميرفت التلاوي تتغنى بدور وزارة الداخلية في حفظ الأمن ومقاومة العنف الجنسي، وتدعي أن نساء مصر يرفضن الإرهاب وأن فترة حكم الدكتور محمد مرسي هي\"الأسوأ في تاريخ المرأة المصرية\"، بدون أن تتطرق لمطالب وطموح المرأة المصرية.

 

خرجت نساء مصر لإسقاط النظام بينما لا يزال المجلس القومي للمرأة يمدح النظام ولا عجب، فقد نشأ هذا المجلس في كنف النظام واحتمى بظل السيدة الأولى وسار وحيداً في درب الغرب بينما تشهد شوارع مصر صحوة إسلامية جامحة، مجلس المؤتمرات والندوات الذي يسعى لتغريب المرأة المصرية طوعاً أو إكراها يخاطب الغرب ويتغزل فيه بينما يملأ الدنيا ضجيجاً بأنه الممثل الشرعي لنساء مصر ومن يعترض عليه فإنما يعادي النساء.

 

إنه مجلس يدعي تمثيل النساء بينما تنظر كل مسلمة لمؤتمراتهم وضجيجهم وهي تقول \"بالله عليكم من أنتم؟!\".

 

هذا الانصياع للنظام القمعي الحاكم يشمل المؤسسات النسوية وغيرها من الهيئات إلا من رحم ربك، والحكومات تحتوي مطالبهم دون تقديم خدمات حقيقية لهم.

 

فما حاجة المرأة اليوم لحركات تخدم الحكومات ولا تخدم المرأة وتخفي ظلم وجور الطغاة وتعمل على ترقيع الواقع بدلاً من أن تسعى للتغيير الحقيقي الشامل، تمثل مصالح الحكومة لا المرأة كعضو في المجتمع لديه مصالح ومظالم وحقوق سياسية واقتصادية واجتماعية.. تلك الحركات النسوية المستأسدة لا تحرك ساكنا في قضايا مهمة للمرأة إن كان بها ما يتعارض مع الحكومة وسياستها مثلما حصل مؤخرا من تعطيل لعمل المرأة السياسي الذي يصرخون ليل نهار على أنهم يريدون تحقيقه للمرأة! فقد التزموا الصمت إزاء ما يحصل من تحرش بالناشطات السياسيات الملتزمات المحجبات، ولم ينبسوا ببنت شفة أو يحتجوا على الحكم الجائر بحق الفتيات اللواتي مارسن حقهن وقوبلن بالقمع والسجن والترهيب! أم أن الحركة النسوية تغريبية الهوى والمنشأ لا تنظر للملتزمات على أنهن نساء يحق لهن ما يحق لغيرهن.

 

ونتساءل هنا، هل يضير نساء مصر تجاهل الحركات النسوية لهن بعد هذه الصحوة المباركة؟ الحركات النسوية والت الأنظمة المستبدة لقرون طويلة وأنكرت المتغيرات والواقع الجديد الذي نعيشه.

 

لا زالت تبكي على الأطلال وتتمنى عودة أيام خوالٍ ساد فيها الاختلاط والسفور وندر الحجاب وعم التغريب.

 

مشكلة الحركات النسوية اليوم أنها تعيش نهاية عهدنا بالاستعمار الذي ألفته وعرفته وتهاب الإسلام القادم خوف المرء مما يجهل فقد وضع الاستعمار حواجز وهمية وأسوار حولها.

 

النسوية الثورية الغاضبة التي اجتاحت الغرب وقلبت موازيين الأمور لم تتجاوز السطح في بلاد المسلمين ولم تستطع أن تقنع المرأة بل ظلت تترنح بين حضن الاستعمار والأنظمة المستبدة، وظهر للعيان فشلها الذريع أيام ثورات ما عرف بالربيع العربي حين لم تستطع كاميرات الإعلام العالمي تفادي صور مئات الآلاف من المحجبات في مصر اللواتي خرجن لإسقاط حكم الطاغية حسني مبارك، ولم يتمكن الغرب من تصوير المنقبة كامرأة مقهورة مغلوبة على أمرها ونساء اليمن يتباهين بنقابهن وتزين به ميادين اليمن دون تذمر من طول المكوث في الشوارع.. وقد أبت صفوف النساء أن تختلط بصفوف الرجال بل ظهر الصفان منفصلين في المكان متحدين في الغاية شامخين في الإصرار والعزيمة.

 

وقعت هذه المناظر وقوع الصاعقة على قلوب من قضين عمراً في محاربة اللباس الشرعي وفصل الرجال عن النساء والزواج المبكر حتى إن بعض المتخصصات أعلن هذا وقمن بمراجعة النظرة النسوية التقليدية للمرأة المسلمة وواقعها ومن ضمن من كتب في هذا الشأن كاتبات وأساتذة في أعرق جامعات الغرب مثل ليلى أحمد وليلى أبو لغد وغيرهن.

 

الزي الشرعي لم يكن مصدر ضعف في يوم من الأيام بل هو مصدر قوة ترتديه المسلمة بثقة وإصرار لأنه فريضة من خالقها ومصورها، والنقاب الذي ادعت أمريكا أنها غزت أفغانستان لتنقذ المرأة منه فشلت الألغام في انتزاعه عن المرأة الأفغانية التي باتت أكثر إصراراً عليه.

 

لم تجد النسوية الغربية أي رواج يذكر في بلاد المسلمين،، لم تقنع المسلمين بنبرتها التشكيكية العالية والرافضة لكل الثوابت... لم تقنع المرأة في بلاد المسلمين أن كراهية الأب الحنون والأخ السند والزوج الشريك والابن البار هو المخرج والحل لمشاكل المرأة السياسية والاقتصادية.. لم يقبل المسلمون عداءها الصارخ للدين وكل ما له صلة بالدين.. حتى إن من نهج هذا النهج أصبح في عزلة ولا يلتفت إليه أحد سوى بعض الإعلاميين الباحثين عن خبر ملفت.

 

نموذج المرأة المسترجلة أو المرأة المعادية للرجل بضاعة كاسدة في بلاد المسلمين يقابلها مجتمع النساء قبل الرجال بالسخرية والاستهجان.

 

إن القليل الذي حققته هذه الحركات كان عن طريق المؤسسات والمنظمات الإنسانية التي ركزت على البرامج الخدمية وأخفت مقاصدها الحقيقية أو همشته مع مرور الزمن، أما إذا أردنا أن نقيم الدور الذي لعبته النسوية الغربية في بلاد المسلمين فسنجد أن النتيجة لا تستحق الذكر فنسبة الأمية بين النساء في مصر مخجلة، ومعدلات الفقر حدث ولا حرج، ربما الإنجاز الوحيد كان في المساهمة في ازدياد معدلات العنوسة والطلاق والتفكك الأسري.

 

لم تكن الحركة النسوية في بلاد المسلمين حركة شارع تجر الجميع وراءها مثلما هو الحال في الغرب بل هي ضعيفة بالرغم من ترويجها ومساندة الطغاة لها، بدأت وظلت حركة نخبوية بين النساء اللواتي كن مرتبطات ومنبهرات بالثقافة الغربية (الحديث هنا عن الحركات النسوية ولا يتعلق بالجمعيات الخيرية أو الجمعيات التي تقوم عليها نساء).

 

أما النقاشات النسوية حول الفروقات بين الرجل والمرأة فنظرت لها المسلمة كمجرد سفسطة فكرية لا جدوى منها.

 

لم يقنع المرأة المسلمة سوى الإسلام لأنه فكرٌ يعالج احتياجات البشر ويوائم فطرة الإنسان، الإسلام لم يترك المرأة في حالة قلق وحيرة دائمتين بين متطلبات المجتمع وضغوطاته وبين أنوثتها ورغبتها في تحقيق طموحها كأم.

 

لم يصبها الإسلام بحيرة لأن الخالق عز وجل وضع لكل من المرأة والرجل دورا ومسؤولية. وكلٌ يسعى لأن يؤدي دوره على أكمل وجه، وحقوق المرأة هي منحة من الله عز وجل لم تطالب بها ولم تصارع من أجل الحصول عليها.

 

وهناك أحكام خاصة بالمرأة وأحكام خاصة بالرجل كل حسب دوره وفطرته، وقد كانت المرأة في صدر الإسلام تسعى لمنافسة الرجل لنيل رضا الله عز وجل وللفوز بالجنة، فلم تكن تفكر في أي شيء سوى ما يقربها من الله وأن لا يفوتها أجر أو تحرم من فرصة لنيل الثواب من الله.

 

هذا الإسلام العظيم هو البلسم الشافي لمعاناة المرأة وهو وحده القادر على ضمان حقوقها لأنها حقوق شرعية واجبة الأداء والتهاون فيها تضييع للدنيا والآخرة.

 

إن صراع المرأة المسلمة اليوم هو مع الاستعمار قديمه وجديده، هذا الاستعمار الذي نهب الثروات واغتصب الأراضي وأهان المقدسات ولوث ثقافة المجتمع وهويته ولا يزال يعيث في بلادنا الفساد عبر أذنابه وأشياعه.

 

هذا صراع الأمة بأسرها وهو ليس صراعاً براغماتياً على مناصب وتمثيل لفئات على حساب ضياع الأمة بل هو صراع يحتاج لتكاتف الأمة رجالها ونسائها لكي نعالج هذه الجذور الخبيثة الممتدة حولنا والتي تعيق سير الأمة نحو هدفها الحقيقي.

 

معالجة هذه الجذور الفاسدة تقتضي كشف حقيقتها للأمة وطرح المعالجات الصحيحة ولا يكون هذا إلا من مبدأ سماوي وضعه ربٌ رؤوف رحيم بعباده، بالإسلام وحده تداوي الأمة جراحاتها وتقوّم بموجبه ما يدور حولها.. هذا هو السبيل الوحيد للخلاص من ظلم العباد وأنظمتهم الوضعية التي جلبت الشقاء والضنك للمرأة قبل غيرها.

 

هذا الصراع يحتاج لرؤية واضحة لكي يفرق المرء بين من يسعى للتحرير ومن يجّمل صورة الفرعون ويفرق الناس ليضعفهم ويمكن الفرعون منهم.

 

انتهى عهد الفراعنة ونحن اليوم على مشارف الحكم الرشيد الذي يعيد للأمة مكانتها.

 

﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿5﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾

 

 

المصدر: وكالة أنباء المرأة

 

إقرأ المزيد...

  هل الدول القائمة في بلاد المسلمين هي دول حقيقية أم مشاريع استعمارية؟!

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1570 مرات

 

ينقل لنا الإعلام يوميا بالصوت والصورة السّاسة الغربيين وخاصة المبعوثين الأمريكيين وهم في بلادنا يبحثون في قضايانا ويطرحون الحلول ويلتقون بأعضاء الحكومات والأحزاب والأوساط السياسية وبقادة الجيوش.


ولنا أن نتساءل، هل استُدعي هؤلاء، ومن أعطاهم حق البحث في قضايانا وتقديم الحلول لها؟ ومن خوّل لهم الاتصال بمن يريدون؟ وهل هذا الوجود الكبير لهؤلاء الأجانب هو لإخراجنا من التخلف وإعانتنا على النهوض؟ وهل يستطيع حكامنا رفض هذا التدخل؟ أم عليهم الاستقبال والترحيب بهؤلاء وحراستهم؟
هل أصبح التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين أمرا طبيعيا، وفي العلن بعدما كان خفيا؟


ولكن إذا عرفنا أن الاستعمار هو الذي أوجد هذه البلدان بتقسيمها الحالي وبدساتيرها الحالية بعد أن كانت دولة واحدة، وهو الذي صنع حكامنا بعد خروجه الشكلي، وهو الذي اختلق فيها هذه القضايا والمشكلات.

 

إذا علمنا هذا اتضحت الصورة وبدا هذا الأجنبي وكأنه في مزرعة تابعة له.

 

يأتيها من حين لآخر ليتفقد ويعطي التعليمات لكيفية إدارة هذه المشاريع.

 

يقول "جورج بوش الابن" في خطاب ألقاه سنة 2003: "إن ستين عاما من دعم أنظمة دكتاتورية في العالم العربي مقابل الأمن والاستقرار للولايات المتحدة عادت علينا بالغضب، إذ هذه الشعوب تنظر إلى الأنظمة بأنها عميلة للخارج وأنها غيّبت مفهوم السيادة".


وقبل استلام النهضة للحكم في تونس، زار السفير البريطاني في تونس بصحبة أعضاء من مجلس العموم البريطاني مقرّ حركة النهضة في تونس.

 

وبعدها عُقدت جلسات سياسية في مجلس العموم البريطاني بمشاركة من أعضاء حركة النهضة.


أما الاتصالات بين إخوان مصر وأمريكا فقد أصبحت في العلن.

 

فقد صرّح العريان لصحيفة "نيويورك تايمز" عندما نجح الإخوان في الانتخابات بأنّه مرتاح إزاء استعداد واشنطن للقبول بحكومة يقودها الإخوان، وقال "إذا كان الأمريكيون على استعداد لدعم حكومة ديمقراطية في مصر فهذا يعني الكثير".


وأوردت صحيفة المصريون بأن الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل المرشّح المحتمل لرئاسة مصر بعد سقوط مبارك اعتبر اتصال الإدارة الأمريكية بالإسلاميين "بادرة للنّير وبشرى كبيرة تؤكد أن الأمريكان يعرفون ميول الشّعب المصري واتجاهاته"، مرحّبا بلقاءات "جون كيري" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي في ذلك الوقت مع الأحزاب الإسلامية خلال زيارته لمصر. (يبدو أن الجل الآن تغيّر!).


وذكر فهمي هويدي في مقال على الجزيرة نت بعنوان: اختطاف الربيع العربي: أن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في 12-02-2011 أن المسؤولين الأمريكيين كانوا واثقين في اليوم الثامن من الشهر ذاته من أن الجيش لن يطلق النّار على المتظاهرين في مصر وأن أولئك المسؤولين قدّروا الدور المهم للجيش الذي له روابطه العميقة بالجيش الأمريكي.

 

وقال: ذكرت مجلة "نيوزويك" في 12-06-2011 أن رجال المخابرات المركزية الأمريكية أقاموا خلال سنوات مكافحة الإرهاب علاقات وثيقة مع شخصيات رئيسية في الجيوش وأجهزة الأمن والسياسيين في منطقة الشرق الأوسط (انتهى النّقل).


هذا عن اتصالات الوفود، أما عن تدخّل السّفارات واتصالاتها بالوسط السياسي أُورد منها ما وقع في فترة ما بعد سقوط مبارك.


نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مطّلع بالسفارة الأمريكية في القاهرة أن المسؤولين بالسفارة تقابلوا مع ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية وعدد من المرشحين المحتملين للرّئاسة مثل عمرو موسى، غير أن المراقبين ركّزوا على اللقاءات مع الإخوان المسلمين فقط.


وذكر المصدر نفسه أن الأحزاب تقوم بدعوة الساسة الغربيين من سفارات وغيرها لحضور بعض فعالياتها وأن الدبلوماسيين يلبّون تلك الدعوات.


وأوردت صحيفة السوسنة أن مصدرا دبلوماسيا غربيا في العاصمة الأردنية عمان قال: أن لقاءً جمع السفير البريطاني في عمان "بيتر ميليت" مع قياديين بارزين في جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين.

 

وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لصحيفة "يونايتد برس أنترناشيونل" أن السفير "ميليت" أقام مأدبة غداء بمنزله على شرف قياديين بارزين في الحركة الإسلامية برئاسة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور".


بل هناك ما هو أعظم، وهو التدخل في صياغة الدساتير؛ فقد أوردت صحيفة الأولى اليومية الصادرة في اليمن بتاريخ 09-03-2012 تصريحا لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى "جيفري فيلتمان" قال فيه: سنقدّم أُطرا لمسودّة جديدة للدستور اليمني.


وفي برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة وكان الموضوع "المشهد السياسي في مصر"، استضاف فيه الصحفي أحمد منصور رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور سعد الكتاتني في حكومة مرسي، سأله عن مهمّته فقال: "واجبي أن أعدّ النوّاب لأداء مهامهم، عقدنا اتفاقية مع مؤسسات west minister البريطانية لتدريب النوّاب على صناعة التشريع والقوانين".


ولنأتِ لما هو أدهى وأمر، وهي المناطق الثرواتية من بترول وغاز طبيعي ومعادن والتي تستغلها شركات أجنبية.

 

فهي مناطق مغلقة ممنوعة على أهل البلاد.

 

وتمرّ هذه الثروات بعيدة عن الأنظار إلى الموانئ كي تشحن إلى البلدان الغربية وكل هذا بحراسة جيوشنا!.


وهنا أنقل ما ذكرته إذاعة سويسرا الرسمية والناطقة بالفرنسية، أن عائدات المواد الأولية لخزينة الدولة بالنسبة للبلدان الأفريقية هو 5 في المائة.


أما التدخل غير المباشر فله عدّة أوجه وأساليب، ونستطيع أن نوجزها في القروض و"المساعدات" والاتفاقات التي عادة ما تكون مجحفة ومذلّه لهذه البلدان.

 

وهناك التمويل الغربي للمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والتي تعدّ في مصر وحدها 36333 منظمة.

 

ودور هذه المنظمات هو نشر الأفكار الغربية وتهيئة الأرضية للمشاريع الغربية.


أما القواعد العسكرية فإنها أصبحت من المألوف كذلك، بل أصبحنا لا نرى على الفضائيات إلاّ الجيوش الأمريكية تصول وتجول في بلادنا.


فهل بعد هذا الوجود والتدخل نستطيع أن نتحدّث عن استقلال وسيادة؟ وكيف لا يستحي هؤلاء أشباه الحكّام وهم يتحدّثون عن السيادة؟ ويعدون النّاس بخطط صناعية وتنموية وإخراج البلاد من الفقر والاحتياج؟


وهل يُعقل أن تبقى بلداننا في هذه الحال منذ عقود وهي تعُجّ بالخيرات وبالطّاقات إن لم تكن تحت الاستعمار؟


ليس هذا هو الوضع الطّبيعي لِِِخير أُُمّة أُخرِجت للناس.

 

وهؤلاء الحكّام لا يمثّلونها ولا الإعلام ولا الوسط السياسي الحالي العفن.

 

وللتذكير، الغرب هو الذي سمّى عملية احتلاله لبلادنا استعمارا على أننا شعوب متخلفة لا نعرف طريق النهوض وأنه جاء لمساعدتنا، أي ليعمّر بلادنا، فهل جاء فعلا لهذا الغرض؟ وهل هو منظّمة خيرية؟


إن انتفاضة الشعوب هي خطوة أولى وبداية خير إن شاء الله، وهو تحرّك عفوي بلا قيادة وبلا هدف، يحتاج إلى المخلصين الواعين من الأمة في شكل أحزاب بمشروع مفصّل ومؤصّل للقيادة والترشيد والحثّ على الاستمرار في التّحرك نحو هدف واضح هو التحرر من قبضة الاستعمار وإحداث تغيير كلّي على طريقة الحبيب المصطفى الذي أحدث أوّل تغيير في الإسلام.


إن الأمة في حالة عسر وضنك وهوان بلا سيادة وبلا دولة، متعطّشة إلى استرجاع سيادتها، إلى استرجاع دولتها وإلى العيش بأحكام دينها، في أمسّ الحاجة إلى من يقودها وينير لها الطريق.

 

ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلاّ بنصر الله، ونصر الله مشروط بالتزام الفرد أو الحزب أو الدولة أحكام الإسلام.


وبالتالي على الأحزاب التي تتولّى القيادة للتغيير أن تلتزم الطريقة الشرعية في ذلك، طريقة الحبيب المصطفى الذي تفاعلت دعوته هو وحزبه مع من أسلم وجدّ هو في طلب النصرة حتى أُعطيت له في بيعة العقبة الثانية، وبعدها أقام أوّل دولة إسلامية في المدينة.


نسأل الله أن تعود الأحزاب إلى الطريقة الشرعية كي ينصرها الله ويمكنها مع الأمة من استرجاع سلطان المسلمين المسلوب.

 

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكم محمد بوعزيزي

 

 

 

إقرأ المزيد...

صحيفة الزمان: تمثيل الناس أم تمثيل عليهم؟ - د. ماهر الجعبري

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1022 مرات

 

zaman

 

2013-11-29

 


تمثيل الناس أم تمثيل عليهم؟ ـ د. ماهر الجعبري


يأتي نشر هذا المقال ضمن أجواء التفويض الذي انتزعته أمريكا من مجلس الحكماء الأفغاني لتوقيع الاتفاقية الأمنية، وضمن أجواء سعي الائتلاف الوطني السوري لحضور مؤتمر جنيف 2 ممثلا للثورة. ومن اجل توصيل الفكرة وربطها، يستحضر المقال نماذج أخرى من التفويض السياسي من مثل تفويض السيسي في مصر، ومنظمة التحرير الفلسطينية.


عندما تكون الأمم والشعوب في طور التحرر من الاستعمار، تحتاج إلى قوة فكرية دافعة تمكّنها من خلع الهيمنة الخارجية، وتأهلّها لإقامة نظام حكم جديد يعبّر عنها، بينما يقف المستعمر على النقيض من حركات التحرر بقوته العسكرية وبمؤامراته السياسية لصد الأمة عن التحرر والانعتاق، مستندا إلى فئة من الأمة تكون قد ارتمت في حضن المستعمر، وتشكلت على طريقته وتبنت مصالحه، سواء عن عمالة أو عن جهالة.


وتكون هذه الفئة المرتزقة أو المضلَّلة هي أداة المستعمر في تمرير خططه السياسية ومصالحه الاستعمارية عبر مبدأ التفويض السياسي. وهذه الفئة تحتاج إلى ما يلي


1 إطار سياسي جامع ومن الأفضل أن يترأسه زعيم ذو كاريزما شخصية وحضور شعبي، أو زعيم قبلي أو ديني. ومن هنا تأتي فكرة التمثيل في الكيانات السياسية خلال مراحل التحرر قبل تسلّم النفوذ والدولة على الأرض من مثل منظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس الوطني الليبي، والائتلاف الوطني السوري، ومجلس لويا جرجا الأفغاني... وغيرها.


2 شهادة سياسية بأن هذه الفئة تمثّل الناس أصحاب قضية التحرر، وأنها تمتلك الصلاحية السياسية في التعبير عن تطلعاتهم وفي التفاوض نيابة عنهم مع المستعمر. ويتم ذلك إما عبر الانتخابات التي تكون في الغالب حلقة ضمن المخطط، أو عبر صناعة الرجالات من خلال إبراز وتضخيم السجل النضالي والشرف العسكري ورصيد الشهداء، أو عبر استقطاب علماء دين وقادة الطوائف ورجالات الحياة العامة ضمن إطار سياسي جامع، تحدده وتشكله القوة الاستعمارية نفسها، أو من ينوب عنها في المحيط الإقليمي من عملائها السياسيين.

 

3 اعتراف دولي بالإطار التمثيلي مع إبراز إعلامي وحضور رسمي في المحافل الدولية والإقليمية. ويتصاعد الحضور السياسي عند احتضان ذلك الكيان عبر المؤتمرات السياسية في الدول الإقليمية، وعبر حصده للمقاعد السياسية في المحافل الدولية، وعبر المشاركة في القمم السياسية الجامعة.


أمام هذه التقدمة النظرية، تبرز نماذج من التفويض السياسي، يمكن استقراؤها لتجلية معالم هذا العمل السياسي، واستخلاص دوره المعطِل في عمليات التحرر.

 

1 النموذج الفلسطيني تم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حسب رؤية أمريكية لغرض تمثيل القضية وأهلها، وتم احتضانها في القمم العربية، حيث اعتمد مؤتمر القمة العربي الثاني إنشاءها في 5»9»1964، وهي التي وصفها رئيسها الحالي محمود عباس في كتابه طريق أوسلو، ص 23 بالقول أنها كانت وليدة الأنظمة العربية، ولم تكن تلك الحاجة تلبي رغبات الجماهير، لقناعة هذه الجماهير، إن ما تمخضت عنه الأنظمة العربية لا بد أن يكون على شاكلتها يحمل في بطنه جينات عجزها، ويرث عنها كل مواصفاتها وكل أسباب وهنها ، وأنها بقيت أسيرة مواقف الأنظمة . بل لقد احتجت حركة فتح في حينه حسب الموقع الرسمي لحركة فتح على تأسيس المنظمة باعتبارها أداة للدول العربية أقيمت لاستباق صحوة الشعب الفلسطيني . وعندما تم تحريك الأجواء للمسيرة السلمية، دفعت أمريكا نحو مزيد من الاعتراف الإقليمي والعالمي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وحثّت على إشراكها في المفاوضات، فاعتمد مؤتمر القمة في الرباط في تشرين الأول 1974 منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، ولذلك فقد تأهلت المنظمة سياسيا عبر سلسلة التفويضات إلى توقيع اتفاقية أوسلو الخيانية.


ثم لما تمخضت المنظمة عن سلطة تحت الاحتلال، صار لا بد لتلك السلطة من كيان ممثل للشعب لتعديل ميثاق منظمة التحرير بما يتوافق مع الدور الأمني للسلطة الوليدة، وتمرير الاتفاقيات الأمنية لحماية أمن الاحتلال، فكانت الانتخابات التشريعية عام 1996، وتمثلت باكورة انجازات المجلس التمثيلي المنتخب في إقرار تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بتاريخ 24»4»1996، وإلغاء المواد التي تنظّر للتحرر الكامل والقضاء على دولة اليهود. ثم لما احتاجت أمريكا أن تجمع الدمغة الإسلامية مع الدمغة العلمانية لتلك المسيرة السلطوية، ورّطت المقاومة الإسلامية للمشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، مما ممثل انقلابا فكريا على رفض مبدأ التفويض السياسي لتمرير مخططات المستعمر.


2 النموذج المصري تمثلت ذروته في التفويض الشعبي الذي طلبه الفريق السيسي بعد الانقلاب على الدكتور مرسي، حيث خطب طالبا تفويض الشعب لقمع الشعب، مما يمثل استخفافا صارخا بالشعوب. ويعتبر هذا النموذج تجسيدا واضحا لاستخدام مبدأ التفويض السياسي في الحفاظ على الهيمنة الأمريكية التي لم تتمكن نصف الثورة المصرية من خلعها، لأنها انشغلت بمبدأ التمثيل أكثر من انشغالها بمبدأ التغيير.


3 النموذج الأفغاني تمكنت أمريكا من استحضار الإرث الثقافي الأفغاني، واستدعت مجلس اللويا جيركا من التاريخ الأفغاني بعدما غزت أفغانستان لترسيخ أقدامها على الأرض، وهو نموذج من نماذج التمثيل السياسي القديمة، وقد صادق قبل أيام على اتفاقية أمنية أمريكية، تمكن أمريكا عبره من توفير الغطاء السياسي للحفاظ على تواجدها ونفوذها العسكري في أفغانستان، مما يتصادم بشكل سافر مع أي تطلع بسيط للتحرر من الهيمنة الاستعمارية. ومع أن المجلس الأفغاني مستند إلى خلفية إسلامية، إلا أنه تجاوز الأحكام الشرعية القاطعة في حرمة تمكين المستعمرين من احتلال بلاد المسلمين وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ، بل ناقض تاريخ الأمة وثقافتها وأقّر بقاء قوات احتلال فوق أراضي المسلمين.


1 النموذج السوري تمثل بداية في تشكيل المجلس الوطني السوري مع بدايات الثورة لمحاصرتها ضمن النظرة الغربية في الإصلاح الترقيعي على أساس النظرة العلمانية، ولإلقاء الثورة في حضن الاستعمار، ثم حصل تنازع بين القوى الاستعمارية على الاختراق والنفوذ، وتم تشكيل الائتلاف الوطني السوري من اجل تمثيل الثورة عموما. ومن الواضح للمتابع السياسي أن غالبية المجريات السياسية في الفنادق الدولية هي حول تأهيل هذا الائتلاف الوطني لتمثيل الثورة في مؤتمر جنيف 2 من أجل تمرير الحل السياسي الذي تفرضه أمريكا، بحيث تُبقي على نفوذها في سوريا تحت غطاء الثورة ومن يمثلها.


إن القاسم المشترك في كل هذه النماذج أنها تجتمع على مصلحة واحدة وهي الالتفاف على ما يحتل عقول الناس وما يجتاح قلوبها من تطلعات التحرر الحقيقية، إلى مسارات تضليلية، تمكّن المستعمر الأمريكي على وجه الخصوص من الإبقاء على حضوره الفعلي عبر التواجد العسكري أو الأمني على الأرض، أو من خلال حضوره السياسي الفاعل عبر العملاء. ولا يكون دور هذه المجالس التمثيلية إلا التمثيل على الناس بأنها تحمل نزعاتهم التحررية بينما هي في الحقيقة تسير حسب الرؤى الأمريكية إلى أبعد حد.


وفي هذا السياق، لا بد من التمييز بين التأثير السياسي للأحزاب السياسية، وبين التنافس السياسي على التمثيل خلال مراحل التحرر إذ إن الأحزاب التي تستهدف التغيير في الأمة تعمل على أن تكسب عقول وقلوب الناس على فكرة التحرر من الهيمنة، وهي لا تحتاج إلى تمثيل سياسي رسمي ، لأن مبدأ التمثيل لا يحتاجه في الغالب إلا المفاوض مع قوى الاستعمار ومن أجل توقيع اتفاقيات سياسية. أما قوى التغيير الحية والمخلصة فإنها تجمع الناس ليلتفوا حول مشروعها التغييري بل يحملوه، ولا تسعى معهم لمجرد كسب أصواتهم للتمثيل.


والخلاصة أن الأحزاب التحررية إذ تخاطب الداخل تعمل على تغيير وعي الناس ومن ثم تكوين رأي عام مؤيد لمشروعها، أما الفئة المرتزقة في حركات التحرر فهي تتنافس على مخاطبة ومغازلة الخارج ، بينما تعمل على تضليل الناس عبر دعاوى التحرر، وهي تمثّل عليهم من أجل منع التحرر.


ولا شك أن البون شاسع بين من يخاطب الأمة من الداخل ويبنيها محذرا من التآمر الخارجي، وبين من يخاطب الخارج عبر دعوى التمثيل ليهدم الأمة من الداخل، ويمرر التآمر الخارجي.


سياسي وكاتب فلسطيني
AZP07

 

 

المصدر: صحيفة الزمان

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق قضية حرائر الإسكندرية فرصة لمحاكمة الديمقراطية

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 825 مرات


الخبر:


البي بي سي: "انتقدت جماعات حقوقية وهيئات دولية الأحكام التي أصدرتها محكمة مصرية في الإسكندرية بالسجن 11 عاماً على 21 فتاة، بينهن قاصرات، وكانت المحكمة قد أدانت الفتيات بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، إضافة إلى تعطيل حركة المرور واستخدام القوة خلال المشاركة في تظاهرات في الإسكندرية".

 

التعليق:


إن ما حصل في هذه المحكمة بل المهزلة هو دليل جديد على سياسة الإرهاب والترويع التي تمارسها حكومة السيسي ضد الشعب المصري للتأكيد أن المرحلة الجديدة في حقيقتها هي مرحلة الحديد والنار لا مرحلة الديمقراطية التي يدعونها ويرفعون شعارها ليل نهار. أوليس التظاهر السلمي وإبداء الرأي هو من أساسيات ديمقراطيتهم المزعومة! فكيف يحصل هذا! أم أنهم يطبقون بهذا الحكم الجائر المثل القائل" اضرب المربوط يخاف السايب"! فإن حاول أحد أن يعترض أو يقول رأيه سيكون مصيره مثل هؤلاء الفتيات أو أكثر من ذلك.


منذ الانقلاب الذي حصل في مصر والأقنعة تتكشف والشعارات يظهر زيفها كما أظهرتها أحداث رابعة والنهضة وغيرها، والآن هذا الحكم الجائر بحق فتيات خرجن في سلسلة بشرية للتعبير عن اعتراضهن فكانت النتيجة تهمًا ملفقة وحكمًا بالسجن 11 عاما، بينما حُكم على قتلة خالد سعيد الذي فجر مقتله الثورة ضد حكم مبارك فقط بسبع سنين وعلى المجرم قناص العيون بثلاث سنين سجنًا! محاكمة سريعة لم نر مثلها في محاكمة مبارك على الرغم من جرائمه وفساده.. فبأي حق يحصل هذا وتحت أي قانون إلا قانون الإرهاب والترويع وكم الأفواه! يريدون بذلك أن لا يرفع الشعب سقف مطالبه وأن يرضى بأدنى الطلبات! أم يريدونه أن يندم على أنه خلع مبارك ويتحسر على أن أيامه كانت أكثر أمنا وأمانا! أيام لم يكن فيها مثل هذا الضيق والفوضى والتحرش والظلم!


بعد ثورات الربيع العربي لم يصبح للمرأة دور سياسي ملموس مع أنه كان لها مشاركة فعالة في تلك الثورات، وبقي دورها محدودا غير فعال، وأكبر دليل ما يحصل في مصر من إقصاء للمرأة عن المشاركة الفعلية في التغيير، فهل تريد المرأة مشاركة صورية تتمثل في مقاعد أخرى في البرلمان أو تطبيق نظام الكوتا أو إشراكها في وضع الدستور لدولة عسكرية في الوقت الذي تمنع فيه من التعبير عن رأيها بل وتعتقل وتحاكم بتهم باطلة! أليس هذا تخويفًا لها وإرهابًا لإبعادها عن المشاركة السياسية وبالتالي إقصاء نصف الشعب عن ذلك!! لقد خرجت المرأة في ثورة 26 يناير وكسرت حاجر الخوف من النظام ومن الحاكم ويريدونها هنا أن تعود إلى قوقعة الخوف وزنزانة الرهبة!


يعيبون على الإسلام أنه بتطبيقه تُقصى المرأة وتًهضم حقوقها وتُسرق نجاحاتها في الثورة، فماذا يسمون هذا الذي يحصل إذن! ألم يلوثوا الجو العام ويشحنوه ضد كل فتاة محجبة فتعرضت للترويع والتخويف والبلطجة لا لشيء إلا أنها تمثل الإسلام بلباسها هذا، وشاركهم في ذلك الإعلام الكاذب المخادع المنافق الذي صفق للطاغية الجديد وألبسه لبوس الراعي الذي يهتم بشؤون رعيته، والرعاية منه براء...


أفيقوا يا أهلنا في أرض الكنانة.. إنكم لم تقدموا دماء الشهداء وتبذلوا التضحيات ليعود حكم مبارك بثوب آخر ووجه آخر.. بل ليزول الظلم وتنقشع غيومه عن سمائكم لتنعموا بحكم عادل، وهذا لن يكون بدولة مدنية ديمقراطية ولا عسكرية، بل بدولة الخلافة التي تحكم بشرع الله ويكون للمرأة فيها دور سياسي تمارس فيه حقوقها التي أعطاها إياها الإسلام.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق تطبيع إيران والشيطان الأكبر يجري على قدم وساق

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 935 مرات

 

الخبر:

 

أعلن مسؤول إيراني، أوردت تصريحه صحيفة "إيران دايلي"، أنه سيتم إنشاء غرفة تجارة إيرانية أميركية "خلال أقل من شهر" لتحريك العمليات الاقتصادية بين البلدين.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب اتفاق تاريخي أُبرم الأحد الماضي في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى وبينها الولايات المتحدة، والذي يفترض أن يضمن أن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل هو سلميّ بحت.
ويشكّل مشروع غرفة التجارة الإيرانية - الأميركية فرصة ملائمة للبلدين لإعادة العلاقات المقطوعة بينهما منذ الثورة الإسلامية في 1979، تم تسجيله في الولايات المتحدة، كما أعلن أبو الفضل حجازي المسؤول في غرفة التجارة الإيرانية.
وذكر حجازي أيضاً أن الحكومة الإيرانية وافقت على إقامة خط جوي مباشر بين إيران والولايات المتحدة.
وعلى الصعيد الاقتصادي تأمل إيران خصوصاً في تصدير منتجات إلى الولايات المتحدة واستيراد مواد أولية والتكنولوجيا الأميركية، كما قال حجازي.

 

التعليق:


عندما نجحت أمريكا بخلع النفوذ البريطاني من إيران متمثلا بالشاه، وجلبت من تحت عباءتها معمما أسموه إماما، لم تكن تعلم حينها أن هذه الخطة التضليلية الخبيثة ستستمر أكثر من ثلاثة عقود، تماما كما استمرت فترات الحكم الجبرية للقذافي وبن علي ومبارك وعلي عبد الله صالح، وكأن الثلاثة عقود أمست كافية لكشف الأدوار التضليلية، لا سيما كذبة أطلقها الخميني في عام ١٩٧٩ادعى فيها بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر، مما اعتبر غلافا جيدا للتعمية على حقيقة العلاقة الحميمية بين حكام إيران وأمريكا.


إن تسارع وتيرة التطبيع الإيراني - الأمريكي، تبرهن حقيقة عمق الثقة المتبادلة بين النظامين، ورغبتهما الدفينة بالتعاون العلني، بعد قطيعة (علنية) دامت قرابة الثلاثة عقود، وأنهم قد دبروا أمرهم بليل دامس، ولم يبق منه إلا الخروج إلى النور والإعلان عن مد جسور التعاون والتواصل والتنسيق، وهذا ما نشهده هذه الأيام.


ولا يمكن أن نفصل بين مآلات العلاقة الأمريكية الإيرانية ومآلات الثورة السورية، وأن ثورة الشام كانت قاصمة ظهر لهذه العلاقة السرية بين البلدين، كي تعريها ومن شايعها كحزب إيران في لبنان ونظام الأسد في دمشق.


إن الجانب السياسي المتعلق بأهداف هذا التقارب المريب بين الشيطان الأكبر وإيران قد أصبح واضحا وظاهرا وبينا لعوام الناس، فقد أدرك الجميع حقيقة هذا التواطؤ لا سيما بعد الدور الإيراني الإجرامي في سوريا.


إلا أن هذا الخبر يتعلق بجانب لا يقل أهمية عن الجانب السياسي، وهو الجانب الاقتصادي، فلا شك أن إيران قد استنزفت الكثير من أموالها في الذود عن عميل أمريكا بشار، كيف لا وهي تدعمه بالعدة والعتاد بملايين الدولارات، مما يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الإيراني لا سيما في ظل وجود قيود وعقوبات اقتصادية، تعرقل تنشيط التجارة وحركة السوق، مما يؤدي إلى زيادة في ميزان المدفوعات دونما إيرادات كافية تغطيها، وهذا بدوره كان سببا آخر لأمريكا لكي تطبع علاقاتها مع طهران وترفع عنها معظم القيود الاقتصادية كي تضمن استمرار تدفق الأسلحة والمعدات والعسكر الإيراني إلى سوريا، دونما تراجع للاقتصاد الإيراني قد يشعر الشعب فيه ويضغط على حكومته للتوقف عن دفع الملايين في سوريا حفاظا على بشار.


ولهذا فإيران والشيطان الأكبر قد فتحا الأبواب على مصارعها للإسراع بضخ الأموال لطهران وإعادة المليارات المجمدة في أرصدة البنوك الأمريكية، وعقد الصفقات والتبادل التجاري، أملا في استمرار الإنفاق للصد عن سبيل الله ومحاربة ثورة الإسلام الربانية في الشام.


لقد هلت بشائر النصر من أرض الملاحم، ولن يكون لملايين أمريكا وإيران وروسيا والصين والغرب وعملائهم من حكام الضرار إلا جلب الحسرة على إنفاقها، فهي أموال مبتورة، بينما ثورة الشام بإذن الله منصورة.


﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل

إقرأ المزيد...

الجولة الإخبارية 2013-12-1 (مترجمة)

  • نشر في الجولة الإخبارية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1207 مرات


العناوين:


• مستودع سري داخل أميركا يضم 100 ألف عبوة ناسفة من أفغانستان والعراق

• السلطات الأنغولية تهدم المساجد

• الكشف عن رئيس مكتب الاستخبارات الأمريكية في باكستان

• حملة مكافحة الخمار تؤجج التوتر في شينجيانغ


التفاصيل:


مستودع سري داخل أميركا يضم 100 ألف عبوة ناسفة من أفغانستان والعراق:


تم الكشف مؤخرا عن مستودع سري في ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن، تخبأ فيه بقايا مائة ألف من المتفجرات التي صممت خصيصا لإلحاق الضرر بالقوات الأمريكية. المستودع الأميركي السري للمتفجرات يضم العديد من العبوات الناسفة التي أسفرت عن مقتل المئات من العسكريين في العراق وأفغانستان بعد هجمات 11/9، وقد تم جمعها للاستفادة منها للتعرف على هوية صانعيها وللتوصل لتقنيات عالية لمواجهتها. وتضم المنشأة السرية صناديق كرتونية يخزن بداخلها كرات حديدية صغيرة، وشظايا، وأسلاك، وألواح كهربائية، وهواتف خلوية منصهرة ومنظومات سيطرة لاسلكية التي تم تحويلها جميعا إلى أسلحة فتاكة. وقد أدت العبوات الناسفة المستخدمة في أفغانستان إلى مقتل 954 جندي أمريكي على مدى الاثني عشر عاما الماضية من الحرب. وفي العراق، قتل 2207 من الأميركيين بقنابل على جانب الطريق وأصيب عشرات الآلاف. ووفقا لتقرير خاص ل "إيه بي سي نيوز" فإن "كل عبوة ناسفة يتم جمعها يتم إعطاؤها أولوية معينة من قبل الوحدات العسكرية في أفغانستان وسابقا في العراق. ويستوجب فحص العينات التي تميز بالرمز الأحمر وتصويرها وفحص بصمات الأصابع الموجودة عليها وإجراء فحوصات الحمض النووي في غضون خمسة أيام. أما العينات التي تعطى اللون الأصفر فيجب أن تتم معالجتها في غضون 30 يوما، وتعتبر العبوات الخضراء ذات الأولوية المنخفضة. ويوجد لكل عبوة ناسفة ملف خاص في الحاسبة، الذي يضم معلومات عن مكان وتاريخ تفجيرها أو العثور عليها، وما إذا كانت هناك أي إصابات. وتخزن العبوات الناسفة في 3،500 علبة مرتبة في صناديق كرتونية بيضاء طول الواحدة منها خمسة أقدام في مستودع مكتب التحقيقات الفدرالي. ويتم تسليم نحو 800 عبوة ناسفة كل شهر من أفغانستان ونحو 20 دولة أخرى. [المصدر: صحيفة ديلي ميل]


السلطات الأنغولية تهدم المساجد:


يقول زعماء مسلمون في أنغولا أن الحكومة قد أغلقت أو دمرت عشرات المساجد خلال الأشهر القليلة الماضية، مع إعطاء شرح ضئيل أو معدوم. ونقلت صحيفة أنغولية عن ديفيد البرتو جي أيه، رئيس الجماعة الإسلامية في أنغولا، قوله أنه قد تم إغلاق ما مجموعه 60 مسجدا، معظمها خارج العاصمة لواندا. وفي مقابلة يوم الثلاثاء مع إذاعة "صوت أمريكا"، وصف نائب رئيس مجموعة المجتمع، ديفيد فونجولا، الإغلاق بأنه "اضطهاد ديني"، وقال أنه لن يترك الصلاة حتى لو تم إغلاق كافة المساجد في أنغولا. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية في أنغولا، أريستوفانيس دوس سانتوس، مؤخرا أن الحكومة لم تأمر بإغلاق وتدمير المساجد، ونفى أن تكون الدولة تضطهد المسلمين. ومع ذلك، فقد حصل "صوت أمريكا" مؤخرا على وثيقة حكومية يأمر فيها المسؤولون بهدم مسجد "زانغو1" في محافظة فيانا لواندا، شرق العاصمة. وقالت الأوامر بأنه يجب هدم المسجد لأنه بني دون تصريح. وقد شاهد "صوت أمريكا"، أيضا شريط فيديو يظهر التدمير الكامل لمسجد في بلدة ساوريمو. يشار إلى أن نسبة مئوية صغيرة من الأنغوليين الذين يبلغ عددهم 18 مليون نسمة هم من المسلمين وأن معظم الأنغوليين هم من النصارى أو أتباع الديانات المحلية. [المصدر: صوت أمريكا]


الكشف عن رئيس مكتب الاستخبارات الأمريكية في باكستان:


كشف الحزب السياسي لنجم الكريكيت السابق عمران خان يوم الأربعاء، عن رجل وصفه بأنه أكبر جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" في باكستان، وذلك في تصعيد لحملة السيد خان لإنهاء هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية في البلاد. وفي رسالة إلى الشرطة الباكستانية، اتهمت المسؤولة الإعلامية للسيد خان، شيرين مزاري، كلا من مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون برينان، ورجل ادعت بأنه رئيس مكتب الوكالة في إسلام أباد، "بارتكاب القتل وشن حرب ضد باكستان". وقد رفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن التعليق على القضية. وطالبت السيدة مزاري السلطات بمنع رئيس مكتب الوكالة، والذي لم يتم بعد تأكيد هويته، من مغادرة البلاد حتى تتم محاكمته في المحاكم الباكستانية. وفي رسالتها يوم الأربعاء، زعمت السيدة مزاري أن الجاسوس لا يتمتع بأي حصانة دبلوماسية، ولفتت إلى أنه إذا تم استجوابه من قبل الشرطة فإنه قد يكشف عن أسماء الطيارين الذين قادوا هجمات الطائرات بدون طيار. وقد نما مكتب إسلام أباد منذ تصعيد الحرب بدون طيار من قبل "سي آي إيه" في باكستان في عام 2008، ليصبح واحدا من أكبر المواقع الاستيطانية لوكالة التجسس في العالم، وأصبح توسع الوكالة في باكستان مصدر إزعاج لعلاقات أميركا مع باكستان. وقد طغى تأثير رئيس وكالة الاستخبارات في إسلام أباد في بعض الأحيان حتى على السفير الأمريكي في باكستان. يشار إلى أن الرئيس السابق لمكتب باكستان قد اشتبك مرارا في عام 2011 مع كاميرون مونتر، سفير الولايات المتحدة في باكستان في ذلك الوقت، حول كثافة الحملة بدون طيار. وقد انحازت إدارة أوباما إلى وكالة الاستخبارات المركزية، وأنهت مهمة السيد مونتر. [المصدر : نيويورك تايمز]

 

حملة مكافحة الخمار تؤجج التوتر في شينجيانغ:


في واحة كاشقار على طريق الحرير القديم، أومأت موظفة البلدية في الحكومة الصينية لامرأتين بالتوقف على جانب الطريق، وقامت بتسجيل هويتهما تحت عين كاميرا المراقبة. وكانت جريمتهما هو ارتداءهما الخمار. وتهدف حملة "إظهار الجمال" إلى حض النساء على التخلي عن ارتداء النقاب - وهي ممارسة دينية رائجة بين النساء المسلمات "الأويغور"، والتي تعتبر أكبر جماعة عرقية في منطقة شينجيانغ في الصين - في محاولة لتحسين الوضع الأمني. ولكن النقاد يحذرون من هذه السياسة التي يمكن أن تأجج الحقد وتأتي بنتائج عكسية بدلا من ذلك. وقالت امرأة في الخامسة والعشرين من العمر والتي تم استيقافها مرتين "نحن بحاجة إلى التمسك بتقاليدنا، ويجب عليهم أن يفهموا ذلك". وأضافت في تصريح لها من وراء غطاء من الدانتيل الأبيض أن السلطات تجبر المخالفات على مشاهدة فيلم يبجح مباهج كشف الوجه. لكنها قالت أن "الفيلم لا يغير عقلية الناس"، وهو رأي يتفق فيه معها أخريات طلبن عدم نشر أسمائهن. يذكر أن شينجيانغ، وهي منطقة شاسعة وراء سور الصين العظيم،على الحدود مع باكستان وآسيا الوسطى في أقصى غرب الصين، ظلت تحت حكم الإسلام لعدة قرون. إلا أنها احتلت من قبل الصين مؤخرا خلال عهد أسرة تشينغ في أواخر القرن التاسع عشر. ويقول سكان كاشقار أن القيود على الخمار أثارت صراعا دمويا واحدا على الأقل هذا العام بالقرب من المدينة، حيث 90 في المائة من أصل 3.3 مليون من سكان المنطقة هم الأويغور. وقال شان وي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية في سنغافورة "بالنسبة للحكومة الصينية فإن المتطرفين الإسلاميين يطالبون بالاستقلال وانفصال (شينجيانغ)، لذلك فهي تضع حدودا صارمة للغاية على الأنشطة الدينية للأويغور". يذكر أن سياسات حظر ارتداء النقاب، وإلى حد أقل الخمار، لا يتم الإعلان عنها بصورة واضحة. وقد رفضت سلطات المدينة التعليق على ذلك ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في شينجيانغ للحديث معهم في هذا الخصوص. إلا أن منصات حملة "إظهار الجمال" منتشرة في جميع أنحاء المدينة. وقال خياط في المدينة أن موظفي الحملة طلبوا منه عدم حياكة الجلباب الطويل والذي غالبا ما ترتديه النساء مع الخمار. وقال سكان آخرون أنه للتمكن من دخول المكاتب الحكومية والبنوك والمحاكم، فإن النساء يجبرن على خلع الخمار والرجال على حلق لحاهم [المصدر: داون نيوز].

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات من أصلح سريرته أصلح الله علانيته

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 464 مرات


قال سفيان بن عيينة: كان أهل الصلاح يكتب بعضهم إلى بعض بهذه الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه.

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع