الجمعة، 03 محرّم 1447هـ| 2025/06/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  الإسلاميون: مقالة بعنوان "هل أصبحت أنغولا أول دولة تحظر الإسلام؟"

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 2013 مرات

 

 

 

 

2013-11-28

 

 

 


اجتاحت صفحات ومواقع الإعلام البديل موجة غضب عارمة إثر الخبر الذي نشرته الصحيفة الإلكترونية الأمريكية: "إنترناشونال بزنس تايمس" وتناقلته صحيفة "الديلي ميل" وبعض الصحف الهندية والأفريقية والعربية عن حظر جمهورية أنغولا للإسلام باعتباره "طائفة غير مرحب بها" والتصريحات الصحفية التي نسبت لروزا كروز "وزيرة الدولة للثقافة" أنه "لم يتم بعد إجازة الإسلام وممارسة المسلمين لشعائرهم قانونيا من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان لذا سيتم غلق مساجدهم حتى إشعار آخر".

 

وقد أكدت السلطات الأنغولية أنها اتخذت الإجراءات التي تحظر الإسلام وطوائف دينية أخرى في البلاد لأنها "تتعارض مع عادات وتقاليد الثقافة الأنغولية"، وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن تقريرا لوكالة الأنباء الأنغولية (أنغوب) أكد أن الإجراءات التي أعلنت عنها كل من وزارة الثقافة ووزارة العدل في أنغولا، تنطبق على العديد من الطوائف الدينية. ونقلت الوكالة الأنغولية عن وزيرة الثقافة الأنغولية روزا كروز قولها إن هذه الإجراءات لا تنطبق على المسلمين فقط، بل تنطبق بالأساس على كنائس وطوائف "تتعارض مع عادات وتقاليد الثقافة الأنغولية"، وبموجب هذه الإجراءات تم حظر نشاط 194 منظمة دينية على الأقل. (الجزيرة نت 2013/11/26).

 

لم تذكر الوكالة الأنغولية أن من بين الطوائف التي تم حظرها طوائف مدانة بممارسات منبوذة مثل الشعوذة والسحر وجرائم ضد البشر باسم الدين وهذا ما رمت إليه عبارة تعارضها مع عادات وتقاليد الثقافة الأنغولية.

 

ومن جهة أخرى نفت أنغولا هذا الخبر عبر دبلوماسييها في واشنطن بينما لم تقم الحكومة بموقف رسمي وواضح يتناسب مع حجم الحدث أو يراعي مكانة لهذا الكم من البلاد المسلمة أو مشاعر مليار ونصف المليار مسلم عبر العالم. لم يكن التكذيب على مستوى الخبر الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ولم يكن الصمت الرسمي إلا استخفافًا بالمسلمين وحكوماتهم. تبقى التفاصيل مبهمة ولكن المثبت أن الإسلام ديانة غير معترف بها في أنغولا، وقد قامت الحكومة بالفعل بهدم وإغلاق بعض المساجد بذريعة أنها لم تحصل على ترخيص.

 

طبقاً للقانون الأنغولي تمنح الحقوق الدينية لكل مجموعة بعد الحصول على تصريح رسمي واعتراف بالديانة، وبعد إثبات وصول عدد أتباع هذه الديانة إلى 100,000 شخص في 12 مقاطعة من مقاطعات أنغولا، ولا زالت الحكومة تصر على أن المسلمين لم يصلوا لهذا العدد. أزمة الأقلية المسلمة في أنغولا ظاهرة من الوهلة الأولى في التضارب حول تعداد المسلمين في أنغولا، فبينما تشير الإحصاءات شبه الرسمية بأنهم 90 ألفا يؤكد السيد دافيد ألبيرتو رئيس "الجمعية الإسلامية في أنغولا "Comunidade Islâmica de Angola" "وجود أكثر من 500 ألف مسلم ووجود 80 مسجدا في البلاد البالغ سكانها18 مليون نسمة". (العربية نت 26 نوفمبر).

 

الحكومة وإن لم تدعُ إلى اعتبار الإسلام طائفة غير مرغوب فيها إلا أنها تتبنى سياسات معادية للهجرة وتعتمد لغة عدائية تجاه المهاجرين (معظمهم من المسلمين) وتربط بين الإسلام والإرهاب خصوصاً بعد الهجوم الأخير على المركز التجاري في العاصمة الكينية نيروبي. وبالرغم من ادعاء الحكومة أن الأمر لا يقتصر على الإسلام ولكن الأضواء ظلت مسلطة على الإسلام والمسلمين في السنتين الماضيتين وأصبحت الدولة تهيئ الأجواء لاتخاذ إجراءات بشأن الإسلام والمسلمين وتغض الطرف عن بعض الاستفتاءات والحملات الدعائية ضد المسلمين. فقد نقلت صحيفة "لانوفال تريبيون" الصادرة في جمهورية بنين عن محافظ العاصمة الأنغولية قوله إن "المسلمين المتطرفين" غير مرحب بهم في بلاده، وأوضح أن الحكومة ليست مستعدة "لتقنين وجود المساجد في البلاد".

 

بالرغم من تكذيب خبر حظر الإسلام وبدء حملة موسعة لهدم المساجد ومنع المسلمين من أداء شعائرهم إلا أن التضييق على المسلمين ليس بجديد، وقد أصدرت "المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان" قبل 7 سنوات، تقريرا أشار إلى عمليات تضييق تعرض لها المسلمون في أنغولا. وقد أشار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن وضع حرية الأديان في أنغولا للتضييق على المسلمين خصوصاً فيما يخص بناء المساجد.

 

ولا تخفي الحكومة الأنغولية تخوفها من المد الإسلامي وازدياد عدد المسلمين في البلاد ونشاطهم الظاهر. وتمارس الحكومة هذا التضييق على المسلمين لمنع انتشار الإسلام بعد أن تواترت الأخبار عن اعتناق قرى أفريقية بأكملها للإسلام عبر نقاشات مع بعض الدعاة المسلمين الذين يأتون بإمكانيات محدودة ويشرح الله لهم قلوب أهل البلاد.

 

وبالرغم من سطوة ونفوذ المبشرين الغربيين في أفريقيا إلا أن هناك رغبة في الإسلام ودعوته التي يتقبلها الأفارقة ويقبلون عليها بشكل ملحوظ. الجدير بالذكر أن الإرساليات التبشيرية تقوم بحملات منسقة في أفريقيا وتشرف على الكثير من المؤسسات التعليمية التأهيلية والصحية في تلك البلاد ويقوم بتمويل هذه الإرساليات كنائس في الدول الغنية بإمكانيات ضخمة ومساندة سياسية من الأحزاب اليمينية. وبالرغم من الارتباط التاريخي بين البعثات التبشيرية والاستعمار إلا أن هذه الإرساليات في أفريقيا تبث السموم وتظهر أن الإسلام دخيل على أفريقيا السوداء وأن العرب أتوا لاستغلال بلاد وثروات أفريقيا. قال الله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: 109].

 

عجيب أمر هذه الدويلة وليدة الأمس التي استقلت عن البرتغال في عام 1975 ثم انتقلت من الاستقلال إلى حرب طاحنة دامت 30 عاماً ولم تعش أي استقرار يذكر إلا في الفترة الأخيرة وتدعي أنها لا تعترف بالإسلام!! لا تعترف بالإسلام بعد 1400 عام، لا تعترف بأكبر الأديان وأوسعها انتشارًا، لا تعترف بحضارة عمت أركان الكون ويدين لها الشرق والغرب بما وصل إليه العالم اليوم في شتى مجالات العلوم والمعرفة، وآثارها باقية حولهم في تمبكتو وغيرها من مدن الجوار الأفريقي. هذه الدويلة صنيعة مستعمر مغمور معروف عنه الحقد والتعالي، تنكر بدر الدجى وتهيم في بحر من الأضاليل العنصرية لتصرف نظر أهلها عن الإسلام، أوَتظن أنها بهذا تضيره أو تحجب نوره؟ تنعت الإسلام بالطائفة وتصف المسلمين بالدخلاء وتتهكم على دينهم ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون.

 

لعل حكومة أنغولا غافلة عن الجموع الغفيرة التي سئمت الرق والأغلال وتحن للعتق من عبودية العباد لعبادة رب العباد. تتنكر أنغولا للإسلام والمسلمين وتعترف بالاستعمار البرتغالي الذي اتخذ أهل البلاد رقيقا وتاجر بهم مقابل مواد استهلاكية ونقلهم للقيام بالأعمال الشاقة في حقول البرازيل بينما تتوالى المجاعات على أهل أنغولا ولا يأتي لهم المستعمر إلا بالفتات ثم يغادر بسفن الموت التي تقل العبيد وتنقلهم حيث أراد.

 

كيف يحظر الإسلام من لا يزال مكبلاً بقيد المستعمر لغةً وفكراً واقتصاداً وسياسة ولماذا هذا الحظر ولماذا الآن؟!! جمهورية أنغولا بالرغم من كونها ثاني أكبر مصدر للنفط والألماس في أفريقيا وتتميز باقتصاد نشط إلا أنها في قبضة البنك الدولي وصندوق النقد، تتباهى ببناء ناطحات السحاب بينما تجد نفسها في رأس القائمة من حيث وفيات الأطفال وسوء العناية الصحية والتعليم والخدمات، ناهيك عن الهوة بين الفقراء والأغنياء وتبديد الثروات ونهب الموارد الطبيعية والفساد المستشري. أنغولا تدق أجراس الخطر كدولة نصرانية ترى أن الإسلام يهدد ثقافتها لتخفي نظاما علمانيا مستبدا نهب مقدرات العباد وأصبح على حافة الهاوية.

 

إنها مسرحية قديمة ومبتذلة يكررها كل الطغاة. هذه الدويلة التي ترفع شعار العلمانية والديمقراطية وتنادي بحرية الأديان تحظر الإسلام وتدق بذلك مسماراً آخر في نعش العلمانية التي رُوج لها على أنها المنقذ من الحروب الدينية التي سادت أوروبا، وأنها السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والأمان للجميع، وأنها ستضمن حق فئات الشعب في العبادة. هذه العلمانية لمسنا ثمارها في الهند وأيرلندا ويوغسلافيا وغيرها من الدول التي تغذت النزاعات فيها على فساد العلمانية والفتنة التي تخلقها الحكومات بين أتباع الديانات المختلفة لتحقق القاعدة الذهبية الشهيرة "فرق تسد".

 

إن من يبتغي العلمانية بعد أن ثبت فسادها وعوارها وفشلها كالمحتجب من الشمس بغربال. تزامنت هذه الضجة مع تسريب خبر قتل الحكومة لناشطين بارزين في المعارضة الأنغولية اختفيا منذ عام وتبع ذلك إطلاق النار على آخر أثناء إلصاق ملصقات والقبض على قرابة 300 متظاهر خرجوا للشوارع للتنديد بما حدث للناشطين المقتولين، وقد اعتبر بعض المحللين المتخصصين في الشأن الأنغولي أن هذه الضجة حول وضع الإسلام والمسلمين في أنغولا وتوقيت هذه التصريحات والطريقة التي خرجت بها هذه التصريحات أمر لافت للانتباه، وأن هذا الأمر برمته مجرد حرف للنقاش عن الأوضاع الملتهبة داخل أنغولا والتي تهدد مستقبل الرئيس الأنغولي.

 

فقد ذكر نائب مدير الفرع الأفريقي لهيومن رايتس ووتش لزلي لفكنو "التقرير الخاص بحظر الإسلام في أنغولا يلفت الانتباه عما يجري هناك حالياً". وهذا ليس بمستغرب فأنغولا في ذلك تبع ونحن نعلم أن السياسيين الغربيين يعمدون إلى إطلاق التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين كلما سنحت لهم الفرصة، فالتخويف من الإسلام وتهديد المسلمين أصبح مادة لكسب تأييد شعوبهم وتمرير سياساتهم وتحقيق الأهداف السياسية الآنية.

 

لعل هذا النبأ عن أوضاع المسلمين في أنغولا أثار الشجون ولفت أنظار المسلمين لقضايا الجاليات المسلمة في أفريقيا. كما فرض الموقف العديد من التساؤلات.. كيف نحفظ حقوق الأقليات المسلمة في العالم والإسلام مستهدف في عقر داره؟ كيف ننقذ المساجد في أقاصي الأرض وحرمة المساجد تداس في العراق وسوريا ومصر؟ كيف ننقذ مسلمي أنغولا ولم تتجاوز الردود على ما يتعرض له أهلنا في بورما بعض التصريحات الرنانة والعبارات الخاوية؟ هل اكترثت الحكومات في بلاد المسلمين لمنع المسلمين في الصين من أداء فريضة الصيام أو الحظر المتكرر للخمار في بلاد كثيرة لتهتم بأمر الإسلام في أنغولا؟ وبالرغم من كثرة التساؤلات فهناك يقين بأن هذه الأزمات المتوالية تنذر بقرب هزيمة الكفر وأعوانه، وأن هذا الإقبال على الإسلام والمساعي الحثيثة عبر العالم تنذر بقرب النصر والفرج من عند الله؛ فكلما ازداد كرههم للإسلام انجذب الناس إليه وانتشر في ربوع العالم. هذا الحظر للإسلام طرح العديد من الأسئلة من غير المسلمين عن هذا الدين الذي يتحدث عنه الجميع وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر». لم تصدر أي تصريحات رسمية من الدول المحسوبة علينا، ولم تسارع أي دولة لسحب السفراء وإعلان ممثلي الوفود الدبلوماسية الأنغولية كأشخاص غير مرغوب فيهم يتم تسفيرهم قبل أن يجف المداد لأن هذا إجراء استعراضي يمارس مع ممثلي دول العالم الإسلامي فقط!! عم الصمت ولعل الأصوات المستغيثة في فضاءات الإعلام البديل المنادية بوقفة إسلامية صارمة سمعت صدى الصوت وارتداده، إننا ننادي أنفسنا لا نستنصر بدولة ولا ننادي حاكماً لأننا ببساطة بلا دولة، بلا خلافة، بلا خليفة يذود عنا وعن ديننا.. نعم أصبحنا جميعاً بدون دولة يا كرام، ولهذا ندرت الأصوات التي تنادي الحكام والحكومات أو تتأمل منهم الخير فنحن في وادٍ وهم في مستنقع عميق من الوهن. أدركنا منذ زمن أن الجيوش التي يتم استعراضها بين فترة وأخرى ما هي إلا أدوات ضغط لإرهاب الشعوب وملء خزائن الدول الكبرى بالعملة الصعبة على حساب قوت الشعوب المستضعفة.

 

جيوشنا هذه لم يُرَد لها أن تحفظ لنا مكانة أو هيبة فقد أوقع الحكام بيننا وبينهم وضربوا سوراً عالياً بين ضباط الجيوش والعامة في الكثير من البلاد، فأصبحت الجيوش أداة طيعة في يد الحكام الظلمة لتثبيت دولة الزعيم بدلاً من حماية الأرواح والأنفس وما هو أغلى عند كل مسلم ألا وهو دين الله المنزل من السماء. باتت الجموع تنادي الأفراد داخل أنغولا لتتثبت مما جرى ولم يعول أحد على سفراء كل هذه الدول المحسوبة علينا لأنها مشلولة الإرادة فلا ضعيفاً حمت ولا مظلوماً نصرت، أدركنا أن بعثاتنا الدبلوماسية تمد يد الصداقة والود للكل أياً كان ومهما كانت مواقفه من الإسلام وأهله ولا تنفذ سياسة خارجية متميزة ومبدئية. بعثاتنا الدبلوماسية تحمل خريطة المستعمر ولا تمثل إلا الدول القُطرية التي صُنعت بيديه لتحقق مصالحه في المنطقة. لم تخيب الحكومات في العالم الإسلامي ظن شعوبها ولم تكترث للخبر ولم ترسل حتى لتستفسر عن الأمر، ولا عجب فهذا أمر لا ناقة فيه لها ولا جمل. إنما الإسلام شأننا وهؤلاء إخوة لنا وليحمل الحكام شعار "وطني أولاً" ما شاءوا فهم يمثلون أوطاناً من صنع خيالهم لا تمثلنا بينما تثبت المحن مرة تلو الأخرى أننا أمة واحدة دون الناس تهفو قلوبنا من الأسى لكل نبأ عن الإسلام وأهله بينما قلوبهم ميتة فوق علم دولة قُطرية.

 

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه».

 

*أم يحيى بنت محمد، عضو بالمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الإسلامي

 

 

المصدر: إسلاميون

إقرأ المزيد...

  الملتقى الاقتصادي الثاني بالخرطوم معالجات رأسمالية تتخفى في ثوب الإسلام الذي لا يليق بها

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 2033 مرات

 

حضّ الرئيس السوداني عمر البشير مجموعة من الخبراء على وضع معالجات جذرية للأزمة الاقتصادية التي تكاد تعصف بالبلاد، في وقت ألمح فيه حزبه إلى إمكانية التراجع عن الزيادات التي فرضتها الحكومة مؤخراً على المحروقات.

 

وكان البشير قد خاطب الملتقى الاقتصادي الثاني الذي عقد بالخرطوم يومي 23- 24 تشرين الثاني/نوفمبر2013م، والذي سبقته تحضيرات ودعوات لعدد من الأكاديميين والاقتصاديين، قيل أنه إتاحة فرصة للخبراء لتقديم مقترحاتهم وأوراقهم في الشأن الاقتصادي في السودان، ولعل القليلين يذكرون الملتقى الاقتصادي الأول وتوصياته وقراراته، التي عقّدت المشهد الاقتصادي، مما يفرض تساؤلاً حول المشكلة الاقتصادية هل تحل عبر هذه المؤتمرات والملتقيات التي يُحشد لها الاقتصاديون والخبراء، أم أن هنالك أساسًا يجب النظر إليه بعين الاعتبار لتتم رؤية المشكلة الاقتصادية على حقيقتها فيوضع العلاج الشافي على ذلك الأساس فيكون متناغماً يؤتي أُكله وهذا ما لم يوضع أبداً في الاعتبار؟!


يواجه السودان عجزاً كبيراً في ميزان مدفوعاته بجانب انخفاض متوالٍ لقيمة عملته المحلية مقابل الدولار، في ظل معالجات اقتصادية تخفض الصرف الحكومي على الخدمات، وترفع الدعم (المزعوم) عن السلع الاستهلاكية، مما يزيد أطناناً من الأعباء على المواطن الذي أرهقت كاهله الأزمات الاقتصادية.


وبدا واضحاً أن الحكومة غير راضية عن الانتقادات التي واجهت سياساتها خلال الملتقى، إذ عمدت وسائل الإعلام المحسوبة على الحكومة إلى إزالة أخبار الملتقى من واجهاتها الإلكترونية بينما ذهب بعضها إلى إزالتها تماماً.


حسب صحيفة "سودان تربيون" وفي خطوة لا تخطئها العين عمدت الوكالة الرسمية (سونا) إلى عدم وضع خبر الملتقى في صفحتها الرئيسية على غير العادة، في وقت أزالت فضائية الشروق المحسوبة على المؤتمر الوطني الخبر تماماً من موقعها على الإنترنت وهذا يبين الفشل الواضح في التعاطي مع المشكلة.


وقد تمت دعوة الأحزاب السياسية سوى حزب التحرير؛ الحزب الوحيد الذي يمتلك حصرياً رؤية شرعية على أساس الإسلام تعالج المشكلة الاقتصادية، سلّمها للحكومة عبر مشروع دستوره الإسلامي وهو ما يتناقض مع زعم رئيس الجمهورية عمر البشير لدى مخاطبته الملتقى الاقتصادي، حيث أكد بأن الملتقى يهم كافة الناس وهو جهد وحراك يشترك فيه كل المجتمع أفراداً وجماعات، مما يؤكد أنهم لا يبحثون عن حل، وإنما يذرون الرماد في العيون، وينفذون ما يطلبه صندوق النقد الدولي.


وفي تناقض آخر في الطرح، يبين عدم وجود أساس متبنى للمعالجات، قال الرئيس البشير: "مفهومنا عن الاقتصاد يصدر من مشكاة متقدة بنور الإسلام ومبادئ ديننا الحنيف وأنه المحرك للنشاط الاقتصادي، لأنه يرتبط بوازع الدين ويتجاوز نزاعات الأنانية والذاتية ويميز بين حق الله وحق المجتمع وحق الفرد"، (صحيفة آخر لحظة)، وهذا الطرح الذي تعودنا عليه يكشف عن التناقض المزري بين القول والفعل، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس المشاركين في الملتقى لتحقيق أهداف الملتقى، والنظرة الموضوعية للأداء ومستقبل الاقتصاد الوطني لا بد لها أن تتفحص بعناية العوامل الداخلية المحيطة بحالة الاقتصاد وارتباطاته العضوية بالاستراتيجيات الدولية.

 

وهذا تناقض آخر، إذ كيف تطرح شعارات ومفاهيم الإسلام للاستهلاك، وفى نفس اللحظة يحض الرئيس على مراعاة ارتباطات الاقتصاد العضوية بالاستراتيجية الدولية التي ذكرها في كلمته بأنها تشجع الاحتكار والاستعمار؟!


وفي تسويق لمعالجاته الاقتصادية، فإن وزير المالية والاقتصاد الوطني على محمود، أكد على أهمية الملتقى الذي يأتي من أجل التفكير لإزالة المعوقات التي تعرقل المسيرة الاقتصادية وتقدمها إلى الأمام، حيث قال إن هذا التجمع يعكس للعالم مدى رغبة أهل السودان في توحيد الكلمة وجمع الصف لإحداث تنمية حقيقية متوازنة عبر (برامج الإصلاح الاقتصادي) والتوافق حول مشاركة الجميع في وضع التصورات والرؤى المستقبلية، وأشار إلى ضرورة أن يتجه أبناء الوطن الواحد لتكوين فكر اقتصادي جامع يعبر عن الهوية الاقتصادية الوطنية والمرجعية الثابتة والتي على ضوئها وضع الحلول للقضايا الاقتصادية المشتركة لوضع سياسات وبرامج متكاملة تقضي لاستغلال الموارد بصورة أفضل تعود بالنفع والنماء على أهل السودان.

 

وهذا يعنى أن الوزير حدد بأن المشكلة واحدة ولا حل لها إلا المعالجات الاقتصادية الأخيرة؛ والتي يعلم كل متابع من بدايتها أنها فرضت من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي الذي قدم ورقة في المؤتمر ولكن في محاولة من الوزير إلباسها ثوب الوطنية يتجلى فساد آخر هو المناداة بجعل الهوية الاقتصادية وطنية التي يعلم يقينا أنها لا فكر لها أصلاً حتى يعالج به الاقتصاد إنما الوطن هو محض تراب لا يصلح أساسا لربط الناس ببعضهم ناهيك عن أن يكون له فكر.


من كل هذا يتبين أن المشكلة هي في حكومة متناقضة ترتكز على معالجات لا تمس جذور المشكلة الاقتصادية، وتأتي بمعالجات رأسمالية تتخفى في ثوب الإسلام الذي لا يليق بها، ولو أنهم صدقوا الله لانجلت لهم الحلول، ولكن عُمّيت عليهم بسبب بعدهم عن معالجات الإسلام الاقتصادية التي تستند على عقيدة راسخة، لا يجمع لها مفكرون ليدلو كلٌّ دلوه الفارغ من كل معالجة، لا، بل يتم تبنيها استناداً على الكتاب وصحيح السنة المطهرة، مما يجلب رضى الله الذي بيده الرزق قال تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

وذلك ما هو كائن بإذن الله في القريب العاجل تحت ظل الخلافة الراشدة.

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب غادة عبد الجبار

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

  ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1628 مرات

 

لقد ترسخت الثورة السورية وأصبحت أمل الأمة في الخلاص من قبضة الاستعمار بعد أن رفعت شعارات تليق بهذه الأمة وتاريخها وحضارتها، وأصبحت تُضرب بها الأمثال بدل البحث في التاريخ.


والفضل في ذلك يرجع إلى الله تعالى ثم إلى الشعب السوري والمجاهدين الأبطال.

 

ذلك الشعب الذي تحمل وما زال يتحمل ما لا تتحمله الجبال، ولا سمعنا في التاريخ أن عدوا فعل بعدوه ما فعله النظام السوري في شعبه.

 

شعب لم يتلوث عقله بالأفكار الغربية مثلما هو الحال في تونس ومصر مثلا بفعل المنظمات غير الحكومية.


لا شك في أن إسقاط النظام السوري بإذن الله عمل جبار وخطوة كبيرة في طريق النهوض بالأمة، حيث إن المجاهدين لا يقاومون النظام السوري فقط وإنما يقاومون الغرب والشرق اللذين يمدان هذا النظام بكل وسائل القوة ويحافظان عليه من السقوط قبل إيجاد العميل البديل وعسى أن يركع الشعب السوري ومعه الثوار ثم يدخلوا في متاهات المفاوضات والخطط الغربية لتُضاف خيبة الثورة السورية - لا قدّر الله - إلى خيبة سابقاتها التونسية والمصرية واليمنية والليبية.


الثورة السورية معركة حقيقية وجدية، معركة بين العلمانية والإسلام ولا حل وسطًا بينهما.


إلاّ أن الأهم والأخطر هو ما بعد إسقاط النظام، فإذا لم تتوحد الفصائل فيما بينها وتتفق على نظام الحكم الذي سيوضع مكان النظام الحالي، فالخطر سيكون ماحقا للثورة والثوار وتضحيات الشعب السوري وعلى أمل الأمة المنعقد على هذه الثورة، ومن هذه الأخطار:


- التقاتل على السلطة بين الفصائل


- فتح الباب للتدخل الأجنبي والإقليمي لقطف الثمرة


- ضياع كل التضحيات


- الوصول إلى الحكم بدون نظام محدد مفصّل مؤصّل من الإسلام تمشيا مع مطالب الشعب السوري وشعارات ثورته يفتح الباب للأحكام الوضعية والعقلية الواقعية.


يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾ وهي آية تعني الكثير لمن تدبرها، قال ابن مسعود: حبل الله هو القرآن.

 

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا القرآن هو حبل الله المتين» رواه الأحوص عن عبد الله.

 

ويقول القرطبي في تفسير هذه الآية: "إن الفرقة هلكة والجماعة نجاة ولا تفرقوا متابعين للهوى والأغراض المختلفة وكونوا في دين الله إخوانا فيكون ذلك منعا لهم عن التقاطع والتدابر وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع، فإن ذلك ليس اختلافا، إذ الاختلاف ما يتعذّر معه الائتلاف والجمع وما زال الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث وهم مع ذلك متآلفون".


نسأل الله أن يوحد كلمة الثوار ويؤلف بين قلوبهم ويرشدهم إلى الحق والتوافق على برنامج حكم يستند إلى الإسلام ويليق بالشعارات التي رفعتها الثورة السورية "هي لله"، "قائدنا للأبد سيدنا محمد".

 

ونسأل الله أن يكون المولود للثورة السورية - بعد هذا المخاض العسير - بهيَّ الطلعة، خلافة على منهاج النبوة.

 

فهي أمل الأمة في وضع حدّ لدماء المسلمين التي تسيل منذ زمن بعيد، وضع حدّ لاستعمارها ومآسيها ومعاناتها وفقرها وإهانتها وهوانها على بقية الأمم وقبل كل هذا رفع الإثم بالتحاكم لأنظمة الكفر ووضع حدّ للرأسمالية وتجبرها وشرورها وفسادها وفتح الباب لرحمة الإسلام.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكم محمد بوعزيزي

 

 

إقرأ المزيد...

قناة حوار: د. يوسف الحاج "مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف2"

  • نشر في لقاءات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 679 مرات

 

الدكتور يوسف الحاج يوسف نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا على قناة الحوار تحدث فيها عن مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف2 والذي سيكون النظام السوري مشارك فيه. بين الدكتور فيه خيانة الدخول في هكذا مؤتمر ومصافحة ممثلين لنظام فتك وقتل وعذب ولم يبق في أرض الشام قائم إلا ودمره. وبين الدكتور يوسف أن ما تريده الثورة السورية عكس ما يسعى إليه الائتلاف وأنها ما زلت متمسكة بشعارها ما لنا غيرك يا الله، وهي لله هي لله.


الجمعة، 26 محرم 1435هـ الموافق 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2013م

 

إقرأ المزيد...

قناة الوطنية: الأستاذ رضا بالحاج في برنامج لقاء خاص

  • نشر في لقاءات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 666 مرات

 

استضافت قناة الوطنية1 في برنامج لقاء خاص الأستاذ رضا بالحاج رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس.


السبت، 20 محرم 1435هـ الموافق 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013م

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق نقاشات مراكز الدورات في تركيا

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1013 مرات

 

الخبر:


تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية العمل من أجل إصلاحات في التعليم. إن الحكومة التي تستعد لإغلاق مراكز الدورات والتعليم، تريد أيضا تغيير طريقة الالتحاق بالجامعة. وأعلنت الحكومة عن دعمها للتنظيم الذي سيتمكن من خلاله الطلاب الالتحاق بالجامعة دون الحاجة إلى مراكز الدورات. (وكالات الأنباء)

 

التعليق:


حتى لو لم تكن العملية المتعلقة بإغلاق مراكز الدورات حديثة إلا أن مناقشتها بشكل مكثف تم مع مشاركة نص مشروع القانون عبر وسائل الإعلام. بعد البدء بمناقشة نص مشروع القانون نقل الزعيم فتح الله غولان المقيم في أمريكا حركته إلى هجوم عنيف ضد حكومة حزب العدالة والتنمية. كذلك فإن جزءًا مهمًّا من مراكز الدورات الموجودة في تركيا هي في أيدي هذه الحركة فهي تدر مبالغ مادية لا يستهان بها على الحركة وفي الوقت ذاته يتم تجنيد الطلاب الأذكياء المترددين على مراكز الدورات هذه لخدمة الحركة.


لا شك أن مراكز الدورات مهمة لحركة غولان ولكن الحركة لن تتدمر عند إغلاقها. كذلك فإن مراكز الدورات التي تتوفر فيها الشروط المناسبة سيتم تحويلها إلى مدارس خاصة وستقوم الحكومة بتقديم الدعم للمدارس الخاصة وفقا لعدد الطلاب. حتى إن مسألة إغلاق مراكز الدورات ليست بمثابة مسألة حياة أو موت بالنسبة للحركة. ومع ذلك، فإن الحركة تلقت هذه المبادرة على أنها مسألة حياة أو موت، وانتقلت إلى عرضها بكامل قواها، كما قامت الحركة بإشعال فتيل الصراع بعنوان "انقلاب في التعليم" الذي نشرته صحيفة زمان التي تخضع لسيطرة الحركة.


حتى لو تم من قبل بعض الأطراف وصف هذا الصراع الدائر بين حكومة حزب العدالة والتنمية وبين حركة غولان بالصدع العميق، إلا أن الحال ليس كذلك أبدا.
كذلك فإن حركة غولان التي لطالما كان لديها موقف واضح من أردوغان وإن لم يكن ضد حزب العدالة والتنمية إلا أن أول صراع لهما كان على رئاسة المخابرات. على الرغم من التمادي في استدعاء هاكان فيدان للإدلاء بإفادته لدى المحكمة، إلا أنه تم إفشال هذه المبادرة بفضل القانون الذي أقرته الحكومة بسرعة هائلة. وقد تم انتقاد موقف أردوغان من أحداث جيزي بارك في وسائل الإعلام التابعة لحركة غولان، وقد تم وصفه بالديكتاتور.


وردا على مبادرة حركة غولان هذه اتجه أردوغان لتصفية قوى الأمن أولا. فقد تم تغيير أماكن عمل العديد من ضباط الشرطة المعروفين بقربهم من الحركة، وتم تحويلهم إلى وضع خامل. بعد ذلك جاءت مسألة إغلاق مراكز الدورات إلى الساحة في تركيا.


في هذا الجدول بدأ الوزراء الحديث عن الانفصال التام بين حزب العدالة والتنمية وبين حركة غولان. حتى كانت هناك بعض الأقوال عن نية الحركة إنشاء حزب سياسي جديد لها. وعلى الرغم من هذا، فنحن جميعا نعلم أن حزب العدالة والتنمية وحركة غولان كلاهما من المجموعات التي تتحرك في مدار الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى.


إن الخلافات الناشئة بين الفريقين اللذين ينحنيان للسيد نفسه هي أمر طبيعي. إلا أن الرابط الذي يجمعهما لا يحمل الصفة المبدئية. على النقيض فهي رابطة تستند على أساس المصالح المشتركة البحتة. أما المصالح المشتركة التي ذكرناها فهي مرنة ومن الممكن أن تتعارض منافع أحدهما مع منافع الآخر. وإذا كان هذا الصراع المتبادل ليس بمستوى إلحاق الضرر بمصالح "السيد" فلا داعي للتدخل بل ويتم الاستفادة من هذا الصراع. وإلا فيتم التدخل الفوري، ويستمر الطرفان "بالخدمة" بسلام وكأن شيئًا لم يحدث.


لذلك فإن الصراعات التي تحدث حاليا بين الأطراف الذين يخضعون للسياسات الأمريكية، هي صراعات بعيدة عن الأصل وذات أساس مصلحي. فهي مثل الصراعات بين أردوغان - غول، وأردوغان - أرينش. إن الأخوة بين حزب العدالة والتنمية والحركة هي أخوة متأسسة على المصلحة وهي تعاون إلزامي. وإن العنصر الوحيد الجامع بينهما هو المهمة التي حملتها الولايات المتحدة لهما. وما دامت أمريكا لم تتخل عن أحدهما فإنهما مجبورتان على التعايش معا قبلتا أم لا، كذلك هما مضطرتان لحماية المصالح الأمريكية.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان أوغرلو
باحث اجتماعي، مدير مجلة التغيير الجذري

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق العنف الجنسي في بريطانيا يضاهي في سوئه ما يحدث في مناطق الحرب (مترجم)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 817 مرات

 

الخبر:


بحسب تقرير جديد، فإن مستوى العنف الجنسي في الأحياء التي تسيطر عليها العصابات في بريطانيا يضاهي ما يحصل في مناطق الحرب.


وبحسب ما ذكرت الأستاذة جني بيرس من جامعة بيدفورشاير، وهي رئيسة الباحثين، في تقرير حول العنف الجنسي لدى مكتب مفوضية الطفولة فإنه "في بعض المناطق تصل مستويات العنف الجنسي وأشكاله إلى ما يحدث في المناطق التي مزقتها الحرب".


ووجد التقرير الذي أطلق عليه "هو خطأ ولكن ستعتاد عليه" بأن الفتيات اللواتي يبلغن 11 سنة يتعرضن للاستغلال بشكل منهجي ويُغتصبن في أسوأ المناطق الواقعة تحت سيطرة العصابات في بريطانيا مع عنف الأقران الذي لا يبلغ عنه ويتجاهل.


وصرحت سو برلونوير نائبة مفوضية الطفولة بأن الاغتصاب منتشر على نطاق واسع ويحدث بشكل يومي في المناطق الأكثر تضررا. وتضيف بأنه "حالما تمارس الفتاة الجنس سواء مكرهة أم لا، فهي دائما معرضة لذلك، ولا يحق لها رفض معاشرة أي شخص في أي وقت، ويمكنهم أن يمارسوا الجنس معها في كل وقت وأينما يشاؤون وكيفما يريدون. وتضيف أن "مستوى السادية" الذي كشف عنه التحقيق كان صادما.


وقال جون بيتس وهو باحث في هذا التقرير وخبير عصابات أنه صدم بتقبل العنف المذكور. "هناك قبول أو استسلام للوحشية التي تسود حياتهم"، وأضاف "صعب على هؤلاء الشباب أن يدركوا الأمر، ولكن عندما بحثنا وجدنا أن العنف الجنسي أمر روتيني لا يكاد يكون ذا اعتبار، فبالنسبة للكثير منهم لا يعدو الأمر عن أن يكون مجرد شكليات في حياتهم."

 

التعليق:


الذين يعيشون هنا، قد يتبادر إلى ذهنهم أن قليلاً من الأمور يمكن أن تصيبهم بالصدمة، ولكن سرعان ما تغيرت النظرة بعد هذا التقرير. نحن نعيش في مدن متقدمة تكنولوجيًّا حيث تبدو الأشياء أنيقة وجميلة ومرتبة، ولكن تقريرًا كهذا كشف جانبًا آخر من المجتمع البريطاني حيث لا يقتصر الأمر على منطقة واحدة من البلاد. هذه بعض من المشاكل المروعة التي تواجه المجتمعات الليبرالية العلمانية حيث قيم الحق والباطل تتغير. أحدهم على الإذاعة يجادل في أن من حق المرأة معاشرة أكثر من رجل وأنه أمر مفيد طالما تراه تقدماً في القيم الليبرالية وحرية التعبير.


إذن ما هي الحلول المطروحة؟ يقول ماثيو ريد، الرئيس التنفيذي لجمعية الطفولة: "المدارس، الصحة، والخدمات المقدمة للشباب يجب أن تحسن مستوى تعليم الأولاد الأسس السليمة في العلاقة بين الجنسين، فهم بحاجة إلى تعليمهم ما معنى الموافقة؛ وبهذا يستطيع الأولاد حماية أنفسهم من الاستغلال."


من الذي يعلم العلاقة السليمة بين الرجل والمرأة؟ وأين هو دور الأسرة في ذلك؟ المجتمعات الليبرالية تروج لكافة أشكال العلاقات، فما هو بالضبط مفهوم العلاقة الصحية بين الرجل والمرأة؟ وكيف يمكن الحد من الثقافة السائدة التي تمجد أحيانا العنف الجنسي ضد النساء في أشرطة الموسيقى والأفلام - مدعية أنها متعة غير مؤذية؟ وماذا عن تمجيد ثقافة العصابات؟


للأسف، فعندما يسلط تقرير كهذا الضوء على مثل هذه المشاكل، يدور جدل واسع حول تلك المشكلة ولكن لا تجد من يتحدث عن معالجة القيم والمفاهيم التي أدت في الأساس لها - لأن بعض تلك القيم عندهم "لا يرقى إليها الشك" بما أنها تمثل أهم مظاهر الحرية والتحرر!


كما هو حال أغلب العائلات، فإن العائلات المسلمة التي تعيش في هذه المناطق التي تكثر فيها هذه المشاكل يخافون على أبنائهم، فيجب عليهم أن يتضرعوا بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يحميهم، وأن يقوموا بكل ما من شأنه أن يغرس في نفوس أبنائهم مفاهيم الإسلام الصحيحة التي تكرم المرأة وتحميها، وأن يشجعوا العلاقات الشرعية بين المرأة والرجل.

 

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع