الخميس، 22 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق من ثمار التوافق

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 984 مرات


الخبر:


على إثر دوران عجلة الحوار الوطني في تونس؛ قامت لجنة التوافقات في المجلس الوطني التأسيسي يوم السابع والعشرين من أكتوبر بتعديل توطئة مشروع الدستور التي كانت موضع خلاف بين الشركاء المتشاكسين في السابق واتُفق على تعويض عبارات "تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده" بعبارات "تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام".

 

التعليق:


لقد بان بالكاشف اليوم خبث المسار الذي قاموا بتحويل وجهة البلد إليه؛ مسار لا يبحث سالكوه أين الصواب من الخطأ؛ بل لا يبحث سالكوه أين الحق فيه من الباطل؛ مسار يقتضي سقفا واطيا يستظل بظله الجميع؛ سقف العلمانية المقيتة المعرضة عن خير الإسلام العميم.


إنّ الصفقة التي حدثت بين الأطراف الفاعلة في الوسط السياسي التونسي لتدل دلالة واضحة على إرادة متنفذة تقود الجميع في سياق إجهاض الثورة والالتفاف عليها وإفراغها من مضمونها الحقيقي وهو التغيير الجذري. توافق عجيب بين رجالات الأمس ورجالات اليوم؛ بين ضحايا الأمس وجلاّديهم؛ تحت عنوان؛ مصلحة الوطن!! حديث واحد صار يلوكه الطرفان التوافق هو الحل؛ التوافق هو المنقذ!!


وها هي خطوط كان لونها يميل للحمرة تمحى اليوم وصار التنازل ممكنا حتى في أمور خيضت من أجلها المعارك بالأمس كما حدث مع التوطئة.


وإن كنّا نرى أنّ عبارات "تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده" لا تسمن ولا تغني من جوع بل الأصل أن تكون "منبثقة انبثاقا من الإسلام" إلا أنّ استبدال "تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام" بها ليكشف النقاب جليّا عن حجم المؤامرة التي تحاك والتي يقصد منها هدم الإسلام وجعله مجرد تعاليم؛ كهنوتية فردية حبيسة المنازل والمساجد؛ لا يؤسس بها ولا يبنى عليها ولا ينبثق منها.


إنهم يدركون ومن ورائهم الغرب أن الناس متعطشون لأحكام الإسلام أكثر من قبل وأنهم إن لم يضللوهم ويغلقوا دونهم الأبواب فستعلو حناجرهم "إن الحكم إلاّ لله" وستكون أنفاسهم الثائرة الأخيرة منتصرة لـ"الشعب يريد إسقاط النظام" ولإسلامهم. لذا كان لزاما عليهم أن يواصلوا في درب خيانة الأمانة والإذعان للأسياد ولكن الله غالب على أمره.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أمريكا ومسألة التجسس

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 901 مرات


الخبر:


خرج متظاهرون أمريكيون السبت في مسيرة إلى مبنى الكونجرس بواشنطن احتجاجاً على برامج التجسس للحكومة الأمريكية عبر الإنترنت والتي كشف عنها المتعاقد السابق لوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن العام الماضي وهو ما جلب لواشنطن انتقادات لتجسسها على قادة 35 دولة منها ألمانيا والبرازيل اللتان تسعيان لاستصدار قرار أممي بالحد من تلك البرامج الأمريكية.[ الجزيرة 27/10/2013 ]

 

التعليق:


إن مسألة التجسس الأمريكية على العالم ليست جديدة على الإطلاق حتى على حلفائها، حيث تعتبر واشنطن مسألة التجسس ضرورية للأمن القومي الأمريكي، فقد قالت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة أمام مركز التقدم الأمريكي وهو مركز أبحاث في واشنطن "ليست مفاجأة لأحد أن تتجسس الدول على بعضها"، واتهمت فرنسا بالتجسس عليها يوم كانت مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة.


تمتلك الولايات المتحدة جهاز (إن أس إيه) - وكالة الأمن القومي - وهي واحدة من 16 وكالة تجسس أمريكية والتي تعمل على الصعيد العالمي، وهي أكبر وكالة تجسس وتمتلك من التكنولوجيا ما يجعلها لا نظير لها عالمياً.


إن مسألة تجسس أمريكا على الحلفاء (حلفاء واشنطن) تدل بشكل كبير على انعدام الثقة بين أطراف الحلف، ولذا صرحت ميركل قائلة "في حال تأكدت هذه المعلومات سيكون الأمر غير مقبول على الإطلاق وسيوجه ضربة قوية للثقة بين ألمانيا والولايات المتحدة".


وقد ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أن جهاز (إن أس إيه) يستخدم برنامجاً داخليا للتجسس يطلق عليه سبيشال كولكشن سيرفيس (special collection service) في أكثر من 80 سفارة وقنصلية على مستوى العالم، وتجسس على المنظمة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك، بل إن الأخبار تواترت في تجسس أمريكا على رعاياها، بل تجسس الرئيس الأمريكي على الحزب المعارض، وما فضيحة ووترجيت (Watergate scandal) عنا ببعيدة سنة 1972م والتي انتهت باستقالة نيكسون عام 1974م.


إن تتالي الأزمات على الولايات المتحدة الأمريكية يدل على مستوى الانحدار الكبير للولايات المتحدة فنحن في أزمة مبدئية، حيث يعني التجسس وأداً للحريات، إلى التأميم وتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، إلى الأزمات المالية والاقتصادية وأزمات أركان الحكم في واشنطن )سقف الدين) لغايات انتخابية مصلحية لتدل على بداية أفول الإمبراطورية الأمريكية، وتحتاج إلى كيان سياسي آخر يركلها بقدمه إلى وادٍ سحيقٍ، وأقدامنا نحن جاهزة لتلك المرحلة.


إن وظيفة السفارات الغربية في العالم أجمع ومنها العالم الإسلامي هي التجسس، فهي أوكار فساد وإفساد وشراء للذمم وجمع الأخبار والتجسس على المسلمين وزرع الفتنة والتدخل في شئون المسلمين، وهو ما يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، وهذا كله حرام.


قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ سَبِيلاً﴾[ سورة النساء: 141].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (4 أصوات)
  • قراءة: 5275 مرات

 

دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ فَدُمْ عَلَيهَا تَفُزْ بِالخَيْرِ وَالظَّفَرِ
خَلَاءُ بَطْنٍ وَقُرْآنٌ تَدَبَّرُهُ كَذَا تَضَرُّعُ بَاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
كَذَا قِيَامُكَ جُنْحَ اللَّيلِ أَوْسَطَهُ وَأَن تُجَالِسَ أَهْلَ الخَيْرِ وَالخَبَرِ

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 463 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".


حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله".


قوله: ( من أطاعني ) يريد أنه مبلغ عن الله فمن أطاعه فيما بلغ فقد أطاع الآمر الحقيقي ومثله المعصية وهذا مضمون قوله تعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا"، لكن سوق الآية في نسق المعصية لإفادة أنه ليس على الرسول وبال معصيته؛ إذ ليس عليه إلا البلاغ لا الحفظ فوبال المعصية على ذلك العاصي.


الطاعة الطاعة، الطاعة لله ولرسوله الكريم- عليه أفضل الصلاة والتسليم-، هذا المفهوم الغائب عن سلوك الكثير من أبناء هذه الأمة في هذا الزمان، كم هو جميل أن نتحلى بما كان يتحلى به الصحابة رضوان الله عليهم؟ كانوا يتلقفون أمر الله ورسوله بكل لهفة ومحبة ورضا، فمجرد كلامه -عليه الصلاة والسلام- معهم، كانوا يلتزمون بما يقول، لا يفرقون بين طلب واجب أو مندوب عند قيامهم بالعمل، لأن محبتهم لله ولرسوله تدفعهم للقيام بالفرض والمندوب والنوافل ما دام هذا الفعل فيه مرضاة الله.


أيها المسلمون:

 

كيف نُفَعِّلَ مفهوم الطاعة في حياتنا اليوم بعدما أصبحت مفاهيم المعصية والتفلت والانفلات من كل قيد؟ لا شك أن الكثير من أبناء هذه الأمة الكريمة لم يعد يقيم وزنا للكلام وللغة الخطاب فضلا عن كون هذا الكلام كلام خالق الإنسان والكون والحياة، لم تعد أحكام رب العالمين تؤثر في النفوس والعقول كما كانت بالأمس، ذلك لبعدنا عن مفاهيم الإسلام الصريحة عن الدنيا والآخرة، فلم يعد للمسلمين تصور لليوم الآخر وما يلاقيه الإنسان من أهوال ساعة دنو الشمس من رؤوس الخلائق، وساعة تطاير الكتب وساعة ضرب الصراط وساعة نصب الميزان، ولم يعد للمسلمين تصور لمفهوم الجنة ولمفهوم النار حتى بات الرجل يسمع قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما" فلا يخشع ولا يتأثر؛ بل يصيح مُتنغما: "الله الله"، وكأنه يستمع لألحان حب وغرام. هكذا نفهم ما الذي حدث لأمة خير الناس، وبهذا ندرك أين هي من مفهوم الطاعة ولماذا لم تعد أوامر الله ونواهيه تؤثر فيها بعدما كانت هذه الأحكام تخلع القلوب عند المسلمين الأوائل ممن فقه لغة الخطاب، وكلام رب العباد.


أيها المسلمون:

 

ما كان لمفهوم الطاعة أن يغيض من حياة المسلمين لولا وجود حكام عليهم زرعوا فيهم من خلال أبواقهم وإعلامهم الفاسد المفسد مفاهيم رأسمالية عفنة تهتم بأمر الدنيا وتُنكر وتُهمل أمر الآخرة، ما جعلهم يبتعدون عن قرآنهم وسنة نبيهم-صلى الله عليه وسلم-، لذلك وجب على أبناء هذه الأمة العمل بكل جد وبأقصى طاقة للتخلص منهم ومن مفاهيمهم القذرة، ونقيم دولة الحق والعدل، دولة المفاهيم الصحيحة عن الطاعة وغيرها.


اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم

إقرأ المزيد...

مقالة التدرج في تطبيق الإسلام

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1167 مرات

 

كثر الحديث وخاصة في السنوات الثلاث الماضية عن التدرج وأنواعه وما يجوز منه وما لا يجوز، إلا أني سأتناوله هنا من جانبين اثنين فقط. الجانب الأول يتعلق بالناحية الشرعية لفكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها. والجانب الثاني يتعلق بأحد مبررات التدرج وهو عدم جاهزية الأمة لأن تحكم بالإسلام.


أما الجانب الأول المتعلق بالناحية الشرعية لفكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها، فإنه من المعلوم بأن هناك فرقا بين التدرج في نزول الأحكام الإسلامية وبين التدرج في تطبيقها والذي هو موضوعنا. فصحيح أن القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة، ولكن الإلتزام بما نزل كان فورا دون تدرج وهذا هو بيت القصيد، والشواهد على ذلك كثيرة جدا منها:


ما رواه البخاري عن تحويل القبلة، أن رجلا ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت.


استجابة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفورية لترك الخمر عند سماعه لقوله تعالى (فهل أنتم منتهون).


إن التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها يعني تطبيق بعض أحكام الكفر إلى حين تطبيق الإسلام كاملا، وهذا حرام شرعا، قال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، وفي آية أخرى (فأولئك هم الظالمون)، وفي أية أخرى (فأولئك هم الفاسقون)، وقال تعالى (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك)، وقال صلى الله عليه وسلم (من عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتدرج في تطبيق أحكام الإسلام في المدينة المنورة رغم وجود عدد كبير من المنافقين الذين كانوا يبدون إسلامهم ويخفون كفرهم، ومعلوم كذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يتدرج في تطبيق الإسلام حيث لم يسمح لمانعي الزكاة بعدم دفعها، ومعلوم أيضا أن الفاتحين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده لم يتدرجوا في تطبيق الإسلام في البلاد المفتوحة كالشام أو مصر حيث لم يسمحوا بالخمر أو الربا مثلا رغم أن أهلها حديثي العهد بالإسلام.


ولا يقال بجواز الحكم بالكفر استدلالا بعمل سيدنا يوسف عليه السلام بزعم البعض، بحجة أن شرع من قبلنا شرع لنا. لا يقال ذلك لأن يوسف عليه السلام نبي معصوم يستحيل أن يحكم بالكفر، خاصة وقد قال الله تعالى على لسانه (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ). وأما شرع من قبلنا، فإن القاعدة الشرعية عند الأصوليين الذي يأخذون بهذه القاعدة هي أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في وجوب الحكم بالإسلام وحرمة الحكم بغير ما أنزل الله أو التحاكم إلى الطاغوت، وعليه لا تنطبق هذه القاعدة الشرعية هنا ولو من باب التسليم بأن شرع من قبلنا يُجيز الحكم بالكفر.


أما ما يروى عن عمر بن عبد العزيز مثلا بأنه قال لابنه "لا تعجلْ يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة، فيدفعوه جملة، ويكون من ذا فتنة"، فلا يجوز الاستدلال بهذه الرواية في التدرج في تطبيق أحكام الإسلام للأسباب التالية:


إن الأحكام الشرعية تؤخذ من النصوص الشرعية (القرآن والسنة)، ولا تؤخذ من روايات التاريخ.


تتحدث هذه الرواية عن التروي في رد المظالم والحقوق، وليس في تطبيق الإسلام، لأن الإسلام كان مطبقا أصلا، فلا يقول أحد بأن الحكم قبل عمر بن عبد العزيز كان غير إسلامي، لنقول بأن عمر بن عبد العزيز قد تدرج في تطبيق الإسلام.


أن هذه الرواية لا سند لها، ومثلها مثل الحكايا والقصص


وجود رواية أخرى مخالفة للرواية أعلاه تقول بأن عمر بن عبد العزيز أراد رد بعض المظالم بعد العصر وكان الوقت وقت قيلولة، فرد عليه ابنه: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر.


أما الجانب الثاني المتعلق بعدم جاهزية الأمة لأن تُحكم بالإسلام، فإن كانت المسألة مسألة جهل الأمة ببعض أحكام الإسلام فإن أفضل الطرق لإفهام الناس إسلامهم هو بتطبيقه عمليا عليهم ليلمسوه في حياتهم اليومية. أما إن كانت المسألة مسألة رضا الأمة بأن تُحكم بالإسلام، فإن تطبيق الإسلام يجب أن لا يكون بناء على رضا الناس، بل يجب أن يكون امتثالا لله فحسب، مثل ذلك كمثل من يطيع والديه امتثالا لأوامر الله وبين من يطيعهما امتثالا لأوامر أستاذه في المدرسة أو شيخه في المسجد أو رفيقه في الحي مثلا. أما إن كانت المسألة مسألة جاهزية الأمة بأن تُحكم بالإسلام، فالأمة التي شبهها صلى الله عليه وسلم بالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره والتي نهانا صلى الله عليه وسلم عن نعتها سلبا لقوله (من قال هلك الناس فهو أهلكُهُم) فهي جاهزة اليوم لأن تُحكم بالإسلام، والشواهد على ذلك كثيرة منها:


- فوز الإسلاميين في كل الانتخبات التي جرت في بلاد المسلمين( تركيا، ومصر، وتونس، والمغرب، وحتى غزة).


أن الأمة الإسلامية بمجموعها قد تركت أفكار الاشتراكية والشيوعية والقومية والناصرية وغيرها، وأصبح الإسلام هو مركز تنبهها


تمسك المسلمين بإسلامهم في أوزباكستان والعراق وتونس وسوريا مثلا، رغم أنهم حُكموا بالحديد والنار لعقود لإبعادهم عن دينهم


خروج الناس بمليونيات نصرة للشريعة كما في مصر وتونس


فشل مليونية الدولة المدنية ومقاطعة أهلنا في مصر لها


إقبال الناس على الشهادة كما في سوريا وليبيا وغيرهما


خروج الناس بهتافات مؤثرة مثل (على الجنة رايحين، شهداء بالملايين )، وجمعة "الله معنا"، وجمعة "لن نركع إلا لله" كما في سوريا


خروج الناس في مسيرات في كثير من بلاد المسلمين تقول للحاكم يا ظالم بعد صمت دام عقود


صدور تقارير كثيرة كالتقرير الذي نقله موقع إسلام أونلاين بقلم نصر فريد بأن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أظهر أن أكثر من 90% من الشعب المصري يؤيد تحكيم الشريعة الإسلامية، وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع. وكذلك تقرير ميريلاند الذي أوضح أن المسلمين في باكستان وإندونيسيا والمغرب ومصر يؤيدون تحكيم الشريعة الإسلامية، حيث كان السؤال الذي كان حوله التقرير بكل وضوح: هل تفضل العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة أم في نظام ديمقراطي؟ فكانت الإجابات على النحو التالي:


76% من المغرب يفضلون العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة


74% من مصر كذلك


79% من باكستان كذلك


53% من اندونيسيا كذلك


فكيف بعد كل ذلك نقول بأن أمة الإسلام غير جاهزة لأن تُحكم بالإسلام؟!


وما سلوك بعض المسلمين السلبي الذي قد يظن البعض أنه مؤشر على عدم جاهزية الأمة لأن تُحكم بالإسلام، فإن أغلبه من إفرازات الأنظمة الحالية المطبقة علينا، ولا يستقيم الظل والعود أعوج، فإذا ما زالت تلك الأنظمة واستُبدلت بأنظمة الإسلام زال الأثر.


وأما ما نشاهده هذه الأيام بما يسمى بالثورات المضادة فهي عائدة إلى أيدي الغرب وأدواته الحريصة على حرف الثورات عن مسارها الصحيح، وعائدة أيضا إلى إدراك الناس أن الإسلام لم يصل إلى الحكم، فالناس قد انتخبوا (الإسلاميين) ليطبقوا الإسلام، لا ليستمروا في نفس نهج من ثاروا عليه، فاستمروا في وضع أيديهم بأيدي أمريكا، وأخذ القروض من أدوات الإستعمار، ومغازلة كيان يهود وغير ذلك...


فعلى من أراد أن يكون من العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بها، أن يكون على مستوى هذه الخلافة، فيترك فكرة التدرج في تطبيق الإسلام، ويعمل، تأسيا بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة، على إنضاج الرأي العام على الإسلام أكثر وأكثر، وفي الوقت نفسه يطرق باب أهل القوة والمنعة من ضباط الجيش وشيوخ القبائل وغيرهم، إلى أن تلتحم الدعوة مع المنعة فتقوم الدولة، وعندها تقطع الدولة أيدي الغرب العابثة، وتُسرع في تطبيق الإسلام كاملا وبشكل جذري ليلمس العالم أجمع ثمار تطبيق الإسلام وحسن رعايته.

 

 


كتبها: أبو عيسى

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع