الخميس، 22 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

القسم النسائي: ساعة نقاش "ما هو الأفضل للفتاة الزواج أم الدراسة؟"

  • نشر في أخبار متفرقة
  • قيم الموضوع
    (2 أصوات)
  • قراءة: 4793 مرات

 

 


أجرى القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير مقابلة من الأخت أم صهيب الشامي يوم الأربعاء 18 ذو الحجة 1434هـ الموافق 23 تشرين الأول/أكتوبر 2013م في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المدينة المنورة، حيث أعلن أدمن الصفحة افتتاح باب النقاش واستقبال الأسئلة من رواد الصفحة الكرام للضيفة الفاضلة الأخت أم صهيب لبدء ساعة النقاش في الموضوع الذي تم الإعلان عنه مسبقا وهو بعنوان "ما هو الأفضل للفتاة الزواج أم الدراسة؟"


وفيما يلي التفصيل:


▬▬▬▬▬▬▬▬


أم يوسف بارك الله بالأخت الفاضلة أم صهيب .. أختي سؤالي الأول لماذا تمت المقارنة بين الزواج والدراسة مع أن هذا موضوع والآخر موضوع مختلف تماما وكلاهما مهم للفتاة؟


OM SUHAIB AL-SHAMI الموضوعان ليسا متضادين أختي الكريمة، والاثنان كما قلت مهمان للفتاة طالما عرفت أولوياتها، يعني العلم مهم لها وواجب في العلوم الشرعية التي تلزمها لتطبيق الأحكام الشرعية المنوطة بها.. المقارنة كانت لتوضيح المفاهيم ولدحض الافتراءات حول الإسلام من خلال دورها في الحياة وللإجابة على سؤال دائما يطرح علينا من قبل بعض الأخوات والإخوة الذين لا يعرفون الأولويات في الحياة.


▬▬▬▬▬▬▬▬

 

ASMAA FARES في هذا الزمن أكيد الدراسة أولى من الزواج بكل تأكيد لا حياد على ذلك


OM SUHAIB AL-SHAMI أهلا بك أختي الكريمة بيننا.. هذا الكلام نسمعه من العديد من الفتيات والنساء نتيجة الظلم وعدم الأمان الذي تعيش فيه المرأة في ظل النظام الرأسمالي الفاسد الذي نعيش فيه ونرزح تحته، فهي تريد الدراسة لتنال الشهادة ومن ثم العمل أو الوظيفة لتحقق لنفسها الأمان وكما تقول "سلاح بيدها".. مع أنه لا تعارض بين الدراسة والزواج لو طبقت الأحكام الشرعية.. فهي لا تأمن على نفسها أن تحتاج أحدا في شبابها أو كبرها.. ولهذا تفضل وتظن أن الدراسة أهم من الزواج، بينما حقيقة الأمر أن دورها الأساسي هو أنها أم وربة بيت وليست عاملة.. وهذا الخوف كما قلنا نتيجة النظام الرأسمالي القائم على المنفعة فقط، وأيضا نتيجة لغياب تطبيق أحكام الله تعالى وشرعه الذي يكفل للمرأة متطلباتها ويجعل نفقتها واجبة على ولي أمرها وإن لم يوجد فتكون واجبة على الدولة.. فبهذا تكون معززة مكرمة لا تحتاج أن تعمل لتحصيل قوتها أو تأمين مسكنها وعلاجها.. أما إن كانت تريد العلم فهذا مباح لها، وكما قلت قبل قليل هو واجب في العلوم الشرعية التي تلزمها لتطبيق أحكام دينها وعباداتها..


▬▬▬▬▬▬▬▬


AHMAD HARIRI حسب اعتقادي إن استطاعت فكلاهما لكن قد يكون الأفضل ما تريده الفتاة وليس ما يفرض عليها، وأنا أرى الدراسة مهمة جدا للفتاة فيجب أن تكون الفتاة متعلمة لكي تنجح في مجالات الحياة كالزواج مثلا..


OM SUHAIB AL-SHAMI حياك الله أخي الفاضل، لو رجعنا إلى ما تريده الفتاة فهي تريد حياة كريمة هانئة آمنة، وهذا يتحقق بالزواج لو كان الواقع يكفل لها هذه الحياة بدون أن تلجأ للعمل أو تخاف على مستقبلها وحياتها إن لم تتزوج أو لم توفق في زواجها أو فقدت الزوج.. لهذا فإننا لو سألناها لقالت أنها تريد الدراسة، ليس لأجل العلم بل لأجل الشهادة لأن العلم تناله ولو لم تذهب للجامعات عن طرق عديدة، ولكنها تريد الشهادة أي العمل وتأمين نفسها.. فالنجاح في الحياة ليس مرتبطا فقط بالشهادة؛ فكم من زوجة رائعة وأم ناجحة عظيمة ربت أولادها رجالا ونساء عظاما ومؤثرين.. وهي لم تتعلم في جامعات بل تعلمت من أحكام الإسلام الصحيحة التي ساعدتها على ذلك.


▬▬▬▬▬▬▬▬


نسرين عابدين ما الضير في الجمع بين الاثنين ولماذا التفريق؟

 

OM SUHAIB AL-SHAMI حياك الله أختي.. لا ضير طبعا في الجمع بين الاثنين حيث إنهما ليسا على طرفي نقيض أو متعاكسين أو متعارضين مع بعضهما.. وسؤالنا هنا للتوضيح على أهمية كليهما لكن ضمن ضوابط معينة.. وهذا السؤال لم يكن ليكون لو كنا نعيش في حكم إسلامي صحيح، لكن في ظل الواقع الذي نعيشه فإن هذا السؤال يطرح دائما.. فيمكن للفتاة أن تدرس وأن تتزوج في الوقت نفسه ولا تؤجل زواجها بحجة الدراسة.. وهذا يتطلب منها التنظيم والموازنة ومعرفة أولوياتها، ويلزم كذلك التعاون من زوجها وهذا طبيعي منه.. لكن إن تعارض الأمران فالزواج هو الأساس لأن هذا هو دورها أم وربة بيت لتربي أولادها تربية إسلامية صحيحة، وهذا لن يتأتى إن لم يكن عندها الأساس القوي لهذه التربية، وهذا الأساس للأسف حاليا ليس موجودا في المدارس والجامعات بأنظمتها ومناهجها..


نسرين عابدين أنا مع هدي رسول الله ولا رأي لي غير رأي الإسلام، لكن ألستم معي بأن الثقافة التي تتلقاها بناتنا أصبحت تقلص من أعمارهم؟ ولأوضح أكثر فإن ابنة 16 عامًا أيامنا هذه ليست كما كانت قبل سنين؛ فهي بظل التجهيل القائم بمدارسنا لا نجدها امرأة كما يجب أن تكون.

 

▬▬▬▬▬▬▬▬


سيرين الخطاب بارك الله فيكن أخواتي على هذا الموضوع المهم، سؤالي أختنا أم صهيب


ما الذي دفع بهذا التساؤل للظهور في مجتمعاتنا.. وظهور "مشكلة" الزواج أم الدراسة؟
فهل الفتاة عاجزة حقا عن التوفيق بين الأمرين؟


OM SUHAIB AL-SHAMI التساؤل ظهر أختي بسبب التعارض بين دور المرأة الأصلي وما طرأ عليه من تغيير بتغير المفاهيم السائدة.. التعارض بين أنها أم وربة بيت وبين أنها عاملة.. فصارت الحيرة وصار الخيار الصعب أمام الفتيات.. أيهما أفضل: هل أتعلم وبالتالي آخذ شهادة وأؤمن عملا.. أم أتزوج وأكون بيتا وأربي أولادا؟ أيهما أنفع وأحسن لي؟ فالموازين أختي والمقاييس للسعادة والهناء اختلت .فأصبحت المادية والنفعية هي السائدة وبالتالي تصير الحيرة ويظهر التساؤل.. فالفتاة ليست عاجزة عن التوفيق بينهما لو كان الواقع يساعدها على ذلك.


▬▬▬▬▬▬▬▬


ROSOL MERDYAN أختي في هذه الأيام التي نعيشها في ظل النظام الفاسد هل يمكن الاستغناء عن التعليم للفتاة مقابل الزواج؟؟

 

OM SUHAIB AL-SHAMI الزواج ضروري لحفظ النوع وإشباع غريزة النوع ولصون الإنسان من الزلل، فكيف تستقيم الحياة ويعمر الكون بلا زواج!! والأصل في المرأة أنها أم وربة بيت وليست عالمة أو عاملة ولو أنه يُباح لها كلاهما.. فلا تستغني عن الثاني بحجة الأول.. ولكن كما قلنا بسبب الواقع الفاسد وغياب الإسلام أصبح عدد من الفتيات يستغنين عن الزواج لأجل التعليم وبالتالي العمل، وأنا مصرّة على إلحاق العمل بالتعليم لأن معظم المتعلمات يردنه لأجل العمل..


▬▬▬▬▬▬▬▬


MANAL BADER ASSALAMU ALAIKUM DEAR SISTER, WHY DO GIRLS HAVE TO CHOOSE BETWEEN THE TWO ? CAN THEY HAVE BOTH : COLLEGE EDUCATION AND MARRIAGE?


OM SUHAIB AL-SHAMI
حياك الله أختي معنا، ولأنك حسب ما فهمت تقرئين العربية فسأجيب بالعربية للفائدة للجميع بإذن الله.


بالنسبة لسؤالك الأول أختي حول لماذا على الفتاة الاختيار بينهما فقد أجبت عليه في سؤال الأخت نسرين عابدين
أما بالنسبة لسؤالك الثاني وهو هل تأجيل الفتاة للزواج بسبب الدراسة فهذا للأسف موجود لسببين:


أولهما أنها تعيش في نظام رأسمالي نفعي يجعلها تفضل الدراسة وبالتالي العمل على الزواج حتى تشعر باستقلالها الاقتصادي أو ما يطلقون عليه "تمكين المرأة" بحيث تستغني عن الرجل وقوامته وولايته ولا تحتاج إليه اقتصاديا.


فإن كان الزواج والأولاد سيعطل عليها هذا فهي تؤجله بل وأحيانا ترفضه.


ثانيهما أنه بغياب الإسلام ومفاهيمه الصحيحة فهي تنشأ على أن دورها الأصلي هو عاملة وليس أما وربة بيت، فتكون الدراسة هي الأولوية عندها ثم يأتي بعد ذلك الزواج أو حتى لا يأتي فليس مهما طالما أنها عاملة.


▬▬▬▬▬▬▬▬


BAYAN JAMAL جزاك الله خيرا أختي


هل تعتبرين أختي أن فتياتنا اليوم مع كل ما أصاب المجتمع - وهن جزء أساسي فيه - من حرب شعواء على مفاهيم الإسلام وخاصة النظام الاجتماعي يرحبن بفكرة ترك الدراسة لأجل الزواج.. أو فعلا هل هن قادرات على تحمل المسؤولية للعملين معا؟


OM SUHAIB AL-SHAMI أجيب تقريبا سابقا على السؤال ولكني سأعيده باختصار.. حاليا أختي نعم هناك عدد لا بأس به من الفتيات يتركن الدراسة لأجل الزواج وهذا يعود لخوف الأهل والفتيات أنفسهن في ظل ما نعيشه من ظروف سيئة وانتشار للفسق.. لكن في الوقت نفسه هناك عدد آخر لا بأس به أيضا يرفضن الزواج من أجل الدراسة لتغير المفاهيم والأولويات عندهن. وهناك من تقوم بالأمرين معا ولكن يتطلب منها جهدا إضافيا وتعاونا كبيرا من الزوج والعائلة.


▬▬▬▬▬▬▬▬

 

RAIDA ZOMOOT أختي أم صهيب، كيف تنجح الفتاة بزواجها في مجتمعاتنا وقد استفحلت الأفكار الغربية وغزت مناهج التعليم، بمعنى أنهم يصورون على أن الزواج هو سجن المرأة والوائد لطموحاتها والمقيد لها... بوركت؟؟؟


OM SUHAIB AL-SHAMI
نعم أختي معك حق.. صوروا الزواج على أنه سجن للمرأة والذي فيه قبر لتعليمها وطموحها ومستقبلها ونجاحها.. الخ تلك المصطلحات التي تجعل عددا من الفتيات يحجمن عنه بحجة تحقيق ذاتها وإثبات كيانها وطموحها.. فالحل دائما هو في الرجوع إلى الشرع وأحكام الله تعالى فهو خالقنا وأعلم بنا من أنفسنا.. والله خلق المرأة لها حقوق وعليها واجبات وجعل دورها الأساسي أمًّا وربة بيت.. ولو نظرنا إلى دول العالم الإسلامي لوجدنا نسبة العنوسة كبيرة تصل إلى الملايين في بعض الدول مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب، أي الدول التي تنادي بتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل.. وما ينتج عن هذا من مشاكل اجتماعية ونفسية.. فنقول للفتيات أن الزواج لا يتعارض مع الدراسة والعلم طالما أنت متقيدة بالأحكام الشرعية تعرفين أولوياتك وتنظمين وقتك وحياتك، لكن إن حصل تعارض فبيتك وزوجك وأولادك هم أحق بك خاصة إن وفر لك الرجل حاجاتك وطلباتك وكان راحة وسكنا لك..


▬▬▬▬▬▬▬▬


AYSHA ZATARI في المجتمع الإسلامي الذي تسوده الأفكار الإسلامية: هل يكون واقع المرأة (الزواج/التعليم/العمل/....) قضية شائكة بحاجة للنقاش وطرح علاجات. وبين أخذ ورد ... أم واضح المعالم؟؟؟


OM SUHAIB AL-SHAMI
بوركت أختي وحياك الله معنا، في المجتمع الإسلامي الذي تسوده الأفكار والمفاهيم الإسلامية وتسوده أحكام الله والذي لم يكن إلا بوجود دولة إسلامية تحكم بشرع الله فكل هذه القضايا الخاصة بالمرأة من التعليم والعمل والزواج والتعارض بينهما لن يكون بإذن الله، فالإسلام أعطى المرأة حقوقها في العلم والعمل ضمن الضوابط الشرعية والتي لا تعارض بينها وبين الزواج، وسيكون تعليمها غير الواجب عليها من علوم شرعية حسب رغبتها وكذلك العمل فلن تكون مجبرة على العمل للإنفاق على نفسها حيث إن نفقتها واجبة على وليها وعلى الدولة إن لم يوجد هذا الولي، فبالتالي تكون كل تلك الأمور متكاملة وليست متعارضة بإذن الله، عجل الله لنا بدولة الإسلام.


▬▬▬▬▬▬▬▬

 

نداء شاهين بسم الله كلا الأمرين مهمان ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ما هي المواد التي ستدرسها المرأة إن كانت موافقة لشرع الإسلام أم لا فنحن بحاجة لمدرسات وممرضات ولسنا بحاجة بأعمال تدخل فيها الخلوة وشكرا.


▬▬▬▬▬▬▬▬


NOOR BADER ASSALAMU ALAKUM, DEAR SISTER IS IT WRONG TO SAY THAT EDUCATION IS IMPORTANT THESE DAYS MORE THAN EVER. WE LIVE IN A TIME WHERE THERE IS NO KHILAFAH TO PROTECT WOMEN FROM OPPRESSION, ABUSE, ALL SORTS OF DIFFERENT PROBLEM WE SEE TODAY. MANY WOMEN CHOOSE TO RECEIVE AN EDUCATION SO THEY ARE ABLE TO SUPPORT THEMSELVES AND CARE FOR THEIR CHILDREN IF ANYTHING WAS TO HAPPEN LATER ON IN LIFE. MANY NOW THESE DAYS WANT TO DELAY MARRIAGE IN ORDER TO RECEIVE AN EDUCATION; WHAT IS YOUR


OM SUHAIB AL-SHAMI حياك الله أختي.. حسب ما فهمت تقرئين العربية فسأجيب بالعربية للفائدة للجميع بإذن الله.
سؤالك عن تأجيل الفتاة للزواج بسبب الدراسة فهذا للأسف موجود لسببين:


أولهما أنها تعيش في نظام رأسمالي نفعي يجعلها تفضل الدراسة وبالتالي العمل على الزواج حتى تشعر باستقلالها الاقتصادي أو ما يطلقون عليه "تمكين المرأة" بحيث تستغني عن الرجل وقوامته وولايته ولا تحتاج إليه اقتصاديا.


فإن كان الزواج والأولاد سيعطل عليها هذا فهي تؤجله بل وأحيانا ترفضه


ثانيهما أنه بغياب الإسلام ومفاهيمه الصحيحة فهي تنشأ على أن دورها الأصلي هو عاملة وليس أما وربة بيت، فتكون الدراسة هي الأولوية عندها ثم يأتي بعد ذلك الزواج أو حتى لا يأتي فليس مهما طالما أنها عاملة.


▬▬▬▬▬▬▬▬


OM HAMDE ZALLOUM هل يا أختي الفاضلة غلاء المعيشة له دور في أن النساء يفضلن الدراسة حتى يعملن بعد الزواج؟


OM SUHAIB AL-SHAMI حياك الله معنا أختي.. نعم هذا له دور والذي هو أصلا بسبب النظام الرأسمالي الذي نعيش فيه وبسبب الأنظمة الفاسدة التي تنهب الثروات لنفسها وحاشيتها وأيضا لتصب في جيوب الغرب المتحكم اقتصاديا وثقافيا وفكريا في العالم الإسلامي..فهي بداية ربما تريد مساعدة عائلتها وأبيها في تكاليف الحياة بعد أن تتعلم وتعمل، وبعد ذلك تريد أن تؤمن نفسها ومستقبلها وأن لا تحتاج لأحد من الناس لأنها مستقلة اقتصاديا.. فتجد أن الزواج ربما يعيقها عن ذلك ويعيقها أن تعيش حياة مادية مرفهة يمكن أن تحققها لنفسها بالعمل، لكن لو كانت هناك دولة إسلامية لما كان كل هذا ولتعلمت وعملت حسب رغبتها وليس حسب حاجتها.


▬▬▬▬▬▬▬▬


نفين مسوده المرأة أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان لا ضرر أن تتعلم وتعمل ضمن التقيد بأحكام الشرع والالتزام بزيها الشرعي ولكن إن أكرمها الله بزوج وجب عليه العمل وتأمين احتياجات الزوجة وهي تربي الأبناء وتسهر علي راحة الزوج فوالله الإسلام أعز المرأة فلا تبخلوا على أنفسكم من عز أوجبه الله لكم.


OM SUHAIB AL-SHAMI صدقت أختي بارك الله فيك، اللهم أكرمنا بالإسلام وبدولة الإسلام لنعيش فيها برفاهية وعز.


▬▬▬▬▬▬▬▬


SAMA SH طالما أن التعليم لن يوفر للمرأة ما تحتاجه من ثقافة سليمة كي تربي أبناءها فما هو الحل بنظرك؟ وهل يمكن للمرأة أن تتلقى ما تحتاجه من ثقافة وهي قابعة في البيت؟ نحن نعيش في واقع نحكم فيه بأحكام الرأسمالية العفنة لذا لن يتأتى لنسائنا التعليم الذي يوفر لهن الثقافة الإسلامية وهذا يعني أن علينا مسؤولية كبيرة في تثقيف أنفسنا وبناتنا ما نحتاجه من ثقافة ليتأتى لنا إنشاء أسرة سليمة وفق أحكام الإسلام.


OM SUHAIB AL-SHAMI
بوركت أختي على تفاعلك وأسئلتك.. الثقافة السليمة تتحقق من مصادرها السليمة وهي العقيدة الإسلامية التي لاستيعابها يجب فهم وإتقان اللغة العربية.. وهناك كتب للأئمة والمفكرين للتزود بها، والتعليم الحالي لا يوفرها بالشكل الصحيح.. والآن التكنولوجيا والإنترنت جعل الحصول على المعلومة أسرع ويمكنها أن تنالها وهي في البيت، وإن معرفتها وعلمها بالعلوم الشرعية التي تلزمها للقيام بالعبادات بالشكل الذي فرضه الله علينا هو فرض علينا يجب تعلمه.. أما بالنسبة لتفضيل التعليم على الزواج فإن الزواج ليس إثما إن أمنت على نفسها الفاحشة.. مع أن الزواج مندوب ومحبب ويحث عليه رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، والأصل لها أن تتزوج.


SAMA SH الكثير من الفتيات يتعلمن ليكون معهن سلاح وهي الشهادة للزمن وهذا مفهوم مغلوط فالرزق بيد الله والكثيرات يعزفن عن الزواج لأنهن يعتقدن أنه عائق أمام طموحهن.


▬▬▬▬▬▬▬▬


RANIA MAH سؤالي للأخوات حين نتحدث عن الدراسة فهل المقصود منها التعليم الجامعي فقط أم التعليم المدرسي يدخل ضمن النقاش بالموضوع؟ فالشرع قد أباح تزويج الفتاة بعمر صغير لكن هل يمكن لفتاة في عصرنا هذا أن تتحمل مسؤولية بيت وزوج وأبناء في سن صغيرة 13 او 14 مثلا كما كانت جداتنا تفعل؟


OM SUHAIB AL-SHAMI التعليم هو كله سواء المدرسي أو الجامعي فهناك من تتزوج وهي على مقاعد المدرسة.. وسؤالك جميل أختي عن إمكانية تحمل الفتاة مسؤولية الزواج والأبناء في سن صغيرة..


حقيقة أن الواقع الذي نعيشه وتربينا عليه بغياب تطبيق الإسلام وغياب مفاهيم الإسلام وسيادة المفاهيم الغربية علينا جعل هذا الوضع الطبيعي مستهجنا، والوضع الغلط طبيعيا!! فلو أن المفاهيم صحيحة لتربت البنت أصلا على أنها أم وربة بيت وبهذا تنشأ على هذا الأمر فعندنا تبلغ تكون الأمور أمامها واضحة جلية وتستطيع تحمل بيت وأولاد، لكن الآن ماذا نرى؟؟ يعتبرونها طفلة ويعتبرون زواجها جريمة يستحق عليها أهلها العقاب بأن ظلموها بهذا الزواج! لكن لو أرادت أن يكون لها علاقة خارج إطار الزواج فهي هنا ليست صغيرة بل لها الحرية الشخصية بعمل ذلك!! وهذا هو التناقض بعينه. ولو نظرنا للواقع الفاسد الذي نعيشه فالزواج بسن 14 هم يعتبرونه ظلمًا لها لأنها نعم لا تفهم شيئا في البيت والزواج ولا تستطيع تحمل مسؤوليته، لكن ليس لأن الزواج غلط بل لأن مفاهيمها هي الغلط، فنسأل الله أن تعود المفاهيم الصحيحة ويتغير الوضع للأفضل.


▬▬▬▬▬▬▬▬


ASMAA FARES
أنا لا أقول أتعلم كي اشتغل أتعلم كي أكون أمًّا مثقفة وواعية بغض النظر عن العمل


OM SUHAIB AL-SHAMI الدراسة أو التعليم لأجل أن تكوني مثقفة واعية وليس للعمل.. شيء جميل بل رائع.. لكن السؤال هنا أي ثقافة وأي وعي؟ ما هو مصدر هذه الثقافة وهذا الوعي؟ مدارسنا؟ مناهجنا؟ جامعاتنا؟ لا والله فهي ليست كذلك إلا من رحم ربي، فما يدرس فيها يخضع لإملاءات غربية لا تريد الخير لنا ولا تريدنا أن ننهض، بل تريدنا أن نكون مسخا لهم ولحضارتهم وأن نبتعد أكثر عن ديننا وحضاراتنا الحقيقية التي لو تمسكنا بها لعدنا لسيادة العالم.. الثقافة والوعي الذي مصدره الإعلام مثلا؟ مضلل أكثر من سابقه.. فإن أردت الوعي والثقافة أختي فعليك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، وعليك بما يدلك عليها من كتب ومنشورات تنير لك الطريق.. وللعلم فإن المدارس والجامعات لا تعلم من أجل العلم والثقافة والوعي، بل فقط لنيل الشهادة..


▬▬▬▬▬▬▬▬


UMM YAHIA ASMAA FARES
تعليقك هذا ذكرني أختي بمقولة على تويتر "أنهم طالبوا الفتاة أن تتعلم لتكون أمًّا أفضل فتعلمت كل شيء سوى كيف تكون أمًّا صالحة"


هذا يلخص واقع التعليم الحالي فهو على تعارض مع دور المرأة الأساسي كأم وربة بيت ويضعها في سباق محموم مع الرجل في مجال التحصيل العلمي ودون أي اعتبار لخصوصية واقعها كامرأة تحن لطفل تحقق فيه طموحها الأكبر وتتأمل عظمة الخالق خلال كل حركة وحرف وابتسامة. هذا الطموح الأكاديمي والعلمي أصبح كابوسًا يؤخر الفطرة البشرية ويضعها في منزلة أدنى من النجاح والتفوق. هذا لا يعني أن التفوق العلمي أو الطموح خطأ أو أمر متعارض بالضرورة مع فطرة المرأة بل الخلل في النظرة الحالية والمناهج التي تأخذ أجمل سنوات العمر من أجل البقاء على كراسي الدراسة في بلاد لا ينتظر الخريجات فيها سوى قائمة الباحثات عن عمل.


المناهج التعليمية في معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى بداية القرن المنصرم كانت تعد الفتاة وتهيؤها لدورها كأم وربة بيت وتدعمها بالثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية التي تحتاجها للتفوق في هذا الدور. كما كانت تعطيها بعض العلوم والمهارات التي تفيدها إلى أن استهدف دعاة التغيير هذا الطرح وألغيت مواد التربية المنزلية من المناهج حتى لا تصرف أذهان الفتيات عن التحصيل العلمي وتكون على مساواة تامة بالرجل. أصبحت المناهج تعلم الفتيات كل شيء إلا ما هو متعلق بدورهن الأساسي كأمهات وربات بيوت.


ASMAA FARES
أعتقد أنا ناضجة بشكل يجعلني أعرف أن أميز بين الصح والغلط في العلم الذي أتلقاه، هذا أولا أما ثانيا انظري حال الرجال في مجتمعنا كيف حالهم... لو صلح حالهم ما احتجنا أن نتسلح بالعلم لنواجه صعوبات الحياة، المفروض هم يتحملونها. بالنهاية الموضوع فساد مجتمع وأنا كعلم دراستي أزهريه أعتقد إلى حد كبير علم ممتاز مع بعض التناقضات البسيطة التي فيه.


UMM YAHIA بارك الله فيك أختنا الفاضلة أم صهيب وجزاكم الله خيراً على هذه الردود الطيبة واسمحوا لي بأن أشارككم هذا النقاش.
المقارنة أو التعارض بين الزواج وإكمال الدراسة ليس واقعًا افتراضيًّا أو قضية من نسج الخيال بل هو سؤال يحير الكثيرات ونرى أخواتنا وبناتنا في حيرة بين الرغبة في الزواج وتكوين أسرة وبين تشجيع المجتمع للفتاة على إكمال دراستها الجامعية وتحقيق طموحها العلمي.. بل إن سوق العمل في بعض المجالات أصبح يتطلب الدراسات العليا مما أدى لتأخر سن الزواج في بعض المناطق. كما أن الإعلام يصور الفتاة الطموحة الحاصلة على درجات علمية ومكانية مهنية كنموذج يحتذى به بينما تصور الفتاة التي تتزوج قبل إتمام دراستها الجامعية كنموذج سلبي. النظرة الحالية هي التي أدت لهذا التعارض بين الزواج وتحقيق الفتاة لطموحها العلمي بالرغم من وجود نماذج كثيرة لنساء مسلمات حققن درجات علمية رفيعة دون أن يتعارض هذا مع كونهم أمهات وربات بيوت.


أتفق تماماً مع الأخت أم صهيب في كون القلق من المستقبل وتأمين حياة كريمة حافزًا مباشرًا للفتاة لتأخير الزواج وإتمام الدراسة وهذا نتاج الأوضاع الفاسدة التي نعيشها اليوم وعدم التقيد بالأحكام الشرعية وغياب الحاكم الذي يلزم كل رجل مسلم بأن يتكفل بمسؤولياته ويعاقب المقصر.


RAIDA ZOMOOT
تحتاج الفتاة لإنجاح زواجها أن تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الحياة الجديدة والتي لها أحكام خاصة بها، فعلم الرياضيات مثلا لا يعلمها كيفية التعامل مع زوجها وتربية أطفالها ومسؤوليتها عن بيتها، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهي راعية في بيت زوجها عليها أن تحسن الرعاية، فمناهج التعليم القاصرة لا توفر للفتاة هكذا علوم تنجحها في حياتها بل تقدم الأفكار الهدامة للأسرة والمجتمع.


OM KHADIJA
لا أبالغ إن قلت عن تجربة وحياة يومية بأن مجتمع معلمات المدارس فيه الكثير من المغالطات إلا من رحم ربي، حتى على مستوى معرفة حكم شرعي كاللباس الشرعي مثلا فيه جهل وتجاهل.


ام فلسطنيه مجاهد والله يا أخواتي لو يتوفر التعليم المحترم والذي يحافظ على بناتنا وعلى عفتهم يجب على كل أم أن تساعد بناتها على إكمال دراستهن لكن للأسف أصبحت جامعاتنا ومعاهدنا منفتحة لدرجة الانحطاط ومن خوفنا على بناتنا نمنعهن من دخول الجامعات والمعاهد.
ام فلسطنيه مجاهد ..موضوع جدا مهم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


في مجتمعنا هذا كثير من العوائل تفضل زواج البنت أكثر من الدراسة، وأنا بالنسبة لي أفضل الزواج لأن الزواج ستر لها وإذا كانت تحب الدراسة ولها ميول أفضل أن تكمل دراستها وهي متزوجة والآن ليس من الصعب إكمال الدراسة وهي متزوجة فعندنا من الوسائل الكثيرة التي تساعدها على إكمال دراستها وهذا أفضل لها لأننا لا نعلم ما سيحصل لها من ظروف فالشهادة تكون سلاحًا لها تعينها على زمانها وحتى إن لم ترد العمل بشهادتها تحتاجها لمساعدة أولادها في دراستهم فالشهادة أصبحت مهمة جدا في زماننا هذا


DUA'A MRAISH مساء الخير للجميع.. وبارك الله فيكم على هذا النقاش. أرى أن المشكلة باتت في عدم إدراك المفهوم الصحيح لكل من "الدراسة والزواج" في ميزان الشرع لدى الفتيات وأولياء الأمور، فنتجت من هنا فكرة التخيير وجعلها من أصعب قرارات الفتاة حين تريد أن تختار بينهما وأصبح من الصعب أن تجمع لأنها لم تدرك مفهوم العبادة في كليهما أو الغاية والفائدة الشرعية في كليهما، فأصبح موهومًا لدى بعضهن أن الزواج امتهان للكرامة وفقدان للحرية، وفي التعليم قد تجد المرأة ذاتها وتحقق هدفها للأسف وهي ما عادت تدرك حقيقة لمَ الزواج ولم َالتعليم وأين الكرامة في ذلك... وما المشكلة حين نرى نماذج من الصحابيات الجليلات نراهن أمهات عالمات فقيهات سياسيات معززات ومحفوظات الكرامة، ولتقريب الأمثلة أكثر على سبيل الذكر وليس الحصر... فلتقرأ ولتتعرف كل منا على الدكتورة الأم حاملة الدعوة "عافية صديقي" ولْنَرَ مدى التعارض؟؟!


ام استبرق مساعد المشكلة الأساسية في أن المجتمع لا ينظر للفتاة نظرة الإسلام العادلة بل ينظر إليها كاستثمار للمستقبل الذي تشوبه المشاكل الاقتصادية في ظل أنظمة لا ترعى شؤون الناس مما يجعل كفة الدراسة ترجح على كفة الزواج.


Om Suhaib Al-Shami بوركتم جميعا على حسن تفاعلكم وأسئلتكم الطيبة التي أثرت النقاش وجعل الله هذا في ميزان حسناتنا جميعا..

 

ونخلص من هذا أن لا تعارض بينهما لمن عرفت أولوياتها ودورها في الحياة.. خاصة أن مدارسنا وجامعاتنا لا تزودها حقيقة بما يلزمها لحياة سعيدة ترضي الله ورسوله، فهي مليئة بالمفاهيم الغربية التي تحرف دورها عن بوصلته الأصلية أنها أم وربة بيت، وهي عقيمة ليس فيها ما يفيدها في حياتها؛ فقد حذفوا منها كل ما يساعدها على القيام بدورها الأصلي ودخلت تغيرات ملحوظة في اتجاه الفكر النسوي الجندري وتعديل الصورة النمطية في المناهج والكتب لتتناسب مع مفهوم الجندر، فحذفوا مثلا مادة الاقتصاد المنزلي من المناهج المدرسية وأصبحت الفتيات يتفاخرن بأنهن لا يتقنَّ الأعمال المنزلية ولا يعلمن من أمور البيت شيئا!! وكذلك أدخلوا مفهوم "التمكين" الذي يلزمه التعليم ثم العمل وألبسوه لبوسا جميلا حتى تتخلى المرأة عن قوامة الرجل وولايته..فالدراسة لا تتعارض مع الزواج ضمن الأحكام الشرعية.

 

وهناك الكثير في التاريخ الإسلامي من العالمات والطبيبات والمهندسات وحتى المخترعات والمدرسات والممرضات.. الخ من نماذج مشرفة واللواتي كن أيضا ربات بيوت فاضلات وأمهات رائعات.. اللهم عجل بدولة الإسلام التي تطبق أحكام الله وشرعه فتأخذ المرأة حقها في التعليم وفي العمل وفي الزواج وفي كل أمور حياتها.. وإلى اللقاء في ساعة نقاش أخرى بإذن الله.

 


((تم بحمد الله))

 

 


رابط اللقاء من صفحة الفيسبوك

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق قتل وتهويد لفلسطين وأهلها ومقدساتها

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1080 مرات


الخبر:


قال نتنياهو خلال إدلائه بصوته في الانتخابات البلدية لمدينة القدس الثلاثاء "المدينة المقدسة ستظل العاصمة الموحدة لإسرائيل، طالما بقيت في منصبي" وبعث برسالة إلى المستوطنين في الخليل، قال فيها، "إن تجديد الاستيطان اليهودي في المدينة يعبر عن مدى عمق علاقة اليهود بها وأنا أتمنى وصول آلاف اليهود إلى البلدة القديمة للاحتفال بعيد يهودي".


وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أعلن الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري بأن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عقدا لغاية الآن 13 جلسة تفاوضية، وذلك في سياق تكثيف المفاوضات بين الجانبين.


التعليق:


تستمر السلطة الفلسطينية في المفاوضات الخيانية مع الاحتلال اليهودي في ظل استمرار المشهد المأساوي الذي يخيم على فلسطين وأهلها وقدسها وأقصاها ومقدساتها، فقد استشهد رجلان من أهل فلسطين الثلاثاء في ظل تصعيد "إسرائيلي" ميداني من قبل قوات الاحتلال اليهودي ومستوطنيه، ودنس عشرات اليهود ساحات المسجد الأقصى في حوادث شبه متكررة.


فيما أكدت مؤسسة الأقصى أن "إسرائيل" عازمة على الشروع في تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى وساحاته، من خلال مصادرة 28 دونما من أصل 144 من ساحات الحرم وذلك لإقامة كنيس بالجهة الجنوبية الشرقية للمسجد وأسواره الملاصقة للقصور الأموية التي تعتبر الموقع الوحيد الذي لا يوجد لسلطات الاحتلال أي سيطرة ونفوذ فيه، وأوضح المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى محمود أبو عطا بأن مخطط الكنيس سيمتد من قبالة بوابات المسجد المرواني، مرورا بمنطقة باب الرحمة، لينتهي بمشارف باب الأسباط، ليربط بساحة البراق عبر جسر باب المغاربة، وبذلك قال "تحقق سلطات الاحتلال هدفها بتثبيت مشاريعها التهويدية والاستيطانية بإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وتخومه تمهيدا لتشييد الهيكل المزعوم".


إن السلطة الفلسطينية التي ألفت الذلة والخنوع والمهانة باعت نفسها للشيطان الأمريكي وباعت معها فلسطين وأهلها ومقدساتها، وخنعت لدرجة أن المفاوض اليهودي أصبح أكثر عنجهية وصلفا في تصريحاته السياسية، وأكثر بطشا بفلسطين وأهلها.


لكننا ندرك تماما لو أن قادة الاحتلال وجدوا من يصدهم ويستأصل شأفتهم عقابا لهم على جرائمهم واحتلالهم لأرض فلسطين لما تجرّؤوا على المسّ بالأقصى وأهل فلسطين، بل لأظهروا الذلة والمسكنة خوفا من العقاب، ونحن في حزب التحرير نعمل على إيجاد الخليفة الذي سيعاقبهم ويهدم بنيانهم وينهي كيانهم ويعيد فلسطين وأهلها إلى ديار الإسلام معززة مكرمة ويؤمها ملايين المسلمين مهللين مكبرين وإننا نرجو الله أن يكون ذلك قريبا.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير - فلسطين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أيجوع الشام

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 777 مرات


الخبر:


نقلت الجزيرة الأسبوع الماضي خبر إفتاء بعض العلماء للأهل في سوريا بجواز أكل لحوم القطط والكلاب بسبب الظروف التي يمر بها الشعب السوري.

 

التعليق:


نتناول هذا الخبر من شقين:


الشق الأول: الشق الفقهي، وهو أن العلماء أفتوا بجواز أكل لحوم القطط والكلاب. وهل أكل لحم القطط والكلاب بحاجة لعلماء كي يفتوا بجوازه في ظروف حرب كالتي هي في سوريا اليوم؟! إن هذه الأحكام الشرعية هي معلومة من الدين بالضرورة في جواز أكل لحم الميتة ولحم الخنزير في حالة الضرر المؤدي لهلاك النفس، ولذلك فالعلماء ليسوا بحاجة لأن يشغلوا أنفسهم بمثل هكذا فتاوى يعلمها القاصي والداني والفقيه والعامي من الموحدين من أبناء أمة الإسلام. فهذا حكم معروف ومشهور لدى جمهور الأمة.


وبدل أن ينبري العلماء الأفاضل لمثل هكذا فتاوى - ذوات العيار الثقيل! - كان عليهم أن لا يألوا جهدا لتحريك الساكنين من أبناء الأمة القادرين على نصرة الشام وأهله وتخليصهم من هذا البلاء الذي ابتلي أهل الشام به وأدى بهم إلى أكل لحوم القطط والكلاب. ألا يرى العلماء الأفاضل أن معظم جيوش المسلمين رابضة في ثكناتها ولا تتحرك ولا تلقي بالا لما يحدث في الشام؟! ألا يرى العلماء الكرام أن بعض هذه الجيوش قد زاد الخناق على أهل الشام مؤنة وذخيرة؟ ثم ألا يرى العلماء المفتون حال تلك الملاجئ الباردة وغير الصحية التي ابتلي بها الفارّون من سوريا إلى الدول (الصديقة) في الجوار؟! هل أصيب علماؤنا بالعمى ليصوبوا فتاواهم للجائعين في سوريا بدلاً من توجيه اجتهاداتهم وفتواهم لتلك الجيوش والأنظمة؟!


أما الشق الآخر من تعليقنا، فله علاقة بالشام الجائع أهلها. ويجوع أهل الشام؟! إن من قرأ تاريخ الإسلام يرى بكل جلاء معنى وأهمية دخول الشام في دين الإسلام. الشام دار الدقيق الأبيض والعسل الأصفر، نعم والله إنها كذلك. تلك الدار التي بفتحها دانت الدول والأمصار للإسلام، ومنها تحركت الجيوش لفتح البلدان لا بل القارات. ويجوع أهل الشام؟! أيُفتى في بلد مثل الشام بجواز أكل القطط والكلاب؟! وا مصيبتاه! وا إسلاماه! والله إنها لمصيبة أن يحل في الشام ما حل، ووالله ليس البكاء على الطعام والكساء وإنما على نساء اغتصبن وأطفال يُتِّموا وجاعوا. أيُفتى بأكل القطط والكلاب بالشام وأموال الخليج في بريطانيا تسند البنوك من الانهيار في ظل أزمات المال؟! أيُفتى في الشام بهكذا فتاوى وصفقات المال والسلاح بالمليارات في بلداننا؟! ألم يقوَ ملك السعودية إلا على إيواء الفاسدين أمثاله مثل زين العابدين من تونس؟


والله لقد ضاق صدرُنا بفتاوى هكذا علماء، والله لقد زاد شوقنا لعلماء الإسلام الحقيقيين. إننا في شوق لأمثال العز بن عبد السلام وابن تيمية وسيد قطب. والله إننا في شوق لعلماء تحرك الجيوش بفتاواها وخطبها وحضورها. والله إننا توّاقون لعلماء راشدين يفتون بفتاوى للجيش الأردني والجيش التركي والجيش المصري بالتحرك لنصرة الشام لا التفرج عليها وبفتاوى متعلقة بأكل القطط والكلاب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق تأييدُ الخونةِ للغاراتِ الأمريكيةِ على باكستانَ في السرِ واستنكارِها في العلن!

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 915 مرات


الخبر:


كشفت وثائق سرية أمريكية نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين باكستانيين كبار كانوا على علمٍ بالغارات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في بلادهم، بل وأبدوا دعمهم لهذه الغارات.


التعليق:


أولا: يأتي الكشف عن هذه الوثائق في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بزيارة إلى واشنطن، والذي أكد في لقائه مع أوباما في 24/10/2013م، على ضرورة وقف هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية، والتي تشنها على أهداف داخل باكستان ضد المجاهدين الذين أذاقوا أمريكا مرارة الهزيمة في أفغانستان، وضد مدنيين عزل.


إنّ توقيت الكشف عن هذه الوثائق هو من ناحية استخفاف بهؤلاء العملاء، فهم وإن كانوا ضيوفاً "دبلوماسيين" عند أمريكا، إلا أنهم لا يَزِنون شيئاً في عيون أسيادهم، الذين لا يكرمون ضيافتهم ولا حتى يحفظون لهم ماء وجوههم. ومن ناحية ثانية تسديدٌ لرغبة أمريكا في فضح عملائها في الخيانة، فهم بهذا الكشف يدفعونهم إلى التآمر مع أمريكا على المسلمين في العلن، وليس في السر فقط. فأمريكا لم تعد تتقبل منهم التحدث معها كأنداد لها، كما جاء على لسان نواز شريف الذي طالب أوباما بعدم انتهاك سيادة باكستان، وكأنه لا يعلم أنه هو وزمرته الخائنة في القيادة العسكرية والسياسية هم أنفسهم من مكّنوا لأمريكا في أفغانستان، وفتحوا أبواب باكستان على مصراعيها لهم! فجاء الكشف عن هذه الوثائق صفعة على وجوههم، فذكرتهم بحجمهم الصغير، ودورهم الخياني. صدق فيهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث قَالَ: «مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».


ثانيا: لقد بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أن حكام العرب والمسلمين، السياسيون منهم والعسكريون، هم من يتآمرون على هذه الأمة لمصلحة أسيادهم، ولا يُسمح لأي منهم بالوصول إلى أي منصب، سياسيًّا كان أم عسكريًّا، في ظل المنظومة السياسية الحالية إلا بإعلان خيانتهم لله ولرسوله والمؤمنين. فهذا نواز شريف نفسه قد تم نفيه بضع سنين من قبل عميل أمريكا العريق مشرف، ولما أرادت أمريكا استبدال عميل بعميل، صفّرت له بطرف شفتها، فأذعن كالكلب الوفي. وذلك خلف مشرف في قيادة الأركان (أشفاق برويز كياني)، الذي قطع على نفسه المواثيق أن لا يحيد عن طريق سلفه الخائن مشرف، وجرائمه في حق الأمة لا يمكن إحصاؤها، ليست أهونها ولا أولها مجزرة المسجد الأحمر وجامعته، وليس آخرها التواطؤ على اغتيال الشيخ أسامة بن لادن. أما ظهير الإسلام (رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني الحالي) - وهو المنصب الذي يُعَدّ الثاني من حيث النفوذ في البلاد، وغالباً ما يتم استلام صاحب هذا المنصب لقيادة الأركان - الذي كان برتبة عميد فقد تمت ترقيته - كما جاء في الصحف - إلى جنرال، وتنصيبه في رئاسة الجهاز، مكافأة له على شهادته ضد زميله العميد (علي خان)، الذي حُوكم لصلته بحزب التحرير.


ثالثا: بالرغم من فساد الوسط السياسي والعسكري في باكستان وغيرها من البلدان الإسلامية، إلا أن هناك مخلصين كُثرًا في هذه الأمة، ومنهم في الوسط العسكري، ولكنهم بحاجة إلى أن يعلموا بأنهم أهلٌ لقلب الطاولة على رأس أمريكا وحلفائها الغربيين، وعليهم الكفّ عن التفكير بالعقلية الانهزامية التي دُرِّبوا عليها في الدورات التي أُعطيت لهم في أمريكا وأوروبا، وعليهم أن يتيقنوا بأنهم إن نصروا هذا الدين - وهم أهلٌ لذلك - فإنهم سينالون عز الدنيا، ونعيم الآخرة. وليعلموا أن أمة المليار، أمة خير الأنام، خيرٌ لهم سندًا من سادة الغرب الذين لا يحفظون لهم معروفا، وليعلموا قبل ذلك وبعده أن الله سبحانه وتعالى هو ملك الملوك، وهو القاهر فوق عباده.


﴿...وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات إلى من يشكو المسلم إذا لم يشك لأخيه المسلم

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 577 مرات


كان الحسن البصري رحمه الله يقول: إلى من يشكو المسلم إذا لم يشك لأخيه المسلم؟ ومن ذا الذي يلزَمَهُ؟ إن المسلم مرآة أخيه المسلم، يبصرُه عيبَه، ويغفر له ذنبه. قد كان مَنْ قبلُكم من السلف الصالح، يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول: يا أخي ما كلَّ ذنوبي أبصر، ولا كل عيوبي أعرف، فإذا رأيت خيرا فمرني، وإذا رأيت شرا فانهني، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: رحم الله امرء أهدى إلينا مساوينا، وكان أحدهم يقبل موعظة أخيه، فينتفع بها.

 

 

 

آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف التأميم

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 442 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام


روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَرَجُلٌ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.


جاء في فتح الباري لابن حجر:


قَوْله: ( أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر )


بِنَصْبِ يَوْم عَلَى أَنَّهُ خَبَر لَيْسَ وَالتَّقْدِير أَلَيْسَ الْيَوْم يَوْم النَّحْر، وَيَجُوز الرَّفْع عَلَى أَنَّهُ اِسْم لَيْسَ وَالتَّقْدِير أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر هَذَا الْيَوْم وَالْأَوَّل أَوْضَح، لَكِنْ يُؤَيِّد هَذَا الثَّانِي قَوْله " أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّة " أَيْ أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّة هَذَا الشَّهْر.


قَوْله: ( بِالْبَلْدَةِ الْحَرَام )


كَذَا فِيهِ بِتَأْنِيثِ الْبَلَد وَتَذْكِير الْحَرَام وَذَلِكَ أَنَّ لَفْظ الْحَرَام اِضْمَحَلَّ مِنْهُ مَعْنَى الْوَصْفِيَّة وَصَارَ اِسْمًا، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَال إِنَّ الْبَلْدَة اِسْم خَاصّ بِمَكَّة وَهِيَ الْمُرَادَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّمَا أُمِرْت أَنْ أَعْبُد رَبّ هَذِهِ الْبَلْدَة ) وَقَالَ الطِّيبِيُّ: الْمُطْلَق مَحْمُول عَلَى الْكَامِل وَهِيَ الْجَامِعَة لِلْخَيْرِ الْمُسْتَجْمِعَة لِلْكَمَالِ، كَمَا أَنَّ الْكَعْبَة تُسَمَّى الْبَيْت وَيُطْلَق عَلَيْهَا ذَلِكَ. وَقَدْ اِخْتَصَرْت ذَلِكَ مِنْ كَلَام طَوِيل لِلتُّورْبَشْتِيِّ.


قَوْله: ( اللَّهُمَّ اِشْهَدْ )


تَقَدَّمَ أَنَّهُ أَعَادَ ذَلِكَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ فَرْضًا عَلَيْهِ أَنَّ يُبَلِّغ، فَأَشْهَد اللَّه عَلَى أَنَّهُ أَدَّى مَا أَوْجَبَهُ عَلَيْهِ. " وَالْمُبَلَّغ " بِفَتْحِ اللَّام أَيْ رُبَّ شَخْص بَلَغَهُ كَلَامِي فَكَانَ أَحْفَظ لَهُ وَأَفْهَم لِمَعْنَاهُ مِنْ الَّذِي نَقَلَهُ لَهُ، قَالَ الْمُهَلَّب: فِيهِ أَنَّهُ يَأْتِي فِي آخِر الزَّمَان مَنْ يَكُون لَهُ مِنْ الْفَهْم فِي الْعِلْم مَا لَيْسَ لِمَنْ تَقَدَّمَهُ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ يَكُون فِي الْأَقَلّ لِأَنَّ " رُبَّ " مَوْضُوعَة لِلتَّقْلِيلِ. قُلْت: هِيَ فِي الْأَصْل كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهَا اُسْتُعْمِلَتْ فِي التَّكْثِير بِحَيْثُ غَلَبَتْ عَلَى الِاسْتِعْمَال الْأَوَّل، لَكِنْ يُؤَيِّد أَنَّ التَّقْلِيل هُنَا مُرَاد أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَة أُخْرَى تَقَدَّمَتْ فِي الْعِلْم بِلَفْظِ" عَسَى أَنْ يَبْلُغ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ " وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى جَوَاز تَحَمُّل الْحَدِيث لِمَنْ لَمْ يَفْهَم مَعْنَاهُ وَلَا فِقْهه إِذَا ضَبْط مَا يُحَدِّث بِهِ، وَيَجُوز وَصْفُه بِكَوْنِهِ مِنْ أَهْل الْعِلْم بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد أَيْضًا وُجُوب تَبْلِيغ الْعِلْم عَلَى الْكِفَايَة، وَقَدْ يَتَعَيَّن فِي حَقّ بَعْض النَّاس، وَفِيهِ تَأْكِيد التَّحْرِيم وَتَغْلِيظه بِأَبْلَغ مُمْكِن مِنْ تَكْرَار وَنَحْوه، وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّة ضَرَبَ الْمَثَل وَإِلْحَاق النَّظِير بِالنَّظِيرِ لِيَكُونَ أَوْضَحَ لِلسَّامِعِ، وَإِنَّمَا شَبَّه حُرْمَة الدَّم وَالْعِرْض وَالْمَال بِحُرْمَةِ الْيَوْم وَالشَّهْر وَالْبَلَد لِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ كَانُوا لَا يَرَوْنَ تِلْكَ الْأَشْيَاء وَلَا يَرَوْنَ هَتْكَ حُرْمَتَهَا وَيَعِيبُونَ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَشَدّ الْعَيْب، وَإِنَّمَا قَدَّمَ السُّؤَال عَنْهَا تَذْكَارًا لِحُرْمَتِهَا وَتَقْرِيرًا لِمَا ثَبَتَ فِي نُفُوسهمْ لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ مَا أَرَادَ تَقْرِيره عَلَى سَبِيل التَّأْكِيد.


لقد بلغ مِن حِرصِ الإسلام على حُرمَةِ المسلمِ كُلِّ المسلمِ دمِهِ ومالِهِ وعِرضِه أَنْ قَرَنَ حُرْمَتَهُ بِحرُمَةِ يومِ النحرِ في الشهر الحرام في البلد الحرام.... بل لقد جعل حرمة المسلمِ أَعظمَ مِنْ حُرمةِ الكعبةِ بيتِ اللهِ الحرامِ وأولِ بيتٍ وُضِعَ لِعبادَةِ الله .... رَوَى الطبرانيُّ في معجمه الأوسطِ عن عمرِو بنِ شعيب، عن أبيهِ، عن جَدِهِ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نظرَ إلى الكعبةِ فقال: « لقد شرَّفَكِ اللهُ، وكرمكِ، وعظَّمَكِ، والمؤمنُ أعظمُ حرمةً منكِ ».

 

...... أَمَّا مالُ المسلمِ فلا يَحِلُّ إلَّا بِطيبِ نَفْسٍ مِنْه, رَوَى البيهقي في سننه الكبرى عن أَبُي حَرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ وَعَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئِ مُسْلِمٍ، إلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ".


وفي صحيح البخاري َعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ ".


وَبَعْد: فهل يجوز لأشباه الدول في عالمنا الإسلامي أن تستورد لنا التشريعات بل الترقيعات الرأسمالية ونحن عندنا أعلى التشريعات وأعظمها. تستوليَ على أموالِ الأفراد أو ممتلكاتِهم تَحْتَ مُسَمَّى التأميمِ ....وتُحوِّلَهَا مِنْ مُلْكِيَّةٍ فرديةٍ إلَى مُلْكِيَّةِ دولةٍ بِحُجَّةِ المصلحةِ العامَّة ؟؟


أَوَ لَا يَعْلَمُ هؤلاءِ أنَّ الذي يحدد المصلحةَ العامَّةَ وَالخاصَّةَ هو الشرع وليس الدولة ؟


أفلا يعلمون بأنَّ حُرْمَةَ مَالِ المسلمِ تَشْمَلُ حُرْمَتَهُ على الدولةِ أيضاً .... فلا يحلُّ للدولة أن تأخذَ مِن مَالِ الافرادِ أوْ مُمتلكاتِهم إلَّا أنْ يَطِيبُوا بِهَا نَفْسَاً أي يَتَنَازَلُوا عنْها للدولةِ بِكامِلِ إرادَتِهم, أو أن تشتريَها منهم وتدفعَ لهم ثمنَها غير منقوص.


أمَّا المُلْكِيَّاتِ وَتوزيِعِها فإنَّما هُوَ للشرعِ وحده.


الملكيةُ الفرديةُ: وهي كل مال من طبيعته أن يملك فردياً وحازه الشخص بسبب شرعي ....


والملكية العامة:


1- وهي كل مال ليس من طبيعته أن يملك فرديا كالطرق والبحار والأنهار ويلحق بها المساجد ومستشفيات الدولة ومدارسها والملاعب والملاجئ


2- وكل ما هو من مرافق الجماعة ويتفرق الناس في طلبه إن فقد من المجتمع من قبيل الماء والكلأ والنار,


3- وكذلك المعادن التي لا تنقطع.


فكل هذه الأموال لا يجوز أن تملك فرديا, ليس لأن الدولة لا تريد ذلك بل لأن الشرع أمر بذلك


أما ملكية الدولة فهي كل ملك مصرفه موقوف على رأي الخليفة واجتهاده ... مثل الفيء والخراج والجزية وما شابهها ...


ولا يجوز للدولة أن تتدخل بتغيير نوع هذه الملكيات إلا بسبب شرعي كأن يكتشف في أرض أحدهم منجماً لمعدن ما بكميات غير محدودة .... ففي هذه الحالة لا يجوز أن يبقى هذا المعدن ملكية فردية بل يجب أن يتحول إلى ملكية عامة .... وهذا غير راجع لرأي الدولة إن شاءت حولت ملكية المعدن إلى ملكية عامة وإن شاءت أبقته ملكية فردية .... بل يجب عليها تنفيذ حكم الشرع فيه ....وهو أنه ملكية عامة ....كما لا يجوز لها أن تحوله إلى ملكية دولة بل هو بحكم الشرع ملكية عامة ..... وهكذا ... لو مدد أحدهم أسلاكا أو أعمدة أو أنابيب في الطريق العام .... فإن ملكيتها تأخذ حكم المكان الذي وضعت فيه .... ليس برأي الدولة بل بحكم الشرع وهذا التغيير في الملكية لا يسمى تأميماً, بل هو تنفيذ لحكم الشرع فهو حكم واجب التنفيذ وليس راجعا لرأي الدولة .....


أمَّا مَا يُسمى التأميمُ .....وَهُوَ أنْ تستوليَ الدولةُ على مالِ الفردِ إن أرادت وتحولَهُ إلى ملكيةِ دولةٍ دونَ مقابلٍ أو مُقابِلَ تَعْوِيضٍ ضَئِيلٍ لَا يُناسِبُ قِيمةَ المالِ المُؤَمَّمِ, بِحُجَّةِ المصلحةِ العامةِ .... فهذا ليسَ مِنَ الإسلام ولَا مِن مُعالجاتِه .... بل هو مِن ترقيعاتِ النظامِ الرأسماليِّ المُهْتَرِئ, الذي ظَلَمَ الضعفاءَ والبسطاءَ بِتَرْكِهِ الاقوياءَ يجتاحونَ السوقَ ويدوسونَ كُلَّ مَن يُصادِفُونَهُ في طريقهم, حتى طُحِنَ الفقراءُ والضعفاءُ والعَجَزَةُ ودِيسُوا تحتَ الأقدام ..... مما حَدَى بِفُقَهَاءِ القانونِ عندَهم أنْ يَبتَدِعُوا القوانينَ المناقِضَةَ لِمَبْدَئِهِم وَيُلْصِقُوهَا بِه, لِإنقاذِهِ مِنَ التَّهاوِي وَالسُّقوطِ بَعْدَ أن ظهرَ عُوَّارُهُ .... وارْتفعتْ الْأصواتُ تُنَدِّدُ بِهِ وَبِمُعَالجاتِهِ.


فَتَحْتَ ذَرِيعَةِ المصلحةِ العامَّةِ تُمارِسُ الرأسماليةُ مؤامرآتِها على الإنسانيةِ ....فتتظاهرُ بِمُنَاصَرَةِ الضعفاءِ وَتَبَنِّي مَصالحَهُم, فَتُشَرِعُ للدولة اغْتِصَابَ أمْوالِ الناسِ بحجةِ منعِ امْتِلاكِ مَصادِرِ الثروَةِ أو منعِ امْتلاكِ وَسائِلِ الإنْتاجِ أوْ لِأَيِّ مصلحةٍ أخرى تِرِاهِا الدولةُ أنَّهَا مصلحةٌ عامة, وَتُغْفِلُ فِي تَشريعاتِها تِلْك .... حقَّ الفردِ فِي أنْ يَأْذَنَ لِلدَّوْلَةِ بِأَخْذِ تِلْكَ الأموالِ دون مقابل أوْ حَقَّةُ فِي أخْذِ ثمنِها كَامِلاً .... إنْ كانت هُنَاكَ مَصْلَحَةٌ شرعيةٌ فِعْلَاً تَسْتَدْعِي نقلَ المُلْكِيَّةِ الفرديةِ إلى مُلكِيَّةِ دَوْلَةٍ أو مُلْكِيَّةٍ عَامَّة.



فالتأميمُ والحالةُ هذه حرام لأنه مِنْ ترقيعاتِ النظامِ الرأسمالي القاصِرِ عن توفيرِ الكِفايَةِ للناسِ, فَرَاحَ يَتَوَسَلُ بمثلِ هذه التشريعاتِ إظهارَ الدولةِ كراعيةٍ لِحُقوقِ الفقراء وضابطةٍ لِأَموالِ الأغنياء . وما هي إلَّا إمعانٌ مِنهُ فِي الظلمِ والجَوْرِ والعُدْوَان .

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع