حوار مفتوح كيف نوحد صف الأمة في سوريا
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 456 مرات
لقد قام رئيس الجمهورية المصرية مرسي بإحالة كل من اللواء حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى وسامي عنان رئيس الأركان العامة إلى التقاعد، وبهذا يكون رئيس الجمهورية مرسي قد خطى أول خطوة جادة له منذ استلامه مهام منصبه. حيث قام رئيس الجمهورية مرسي بإحالة كل من رئيس المجلس العسكري الأعلى ووزير الدفاع اللواء حسين طنطاوي وهو الوزير الوحيد المتبقي في تشكيلة هشام قنديل الوزارية منذ عهد مبارك وكذلك سامي عنان رئيس الأركان العامة إلى التقاعد. [www.trthaber.com/haber/.../mursiden-surpriz-kararlar-51814.html / 12.08.2012]
التعليق:
لقد تمخضت الانتخابات التي جرت في مصر عن انتخاب محمد مرسي رئيسا للجمهورية حيث كانت الغالبية من مسلمي أهل مصر تنظر إلى هذه الانتخابات على أنها حدث ايجابي. في حقيقة الأمر وبعد الثورة في مصر فان مسألة وصول الإسلام إلى الحكم هي إحدى المسائل التي كانت ترعب الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا. ولهذا السبب فان وصول شخص إلى الحكم يحافظ على مصالح أمريكا الكافرة في مصر من جهة ويستغل مشاعر المسلمين من جهة أخرى هي مسألة مهمة بالنسبة لها. ولهذا فان أمريكا وجدت - ضالتها- في محمد مرسي الشخص المناسب لكي تحقق كلا الهدفين فهو ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين ذات الماضي العريق في مصر حيث تعرضت الجماعة في فترة حكم مبارك البائد إلى حملات اعتقالات وتعذيب مما اكسبها تعاطف مسلمي أهل مصر. وعلى الرغم من إعطاء مسلمي أهل مصر أصواتهم لهذا الشخص ظنا منهم انه سيطبق أحكام الإسلام إلا انه يسعى جاهدا في تثبيت أسس النظام العلماني باستمرار فضلا عن انه لم يقم بأي عمل يتعلق في تطبيق أحكام الإسلام منذ وصوله للسلطة. وأحد مساعيه هذه هو خداعه مسلمي أهل مصر من خلال تغييره لبعض الوجوه دون المساس بأحكام العلمانية. فقد أدركت أمريكا أن حسين طنطاوي الذي كان يشغل منصب وزارة الدفاع في فترة حكم مبارك والذي تم تعيينه كرئيس للمجلس العسكري الأعلى إبان الثورة لم يعد وجها مقبولا لدى مسلمي أهل مصر وهذا ما كان متداوَلا دائما على السن الناس. إن تغيير بعض الوجوه يُقصد منه لفت أنظار الناس إلى هذه التغييرات البسيطة وذلك لإبعاد أو نسيان فكرة تطبيق أحكام الإسلام. وإلا فإن إحالة مرسي لهذين الشخصين إلى التقاعد لن تعود إطلاقا بالفائدة على الناس فالناظر غالى كيفية تعيين هذين الشخصين يجد في هذه الخطوة وكأنها حصلت بعِلمٍ من أمريكا. حيث تم الإعلان من قِبَل ياسر علي الناطق باسم رئاسة الجمهورية من خلال تصريحاته التي أدلى بها إلى القناة الحكومية معلنا انه تم تعيين كلا من طنطاوي وعنان كمستشار لرئيس الجمهورية. وهذا يعني أن هذين الشخصين سيقومان بمتابعة كل خطوة يخطوها رئيس الجمهورية في المرحلة القادمة بحيث يتدخلان في حالة الإقدام على أي خطوة تتعارض مع النظام العلماني. وبعبارة أخرى فان أمريكا تريد السيطرة على مرسي من خلال هذين العميلين لكي تحمل أتباع جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص ومسلمي مصر بشكل عام على تبني قيمها الديمقراطية والليبرالية والحرية من خلال مرسي أيضا. كما أن تعيين القاضي محمود محمد مكي كمساعد لرئيس الجمهورية يدعم هذا الرأي. بالإضافة إلى ذلك فان كون كل من عبد الفتاح السيسي (وزارة الدفاع) وصدقي صبحي (رئاسة الأركان العامة) من التشكيلة العسكرية واللذين حلاَّ محل هذين الشخصين هو خير دليل على أن هذا التعيين لم يتم بتصرف شخصي من رئيس الجمهورية مرسي بل كان بأوامر أعطيت له. فعلى مسلمي أهل مصر أن لا ينخدعوا بهذه التغييرات في الوجوه التي تثبت النظام العلماني بل وان يتحركوا فورا لتغيير هذا النظام الذي تسبب في معاناة الناس المختلفة بالإضافة إلى عدائه للإسلام والمسلمين وان يقيموا بدلا منه نظاما يطبق أحكام الإسلام النابع من عقيدتهم، فهذا أمر يحتمه الإسلام عليهم. وهذا النظام ما هو إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن مُحَمد بن عَمْرو قَال:َ سَمِعْتُ وهب بن منبه يقول:" وجدت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول إن عبدي إذا أطاعني فإني أستجيب له قبل أن يدعوني وأعطيه من قبل أن يسألني وإن عبدي إذا أطاعني فلو أجلب عليه أهل السموات وأهل الأرض جعلت له المخرج من ذلك وإن عبدي إذا عصاني فإني أقطع يديه من أبواب السموات وأجعله في الهواء لاَ ينتصر من شيء من خلقي".
الزُّهْدُ والرَّقائِقُ
لأَبي عَبد الرحمن عَبد الله بن المبارك
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعطوا الاجير اجره
روى ابن ماجة في سننه قال :
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّلَمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ
جاء في حاشية السندي على ابن ماجه :
قَوْله ( أَعْطُوا الْأَجِير ) : أَيْ يَنْبَغِي الْمُبَادَرَةُ فِي إِعْطَاء حَقّه بَعْد الْفَرَاغ مِنْ الْحَاجَة
قَوْله ( قَبْل أَنْ يَجِفَّ عَرَقه : اي الْحَاصِل بِالِاشْتِغَالِ بِالْحَاجَةِ
الإخوة الكرام :
يدل هذا الحديث على اهمية المبادرة في اعطاء الاجير اجره حال انتهائه من عمله وعدم التسويف في اعطاء الاجرة كما يفعل الكثيرون من اصحاب الاعمال في زمننا الحالي ......فكم يؤجل صاحب العمل دفع الاجرة للعمال او الموظفين لديه .....بحجج مختلفة كل حجة هي أوهى من اختها ....ولم لا يفعلون وحكوماتهم تمارس التأجيل في دفع رواتب الموظفين لديها الشهور العديدة ...مع ان الموظفين يكونون في امس الحاجة لتلك الرواتب ......فالاجير او الموظف الذي ليس لديه دخل سوى اجرته من عمله يضطر للاستلاف من هذا وذاك الى ان يستطيع استنقاذ اجرته بشق النفس مع انه ادى مهمته وقام بوظيفته على الفور ودون تاخير ....والشرع يأمرنا باداء الامانات التي عندنا واعطاء الحقوق لاصحابها .....فما الذي حل بنا لنصبح هاضمين للحقوق .... آكلين لجهود الاخرين ظلما وعدوانا .....الا يعلم من يؤجل دفع اجرة اجيره ليشتغل بها ويستثمرها في تنميه ماله انه يأكل مالا حراما لانه حال انهاء الاجير لعمله اصبح اجره ملكا له وليس لصاحب العمل فيه اي حق ......فإن ماطل في دفع الاجرة للاجير واستعملها في تنمية ماله وقضاء مصالحه فانه يأكل مالا حراما ليس له فيه اي حق ؟
رحم الله علي ابن ابي طالب حين قال للخليفة عمر الفاروق عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا .....وهذا حالنا اليوم ...رتع حكامنا واستحلوا الحرمات فرتع معهم كل ظالم لنفسه وموردها موارد الهلاك
جاء في الحديث الذي يروي قصة الثلاثة الذين اغلق عليهم باب الغار بصخرة لم يستطيعوا دفعها , انهم استجاروا الله بصالح اعمالهم فكان من امر الثالث منهم انه قال :
اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئُ بِي فَقُلْتُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُون
فمن لنا بمثل هذا الرجل الامين الذي عرف حق الاجير فحفظه واستثمره لمصلحة صاحبه .....حتى وردت قصته على لسان نبينا الكريم تعلمنا وتهدينا .....والرسول اليوم ليس بين ظهرانينا , لكنه ترك لنا ما ينوب عنه في تعليمنا وهدايتنا قال صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا : كتاب الله وسنتي ) . وقد ضيع الجهلاء كتاب الله وسنة نبيه اذ ابعدوهما عن الحكم والسلطان .....فضاعت حقوق العمال والاجراء كما ضاعت حقوق الامة جمعاء واستحل الجشعون والظلمة حرمات الله بغياب الحارس الامين ....فلنغذ السير في اعادة حارسنا وحامينا لتعود الحقوق الى اهلها وينتشر العدل والنور من جديد .....وما ذلك على الله ببعيد .
والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان. والمسلم يؤمن بما أخبر الله عز وجل في القرآن الكريم عن وجود الملائكة، وعن خلقهم ووظائفهم وأعمالهم التي لا ندركها بحواسنا البشرية.
والملائكة خلق عظيم، وعددهم كثير لا يحصيه إلا الله، خلقهم الله من النور، وطبعهم على الخير، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليل والنهار، لا يفترون ولا يسأمون من عبادة الله عز وجل، ولا يأكلون ولا يشربون.
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن مادة خلقهم، فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم". (رواه مسلم)
أيها المؤمنون:
والملائكة يتفاوتون في الخلق تفاوتا كبيرا، فقد صح أن جبريل عليه السلامله ستمائة جناح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" في قوله تعالى: ( ما كذب الفؤاد ما رأى ). (النجم11) قال: "رأى جبريل له ستمائة جناح". (مسلم254) وقال تعالى: ( الحمد للـه فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن اللـه على كل شيء قدير ). (فاطر1). وأخبرنا الله تعالى عن خزنة النار فقال: ( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللـه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ). (التحريم6)
خلق الله الملائكة خلقا خاصا، فهم لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، ولكنهم عباد مكرمون. قال الله سبحانه منددا بالكافرين: ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمـن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ). (الزخرف19) وقال تعالى: ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) . (النجم2-28) وقد جعل الله للملائكة القدرة على أن يتمثلوا في صورة البشر بإذنه، وذلك لأن البشر غير معتادين على رؤية الملائكة. وإليكم أمثلة على ذلك: عندما جاء جبريل عليه السلام إلى مريم جاءها في صورة بشر سوي الخلق كامل البنية، يبشرها بكلمة الله عيسى عليه السلام، قال تعالى: ( فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ). (مريم:17).
وروى أبو داود في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام ... والحديث طويل ومشهور. ثم قال يا عمر هل تدري من السائل قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
وروى أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام". وروى أحمد في مسنده عن عائشة أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت جبريل عليه السلام منهبطا قد ملأ ما بين السماء والأرض وعليه ثياب سندس معلقا به اللؤلؤ والياقوت". وأخرج البخاري عن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة".
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.