الإثنين، 05 محرّم 1447هـ| 2025/06/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق  فلسطين -"الكرازايية" تفرض على الفصائل مثلثها الباطل

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 556 مرات

 

نقلت وكالات الأنباء عن الرئيس الفلسطيني قوله أن "المفاوضات السلمية مع الجانب الإسرائيلي" هي "السياسة الوحيدة القادرة على إيصالنا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة"، معتبرا أن ذلك يعبر عن الموقف الدائم للشعب الفلسطيني وقيادته، وفي سياق متصل قال يوم الخميس الماضي، "لا نسعى إلى تجاهل أو عزل أو نزع الشرعية عن إسرائيل". وعن المصالحة قال "هي سبيلنا الوحيد لحل الدولتين، والمفاوضات هي من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية وليس الحكومة"، فيما أكّد على تشكيل حكومة تكنوقراط للمرحلة المقبلة، مضيفا أن"الأسلوب السلمي والعلاقات السلمية ستستمر في منطقة الشرق الأوسط ولن يحصل أي إزعاج، ولن يحصل أي انتهاك للأمن في منطقتنا حتى نصل إلى السلام".

إن هذه التصريحات تكشف محددات العمل الفلسطيني حسب مفهوم "الكرازايية" التي تتجسد في عباس، والقائمة على ثلاثية -المفاوضات، وأمن يهود، وحكومة دمى يحركها كيفما شاء- وهي التي تُشكل المثلث الذي فرضته أمريكا ونصبَت له قاعدة "الفياضية" المتمثلة في "المشروع الأمني وإدارة الخدمات". وليس ثمة من طرح رسمي على الساحة الفلسطينية خارج هذا المثلث وقاعدته، ومع ذلك تستمر الفصائل الفلسطينية -التي ادعت أنها تأسست لتحرير فلسطين- في الرقص على أضلاع هذا المثلث بوعي وبدون وعي، وترفض سماع أي صوت مخلص يزلزل تلك الأضلاع.


ولذلك فإن عباس لا يريد للأمة أن تصور عزة قادمة، ستقلب طاولة المفاوضات فوق رؤوس أصحابها، وتبطل هذه المحددات، وهو يؤكد أنه سيمنع أي إزعاج لكيان يهود، كما كان قد هدد شعبه بأنه سيمنع أي انتفاضة ثالثة بالقوة، مما يكشف أنه يسير على خطا الحكّام المستبدين -متوهما أنه حاكم- عندما يلوح بالقوة ضد شعبه، فيما يخنع ويركع أمام أعدائهم، ولا يتصور عبور طريق القوة والتحرير ضد الأعداء أبدا، تماما كبشار الأسد، الذي ظل يحرس حدود الكيان الغاصب في الجولان، فيما حرك قواته لقتل شعبه.


وعباس عمل -ويعمل- على جر الفصائل الفلسطينية نحو هذا النهج من خلال دعوى "حكومة تكنوقراط"، ومن خلال المصالحة التي تكشّفت عن مشروع سياسي ضمن نهج المفاوضات، كما بين حزب التحرير حين توقيعها.


إن فرض هذه المحددات، هو تجديف بعكس تيار "الأمر الواقع" الذي يفرضه الاحتلال اليهودي، الذي يمرّغ أنوف المفاضين بالتراب في كل مرة، ولا يحفظ لهم ماء وجه حتى في مجرد قبول تجميد الاستيطان، فأي كرامة عند من يصر على هذه المهانة والذلة!


وإن هذه المحددات التي يفرضها عباس "كموقف للشعب الفلسطيني" هي خروج صارخ على ثقافة الأمة وعلى نهجها الذي فرضه الإسلام، وخصوصا عندما يؤكد عباس أنه لن ينزع "الشرعية" عن الكيان الغاصب، وذلك تحد باطل لقول الله سبحانه "وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا".


إن السياسة الوحيدة القادرة على إرجاع فلسطين وحدة حية في جسم الأمة لن تنفّذها أشباه الحكام، ولا جوقة الفضائيات العازفة على ألحان الشرعية الدولية، بل هي من أبسط أعمال دولة الخلافة القادمة التي تحيي الأمة ذكرى هدمها هذه الأيام، فيما تعتبر "الكرازايية" هذا الإحياء، تهديدا لأضلاع مثلثها.

 

الدكتور ماهر الجعبري 

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

إقرأ المزيد...

من أروقة الصحافة قلق مصري من بطء التغيير

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 547 مرات

أبدى خبراء وناشطون مصريون قلقهم من عدم تنفيذ المجلس العسكري للقوات المسلحة والحكومة للوعود التي قطعاها تنفيذا لمطالب الثورة.

واعتبر هؤلاء أن الوعود المقدمة تصطدم بصخرة البطء الشديد مما يثير المخاوف من أن يتحول هذا البطء إلى عبء على ثورة 25 يناير في ظل تحرك فلول النظام السابق، وتجمعهم بمشهد تنظيمي قد يهدد الثورة.


ان الثورة المصرية المباركة , الى الان , لم تنتج تغييرا للنظام , فهي قد عبرت عن تطلع الشعب المصري المسلم للتحرر من النظام المصري البغيض , التحرر من تبعيته للغرب , التحرر من خيانته للامة الاسلامية , التحرر من مواثيقه وعهوده مع كيان يهود الغاصب , التحرر من نهبه لثروات الشعب المصري ... التحرر من الوسط السياسي الموبوء , الا ان ذلك لم يتحقق بعد , وهذا لا يعني عدم تحققه مستقبلا , بل سيتحقق لا ريب , مع زيادة الوعي السياسي لثوار مصر الابطال , وتطهير الجيش من قيادته الخائنة الحاليه واستبدالها بقيادة مؤمنة تنصر الامة الاسلامية وتعيد مجد قطز وبيبرس من خلال تلاحمها مع حملة الاسلام العامل لاستئناف الحياة الاسلامية .


اما البطء الشديد لتنفيذ الوعود , فهذا ما يتوفر في جعبة القيادة العسكرية الان , ليس اكثر من اعمال ترقيعية وتجميلية لوجه النظام عبر محاسبة بعض رموزه وتأديبهم من اجل ارضاء جزءا من مطالبات الشعب والالتفاف على مطالبه واهدافه , وبالقطع فان كل ذلك يحقق الهدف الاساسي لحكام مصر الان , الا وهو اجهاض هذه الثورة وحرفها واخماد فتيلها .


فقد كان من اول تصريحات القيادة العسكرية بعد خلع مبارك هو رسالة التطمينات لكيان يهود بالالتزام بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية , فيهود جبناء , ويدركون معنى انعتاق الشعوب من ربقة الاستعمار , وان ذلك سيؤدي لاقتلاع كيانهم خلال مدة قصيرة , لذلك كان لا بد للقوى الاستعمارية المهيمنة على المنطقة , وامريكا تحديدا , من ان تطمئن يهود على احوال مصر وبقاءها ضمن الوعاء السياسي الامريكي تبعية ... فكان تصريح المجلس العسكري بالتزامه بالاتفاقيات المبرمة مع يهود , وببقاء سفارتهم في قلب القاهرة ...


ان النظام لا يمكن اختزاله بشخص الرئيس وحكومته ووزراءه وابناءه , بل يشمل الدستور والقوانين والوسط السياسي الحاكم والعلاقات المتحكمة بالمجتمع المصري والتبعية السياسية المرادفة لهذا النظام , وغيره , اي ان المطالبة باسقاط النظام تحتاج لاسقاط هذه المنظومة كلها واستبدالها بما هو خير , حتى يتحقق التغيير المنشود , ولهذا فالحالة السياسية في مصر الان تسمح بالاستمرار بالثورة من اجل التغيير , وعدم الوقوع باحابيل الحكام ومن وراءهم , ولا المعارضة السياسية التى لا تخرج بمطالبها عن وعاء النظام الحاكم .


اما الخيرية فهي ما زالت لدى ضباط مصر وثوارها , فاقبلوا على الله سبحانه مطالبين بالتغيير الجذري , وتبرأوا من النظام الحاكم بعموميته , واعملوا للخلافة التي ستعيد مصر الى سابق عزها وسؤددها .


كتبه - ابو باسل

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات خل الذنوب صغيرها وكبيرها

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 919 مرات

خل الذنوب صغيــــــرها
وكبيـرها فهو التـــــقى


واصنع كمـــــــاش فوق أر
ض الشــــوك يحذر ما يرى


لا تحــــقرن صغيـــــرة
إن الجبـــال من الحــصى


إني بليت بأربع يرميــــــــنني
بالنبل قد نصبوا علي شـراكا


إبليس والدنيا والنفـــــس والهوى
من أين أرجو بينهن فكاكا


يا رب ساعدني بعـــــــفو إنني
أصبحت لا أرجو لهن سواكا

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

إقرأ المزيد...

وقفات مع القرآن الكريم إني جاعل في الأرض خليفة

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 941 مرات

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } .

 

بعد أن بيّن الله سبحانه أنه المحيي والمميت وأنه الخالق للسموات والأرض وأنه بكلّ شيء عليم، ذكّر الله سبحانه بالمزيد من نعمه على الناس، كلّ ذلك من باب التعجب والتوبيخ لأولئك الذين يكفرون بالله بعد كلّ هذه النعم التي أنعمها الله عليهم، فبدل أن تكون دافعا لهم ليؤمنوا ويستقيموا يكفرون ويضلون، ومن مزيد نعمه هي التي أنعمها الله على آدم عليه السلام بتأهيله للخـلافة في الأرض. وقد استفسرت الملائكة من الله سبحانه عن هذا الأمر الذي يؤهل آدم للخلافة بدلاً منهم وهم الذين يعبدون الله آناء الليل وأطراف النهار بالتسبيح والتقديس في حين أن بني آدم يفسدون ويسفكون الدماء كما علموا من حالهم التي أعلمهم الله إياها؟! فأجابهم الله بأنه سبحانه اختصّ آدم بنعمة لم يختصهم بها، وكانت تلك النعمة أن علّم الله آدم الأسماء كلها أي المسميات من حيث خواصّ المخلوقات ومدلولاتها ولم يعلمها الله للملائكة حتى يتمكن آدم من استعمال هذه المعلومات لإنشاء أفكار يعمر بها الأرض فتؤهله للخلافة فيها، عندها تبين للملائكة أن آدم علم بفضل الله ما لا يعلمون، وأن أمر الخـلافة لله يضعه حيث يشاء فييسر كلّ مخلوق لما خلقه له، فالملائكة مخلوقون لغير ما خلق له آدم عليه السلام والله يعلم الغيب ويعلم ما يبدون وما كانوا يكتمون.

 

وهنا لا بدّ من وقفة لنتبين كيف تعقل الأشياء وتُدرك وكيف يفكر الإنسان وينشئ أفكاراً جديدة.
إن المتدبر لهذا الأمر يتبين له أنه لا بدّ من توافر أمور أربعة حتى تتمّ العملية العقلية أو الفكرية:
1. واقع الشيء المطلوب إدراكه أو عقله أو التفكير فيه.
2. حواس سليمة عند الإنسان تمكنه من الإحساس بهذا الواقع.
3. دماغ سليم يتم نقل الواقع بالحواس إليه.
4. معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

 

وبتخلف واحدة منها لا يمكن أن يتم عقل أو إدراك أو تفكير حيث هذه الثلاثة بمعنى واحد.
فلو كان هناك واقع جيد مثل كتاب مسطور بخط عربي جيد وعلى ورق مصقول صقلاً جيداً وجميع مكونات هذا الواقع جيدة، ثم قُدّم هذا الواقع لأحد العلماء ممن له دماغ سليم وحواس سليمة، ولكن هذا العالم لا يعرف العربية فإنه لن يستطيع أن يعقل شيئاً مما في الكتاب لعدم وجود معلومات سابقة عنده أي اللغة العربية، وهكذا لو فقد أي عنصر مما ذكرنا.

فإن الله سبحانه قد خلق الإنسان وزوده بخاصية ربط بين هذه الأمور يستطيع بها أن ينتج فكراً أو عقلاً أو إدراكاً للمادة أمامه إذا توفرت عناصر العملية الفكرية السابقة. وينشئ الإنسان أفكاراً متتاليةً بناءً على ذلك.

والسؤال الذي ينشأ هو كيف كوّن الإنسان أول فكرٍ ما دام يحتاج إلى فكرٍ أو معلوماتٍ سابقةٍ لينتج أيَّ فكرٍ جديدٍ؟!

وهنا يعلمنا الله بالآية الكريمة أنه جلّ وعلا قد زوّد آدم بهذه المعلومات السابقة وهي التي مكنته من إنشاءِ أفكار ليستعملها في الخـلافة والإعمار في الأرض، وهي التي استفسرت الملائكة عنها، والتي جعلت آدم مؤهلاً للخـلافة في الأرض دونهم  وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ .

وهكذا فإن التفكير لا يتمّ بدون معلوماتٍ سابقةٍ، وهذا ما يتم عملياً عند بني البشر. غير أن الملاحدة يغالطون أنفسهم بتعريف العقل بأنه انعكاس الواقع على الدماغ ولا يذكرون المعلومات السابقة حتى لا يضطروا للإيمان بأن لهذا الكون خالقاً زوّد آدم بمعلوماتٍ سابقةٍ أنتجت الفكر الأول.
وبالتدقيق فيما يقولون يتبين أن تعريفهم للعقل خاطئ نصاً وموضوعاً.
فمن حيث النصّ لا يوجد انعكاس بين الواقع والدماغ لأن الانعكاس يعني سقوط ضوء على الواقع ثم ينعكس هذا الضوء على الدماغ، وهذا لا يتم بل الذي تمّ إحساس بالواقع، فإن صححنا لهم النص بأن أصبح الأمر إحساس الدماغ بالواقع فإنه كذلك خاطئ لأن الواقع والحواس والدماغ لا ينتج فكراً عن هذا الواقع إلا إذا أضيف لذلك معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

وهم يعلمون ذلك حقّ العلم لأنهم ينتجون أفكاراً عن وقائع الأشياء باستعمال معلومات سابقة تفسرها، يحصلون عليها بوسائل أخرى. لكنهم يغالطون أنفسهم من باب الكفر والعناد والتمادي في الضلال حتى لا ينقادوا للإيمان بالخالق المدبر سبحانه وتعالى .

وعليه فإن تلك النعمة التي تفضل الله بها على آدم فعلمه مسميات الأشياء هي التي أهلته للخـلافة في الأرض دون الملائكة. فسبحان الله على آلائه والحمد لله على جزيل نعمائه

 

إقرأ المزيد...

من إرث مفكرينا وعلمائنا الاوائل الخلافة بين الامس و اليوم

  • نشر في الخلافة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 590 مرات

يقول تبارك وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها, وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها..)


وعد من الله ولن يخلف الله وعده, وبشارة من رسول الله وهو الأمين على الوحي المبلغ عن ربه لا يألو أمته نصحاً - وعد وبشارة تمتلىء بها القلوب اطمئناناً, وتترسخ بها الثقة بالله إيمانا, وتنشرح بها صدور العاملين المخلصين كأنها قاب قوسين أو أدنى.


خلافة بالأمس ملأت الأرض عدلاً, وأفاضت على الأرجاء نوراً, وألبست الكافرين ذلاً وخذلاناً, وطفحت بها قلوب المؤمنين هداية وإيماناً.


والكافرون مع كيدهم وحقدهم يعرفونها كما يعرفون أبنائهم. والمتبصرون منهم يدركون أنها قادمة, وقصار النظر يوهمون أنفسهم ويخادعون شعوبهم بأنهم يعدون العدة لسحقها, وأنى لهم إذا طغى الموج من نجاء أو أد لهم الخطب من رجاء, فمخططاتهم ومؤامراتهم ستذوب أمام الحدث الكبير إذا زلزلت الأرض زلزالها وقامت الخلافة ورفرفت راية العقاب, فسيرتد كيدهم إلى نحورهم ومكرهم إلى صدورهم وتلهب ظهورهم نيران الحسرة وذل الهزيمة ويصْدُق فيهم قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36. فها هو بوش ومن على شاكلته يكتوي حسرة على ما أنفق من أموال عادت عليه بالفشل والهزيمة وعلى جنوده بتمزيقهم وتقطيعهم, إنه لا عدوان إلا على الظالمين. {....... إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3

 

كأنهم ينظرون إلى أمة الإسلام ممثلة في حفنة من الحكام والعملاء نصبوا منهم نواطير على ما يظنونه مصالح لهم, يخرسون الناس ويجلدون ظهورهم, وينهبون أموالهم ومتاعهم, يروعونهم ويضللون أبنائهم وبناتهم, ويحسبون أنهم على شيء وأنهم ظفروا بالغنيمة ليشبع الأوربي والأميركي, ويبقى المسلمون جياعاً يقفون على أعتابهم يستدرون عاطفة العطاء فيهم.


إنهم مع كفرهم وكيدهم وتآمر العملاء معهم وإن تركوا الأرض هامدة والنبت هشيماً فإنما هم كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.
ما درى هؤلاء أن النار تحت الرماد, وأن الماء في مساربه ليبلغ منتهاه يسقى به الزرع وتخضر منه الأرض.


إن الخلافة قادمة والعدل معها, عدل تحيى به الأرض بعد موتها, والخير لديها ينبت به الزرع ويدر به الضرع, سيستبدل وجه الأرض بعد جدبها وستنبت الرجال وتحتضن القادة وتعلو راية العقاب خفاقة على الروابي, تظلل الجيوش الزاحفة نحو المشارق فتعيدها إلى حضن أمها, إلى دمشق أو بغداد أو استانبول بل إلى القدس عقر دارها, وإلى المغارب فتزدهي بلبوس العزة والسيادة وتنفتح أبواب أوربا ليدخلها طارق بن زياد ثانية من بابها الغربي, ويشق محمد الفاتح طريقه ثانية من بابها الشرقي, وتأتي الخلافة الأرض تنقصها من أطرافها ويصدق وعد الله وتتحقق بشارة رسول الله وستبدو مواقف كبيرة ويسجل التاريخ ما سجله بالأمس عندما تسلم قيصر الروم هرقل كتاب محمد صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه إلى الإسلام, قرأه فأقر بالهزيمة قائلاً: والله ليملكن ما تحت قدميّ هاتين, وغادر وهو يردد (سلام عليك يا سوريا سلام لا لقاء بعده).


إنهم ينشرون الشر ويبثون الرذيلة, ويعيثون في الأرض فساداً, ويقولون إنسانية ورحمة إنهم يفتعلون المشاكل ويثيرون الفتن, ويصبون الزيت على نار الطائفية ولهيب القومية ويقولون ديمقراطية.


إنهم -لعنهم الله- يوقظون الفتن فتتراكم, ويوغرون الصدور فتسيل الدماء, وجعلوا من أنفسهم أوصياء على أقوام ضعفاء, ومعهم أولياءهم من الخونة الأدعياء الذين وكلوا حماية ظهورهم لأعداء الله, واستهانوا بأحفاد خالد وصلاح الدين, يحدث كل هذا وأكثر منه في غياب الخلافة, وإبعاد الإسلام عن الساحة السياسية.


واخترقت الخلافة العثمانية أوربا وأدخلت الإسلام إليها من بابها الشرقي إلى بلغاريا واليونان وصربيا وألبانيا وهنجاريا ورومانيا, وحاصرت فينا, وطرقت أبواب روما, وأقامت المساجد والمكتبات ومعالم إسلامية كثيرة, وبسطت سيادتها على بقية ربوع أوربا, حتى كان الملوك فيها يستنجدون بالخلافة لحمايتهم.


في غمرة انهماك الخلافة في هذه الفتوحات وفي فترة الضعف الفكري -والأفكار هي سياج السلطان- التفت بريطانيا على حين غرة إلى مكامن الفتن, فحركت المشاعر القومية, وأثارت النعرات الطائفية, وبرزت الجمعيات والتكتلات داخل دولة الخلافة تنادي بسيادة الطورانية, واستقلال الشعوب العربية والكردية.

وتعاون المتآمرون مع بريطانيا, وأعلنوها حرباً على الخلافة وتقطعت أوصالها, وتسابقوا على ترسيم الحدود لتمزيقها نتفاً صغيرة وسموا كل ذلك وطنية.


غاب الإسلام عن الحياة فغابت الفضائل, وتعطلت الحدود فتفشت المنكرات, وتوقف الجهاد فلبست الأمة الإسلامية لبوس الذلة والمهانة وانسلخ عنها ثوب العزة والكرامة وهانت على الله فهانت على الناس.


عندما نتحدث عن الخلافة زمن الراشدين, فإنما نتحدث عن دولة ناشئة كانت تقاتل على جبهتين وانتصرت على أكبر دولتين, وإذا تحدثنا عنها زمن الأمويين فإنما نتحدث عن دولة كانت تقاتل على أربع جبهات على امتداد المشرق حتى الصين وإلى مدى المغرب حتى الأطلسي. وإذا تحدثنا عن زمن الخلفاء العباسيين, فإنما نتحدث عن دولة مترامية الأطراف ملكت الأرض من أطرافها, واستقرت لها الأمور فلا دولة على وجه الأرض غيرها, إنها دولة العلم والعلماء والفقه والفقهاء, آتت العلوم والمعارف ثمارها وانتشرت المكتبات وأصبحت واحة علم وساحة معرفة, ناهيك عن المفكرين السياسيين والقادة العظام المبدعين.


وإذا تحدثنا عن الخلافة في استانبول, فإنما نتحدث عن قوة لا تضاهى بذت جميع القوى, واخترقت أوربا ونشرت الإسلام في ربوعها.


وأما المماليك فقد طهروا الأرض من رجس الصليبيين وأجهزوا على فلول التتار, فكانوا رجال حرب وقادة معارك.


وهكذا ثلاثة عشر قرناً والخلافة قائمة شامخة وبيضة الإسلام في حمى, والنساء في مأمن, والرعاية متوفرة, والكفرة الأعداء يحيكون المؤامرات ويحضرون للغارات فيرتد كيدهم إلى نحورهم, ويبقى النصر حليف جند الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7,
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }آل عمران160.


وتقوم الخلافة غداً أو بعد غد, ويتحفز أوغاد الفرنجة وعلوج الروم إلى ضربها والإنقضاض عليها. ولكن من أين وكيف؟ هل من البحر أم من الجو؟ نعم أساطيلهم الضاربة تمخر عباب المحيطات, وصواريخهم على منصاتها تنتظر إشارة الإطلاق.


هل ستتحرك سفنهم عن شواطئ الأطلسي أم شواطئ البحر المتوسط؟ أنى لها أن تعبر قناة السويس إلى البحر الأحمر؟ هل ستتحرك من البحر الأسود لتعبر البوسفور والدردنيك؟ هل ستتحرك عن شواطئ أندونيسيا؟ أم من تلقاء تركيا أم المغرب؟


أم هل ستبادر لتحمي آبار البترول في الخليج لتأمين حاجتها الضرورية التي لا تتحرك سفنها بدونها؟


كيف بها وهي تنزل جنودها على شواطئنا فتفاجئنا بانضمام أقطار جديدة إلى جسم الخلافة لترى جنودها داخل طوق محكم؟ لن نرحمهم.

إن الرئيس الأميركي منذ سبع سنوات أعلنها حرباً صليبية ولكن على من؟ وأن جيوشه توجهت زاحفةً نحو المشرق, ولكن أين تقصد؟ هل زحفت لمواجهة جيوش تستعد للقائها؟ هل انقضت على دولة أعلنت الحرب عليها؟ إنها أهداف مخفية لغايات مشبوهة, إنها حرب على الإسلام وأهله.


إنه لم تقارعه دولة, ولم تجابهه جيوش, ولم تغلق دونه الحدود, ومع كل هذا وهو يمتلك البترول, ولكنه أصيب بالهزائم واعتراه الفشل. ما الذي حققه بوش خلال سبع سنوات من حكمه في بلاد المسلمين؟ أين ترسخت قدماه؟ وهل اطمأن قلبه لتحقيق غايته؟ كل هذا والخلافة لم تصل بعد, فكيف به عند قيام الخلافة؟ دولة لها جذور في التاريخ, وفروعها باسقة في السماء, وجندها يستظلون بوعد الله في النصر.


فالهزيمة للكفر وجنوده محققة, والنصر لجند الله المخلصين وعد مؤكد.


إن أمام بوش وبقية أعوانهه من أولياء الشيطان, رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه, رجالاً يثبتون لعشرة أضعافهم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65, يبيتون الليل سجداً وقياماً, وفي النهار يتسابقون إلى نيل الشهادة, يشرون الحياة الدنيا بالآخرة, تذلل لهم مغاليق الأرض, وتفتح لهم أبواب السماء, صعوداً إلى الجنان.


الخلافة ليست مناصب وجاهة, ولا مقاعد حكم, وإنما هي مسؤولية والمسؤولية أمانة, وهي حمل ثقيل إنها رعاية ( الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته) وللخليفة عموم النظر, وعموم السلطان.


وعموم النظر يعني أن الأمة الإسلامية بمشاكلها حمايتها ومصالحها, برعايتها وتأمين حوائجها, وتفقدها وتتبع كافة شؤونها في الحياة: الرعاية والحماية والقيادة والبناء والتثقيف والتوجيه واحقاق الحقوق ورد المظالم ودرء الأخطار كل ذلك وما يتفرع عنه من جزئيات, وما يتستر دونه من خفايا, وما يكمن وراءه من أخطار ضمن مسؤوليته وفي إطار سلطانه.


والخليفة له عموم السلطان: فالسلطان ابتداء للأمة, والأمة بمبايعتها له تنقل هذا السلطان وتضعه أمانة في عنقه, والسلطان هو قوة التنفيذ يعهد إليه تنفيذ الإسلام كاملاً وشاملاً بلا تأن ولا إبطاء, حتى لا تفسد المصالح بتأخيرقضائها, ولا تضيع الحقوق تحت مراوغات المبطلين بإغفالها أو إهمالها.


فعموم النظر يعني عموم الرعاية, وعموم السلطان يعني عموم التطبيق, وعموم الإستقلالت والتصرفات يعني فعلية القيادة وفردية القيادة. وعموم المسؤولية يعني التلبس بالتقوى وخشية الله وهي لبوس تشع منه الهيبة لمركز الحكم وتبعث الرعب في قلوب الأعداء.


ونختم كلمتنا بما بدئت به: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

 


والحمد لله رب العالمين

 

فتحي محمد سليم - أبو غازي

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع